صباح حسن عبد الامير
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 13:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يتتبع الناس اليوم بشغف كبير اخبار الانتفاضات الشعبية في تونس و مصر ، و أكثرهم تتبع الان الحكومات العربية لان جميعها لهم مع جماهيرها بون كبير بين ما قدموه من وعود و مبادئ و بين واقع الحال ، و رغم ما سمعناه من مضاهر التأييد و المناصرة من الناس هنا فقد فوجئنا بان هذه الجموع التي بدات مراسم الاحتفال في عاشوراء اللذين جاءوا الى كربلاء لنصرة و تاييد ثورة الحسين ( ع ) و أصحابه الشهداء ، و رفعت لافتات تشير الى الشعار ( هيهات منا الذلة ) ، والتي على مدى الشهرين تتجعفل في كربلاء ، تبدأ طقوس البكاء و النحيب و اللطم و شج الرأس و ضرب الزنا جيل على الظهر و بصورة تقرب من الوحشية و جلد الذات و بين هذا و ذاك تتناثر الاموال هنا و هناك و تقام موائد الطعام ببذخ ملحوظ على حب الحسين !!!! ، تضخ الدولة و المؤسسات الدينية و و مترفي التجار و الأغنياء على هذه المراسيم لديمومة بحر الدموع و الغذاء الذي سيدر عليهم المزيد من الأموال لملئ جيوبهم ثانية و هذه الجماهير الكبيرة ( في مواسم الزيارات ) تأتي باكية الحسين مناصرة له و بقيادة وعاظ السلاطين و جهلاء المنابر متغافلة عن قصد و تصميم أن الأمام الحسين وصحبه الميامين ثاروا في سبيل الحق و قدموا دمائهم درسا للحفاظ على المبادئ و صونها و هم لا يريدون البكاء بل الثورة ’ ثورة الناس ضد مستغليهم ، ضد من يمتهن كرامتهم و يسرق أصواتهم الانتخابية ليغنى و يزيد من طمعه و يترك هذه الجماهير الباكية وسط أزمات البطالة و الفساد و الخدمات الرديئة من نقص في الكهرباء و الماء الصالح و الحياة الكريمة ، أن الحسين يريد من مناصريه الدق على أبواب الظالمين و هز عروشهم بدل من البكاء و اللطم و شج الرؤوس و ما حركات الثورة ألان في تونس و الجزائر و مصر و اليمن ألا امتداد لثورات و صيحات غضب للحسين ( ع ) و كل الثوار على مدى التاريخ و لكننا نحن أصحابه هنا رضيتا الذلة في العيش و المسكنة على اللذين ضحكوا علينا و أبقونا في أزمات البطالة و الفساد و قمع الحريات ناعبين باكين مستكينين !!!!!!!
حدثني احد الناس البسطاء أنه كان مع أصحابه يطبخون كل يوم لمصاب الحسين و كان يبكي أثناء الطبخ متذكرا أيام الأمام الصعبة في كربلاء و كان يصيح كلنا فداء للحسين و يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما ، و من شدة التعب نام بعض سويعات فحلم بأنه مع الأمام الحسين ( ع ) في كربلاء و هو و أصحابه يحاربون جيش الظلم الأموي و هم يتساقطون مضحين و بقي الأمام الحسين وحده فنظر إليه ليتقدم فخاف و كان جوابه قبل ان يستفيق (( عفوا أمامي أنا مع الطباخين ..... )) .
#صباح_حسن_عبد_الامير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟