|
الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البالي!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 08:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اندلعت انتفاضة جماهيرية اخرى في اغلب مدن مصر خلال الايام القليلة الماضية، مطالبة بدءاً بتحسين معيشة العمال والمحرومين، حيث اتخذت شعاراتها الاولى التي بدأت من "زيادة الاجور الى 1200 جنيه مصري" و"اللاتوريث"، وبعدها "العمل، الحرية والعدالة الاجتماعية"، الا ان سرعان ماتحولت الى مطالبة بتغيير النظام السياسي في مصر. ان تطورات الاحداث وتاثير الانتفاضة العمالية والجماهيرية في تونس اديا وبشكل واضح الى تحويلها، وبغضون ايام قلال، الى بركان جماهيري لايركد، وتفجرت طاقات قطاعات واسعة من الجماهير في قطاعات مختلفة في انتفاضة جماهيرية قل نظيرها. اذ اكتسحت انتفاضة عارمة كل زاويا من زوايا المجتمع، فرضت سلطاتها على كل النظام، واجبرت مبارك على اجراء اصلاحات فورية، واولها تعيين عمر سليمان كنائب للرئيس ، مما يعني الرضوح لمطلب "اللاتوريث". بلغت الانتفاضة مكان لاينفع فيه اي وعود او اصلاحات من مثل "اقالة حكومة احمد نظيف"!. بيد ان كل هذه التنازلات لم تروي ظمأ احد. ان جماهير مصر ماضية دون رجعة نحو الاطاحة بنظام مبارك القمعي والمعادي للحريات والرفاه.
ان الانتفاضة الحالية، وبرغم التسميات المختلفة التي تطلق عليها، الا انها بحق انتفاضة الملايين من الجماهير التي تعاني من البؤس الاقتصادي و البطالة والقمع السياسي، والتي تتطلع الى التحرر والانتفاض لتحقيق حياة افضل. انها انتفاضة جماهير العمال و الشباب والشابات و الجماهير التحررية في مصر ضد النظام السياسي الاستبدادي وظلم النظام الراسمالي. انها بحق تبدي واضح لصراع طبقي حاد في المجتمع بين طبقتين اساسيتين: الطبقة العاملة ومعها سائر محرومي المجتمع ودعاة الحرية، وبين راسمالية حاكمة في مصر كنظام سياسي واجتماعي بكل بؤسه وظلمه وقمعه واستغلاله. انها انتفاضة جماهير مليونية صدحت باعلى صوتها "لا لهذا النظام المقيت"، "لا لظلمه وطغيانه"، " لا لاستبداده واستهتاره بابسط حقوق الجماهير"، "لا لفساده ونهبه".. "لا لهذا النظام بوصفه نموذج صارخ على هدر الكرامة الانسانية". ان رسالة عمالي وكادحي مصر ودعاة تحرره واضحة: "على هذا النظام ان يولّي للابد دون رجعة وغير مأسوف عليه". وبعد تطورات تونس، ستكون التطورات الاخيرة في مصر بادرة تحولات سياسية عميقة تجري على قدم وساق من الان في المنطقة برمتها. وبما ان لمصر ثقل سياسي واجتماعي وثقافي كبير في المنطقة، فأن تاثيرات هذه التطورات على المنطقة ستكون اكبر و اشد عمقاً وتاثيراً وتاريخية. زد على ذلك ان الطبقة العاملة في مصر ذات حضور اجتماعي متواصل وبالاخص خلال العقد المنصرم، وذات خبرات نضالية قديمة وذات حنكة وصقلتها تجربتها العميقة مع مناورات البرجوازية باشكالها المختلفة، ان كل هذه ستعمق من بروز الصراع الاجتماعي باجلى اشكاله ويصيغ ذهنية المجتمع باتجاه واطر اخرى فارضا التراجع على الكثير من الصراعات التقليدية التي تشترك اطرافها جميعا بمعاداتها السافرة للطبقة العاملة وسائر محرومي وكادحي المجتمع، هذه الصراعات التي قولبت اذهان المجتمع لعقود مديدة.
ان النتائج الفورية والمباشرة للانتفاضة الراهنة هي ليست قليلة. يجب صيانة زخمها النضالي وتصاعد وتيرتها وتثبيت اوسع مايمكن من المكاسب المعيشية والسياسية من هذه الاوضاع. ان توسيع رقعة هذه المكاسب لصالح العمال والجماهير مرهون بإقتدار الطبقة العاملة وتنظيمها بصورة موحدة وقوية كقوة سياسة جبارة، مرهونة بالاخص بالروح والمبادرة الثورية لشيوعي وطليعيي هذه الطبقة.
من الجدير بالذكر ان تداخل واختلاط قضايا وشعارات ومطاليب الطبقة العاملة مع سائر الحركات البرجوازية المختلفة في المجتمع، عدم التسلح بخطاب راديكالي واضح ومحدد المعالم يعبر بدقة عن تطلعات واماني الجماهير المحرومة وكذلك غياب حزب سياسي يمثل الطبقة العاملة في الميدان السياسي وتدخلها في رسم المصير السياسي للمجتمع هي ماتفتقده هذه الحركة وماتلجم الطاقات والامكانيات النضالية لها. ولتحقيق اعلى واكثر من يمكن من مطاليب العمال المعيشية والسياسية يستلزم الرد على هذه النقائص الجدية والحاسمة.
ان المهمة الاولى والفورية للطبقة العاملة و قادتها هي تصعيد النضال من اجل الاطاحة بنظام مبارك وكنسه من حياة المجتمع. على العمال والجماهير المنتفضة ان تعمل على فرض سلطتها المباشرة في المحلات والجامعات والمعامل والمصانع، ان تمارس سلطتها وادارتها للمجتمع، ان تصون الامان فيه، ان تمنع تطاولات الاجهزة القمعية والعصابات من العبث بامان الناس، وتشكيل مجالسها العامة في المحلات واماكن عمل. ينبغي ان نفصل صفنا النضالي عن التيارات والاحزاب والافاق البرجوازية ومحاولات الغرب الحثيثة، وعلى اعلى المستويات، والتي لاتهدف الا الى اجهاض انتفضاتنا الجماهيرية في مصر، واختزال كل قضية الانتفاضة ومطاليب الجماهير العادلة الى تغيير اوجه رجالات السلطة والحكم وانتقال "سلس" للسلطة لاطراف (من مثل البرادعي وغيره) بالضد من ارادة وتدخل الجماهير واجراء بعض الاصلاحات الشكلية والابقاء على جوهر الاوضاع دون تغيير النظام السياسي والاجتماعي الذي هو اساس كل المصائب التي تمسك بخناق العامل ودعاة التحرر والمساواة في مصر.
كما يجب فصل الصفوف بشكل واضح وصريح عن تيارات الاسلام السياسي التي تسعى للتعكز على هذه الاوضاع من اجل نيل اكبر مايمكن من كعكة السلطة. يجب ان لايغيب عن اذهان عمال مصر تجربة ثورة 1979 التي اطاحت بنظام الشاه في ايران. لقد كان العمال وعمال نفط ايران بالاخص عماد الثورة من اجل الاطاحة بالشاه وتحقيق الرفاه والحرية، ولكن لم تصون الطبقة العاملة نفسها من التيارات الاسلامية وافكار "العدالة الاسلامية" ليتشكل على انقاض ثورة العمال في ايران نظام اسلامي، شوفيني، فاشي وقرووسطي اياديه مخضبة بالاعدام والقتل وحمامات الدم، الحروب، الجريمة المنظمة، الرجم، الحجاب الاجباري، الاغتيالات للناشطين السياسيين المعارضين، ناهيك عن الجوع والفقر المدقع والحرمان، والمخدرات وبيع الجسد والتردي الروحي والمعنوي. ينبغي الابتعاد عن هذه التيارات والسعي لفرض اكبر مايمكن من التراجع عليها وتهميشها.
ايها العمال والفعالين الشيوعيين ونشطاء اليسار!
ان مهمة عاجلة وفورية تقع على كاهلكم تتمثل برسم خط سياسي مميز، مستقل من الناحية الطبقية عن البرجوازية وتياراتها المختلفة من قومية وليبرالية واسلامية وغيرها، خط ماركسي وعمالي وراديكالي وتحرري وقيادة انتفاضة العمال والجماهير المحرومة وفق هذا الخط السياسي المتمايز، وطرح بديل سياسي راديكالي للمجتمع يستند بلاتفورمه السياسي الى ارساء نظام سياسي يستند الى دور وممارسة الارادة الحرة والمباشرة والواعية للجماهير، نظام مجالسي وحكومة مجالسية تقر فوراً بالمطاليب الاساسية لجماهير مصر من حيث الحرية السياسية غير المشروطة وغير المقيدة، حق التنظيم والاضراب والتجمع، ضمان البطالة لكل من بلغ 16 عام وعاطل عن العمل، فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، المساواة التامة بين المراة والرجل، الغاء الاعدام، سن قانون عمل عمالي تقدمي، الامان الاقتصادي للعاملين وغير ذلك.
ياعمال مصر! قادة العمال ومنظماتهم الجماهيرية! يادعاة التحرر والمساواة في مصر! نعد، نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نضالكم نضالنا. نصركم نصرنا. نشد على ايايدكم ونرفع اسمى رايات التضامن والوقوف معكم في اعز واهم واشرف خندق نضالي،خندق الحرية والمساواة. ان تقوية نضالاتكم بوجه نظام مبارك البرجوازي القمعي ومجمل النظام الراسمالي في مصر قاطبة هو اولوية بالنسبة لشيوعيي وعمال العراق. نحن معكم وقلوبنا تدق لحظة لحظة ترنوا لانتصاركم، ان انتصاركم هو انتصار لجميع العمال في العالم والعالم العربي والمنطقة بالذات. ان اي نصر ومكسب تحققوه سيترك اثارا كبيرة على مجتمعات المنطقة باسرها.
عاشت الحرية، المساواة، الحكومة العمالية عاشت وحدتنا الطبقية
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان مشترك للاحزاب الشيوعية العمالية في العراق، كردستان والح
...
-
ان الخلاص الحقيقي هو ليس من -بن علي- فحسب، بل من مجمل نظامه
...
-
الحركات الإحتجاجية في المغرب العربي، نضال طبقي ضد الرأسمال!
-
لنوحد الصف النضالي من اجل عراق متمدن!
-
البيان الختامي لندوة كوادر تنظيمات الخارج للحزب الشيوعي العم
...
-
الاجتماع الموسع (23) للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي ال
...
-
تقرير حول حفلات تابينية للمناضلة ليلى محمد
-
رحيل ليلى محمد المناضلة الطليعية في صفوف الحركات الاجتماعية
-
ان فعلة الاتحاد الوطني الكردستاني المقززة وصمة عار على جبينه
...
-
24 ساعة كهرباء في اليوم حق أولي لكافة مواطني العراق!
-
انه مسعى استبدادي لفرض عمالة رخيصة وخانعة!
-
ندين ارهاب الدولة الاسرائيلية الفاشية ضد -قافلة الحرية-
-
ندين أختطاف و إغتيال الصحفي سردشت عثمان !
-
انها مهزلة تعميق الازمات وانعدام الامن والاستقرار!
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول معاقبة قادة الطبقة ال
...
-
من اجل حماية الاطفال من الشعائر الدينية الدموية!
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي: حول سياسة التمييز و الفص
...
-
على ايران ان تكف عن اعمالها التوسعية والتازيم المتعاظم للاوض
...
-
من اجل الخلاص والامان، ينبغي مقاطعة الانتخابات واحباطها!
-
انه قرار مخزي.. يجب كنسه مع مسنيه! حول اقرار سياسة التمييز ا
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|