أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق















المزيد.....

بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنفرد (ظاهرة تونس) بكونها استخدمت للمرة الأولى في العالم العربي أسلوب (الفن الشعبي) للاطاحة بالحاكم.لم تكن هنالك دبابات ولا طائرات ولا بيان أول..بل دراما سياسية بطلاها قوتان:سلطة الشارع وسلطة الحاكم..شهدت في ثلاثة أيام ثلاثة رؤساء جمهورية:زين العابدين والوزير الأول ورئيس البرلمان..انتهى فصلها الثالث بفرار الحاكم مذعورا من هول المفاجأة مستجيرا من شعبه بالسعودية..التي ليس من الهين عليها أن ترفض "دخالة" من التجأ اليها بعد أن رفضته فرنسا ومالطه وتخلت عنه من أتت به الى كرسي الرئاسة..امريكا.



والمشكلة في (شين )العابدين هذا ومن قبله صدام حسين، أنهما انما فهما السلطة بسيكولوجيا الخلافتين الأموية والعباسية..الحاكم فيها امتداد للخليفة..وعمدا الى ابتكار وسائل حديثة تبقيهم في السلطة الى ألأبد.



والخلل في تفكير هذين الحاكمين المستبدين اعتقادهما الجازم بأن الذي يمكّنهما من السلطة أمران:السيطرة الأمنية والثروة..وهذا ما فعله زين العابدين،على غرار سابقه صدام، بأن أحكم سيطرته على قوى الأمن والشرطة ووظف خبرته كضابط أمن ووزير داخلية سابق بكل ما يمكّنها أن تجعله ينام قرير العين..فيما استولى وعائلته والأقربون على المصدر الرئيس للثروة..السياحة،فامتلكوا كل وسائلها.. من شركات الطيران الى سيارات الأجرة.

كان يعتقد،حين استولى على الحكم قبل 23 عاما،ان الناس هم الناس..لم يفكر أن جيلا من الشباب قد ظهر،وأن قيما جديدة استحدثها التطور والتفاعل الحضاري اليومي عبر شعوب القارات. وغباؤه أنه لم ينتبه الى ظهور وسيلة جديدة لأسقاط الحكم غير الوسائل التقليدية،هي التكنولوجيا. فالمعروف عن الشعب التونسي أن ثلثه تقريبا يستخدم الأنترنت،وأن الاتصال بين التونسيين في الداخل والخارج يتم بسرعة اللحظة عبر المواقع الالكترونية المحلية والعالمية..فيما كان على يقين أن اسقاط النظام يحصل فقط عبر انقلاب عسكري..ولهذا حيّد الجيش وهمّش دوره لدرجة أنه حين استنجد به لحمايته أجاب أحد الضباط الكبار: ليس باستطاعتنا ان نفعل شيئا لنظام نصفه ضعيف ونصفه الآخر محتقر.



واللافت للعراقيين(وهنا عتب للعرب) أن حدث تونس أثار تعاطفا أخويا من كل العرب نحو الأشقاء التونسيين..وهو أمر جميل،لكن غير الجميل أن العرب ما أبدوا مثل هذا التعاطف نحو أشقائهم العراقيين..مع أن (شين)العابدين هذا ،في فصيل الطغاة، ليس سوى ضابط صغير أمام الجنرال صدام حسين..ولو أنه امتلك عشر قسوته لحصد التونسيين في انتفاضتهم عليه كما حصد العراقيين صدام في انتفاضة آذارعام 91 بين آلاف سفك دماءهم وعشرات الآف دفنهم تحت الأرض!.بل أن كثيرا من العرب هالهم أن ستين شهيدا تونسيا سقطوا في ثلاثة أسابيع، وما هالهم ستون شهيدا عراقيا سقطوا بيوم واحد هو 17/1/2011 وبمدينة عراقية واحدة هي تكريت،تبعهم خمسون شهيدا بيوم واحد (19/1/2011) وبمدينة واحدة هي كربلاء!

لقد قلنا في مقال سابق نشر يوم 21/1/2011 أن رياح التغيير التي انطلقت من بغداد وتوجهت نحو تونس..ستتوجه نحو بلدان أخرى..وهاهي تجتاح مصر في 25/1/2011 ،فما الأسباب التي تجمع مصر بتونس؟

سببان رئيسان لهذه العاصفة الشعبية:الفساد والبطالة.

فمشكلة من يتولى الحكم في المنطقة العربية انه يفكر في البقاء فيها الى ان يخرف ،كحبيب ابو رقيبه،أو يورثها قبيل أن يخصه عزرائيل بالزيارة.ولضمان ذلك فأنه يتوصل الى المعادلة الآتية:الوصول الى السلطة يؤدي الى امتلاك الثروة،والحصول على كليهما يضمن ديمومة البقاء في الحكم.ولتدعيم ذلك فانه يعمد الى تأسيس حزب او تنظيم يجمع فيه من تتوافر به أربع صفات :حب الثروة والطاعة والنفاق وفساد الضمير. ولأن هؤلاء يتبوئون المراتب العليا في الدولة فانهم يصابون بنفس حالة ولّي نعمتهم ..امتلاك الثروة والعظ بأسنانهم على السلطة.

ومع أن هذه المعادلة تحقق توقع من آمن بها فانها تفرز نتيجة حتمية بمرور الزمن هي ان انفراد فئة قليلة بالثروة والوظيفة يؤدي الى تفشي الفساد في النظام وبطالة جماهير.وحين يدرك وعي الناس أن مشهد الحياة يريهم فئة قليلة متخمة بالثروة وتمتلك كل وسائل الرفاهية ،وغالبية مطلقة تعيش حياة الفقر والبؤس والحرمان،وحين يقدح الشارع شرارة الاحتجاج فان لهيب ناره تنتشر في الشوارع الفرعية باحياء الفقراء..واذا ثار الفقراء والمحرومون وتوحدوا بسلوك جمعي فلن يوقفهم أحد ..لأنهم سيكونون أمام خيارين:اما أن يسحقوا أكثر اذا ما انهزموا ،او يتحرروا ويعيشوا بشرا كالآخرين.

والواقع أن أعلى نسبة للبطالة في تونس بلغت في السنة الأخيرة 14% وهي اقل منها بكثير مقارنة بمصر،ونسبة الفساد فيها ايضا اقل.. لكنهما كانتا كافيتين لصنع دراما الثورة الشعبية في البلدين. وهذا يعني أن جرس الانذار،الممتدة بعض أسلاكه عبر المواقع الألكترونية، قد تهيأ في العراق الى أن يدق مصحوبا بصوت يردد:

ان الفساد والبطالة يمكن ان يطيحا حتى بالنظام الديمقراطي ،وأن العراق هو أفسد دولة عربية بعد الصومال ورابعها في العالم،وأن نسبة البطالة فيه أضعاف ما هي عليه في تونس ومصر.وأن أسباب الدراما العراقية مكتملة..والمسألة تتعلق بزمن انفراج الستارة عنها ما لم يعاد صياغة السيناريو بما يعالج التباين الحاد بين قلّة استلمت السلطة فأثرت وتنعمّت وترفّهت"*"، وكثرة مطلقة قد يدفعها تزايد تذمّرها الى أن تخرج الى الشارع في تظاهرات تلعن فيها ديمقراطية أتعستهم وزادتهم شقاءا..مع أنهم في أغنى بلد في العالم!.



"*":


قرأت في أكثر من مكان أن تخصيصات الرئاسات الثلاث فاقت مجموع التخصيصات لقطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات والبيئة والعلوم، معا، للسنوات من 2006 إلى 2011 . وأن التكاليف التشغيلية لمجلس الوزراء والنواب ورئاسة الجمهورية ضعف التكاليف التشغيلية لقطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات والبيئة والعلوم مجتمعة. وأن 12 مليار دولار،فرق سعر النفط لعام 2010،لم يدخل في الموازنة.ولم يصدر اي تعليق من الحكومة بخصوص ذلك..ما يعني أنها صحيحة، سيما وأن وكيل السيد السيستاني انتقد في خطبة الجمعة 28/1/2011 نواب البرلمان لضخامة ما يتقاضون متهما عددا منهم بالاستيلاء على رواتب مخصصة لحماياتهم بأسماء وهمية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق