أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسر قطيشات - مأزق ما يسمى ب-الدولة- في النظام العربي














المزيد.....

مأزق ما يسمى ب-الدولة- في النظام العربي


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 13:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


افرز واقع الاستقلال في النظام العربي الرسمي عن تنامي دور الدولة القطرية في النظام السياسي الإقليمي ، وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية والتنوع الواضح في أشكال نظم الحكم ، إلاّ أن التوافق في الأداء بقي الأشد وضوحاً في طبيعة العلاقة الرسمية لأنظمة الحكم ، ومهما كانت الرؤى والتصورات متقاطعة إلا أن الأهداف الكبرى بقيت تمثل وكأنها القاسم المشترك الذي يلتف حوله الجميع ، فيما نال الوطن العربي قسطه من التحديث والتنمية المحدودة ، التي تمثلت في نسج القطاعات والهيئات المتطلعة نحو ترتيب أهداف الإدارة العامة ، والتي بلغت من التخمة إلى الحد الذي باتت فيه البيروقراطية الرسمية تعلن عن هيمنتها وسيطرتها الواسعة.
والتركيز على الجانب السياسي ومحاولة تجميل وتحسين صورة النظام ، كانت السمة الطاغية التي طبعت الفعاليات الأساسية لدى العرب ، حتى كان التوجيه للطاقات والإمكانات يسعى نحو التجميل أكثر مما يتطلع نحو البناء الداخلي العميق. وهذا تحديداً ما يفصح عنه حالة التراجع في مجال الإنتاج والتوجه نحو استشراء ثقافة الاستهلاك والتي لم تتوقف عند الجانب السلعي فقط، بل غدت ظاهرة اجتماعية وسياسية تفرض قيمها وأنماطها على المواطن العربي.
الترهل الفاضح الذي تعاني منه –ولا زالت- مؤسسات الدولة العربية ، غدا الظاهرة الأشد وضوحاً الذي يطبع الجانب الرسمي ، حتى أن التوجهات التحديثية في مجال التعليم باتت تشكل العبء الأكبر ، مولدة مشاكل وتقاطعات اجتماعية بارزة بدءاً بأفواج العاطلين من المتعلمين الذين يعانون من الإحباط والقهر الاجتماعي ، وصولاً إلى حالة الانكفاء التي باتت تطبع توجهات الشباب والشابات في ظل المتطلبات الواسعة التي يفرزها المجتمع الاستهلاكي ، وحالة العوز التي تفرضها ضعف فرص العمل وتقطع الآمال وانكسار الأحلام على مطرقة الواقع ، حتى كانت النتيجة توجه العديد من هذه الفئة للانخراط في بعض التنظيمات السياسية ذات التوجهات المتطرفة ، إن كانت يسارية كما ظهرت في عقد السبعينات من القرن العشرين ، أو ذات طابع ديني كالتي تظهر في الواقع الراهن .
وفي البحث المحموم عن توفير المكانة وحشد جميع المقدرات نحو التميز وتثبيت معالم الشرعية، سعت الأنظمة العربية بمجملها نحو بناء مجتمعاتها ، إلاّ أن هذا البناء أبرز العديد من نقاط التماس شديدة التعقيد ، لا سيما فيما يتعلق بتعميق الاتجاه القطري وتكريس جانب العزلة والانقسام بين أبناء الأمة العربية الواحدة ، على الرغم من الحديث الذي لا ينقطع عن المصير والتاريخ المشتركين والوحدة العربية .
والأهداف العامة للدولة العربية واسعة وكبيرة ، بل وفضفاضة لا يمكن أن تكون بالحجم الحقيقي الذي يميز تلك المجتمعات ، لكن التوقف عندها بات الهم والهدف المنشود الذي لا يمكن الحياد عنه ، فيما تغيب الوسائل أو التطلع إلى مستوى الإنجاز ، هذا بحساب أن الأهم يقوم على الغايات والآمال ، وليس على ما هو واقعي. وبالخضوع إلى التهويم الذي زُرع في عقول المواطنين الذين صدقوا ملامح القداسة التي رسموها لأنفسهم ، كان التضييع لمعالم التصالح مع الواقع الذي غابت عنه التفاعلات الأصيلة والحقيقية.
وعلى الرغم من التطلع البارز الذي ميز توجهات الدولة القطرية ، لا سيما النموذج الثوري منها ، حول محاربة الفئات المستغلة والرفض القاطع لهيمنة أصحاب المصالح الذين هيمنوا على القطاعات الأساسية ، إلاّ أن التنامي والتراكم لمجال السلطة ، صار يفصح عن حدّة الاتجاه نحو توسيع مجال بروز الفئات الجديدة المرتبطة بالسلطة مباشرة ، والتي تكون في العادة من المقربين على الصعيد العائلي والعشائري أو حتى على صعيد الانضواءات والانتماءات الأيديولوجية ، حتى ليكون التفاوت الملفت ما بين الاستغراق في الشعارات والتداول المباشر للواقع ، الذي راح يفرز المزيد من نقاط الالتقاء بين ثوريي الأمس الذين كانوا يفاخرون بأصولهم المتواضعة وانتماءهم الصميم إلى أبناء الشعب العامل ، وهذه الحياة المترفة التي صاروا يعيشون في كنفها إلى الحد الذي يتجاوزن فيه حياة الملوك والأمراء .
تثبيت المصالح جعل من أمر الحوار والبحث عن المخرج ، أمراً بعيداً عن الإنجاز، وإذا كان تداوله يتم بشغف على صعيد الشعار ، فإن الحقيقة تفصح عن التقاطع المباشر مع هذه الهيمنة التي تظهر بأطوار وأشكال متنوعة ومختلفة. فالأزمة لا تتوقف عند أهمية العمل على إنجاز المؤسسات وجعلها عاملة في صلب الواقع الاجتماعي. ولا يقوم على غياب الرأسمال الوطني وإمكاناته في قيادة مشروع قوامه التفعيل والعمل على إنجاز المشروع الاقتصادي الذي يندمج في صميم الواقع الاجتماعي. بل إن الأمر يرتبط في هذا التحالف المريب بين المؤسسة الرسمية والفئات الخاصة والتي لا علاقة لها بأي نشاط اقتصادي ، وهذا ما يكشف عنه التاريخ المباشر لهذه الفئات التي سرعان ما ظهرت وتنامت في ظل ظهور الأنظمة العربية المعاصرة .



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الاستقرار في المنطقة انعكاس لانعدام الديمقراطية والاصلا ...
- انتفاضة الشعب المصري وسؤال -مصير النظام-
- تدخل العسكر في السياسة : محاولة فهم طبيعة الانقلابات العسكري ...
- الفساد و-لعبة- الوظيفة الحكومية
- المطلوب -عقد اجتماعي- جديد في الأردن
- ما يرى وما لا يرى في السياسات التدخلية للحكومات العربية
- تركيا وإسرائيل .. حسابات الفرص والمخاطر
- مستقبل تطبيع العلاقات الخليجية – الإسرائيلية : المقومات والم ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسر قطيشات - مأزق ما يسمى ب-الدولة- في النظام العربي