أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - المشاركة السياسية من منظور مكونات الحركة الإسلامية في المغرب (1).















المزيد.....

المشاركة السياسية من منظور مكونات الحركة الإسلامية في المغرب (1).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 00:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ـ جماعة العدل والإحسان .
تمثل جماعة العدل والإحسان مكونا أساسيا من مكونات الحركة الإسلامية في المغرب ، ويعد الشيخ عبد السلام ياسين مؤسسها ومرشدها وواضع مبادئها وتوجهاتها . وتقدم الجماعة نفسها كحركة دعوية سياسية تسعى لإقامة دولة القرآن ، أي دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة ، على أنقاض ما تسميه دولة السلطان . لهذا فهي تخوض قَوْمَة ــ بمعنى ثورة ــ أي حشد قوة شعبية جماهيرية على شاكلة الثورة الخمينية ضد نظام الحكم الملكي الذي تصفه بالحكم العاض والجبري ، كمقدمة لإقامة دولة الخلافة على امتداد العالم الإسلامي . وتستند الجماعة في وجودها وأهدافها إلى رؤية مرشدها التالية ( نرى الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين المجزأة أقطارا ودويلات تمثل الحكم الجبري الذي يتحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يبشرنا بإشراق شمس الخلافة بعد ظلام العض والجبر . أذكر بالحديث الذي اتخذناه محورا لتفكيرنا ومرشدا لخطواتنا . روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن حذيفة أن رسول الله (ص) قال : ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون ملكا عاضا ، فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون ملكا جبريا ، فتكون ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها . ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة . ثم سكت )(ص7 نظرات في الفقه والتاريخ). فالجماعة تحمل يقينا بشّرها به مرشدها بأن هذه الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم الإسلامي زائلة بقوله ( يذهب الله بأنظمة الفساد ، يزلزلهم زلزال ، تحيط بهم خطيئاتهم ، وتدول معهم دولة الكذب والتزوير التاريخي ليعلو نجم الصادقين أهل القرآن ، ولتسطع شمسهم ، ولتنشر رايتهم )(ص 570 العدل). ضمن هذه الرؤية والأهداف هل تقبل الجماعة بالمشاركة السياسية من داخل مؤسسات النظام الملكي ؟ وماذا تعني المشاركة السياسية بالنسبة للجماعة ؟
الجواب نقرأه في الوثيقة السياسية التي أصدرتها الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان وضمنتها حصيلة المداولات التي أجراها المجلس القطري للدائرة في موضوع قرار مقاطعتها للانتخابات التشريعية ليوم 27 شتنبر 2002 . وتقدم الدائرة السياسية للجماعة تعريفا للمشاركة السياسية بأنها ( شكل من أشكال العمل يلجأ إليها الأفراد أو الجماعات للتعبير عن مطالبهم والسعي إلى تحقيقها ، والتأثير في نظام الحكم القائم . أما طريقتها فمتروكة لاجتهادهم حسب معطياتهم ، وبنية النظام الذي يحكمهم ، والقوانين التي تنظم الممارسة في بلدانهم ). وحددت الوثيقة الأشكال التي تتخذها هذه المشاركة السياسية وهي : ( العمل الحزبي ، واللوبي أو ممارسة الضغط على النظام السياسي ، والعنف ، ورفض الاندماج في المؤسسات القائمة مع التعبير عن ذلك بالوجود الفعلي في المجتمع ) . إذن المشاركة السياسية لا تعني بالضرورة المشاركة في الانتخابات والدخول إلى المؤسسات الدستورية للنظام . من هنا اختارت الجماعة صيغة المشاركة السياسية من خارج المؤسسات ، وهذا ما تقصد به " الوجود الفعلي في المجتمع" الذي يعني مقاطعة مؤسسات الدولة والمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني . فالوثيقة واضحة في التمييز بين المشاركة السياسية والمشاركة في الانتخابات ؛ إذ تُعرّف هذه الأخيرة كالتالي ( الانتخاب عملية ذات تقنيات خاصة يراد من إجرائها ممارسة الشعب لسيادته والتعبير عن إرادته في اختيار من يمثله وينوب عنه لمحاورة السلطة التنفيذية ، أو لاختيار من يتولى مركز الحكم ، أو لاختيار نص ، وهو نمط لتداول السلطة ، وآلية من آليات الديمقراطية التي تعارفت عليها البشرية منذ القدم ؛ ويرتكز على اختيار يجري بواسطة تصويت أو اقتراع ؛ وهو أحسن ما توصلت إليه البشرية لاحترام إرادة المواطنين في ظل تعذر الوصول إلى نموذج الديمقراطية المباشرة ، ولهذا يأتي الانتخاب الذي يمارسه المواطنون لاختيار ممثلين يمنحونهم الجزء الذي يحوزونه من السيادة ليمارسوه نيابة عنهم ) . هذا من حيث آلية الانتخابات ، أما من حيث هدفها الأساس ، فإن الجماعة تريد تغيير نظام الحكم وليس فقط التداول على السلطة في إطار قوانين ومؤسسات النظام الملكي . من هنا قررت الجماعة في وثيقتها التالي ( ولأن المشاركة وسيلة فقط لهدف أسمى هو الدفاع عن الإسلام ، وخدمة مصالح المسلمين فإن اعتمادها مشروط بمدى تحقيقها لهذا الهدف وإلا فلا فائدة ترجى من تسيير المؤسسات .. ونظرا لأن النجاح في الانتخابات لا يمَكِّن من ذلك في المغرب ، فإن الجماعة لا ترى الانشغال بالوسيلة عن الهدف ) . وترى الوثيقة أن إنجاح العملية الانتخابية يقتضي توفر الشروط التالية :
أ / ( أن تجسد الانتخابات إرادة المواطنين وتعبر عن رغبتهم . وفي هذا مجالان، يتعلق الأول بنزاهة الانتخابات، والثاني يرتبط بالسعي إلى إبداع تقنيات للاقتراع تقرب من تحقيق هذا الهدف.
ب / أن يتوفر المرشحون على الأهلية التي تجعل الانتخاب عملية ذات جدوى ، ونقصد بذلك الجانب المعرفي والنزاهة والتجربة والبرامج وغيرها من شروط الأهلية .
ج / أن توجد البيئة الملائمة : ويقصد بها القوانين والمؤسسات .
د / أن تبقى الكلمة الأخيرة للمواطنين ).
لكن الشرط المركزي الذي لا تريد الجماعة عنه بديلا هو تغيير الدستور وليس فقط تعديله . فالدستور الحالي ، ومهما عرف وسيعرفه من تعديلات ، لا يستجيب لتطلعات الجماعة التي تتجاوز مطالب القوى السياسية الديمقراطية في الفصل الحقيقي بين السلط وتقليص صلاحيات الملك وتقوية مؤسسة الوزير الأول . كل هذه المطالب لا تعني للجماعة أي إنجاز ما لم يوضع دستور يضمن للقوى الفائزة بالانتخابات تغيير النظام السياسي الملكي بنظام نقيض تسميه الجماعة "إسلامي" . لهذا ، ما يهم الجماعة ليس المشاركة في إدارة الشأن العام للاستجابة لانتظارات المواطنين والمساهمة المباشرة في حل مشاكلهم اليومية والعامة ، بل ما يهمها هو الانقضاض على الحكم إما عن طريق الآليات الديمقراطية ــ وهو أمر لا تتيحه بنود الدستور ــ أو عن طريق القومة /الثورة . علما أن الجماعة لا تستبعد اللجوء إلى العنف في حال انسداد المسالك الديمقراطية أو الشعبية إلى كرسي الحكم كما هو واضح في قول الشيخ ياسين ( مقاومة الظلم حتى الموت ولو نشرا بالمناشير .. ثم مقاطعة الظالمين : لا نواكلهم ولا نشاربهم ولا نجالسهم . وهذه هي الصيغة المثلى للقومة . فلو قدرنا أن نتجنب استعمال السلاح ضد الأنظمة الفاسدة ، ونقاطعها حتى تشل حركتها ، ويسقط سلطانها ، وترذل كلمتها )(ص 36 رجال القومة والإصلاح).للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بابا نويل- لا يقلك تهَجُّمُهم فهم قوم يكرهون الحب ويحرّمُون ...
- تبرئة العدليين كرامة إلهية أم إرادة سياسية ؟
- الخطاب المزدوج لجماعة العدل والإحسان .
- العنف ضد النساء ثقافة وتربية قبل أن يكون سلوكا وممارسة .
- ليكن لمسيرة الدار البيضاء ما بعدها .
- الوجه الإرهابي للبوليساريو .
- ومكر أعداء المغرب يبور .
- ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .
- السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - المشاركة السياسية من منظور مكونات الحركة الإسلامية في المغرب (1).