صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 13:54
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
" المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل "في ندوة لمؤسسة كاوا
الهيئة الادارية مؤسسة كاوا للثقافة الكردية
نظمت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية ندوة في مركزها بأربيل عاصمة اقليم كردستان تحت عنوان" المسيحيون العراقيون بين الحاضر والمستقبل "للسيدين بطرس شمعون رئيس الجمعية الثقافية الكلدانية والسيد ضياء بطرس سكرتير عام المجلس القومي الكلداني.
بعد الترحيب بالسادة الحضور والذي ضم نخبة من السياسيين والمثقفين من قبل مقدم الندوة الاستاذ كمال غمبار وذلك بتقديم نبذة موجزة عن واقع المسيحيين في العراق , تكلم الاستاذ بولص شمعون مستعرضا وضع المسيحين بشكل عام موضحا واقع حال المسيحيين في الوقت الحاضر على أنه غير مستقر وذلك بسبب الهجمات الشرسة التي يتعرضون لها من قبل الارهابيين , مؤشرا بانه ليس المسيحيين فقط من يتعرضون الى تلك الحملات الاجرامية لاسباب دينية فحسب وانما هناك ايضا الاخوة الكرد الايزيدييون والصابئة وكذلك الكرد المسلمون وذلك بدوافع عنصرية وبانه تم قتل اكثر من الفي كردي فقط في مدينة الموصل وحدها .
وتذكيرا لهذه الحملة التي يشنها الارهابييون ضد المسيحيين , قد تم استدعائي الى جنيف / سويسرا سنة 2004 لشرح واقع المسيحيين وكاني بهم كانوا يعلمون ماذا سيحدث للمسيحيين مستقبلا , متسائلين هل سيلحق الاذى والضرر بالمسيحيين , فاجبتهم بعدم معرفتي فيما يخبؤ القدر للمسيحيين وبعد ذلك مباشرة بعدة اشهر بدأت سلسلة القتل المنظم للمسيحيين , ليس الا كونهم يدينون بديانة غير الاسلام بدأت من البصرة ومرورا بعدها ببغداد والموصل وكركوك وفي اي مكان تطالهم ايادي اولائك الارهابيين .
ومن هنا اكرر بان وضع المسيحيين غير مستقر وقد شرحنا ذلك للسيد رئيس الاقليم حول المذابح التي نتعرض لها , وووعد من جهته بانه لايقبل اي اعتداء على الاخوة المسيحيين , واستطيع القول هنا باننا في كردستان نشعر بالامن والامان , وقد شكلنا وفدا وتوجهنا الى بغداد وقدمنا مذكرات الى السادة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان ولكن مع الاسف الى هذه اللحظة لم نستلم منهم اية اجابة , وكذلك توجهنا الى الدول الاوربية وشرحنا لهم معاناتنا ولكنهم اجابونا بالوعود التي لم تفعل شيئا , وكذلك تقدمنا بمذكرة الى السيد رئيس الاقليم حول مطالبنا وقد تسلمنا الاجابة خلال 24 ساعة واعدا بما فيه الخير في مصلحة شعبنا المسيحي واقول مختصرا بان الارهابيين يلاحقون اخوتنا في جميع العراق وفي اي مكان تطالهم اياديهم الاجرامية .
السيد ضياء بطرس من جهته تطرق في كلمته بان العراق يتكون من اطياف ومشارب متعددة قوميا ودينيا ومذهبيا وقد تعرض المسيحييون منذ عام 1958 الى القمع والقتل , وكانت الحملة الشرسة بدات منذ عام 1963 وكانت مستمرة الى حين رحيل النظام الدكتاتوري حيث تأملنا بالخلاص من المعانات التي يعيشها المسيحييون وخاصة بعد تثبيت النظام الفدرالي ووضع دستور جديد للعراق ونهج ديموقراطي للعيش المشترك بين جميع مكوناته على اساس العراق الجديد وسياسة جديدة , والتخلص من النظام القديم الذي صادر حق الجميع في العيش بحرية وكرامة , ولكن مع الاسف لم تمضي فترة قليلة حتى تعرض المسيحييون الى عمليات القتل والتهجير ابتداء من البصرة , كما أشار بان تلك العمليات الاجرامية في البصرة لم تكن لاسباب دينية بحتة وانما لاسباب اقتصادية أيضا , حيث ان الميليشيات هي التي بدأت بقتل المسيحيين وبعدها كانت المجاميع الارهابية والتي بدأت من بغداد عام 2004 ومن ثم الموصل عام 2005 حيث استدعت عمليات القتل بتهجيرهم الى اقليم كردستان وليس آخيرا بعد الانتخابات الاخيرة كان القتل المروع في بغداد وجريمة كنيسة النجاة .
المسيحيون بطبيعتهم كشعب كلداني اشوري سرياني شعب مسالم لم يمارس في أي يوم القتل ضد جيرانه وانما كل مايطلبه هو العيش بسلام وأمان والعيش المشترك ولكن مع الاسف فان اولائك القتلة يرفضون حتى العيش المشترك .
السؤال المطروح هنا هل قتل المسيحيين في العراق هي لاسباب دينية ؟
استطيع القول بان الاسباب هي سياسية بالدرجة الاولى وما السياسات المتبعة بحق المسيحيين مثلا في بيع المشروبات الروحية او تمليك العقارا ت التي يملكها المسيحييون بممارسة الضغوطات على المسيحيين من تهديدهم بالتهجير او بالقتل لاجل بيع عقاراتهم واملاكهم , فهذه ليست سوى سياسات منظمة الغرض منها تفريغ العراق من المسيحيين وهجر اماكن تواجدهم في بغداد والموصل والاماكن التي يقطنونها .
ومثالا هنا اذا لم تكن المسالة سياسية فلماذا لايمكن تطبيق تلك الاجندة في كردستان.
مضيفا بانه هنا في كردستان يوجد النظام والقانون والكل يعيش بوئام وأخوة وتعايش سلمي , بطبيعة الحال لاننكر ارهاب تنظيم القاعدة والذي لايمكنهم الوصول الينا هنا في كردستان ,
معقبا بان قيام النظام السياسي الجديد في العراق كان على حساب الضريبة التي سدد المسيحييون فاتورتها من دماء ابناء شعبنا وذلك بعدم تحقيق الديموقراطية المنشودة وتراكم المشاكل التي تعاني منها الحكومات المتعاقبة بعد التخلص من النظام البائد .
اما بالنسبة لموضوع الخارج وخاصة الدول الاوربية وخاصة المانيا وفرنسا فقد شجعت هجرة المسيحيين , ولكن هذا لن يكون الحل وبان يكون العراق من دون المسيحيين , لان ثقافة العراق ومنذ الاف السنيين هي الثقافة والحضارة المسيحية ويعيش العراقييون بمحبة وبمودة واخوة وسلام واذا كان هناك من جدية لايجاد الحلول لنا فانه يمكن مساعدة العراق كدولة ديموقراطية يراعى فيه حق الجميع .
ومن هنا اتوجه بالشكر الى الاخ مسعود البارزاني وذلك بتوجيهه النداء لاجل حماية المسيحيين ودعوتهم للعيش في كردستان, وكل من لايروم العيش في العراق العربي فان كردستان ملك له وبان لايهاجروا الى خارج العراق وبان لايتوجهوا الى بلدانا اخرى , فشعب كردستان يرحب بهم بكونهم اخوة يجمعهم تاريخ ووطن مشترك , وهذه هي البعض من الوقائع التي تثبت صحة مقولتنا هذه , ففي اربيل نزح اليها مؤخرا أي بعيد الحملة الأخيرة اكثر من 975 عائلة مسيحية وفي دهوك 450 عائلة وفي السليمانية 350 عائلة واكثر من 3000 شخص فقط نزحوا بعد مجزرة كنيسة النجاة .
ولكن مع الاسف فان الحكومة المركزية لاتقدم اي مساعدة لهؤلاء المهجرين او تسهل معاملاتهم بالاضافة الى وجود مشاكل كثيرة من سكن وتسهيل المعاملات الادارية حتى البطاقة التموينية لاتسهل اجراءات انتقال معاملة حاملها من مكان الى اخر.
وبشكل عام يجب على الحكومة المركزية ايجاد حل للمسيحيين لانه لايمكن للامور ان تبقى هكذا معلقةومن دون حل يحفظ حقوق المسيحيين .
وبالنسبة لحركتنا السياسية فاننا توصلنا الى حلول متفقة بين جميع المكونات المسيحية وذلك بعقد اجتماع ضم الجميع في تقديم مطالبنا الى الحكومة المركزية لاقامة محافظة للمسيحيين وقدمنا كذلك بمذكرة الى رئيس اقليم كردستان .
والسؤال المطروح هل ان تشكيل محافظة في سهل نينوى هو الحل لمشكلة المسيحيين في العراق؟
اقول نعم هو الحل الامثل الان للمشكلة وستكون تلك المحافظة المتنوعة في سهل نينوى مثالية في العيش المشترك مع الاقوام التي ستشاركنا بها ونحن لانطالب بان تكون فقط للمسيحيين وانما يكون لكل مكانته وتواجده فيها بحكم كونه عراقي وستكون مبعث عودة الكثير من المسيحيين الذين هجروا من العراق وجلب الاستثمارات الخارجية .
ولكن مع الاسف فان الحكومة العراقية لاتستجيب لمطالبنا ودعواتنا هذه وهم يرون المسيحيين بانهم مواطنين من الدرجة الثانية وليس لهم الحق في الحياة وينتظرهم القتل والتهجير والممارسات الغير انسانية .
نحن نامل بان يكون نظام الحكم في العراق نظاما ديموقراطيا لان النقيض من ذلك لايمكن بان نحصل على حقوقنا المشروعة بالرغم من اننا لانأمل الحل والحلول الشافية من الحكومات وانما الحل هو من الشعب , وذلك بخلق ثقافة لكي يعيش الشعب العراقي باجمعه بسلام ووئام وازالة الخلافات ونبذ النعرات , ولكن مع الاسف لازالت تلك الثقافة القديمة في الغاء الاخرين موجودة في مخيلة الكثيرين ولكن تبقى جذور التعايش والاخوة قائمة بين ابناء الشعب العراقي .هذا وقد شارك الحضور بالمداخلات والمناقشات الواسعة والعميقة كما تمت التغطية من وسائل الاعلام الكردستانية .
هولير – 1 / 02 / 2011
الهيئة الادارية مؤسسة كاوا للثقافة الكردية
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟