لطيف الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 22:09
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
التيار الديمقراطي في المانيا
وغصة الديمقراطية
هل تاب النورس من ثقل جناحيه المكسورين؟1
الشاعر مظفر النواب ... وتريات ليلية
ارى من الصعوبة ان تنشأ حركة ديمقراطية في العراق وخارجه ,الا اذا تخلصنا من احادية التفكير ,ونزيل ما علق بنا من تأليه وتقديس المؤسسة الحزبية التى ننتمى اليها ,ونعتبر ايديولوجيتها هي الحقيقة المطلق ونقيم لها كل عام قداس. فالديمقراطية في تصوري هي نشوء وارتقاء و عملية تربوية , ممارسة حياتيه يومية للطفل ,ان يتعلم اطلاق رايه واسماع كلمته في العائلة اوفي المدرسة ,ليس هذا طرح طوباوي وانما خروج عن التعريفات الجاهزة من زمن افلاطون لمفهوم الديمقراطية , فهي لاينزلها وحي مرسل, بل هي نتاج الشعوب عبر مسار حركتها ونمو وتطور وعيها . ان غرس تطبيقاتها العملية الاولية سماع الراي الاخر بتفتيت طاغوت السلطة الابوية ,احترام الحرية الشخصية بتحجيم الاستبداد العائلي احترام القانون بانشاء دولة المواطنة في اذهان اطفالنا اجيالنا القادمة , هي تدريبات تفضي بنا الى الديمقراطية السياسية , ديمقراطية الدولة المدنية الحديثة التي يكون عقلها المفكر البرلمان" مصنع القوانين" , التي تحدد تبادل السطلة السلمي . ان التاسيس لعملية تربوية متطورة مبنية على مناهج بحث تتواصل مع تطور العلوم ونتاجها المتسارع, وطرق تربوية معاصرة توصل هذه المعلومات, وتوظفها لبناء الجيل الجديدة هي القادرة على بذر المبادئ الديمقراطية , ولا يخفى على احد ان الموسسات التربوية ابتداء برياض الاطفال , والمؤسسات الثقافية هي المسؤولة عن سقي هذه البذرة . اود ان اشير الى مفارقة اختص وابدع فيها المجتمع العراقي ,ان كل ايماناتنا الايديولوجية السياسية والدينية لم نتوصل اليها بقناعات مبنية على التفكير والفهم, وانما نشأت بتلافيف ادمغتنا بالوراثة والتقليد , فالعراق كان متماسك اجتماعيا, والعائلة هي الخلية الاساسية لبنية هذا المجتمع ,والمؤثر الاساسي في المسار المستقبلي وتحديد ورسم القناعات الفكرية والمذهبية لابنائه وبناته , فالعائلة الشيعية بممارسة طقوسها وتقاليدها وشعائرها الدنية توفر مناخات حميمة لنشاءة شعية واضحة المعالم , كما الحال عند العائلة السنية والصابئة و الشيوعية , فالديقراطية لم تنبت في ارضنا حتى نرثها او نقلدها .
اسوق هذا لابدي بعض الملاحظات حول الجهد والعمل المتفاني الذي بذلته هيئة التنسيق في المانيا لتاسيس التياراليمقرطي وخاصة في اجتماعها الاخير في برلين
اجتمع التيار الديمقراطي في المانيا للمرة الثانية في برلين في 22.1.2011 واستمر في مناقشة مشروع برنامجه تحت عنوان برنامج مهام لجنة التنسيق بين قوى التيار الديمقراطي وشخصياته في المانيا . فمن هي هذه الشخصيات الموسسة لهذا التيارفي المانيا ؟ , نخبة اكاديمية مثقفة واعية تعتنق الفكر الماركسي منهجا لها في طرائق التفكير والتحليل على مستويات الابداع الفكري ,والعمل السياسي بين الجماهير , شخصيات ضحت بالكثير من اجل الدفاع عن وطنها وابناء شعبها , قامات وطنية يشهد لها القاصي والداني بنصاعة تاريخها النضالي, وما عانته من سجون واعتقالات , وعذابات ضمن اشترطات العمل النضالي السري في الوطن , شخصيات امتازت بسلوكها المحمود واخلاقها الرفيعة وادبها الجم, واغلبها الان على تسير نحو اعتاب السبعينات ومنهم من تجاوزها , شخصيات انتمت الى الحزب الشيوعي العراقي منذ نعومة اظافرها ,قناعة او وراثة , حزب يسارى عريق امتد تاريخه النضالي على مساحة العراق لاكثر من سبعة عقود, يحقق الانتصارات بيده اليسرى وسرعان ما يسلمها بيده اليمنى , تربت وتعلمت , وتخرجت هذه الشخصيات من تلك المدرسة النضالية الفذة , تربت في ظروف عمل سري قاهرة على نظام الحزب الداخلي الصارم القاسي المستبد , الانضباط للتعليمات الحزبية وتنفيذها حتى لو كنت ضدها " نفذ ثم ناقش " ,الذي حافظ على حياة رفاقه, وكيانه التنظيمى . تحول هذا النظام خلال سنوات العمل الحزبي الى مألوف حياتي يمارس يوميا , ذاتيا كأعتياد الطقوس ,أما دعوة التحرر من ربقة شروط هكذا نظام داخلي فيعتقد الحزبيون انها دعوة للبرالية التنظيم وفوضاه ! تعلمت هذه الشخصيات الودودة " القراءة الموجه" وعبرها نمت قدراتها الفكرية والمعرفية إ لا انها بقيت اسيرة الفكرة الحقيقة المطلقة " كل ما يقوله الحزب هو الصحيح ", هنا اسقطت قيمة الحوار, وركن الى العتمة احترام الفكرة الاخرى كمعيار انساني ,وتحولت الفكرة الحقيقة المطلقة الى الية عمل ضاغطة خانقة للكلمة الحرة , وحرية التعبير داخل المؤسسة الحزبية , فهدمت اللبنات الاولى في وهج تفكير الشيوعي الحزبي , وانكفأ الى ذاته التي بدات تضيق به , وادت الى نتائج كارثية خاصة عام 1976. حال خروج الشيوعي الحزبي من الوطن ,اشتد صراع ذاتي داخل النفس بين ما يقوله وما يفكر به , ثم ابتدات حالة الشك المقدسة , كما تراجعت صرامة وقساوة واستبداد النظام الدخلي للحزب , وتفجر ما يعتمل بالنفس من افكار واراء وانشطرت المؤسسة الحزبية الى تجمعات ومنظمات, لكن "للاسف الشديد" لم تستثمر هذه الفرصة لمراجعة النفس عبر حورات ديمقراطية , بل استخدم استبداد النظام الدخلي للحزب كابشع سلاح في الترهيب والتخوين, وقطع الارزاق من كل الاطراف المتصارعة في الحزب . لم تمارس هذه الاطراف الحزبية الشيوعية الحوار والجدل ومقارعة الفكرة بالفكرة , بل نقلتنا الى تخوم الموت حيث تسود لغة السلاح " لتسد بعض منافذ هواء الحوار النقي, واتسال كيف يستطيع حزب سياسي بذل جهدا استثنائي لاقناع رفاقه بخوض حرب " البارتيزان " لسنوات خلت, وقدم فيها باقات من شهداء الوطن ,ان يزيل عن ثيابهم رائحة البارود, وعن اسماعهم دوي القنابل, ويستعيض عنها بعبق المدن ونخلها, وزهو الفكرة واسترخاء الحوار, فهل النورس من ثقل جناحيه المكسورين ؟
في لقاء كانت حورات جادة لم تخلو من قنابل دخانية اطلقاها بعض الزملاء ,لم تعمي بصيرة الغالب من الزملاء عن مواصلة السيرمع هذ الجهد لتثيت دعائمه على اسس الحوار والنقاش الحر, بعيدا عن هيمنة هذا الحزب او ذاك , رغم ان اكثرية الحضور خرج من معطف الحزب الشيوعي ,من هذه المفرقعات والاكثر تشويقا ,ان ادارة الاجتماع اثبتت قصورا واضحا في تصورها للصراع الدائرة رحاه في نادي الرافدين الثقافي العراقي ,اقدم منظمة مجتمع مدني ديقراطية في برلين وعلى عموم المانيا , بين قوي تجاوزت اعمار الاكثرية منهم 70عاما , تصرعلى خرق الدستور,وارتكبت المعاصى المدنية والقانونية وسيطرة على ادارة النادي بدعم كامل من منظمة الحزب الشيوعي في المانيا ,ونشطاء اكثرهم من الشباب مجموعة من الصحفين والكتاب والتشكليين , قادوا النادي الى رقيه في كل النشاطات الاجتماعية والثقافية ,التي اجترحوها في فترة قيادتهم للنادي , الا انهم وكالعادة نالوا من الاتهامات مالم يصبر عليها شخص الا نبي اسمه ايوب ,فمن يتهمهم بحرف النادي عن يساريته ,فتارة هم بعثيون وتارة مسلمون ,وتارة اخرى معادين للحزب ,وتبرع اخر برمي الشيطان بحجر ,انهم ليس لهم علاقة بالفن والثقافة , اختصرت السيدة مديرة اجتماع التيار الديمقراطي في فهم اشكالية الديمقراطية بكلمات بسيطة مفادها ,ان الصراع في نادي الرافدين صراع شخصي , يعني زعل !!!!. اما عن موضوع
الندوة فكانت نقاش مفتوح حول موضوعة ( التيار الديمقراطي : واجهةٌ أم تفاعلٌ والتقاء على مُشترَكات)؟. استطاع الزملاء ايصال فكرة وبجلاء ووضوح , ان التيار الديمقراطي مستقل وسيدافع عن استقلاليته ويقف بوجه الهيمنة , هيمنة من؟ فاغلب اعظاء التيار كما اسلفت خرجوا من معطف الحزب الشيوعي العراقي , فلا خوف على مبدئيتهم العلمانية , وقدرتهم على مواجهة التيارات الرجعية والدينية المتخلفة , فالهاجس قائم يلعلع في الصدور , الهاجس هو الحزب الشيوعي العراقي , حزب فاعل في بناء التيار ديقراطي, ومن ثم ابتلاعه ,وهذا صحيح فالحزب مازال يؤمن بتطبيق فكرة ازلية جوهرها " ان المنظمات الجماهرية هي السياج الذي يحمي الحزب " فهل يصح الصحيح ؟؟؟
مشاهد من اللقاء الاول لتاسيس للتيار الديمقرطي في المانيا عقد في احدى قاعات اليسار الالماني بتاريخ 11.12.2010..
مشهد اول : فرقة موسيقية عربية يقودها فنان عراقي صدحت بالنشيد الوطني العراق...موطني ..موطني ..هدرت القاعة معها .. الجمال والجلال .. والسناء والبهاء .. في رباك في رباك .
مشهد ثاني : رجل يحمل الوطن في قلبه ,اكتنز التجربة من عقود لا تعد في زمنه ,في العمل السري ,ربى الاجيال في ازقة الوطن امام شراسة قطعان الامن والحرس السري ,جلل البياض والحكمة شعر راسه , مفتاح ابواب اسرارنا , يعرفنا كلنا , ولايعرفه الابعضنا , للعمر هيبة , وهوهيبتنا , قال لنا :- عليكم ان ان تقلبوا الجملة " قووا تنظميكم , قووا تنظيم الحركة الوطنية " لتكون حكمة " قووا تنظيم الحركة الوطنية , قووا تنظميكم " اهتزت رووس بعض الدهماء وهمهمة وطقطقت خرزات مسابحها .. واستعاذت وبسملت واستغفرت وهمزت ,ولمزت لايجوز تحريف المصحف .
مشهد ثالث : حاور زميل ممن لايؤمنون بالعتبات وهالات عمائم اليسار ,وطالب بمحاكمتهم امام محكمة الشعب اليسارية , همهمة الدهماء مرة اخرى ,نسى احدهم البسملة وانتفض احدهم وتهدج صوته ..لا تذكروا هذه الاسماء المقدسة هذا حرام ثم حرام , نهض زميل ثالث , اني اعرف لعمائم اليسار سكرتيرها اطالب بمحاكمته قدس الله سره .
عسى ان تتحقق هذه المشاهد حينما تسود الديقراطية في العراق .
31.1.2011
#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟