|
ليست دماء كالتي كانت على قميص يوسف!!
سالم اسماعيل نوركه
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 22:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهدت دولة تونس ثورة أطاحت بالرئيس (زين العابدين للسلطة)ففر هاربا ومستقرا في (جحره)إلى حين يناله العقاب في منفاه أو يسحل بقوة القانون الدولي إلى تونس لينال العقاب الذي يستحق نتيجة سؤ استخدامه السلطة ،كل الأنظمة الدكتاتورية إذا غضبت الجماهير عليها بحق تتحول إلى (جرذان)وتبحث عن الجحور ،إنه عصر سقوط الجرذان والبحث عن الجحور ،بالأمس حين أطاحت الجماهير العراقية قبل الأمريكان بطغاة العراق ،فر الصنم الأكبر إلى جحره فتشكك البعض من الأمر ،فلا يعقل (قائد الأمة العربية ،قائد النصر والسلام،قائد الجمع المؤمن،القائد الضرورة،الريس صدام )يلجأ إلى هكذا جحر وهذا التشكيك كان جله من خارج العراق أما معظم العراقيين بل كلهم بما فيهم أتباع النظام كانوا يدركون جبن النظام في ساعة الجد ،كان الريس في نظر( الكثيرين)منهم رامبو العرب ،هرقل العرب ،عنترة بن شداد زمانه وبدأ التساؤل الكبير الريس فين ؟!لماذا ترك الشعب وفر مثل الجرذان، أين الدولة ؟؟أين المؤسسات ؟أين الحكومة لماذا وكيف تبخرت؟!أين قائد معركة الحوا سم ،قائد معركة الخواتم والتي بعدها تنفتح الآفاق بوجه(الأمة العربية)وترمى أمريكا في مزبلة التاريخ!!والآن نسأل كيف استطاع هؤلاء النكرة من( القادة) زرع الأوهام في نفوس البعض بهذه الطريقة الساذجة ،لقد أسقط العراقيين الصنم الأكبر وعلى الآخرين إسقاط أصنامهم وعلى أمريكا أن تتخلى عن أصنام فترة الحرب الباردة وعليها أن تكون منسجمة مع روح العصر وتكسب ود الشعوب ونقول لأمريكا ما كان يمرر بالأمس أو كان يصلح للأمس من خطط وبرامج ما عاد له من طريق . يريد الشعب المصري إسقاط النظام وعلى رأس النظام (حسني مبارك)أما الألاعيب اللامباركية لحسني من تعديلات وزارية وغيرها للتلاعب بالشعب المصري فهذا محال وعلى أمريكا أن تحترم إرادة الشعب المصري وعلى الشعب المصري أن لا يسمح للمتطرفين من الوصول إلى الحكم . بالأمس القريب شاهدنا فلما مصريا عن العراق وبالذات عن مغامرات صدام مع العالم وأيام سقوطه والممثل المصري يتساءل الريس صدام فين ؟!والآن نسأله الريس مبارك فين ؟!وغيره من قادة الدكتاتورية فين في ساعة الشدة ؟!. أقول لمن يهمه الأمر أن حسني مبارك قد سقط ولا ينفعه قوة الأرض كلها وأمريكا لا تسيطر دائما على حركة التاريخ فبعض الأحداث أكبر من حجم أمريكا وهذه الثورة التي حكمت على رأس النظام رغما عن أنف الجميع لا عودة فيها إلى الوراء ،إن العالم سيفاجئ من مناطق أخرى إنه عصر سقوط أنظمة التربع على الكرسي الحكم بالدجل والقوة والنار هذه الأنظمة التي عاشت على أرواح شعوبها وسفك الدماء والأجرام . لو افترضنا لا سامح الله إن الشعب المصري لم يحقق أهدافه ،كما يتصور البعض أقول إن الرسالة وصلت لمن يهمه وهي أن الشعب المصري يرفض الحكم القائم ولا شرعية للنظام وأقول للجيش المصري لا تستطيع ممارسة دورين في آن واحد فعلى المؤسسة العسكرية تعلن ولائها للشعب للتاريخ للعقل والوقوف مع المتظاهرين ورفض النظام ورفض لعب الدورين في آن واحد ،مع الشعب ومع النظام والنظام زائل لا محال بل إن الجيش لابد أن لا يمارس دور الفاصل بين الشعب ونظام الحكم وهو أبن الشعب وعليه أن يدرك بأنه مهما كان يمتلك سلاح وقوة وأفراد فهو أضعف من إرادة الشعب والعين مثلما يقال في المثل الشعبي العراقي لا تعلى على الحاجب . ماذا يحصل بالضبط أو حصل في العراق وتونس ومصر من أحداث ،لما دخل القوات الأجنبية إلى العراق في أيام معدودات أين ذهب جبروت الدكتاتور والصنم الكبير والمؤسسات العسكرية والأمنية و(جيش القدس) الذي كان تعداده كما قال النظام 7 ملايين مقاتل والحرس الجمهوري ورسوخ النظام لأكثر من ثلاث عقود ،أين ذهب استفتاء بنسبة 99،99 % كلها أكذوبة صدقها النظام في لحظة الجد أزيحت كل الأقنعة ،أزيحت الشرعية الكاذبة وفي لحظة الاختبار الحقيقي سقط قائد (الجمع المؤمن) وبدأ السؤال الكبير الريس فين؟!وفي تونس قيل الريس فين وفي مصر قيل الريس فين ؟؟أين اختفت المؤسسات ؟وسوف نشهد في دول أخرى اختفاء الرؤساء والعاقل منهم من يتنحى قبل يوم الغضب الكبير وهو آت لا محال وكما قلت بأن أمريكا رغم عظمتها في كل المجالات ومنها العسكرية وقراءة الواقع وتحليله هنا وهناك إلا إنها أحيانا الأحداث تكون أكبر منها بكثير وأمريكا لا تستطيع الإبحار ضد التيار . يستطيع الناس اليوم أكثر من كل يوم مضى قراءة ما بين السطور في السياسة ويستطيع الحكم وتميز اللون (الأسود من الأبيض)وأيقن الجماهير بأن هذه الأنظمة الغارقة في الفشل لا تخرج من بين أيديها النجاح ،هذه الأنظمة الدكتاتورية لا تخرج الديمقراطية من(بيضتها )لأنها فاسدة ،ولا من (كهوفها الباردة والمظلمة والتي تعشش فيها العنكبوت)بارقة الأمل ،نقول للأنظمة التي تعيش خارج نطاق العصر لا تنجروا في نهاية أعماركم إلى معركة خاسرة ولا تسفكوا مزيدا من الدماء . بدأت المعارك من المشرق وأزيح صدام وما كان لنسأل من قبلكم الريس فين لو كان يمثل الشعب لأنخرط واختفى بين صفوف الشعب ولدافع عنه حتى النصر ويجب أن نعلم إن سقوطه إنجاز كبير لأن دكتاتور باقتصاد عملاق أصعب من دكتاتور باقتصاد ضعيف ولهذا أو يعتبر هذا أحد الأسباب لسقوط الدكتاتوريات المغرب العربي قبل المشرق العربي والعراق حالة نادرة لشدة الظلم فيها فالثورات ستستمر والدكتاتوريات ستسقط فالحقوق مهدورة في أكثر المناطق والدكتاتوريات لاصقة بكرسي الحكم حتى تسحق الرؤوس وزمن الولاء من قبل حكومات الظلم والجور إما للشرق أو الغرب انتهى مع انتهاء الحرب الباردة واليوم لا حياة لتلك الحكومات إلى للحكومات المنتخبة من قبل الشعب بصدق وزمن الخداع والدجل قد ولى ،لقد ولى زمن التوجيهات السديدة للقائد ،وهؤلاء الطغاة جبناء أمام قبضة الشعب والثورات بدأت ،في قمة غضب الشعب الرئيس المصري يؤكد دكتاتوريته من حيث لا يعلم فهو بشكل إنفرادي يقيل من يقيل وينصب من ينصب وما زال يمارس صلاحيات الشعب وهذه المرة الشعب هو من يقرر من ينصب ومن يقيل وقد لا يعلم الريس بأنه يصب الزيت على النار بتجاهله مطالب الجماهير وهي واضحة (رحيل مبارك)أما تداعيات رحيله فتقع على عاتق من أطال عمره في السلطة دون مراعاة لمشاعر الجماهير فالرجل في عمر الشيخوخة ودفاعا عن حياته يسحق أرواح الشباب الأبرياء ،فهو راحل لا محال وسيرحل بعده الآخرين ومسيرة سقوط الطغاة بدأت بالصنم الأكبر (صنم العراق )الذي عبد من قبل من عبد ولم يمنح( محبيه )سوى الجحيم وثورة الياسمين في تونس وثورة النيل في مصر وثورات قادمة في مناطق أخرى وهي حركة وغليان أكبر من حجم كبار العصر في السياسة ،والشعب المصري يفهم من يطيل من عمر دكتاتورهم ويفهم لماذا وعلى الآخرين مهما يكن تبريراتهم لبقاء رأس النظام لمدة أطول عليهم أن يدركوا أن هذا العصر هو عصر الشعوب الذكية وليس عصر الحكومات الغبية التي جلبت المآسي لشعوبها وإذا ساد العالم نتيجة لهذه الثورات الانفلات وأعادت ترتيب أوراق كانت ترى بأن من المستحيل المساس بها وترتيبها من جديد عليهم تقبل النتائج لأن هم خلقوا الأسباب فلا يمكن على العالم أن يقدم المقدمات دون رؤية النتائج ،آن الأوان للعالم أن يدفع ثمن الظلم والجور وثمن دماء الأبرياء وهو غالي وثمن من يسكن في بيوت من التنك وثمن كم الأفواه والأبرياء الذين دفنوا في السجون نتيجة لأفكارهم النيرة وسوف يساءل السائلون الريس فين ؟أين اختفى الدكتاتور وهناك أنظمة ستأتي عليها الدور وتسحق ولا مفر من ساعة الغضب فالدماء التي سالت من الشعوب هي دماء حقيقية ولأبرياء وليست دماء كالتي كانت على قميص يوسف!!وهي دماء سوف تهز وتطيح بالعروش وغدا لناظره لقريب.
#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زين العابدين للسلطة...ثورة العراق سبقت الأحتلال!!
-
في العراق..(الأموات يسيرون في الشوارع)!
-
في العراق ..وزارة الفضاء الخارجي!!!
-
يقف العالم مثلنا أحتراما لحضارة وادي الرافدين...ولكن!!!
-
يوما قلبي سيتحطم..!
-
الامور تسير بمحورين داخليا وخارجيا!!
-
يومك دعه يمدحك..فأفهمه.
-
اليوم يا شيوعي العراق ليس يومكم!!
-
التشريب أكلة عراقية مشهورة أكثر من الديمقراطية!!
-
حواسم x حواسم...وجلباب النضال!!
-
لا عذاب يشبه عذاباتي
-
ضربات جزاء!!!
-
تركيا وإيران ...والضغط على الزر!
-
قد لا تعلمين لم أحبك بهذا القدر؟
-
=عمي يا حقوق الإنسان-!
-
يا أول بداياتي في اللوعة
-
(رب لايخشى من عباده ويخشى الشيطان)!!!
-
(خلفائنا لا يدخلون الجنة)!!!
-
...يريد أن يقال له حجي!!!
-
لا تسألني عن شيء لا أعرفه!!!
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|