أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد حسنين الحسنية - كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية















المزيد.....

كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 14:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعد أن قام نظام مبارك - الذي لازال يقاوم السقوط - بقطع الإنترنت ، قررت الإقلال من كتابة المقالات الموجهة للشعب المصري الحر ، و الشجاع ، الذي أفخر بكوني واحد من أفراده .
و خلال الوقت الذي توزع بين معاودة جهودي لمغادرة رومانيا ، و بين متابعة الأخبار في مصر ، رأيت إنه لا بأس من تخصيص بعض الوقت لمحاولة تصحيح الرؤية التي ينقلها الإعلام الروماني عن الثورة المصرية ، أو على الأقل إضافة نوع من التوازن عليها .
التوازن بصفة عامة مفقود في معظم القنوات الإعلامية ، فهي دائما منحازة لأحد الأطراف ، و إن إختلفت درجة نجاحها في تغطية ذلك الإنحياز بثوب الحيادية ، و المصداقية ، و التوازن ، و ما إلى ذلك .
التلفزيون الرسمي الروماني واحد من تلك القنوات ، التي يشوب تغطيتها شائبة الإنحياز ، و الإنحياز هو بالطبع لنظام مبارك ، و ليس للشعب المصري .
القارئ المتابع لكتابات كاتب هذا المقال يعلم لماذا .
رومانيا لازالت محكومة بجهاز الإستخبارات ، بسبب عدم إستكمال الشعب الروماني لثورته ، التي أطاحت بتشاوشيسكو ، و لم تطح بالنظام الذي أسسه تشاوشيسكو .
في هذا الموقف أرى أن أستعير قول أحد المتعاونين مع الإستخبارات الرومانية ، و نظام تشاوشيسكو ، واصفا كيف حكموا رومانيا بعد ثورة 1989 : نحن نذهب ، و نحن نأتي .
يذهب ، أو يختفي من على الساحة ، أشخاص منا ، ليحل محلهم أشخاص منا .
إذا تغيرت اللافتات ، و تتغير الوجوه ، و لكن الجوهر واحد ، سيطرة كاملة للأمن على الحكم ، و لهذا حذرت شعب تونس الشقيق ، في مقال سابق ، من أن يسمح بأن يحكمه إليسكو تونسي ، أي شخص جاء من النظام القديم .
رغم علمي بكل تلك الحقائق ، و علمي بأن التلفزيون الرسمي الروماني تحت سيطرة المخابرات الرومانية ، و لكني قررت المحاولة ، و قمت بإتصالات بعدد من محطات التلفزيون ، منها الرسمي ، و الخاص ، عارضا عليهم عرض وجهة الشعب المصري ، لتوازن الإنحياز البادي لنظام مبارك .
بالأمس ، الحادي و الثلاثين من يناير 2011 ، إتصل بي شخص من التلفزيون الرسمي الروماني ، من القناة الأولى ، طالبا إجراء حديث ، و طلبوا إجراء حديث أولي غير رسمي عبر الهاتف .
الحديث الأولي كان أهم ما جاء فيه هو الأسئلة التالية ، و التي أرفقها بإجاباتي :
سؤال عن جماعة الإخوان المسلمين في المستقبل ، و ما رأيك في مشاركتها في الحكم ؟
الإجابة : جماعة الإخوان جزء من التركيبة السياسية المصرية ، و في عصر الديمقراطية لا يمكن إستبعاد جهة ما قررت الإلتزام بالمعايير الديمقراطية ، فإن إلتزمت بتلك المعايير كما تلتزم بها الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا ، فمرحبا ، و ألمانيا بالمناسبة يحكمها حزب ديمقراطي مسيحي ، أما إن قررت عكس ذلك ، فليتأكد الجميع أن الشعب المصري سيقاومها ، و سيقاوم أي جهة تريد تأسيس نظام ديكتاتوري ، لأن الشعب المصري أصبح يمقت الديكتاتورية ، و لن يقبل بأي نوع من الديكتاتورية مرة أخرى .
مصر تتسع لجميع المصريين ، و ساحة العمل السياسي في عهد الديمقراطية تتسع لكل من يقبل بالديمقراطية ، قولاً ، و فعلاً .
سؤال : ما موقف حزب كل مصر من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ؟
الإجابة : نحن نقبل بتلك المعاهدة ، و نحن نرغب في الحفاظ على السلام مع كافة جيران مصر ، السودان ، و ليبيا ، و إسرائيل ، و السلطة الفلسطينية - التي نتمنى أن تصبح دولة - لأن لنا حدود مع غزة ، و هذا واضح في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر .
سؤال : كم هو عدد أعضاء حزب كل مصر ؟
إجابة : لا يمكني الإجابة لأسباب أمنية .
سؤال : هل يشارك حزب كل مصر في الثورة الحالية ؟
إجابة : هذه الثورة أسهم حزب كل مصر في صنعها بدور كبير ، و الحزب يفخر بذلك ، و إن تجاهلت دوره كافة وسائل الإعلام ، فنحن - كحزب - كنا أول المنادين بالثورة الشعبية السلمية ، و وضعنا تلك الثورة كأول هدف في وثيقتنا الأساسية ، و هي الوثيقة التي خرجت للعلن في أكتوبر 2007 ، و ظللنا نعمل ، و نعمل ، من أجل تلك الثورة ، غير مبالين بالمخاطر ، و غير مستمعين للتهديدات ، بينما كان الأخرين خائفين ، جالسين في بيوتهم ، أما عن المشاركة ، فأعضاء الحزب يشاركون حاليا في الثورة ، بأسلوب حضاري ، و سلمي تماما ، بل و يتصدى أعضاء حزب كل مصر لكل محاولات جر الثورة للعنف ، الحزب يريد ثورة سلمية حضارية يفخر بها المصريين ، فنحن ننتمي لأول شعب عرف الحضارة ، الشعب الذي علم العالم الكتابة ، و أساليبنا كلها سلمية ، حضارية ، تعبر عن حضارة مصر التي لم تنقطع طوال 7000 عام .
سؤال : هل لك إتصال بأعضاء إتحاد المصريين في رومانيا ؟
إجابة : لا ، و ذلك الإتحاد مخترق من نظام مبارك ، مثل معظم إتحادات المصريين بالخارج ؟
سؤال : هل لك علاقات مع رومانيين ، و ما رأيك في الشعب الروماني ؟
الإجابة : لا ، و الشعب الروماني شعب طيب ، و إن كان له رأي سلبي عن العرب ، خاصة بعد غزو العراق ، ربما بسبب التغطية الإعلامية السيئة ، و لكن أستطيع أن أقول الأن أن نظرة الشعب الروماني للعرب تحسنت الأن بفضل الثورة ، فقد أدرك الشعب الروماني إننا مثله ، و مثل بقية شعوب العالم ، نتوق للديمقراطية ، و العدالة ، و الرفاهية ، و لسنا إرهابيين ، و تفجيريين إنتحاريين .
سؤال : هل تشعر بالأمان هنا ، ألا تخاف على نفسك ؟
الإجابة : أولا : لو أراد الله أن أموت اليوم فسأموت .
ثانيا : هناك ملاحقات من جهاز الإستخبارات المصري ، و أفضل أن أصفه بجهاز إستخبارات نظام مبارك ، لأنني لست ضد وجود جهاز إستخبارات حقيقي ، أي دولة تحتاج لجهاز إستخبارات ، مثلما تحتاج لجيش ، لحماية نفسها ، و لكني أصفه بإستخبارات نظام مبارك لأنه يعمل ضد إرادة الشعب المصري ، و بخصوصي فأنا أعلم أن للجهاز المعني عملاء مصريين ، و عرب ، يسرحون في رومانيا بحرية مطلقة ، و أن ذلك الجهاز يلاحقني بواسطة أولئك العملاء ، و هناك أيضا ملاحقات ، و مضايقات ، من جهاز الإستخبارات الروماني ، و هناك ما يدل على تعاون وثيق بين الجهازين ، و أعرف إنه سيتم إلصاق إغتيالي - لو تم - بأحد التيارات ، و لكني لا أخاف الإغتيال ، و هناك من سيفتح ملفي ، بإسلوب قانوني سلمي ، و لو بعد سنين ، ليسأل : من قتله ؟ لأن العالم تغير ، و الجرائم من ذلك النوع لم تعد تطمر تحت تراب النسيان .
لهذا دائما أقول لزوجتي عندما تعتريها مشاعر الخوف على حياتي : السيد باسيسكو - رئيس رومانيا - مسئول عن سلامتي ، كنوع من الفكاهة .
التهديد بالإغتيال ، أو التلويح به ، لن يوقف نضالي ، و في هذه الأيام هناك من يموت رميا بالرصاص الحي في أنحاء مصر .
هذا أهم ما دار عبر الهاتف ، كحديث غير رسمي ، و يفترض إنه غير مسجل ، بعد ظهر الأمس ، الحادي و الثلاثين من يناير 2011 .
و قد تم التسجيل في مبنى التلفزيون الروماني الرسمي مساء نفس اليوم ، و لكن قبل أن أتطرق للحديث المصور أرى ضرورة و أنا أذكر في هذا المقال ، الذي أكتبه في صباح اليوم التالي للإتصال ، و التسجيل ، أي في الأول من فبراير 2011 ، و قبل أن يبث اللقاء - و الذي لا يمكن إعتباره في الحقيقة لقاء ، لأن المذيعة لم تلتقط الكاميرا وجهها - إنه لن يبث كاملا ، كما علمت ، ردا على إستفسار لي ، و إنما مقتطفات ، و هذه المعلومة هامة ، لأن الإكتفاء بمقتطفات ، و فقرات ، هي أفضل وسيلة ، للي المعاني ، و تحريف حقيقة ما ذكر .
الأسئلة في اللقاء لم تخرج كثيرا عما دار في الإتصال الهاتفي ، و لكن بشكل أكثر خبثا ، بحيث ظهرت مراميهم ، و هنا بعض الأمثلة :
سؤال : هل تعتقد أن المؤامرة سوف تصل لبلدان أخرى ؟
الإجابة : إنها ليست مؤامرة ، المطالبة بالديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، و الكرامة ، و العدالة ، و الرفاهية ، ليست مؤامرة .
نحن مثل غيرنا من الشعوب ، نريد تلك المطالب ، و هي مطالب عادلة .
لهذا سأجيب بإعتبار إنك تتحدثين عن المد الديمقراطي في العالم العربي ، و ليس المؤامرة ، نعم هناك دول مرشحة بقوة ، لذلك ، لأن تركيبة المجتمع مشابهة ، و الأن هناك مظاهرات السودان ، و السودان سبق أن عرف الديمقراطية لأكثر من مرة ، كان أخرها مع ثورة 1985 ، و التي إنتهت مع إنقلاب البشير في 1989 ، و السودان في ذلك افضل من مصر التي لم تعرف الديمقراطية منذ 1952 ، و اليمن يتظاهر ، و الجزائر مرشحة بقوة لأن تلحق بقطار الديمقراطية .
أريد أن أقول للغرب ، لا تخف من ديمقراطية مصرية ، نحن عرفنا الديمقراطية من قبل ، لمدة ثلاثين عاما تقريبا ، لا تصدق مبارك ، فنحن أهل للديمقراطية ، و نحن قادرين على أن نسترد ديمقراطيتنا ، و لن تستطيع قوة خارجية وقفنا ، فلا أعتقد أن أي قوة في الخارج سترسل جيشها ليغزو مصر ، ليثبت نظام مبارك في الحكم ، في إشارة مني لقصة توفيق مع عرابي .
سؤال : ما رأيك في البرادعي ؟
إجابة : شخصية جيدة ، و أنا فخور به كمصري لمنصبه الذي شغله ، و لأنه حائز على جائزة نوبل ، و لكن أخاف أن يصل لحل وسط مع النظام ، لقد كنت أخاف أن يقبل منصب رئيس وزراء ، أو نائب رئيس ، لو عرض عليه ، و قد ذكرت كل هذا في مقال منشور .
سؤال : هل تعتقد أن ذلك كان ممكن ؟ سألت بإستغراب .
إجابة : كان ممكن لو أن مبارك شخص ذكي ، و لكن حمد لله إنه غبي .
سؤال : هل سيخون الجيش مبارك ؟
الإجابة : إنها وطنية ، وطنية ، و طنية ، أنا أعيدها ، الإطاحة بمبارك وطنية ، و ليست خيانة ، و قبل أن يتحرك الشعب ليطيح بمبارك ، يجب أن نذكر أن الجيش المصري حاول الإطاحة بمبارك عدة مرات خلال الثلاثين عاما الماضية .
لكننا نريد الإطاحة بمبارك بثورة سلمية .
سؤال : ماذا عن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ، و ماذا عن حماس ؟
الإجابة : الشعب المصري يريد السلام ، و نحن في حزب كل مصر من أهدافنا المحافظة على السلام ، على أن نكون على قدم المساواة مع الأخرين ، لأننا نريد أن نبني مصر الوطن ، و المواطن ، ثلاثين عاما من التخريب الرسمي ، و المتعمد ، أتت على كل شيء في مصر ، تقريبا ، التعليم تدهور ، و الصحة ، و الإقتصاد ، أيضا ، و غير ذلك .
الشعب ، و كما سجل الإعلام العالمي ، لم يهتف بأي شعار يدعو للحرب .
أنا متأكد إنه لو تم عمل إستفتاء الأن على معاهدة السلام ، أو في المستقبل القريب ، فإن الشعب المصري سيجيز المعاهدة ، لأنه راغب في السلام ، و يتطلع لإعادة بناء مصر ، و يتطلع للرفاهية ، و قد تبين عقم الحرب للجميع ، حتى حماس أعتقد إنها تبينت ذلك بعد حرب غزة ، 2008 ، و قد سبق أن دعوت حماس في مقالات ، لأن تركز على بناء غزة لتصبح مثل جيد لتيارها ، أمام شعوب المنطقة ، و العالم .
نظام مبارك يتفاهم مع حماس ، و على إتصال بها ، و إسرائيل على إتصال بها بشكل غير مباشر ، في أضعف الأحوال ، و عندما نصل للحكم كحزب ، بالتأكيد سيكون هناك إتصالات معها لأن غزة على حدودنا .
سؤال : إذا أنت على إتصال مع حماس ، و الإخوان ، حماس مسجلة على إنها منظمة إرهابية ؟
إجابة : لا ، أنا لست على إتصال بحماس ، و لا بالإخوان عموما ، لا الأن ، و لا من قبل ، إجابتي واضحة : لا .
سؤال : هل أنت على إتصال بأحد هنا في رومانيا ، أو في أوروبا ؟
إجابة : لا ، لست على إتصال بأحد في رومانيا ، و لا في أوروبا ، أنا أكتب ، و أحيانا هناك من يرد بمقال ، و أحيانا أعلق بمقال على ما قاله ، أو كتبه ، الأخرون ، هذه طريقتي في التواصل ، و كل شيء في العلن .
سؤال : كم هو عدد أعضاء حزب كل مصر ؟
إجابة : أرفض الإجابة ، و لكننا نعمل بشكل سلمي تماما .
سؤال : تقول أن مبارك دمر مصر ، كيف ؟
إجابة : مبارك لم يحب مصر يوما ، و قد دمر مصر بتعمد ، ليسهل له حكمها ، و أهم تدمير هو تدمير التعليم .
سؤال : أفهم من ذلك أن الشعب المصري شعب غير متعلم .
إجابة : نحن شعب الحضارة ، الشعب المصري يحب العلم ، و يحرص على التعليم ، و لكن عندما لا يضخ نظام مبارك ما يكفي من الأموال في قطاع التعليم فأن التعليم سيتدهور ، و مرتبات المعلمين ضئيلة ، لا تكفي ، فيلجأ المعلمون للبحث عن وظائف ثانية ، تصوري معلم يعمل وظيفتين ، كيف يكون حاله في الصباح ، لقد أصبحت الأسر المصرية أكثر إعتمادا على نفسها في تعليم أطفالها ، و في هذا ضغط كبير عليها .
اريد أيضا أن أصحح نظرة الشعب الروماني عن الشعوب العربية ، فالشعب الروماني يتصور للأسف إننا شعوب همجية ، جاهلة ، و هذا غير حقيقي ، بدليل أن العالم أجمع يعرف الدور الذي لعبته مواقع التواصل الإجتماعي في هذه الثورة ، و لن يستطيع إستخدام تلك المواقع أشخاص أميين .
سؤال : ما رأيك في الشعب الروماني ؟
إجابة : شعب طيب ، و لكني لست على إتصال وثيق بأفراده ، و لا حتى بالمجتمع العربي في رومانيا ، أي تعامل لي هنا ، هو تعامل سطحي ، عابر ، و لهذا لم أتعلم الرومانية ، مصر فقط هي التي في عقلي ، و وهبت لشعب مصر حياتي .
سؤال : أخبرتني عن عملك ، أخبرني عن المزيد .
إجابة : أنا لا أملك مشروع كبير كما تريدن أن تصوري ، و كما يريد أن يصور نظام مبارك ، و لا حتى متوسط ، هذا العمل الصغير ، و ملك أسرتي الصغيرة هنا ، أنا ، و زوجتي التي تشاركني النضال ، و تتفهم طبيعة ما أقوم به ، و تضحي بسبب ذلك ، و طفلنا الصغير ، و هذا العمل يدرعلينا ما يفي بإحتياجاتنا فقط ، إننا نكافح مثل غيرنا ، و لهذا أتفهم كفاح الأخرين ، و نعمل من خلال القانون ، و ننشأ طفلنا على حب العلم ، و العمل ، و إحترام القانون .
عرض بأن يتم تصوير زوجتي ، و طفلنا ، في نهاية الحديث ، لتصبح الصورة أكثر عائلية ، و قد رفضت العرض قائلا : لا ، لأن هذا ليس وقت تلك المشاعر ، بينما هناك أناس يموتون في مصر ، في هذه الفترة ، من أجل العدالة ، و الديمقراطية ، و الرفاهية ، كما إنني لم أحضر لهنا إلا لنقل الصورة ، للشعب الروماني ، من زاوية أخرى ، زاوية الشعب ، و ليس النظام ، بعد أن لاحظت إختلال التغطية الإعلامية .
و قد نصحت من ألقت الأسئلة ، بعد إنتهاء الحديث ، إنه و بما أن الحديث لن يكون سوى مقتطفات ، و بإفتراض مني إنه سيتم الإلتزام بالأمانة ، أن تركز على المستقبل ، عندما ينتصر الشعب المصري ، و أهم شيء هو إن ديمقراطيتنا المستقبلية ليس فيها ما يدعو الغرب ، الذي يساند نظام مبارك ، للخوف على الإستقرار ، و السلام ، لأن الشعب المصري ناضج ، و أن الأغلبية غير منتمية سياسية ، مثل أي أغلبية في العالم ، و ستتحرك في كل إنتخابات تجاه من تقتنع إنه سيلبي مطالبها ، مثلما يتحرك الشعب الأمريكي بين الديمقراطيين ، و الجمهوريين .
أتمنى أن يأخذ التلفزيون الروماني بتلك النصيحة .
لقد كتبت هذا المقال من أجل أن أنقل ما دار في هذين الحديثين بالكامل ، ليس فقط لأخلي مسئوليتي عن أي تشويه ، أو تحريف ، فما أسهل القص ، و اللزق ، بل و أيضا ، و بما هو أكثر أهمية ، أن أنقل للقارئ الكريم ، كيفية تفكير الإعلام في أحد دول الإتحاد الأوروبي ، في دولة أهمل شعبها ، إستكمال ثورته فظل تحت سيطرة نفس الجهاز الأمني ، الذي حاول من قبل أن يقمع ثورته بالحديد ، و النار .
ثوراتنا يجب أن تكون كاملة ، فسقوط رأس أي نظام قمعي فاسد لا يكفي ، النظام القمعي الفاسد يجب أن يسقط برمته ، أن يقتلع بكامل جذوره ، حتى لا تصبح ديمقراطيتنا مثل ديمقراطية رومانيا .

01-02-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمداً لله إنه غبي ، الخوف هو من طعنة في الظهر
- خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة ي ...
- أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
- في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
- حتى نضمن نجاح ثورتنا
- الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
- القتل في الفقه السعودي
- ثورة لا تُمنع و لا تُخمد
- للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
- هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
- تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
- لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
- هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
- العراق بين الذئاب
- المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
- ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
- الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
- أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م ...
- غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
- بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد حسنين الحسنية - كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية