|
من يسقط النظام؟
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 00:01
المحور:
حقوق الانسان
لا تصدقوا يا أصدقائي بأن اشتراكيا متسلحاً بجملتين أو بكلمتين لماركس أو لينين يقود ثورة على النظام التونسي ليقلبه رأسا على عقب دفاعا عن اشتراكيته أو ماركسيته كما أنه لا يمكن للحجر أن يسقط صاروخا أو طائرة كبيرة, ولا تصدقوا بأن مصريا إسلاميا يحفظ 100 حديث للرسول وتخرج من الأزهر يقوم بالاعتصام أمام ميدان التحرير يحاول قلب السحر على الساحر وشق عصا الطاعة على الفرعون, ولا تصدقوا بأن أردنيا يريد أن يحل الحكومة ليقعد هو محل الحكومة في عملية تبادل للمقاعد بين الرئيس والمرؤوس ولكن صدقوا بأن الذي لا يجد حياة كريمة يثور..وصدقوا بأن الجوع هو أبو الكفار وصدقوا بأن سبب الجوع والفقر والحرمان الجهل مع وجود طبقة في دوائر المخابرات تدير لمصلحتها سياسة البلد فتعمل على تشويه صورة الوطنيين وتعمل على تزوير الواقع وكتابة تقارير سرية كلها كذب في كذب وصدقوا وآمنوا معي بأن غالبية من نسبت لهم الأجهزة الأمنية العربية قضايا ارهابية كانت كل تلك القضايا كيدية وغير صحيحة ومفتعلة, وأنا أتوقع في غضون السنوات القادمة اغتيالات سياسية لكبار ضباط المخابرات في بعض الدول العربية وتبادل عمليات التصفيات الجسدية في الشوارع.
يا رجال الأردن الحل ليس باستقالة حكومة الرفاعي لأن الفساد ليس في الحكومة وإنما في المخابرات نظام أمني قديم يجب عليه أن يتطور مثله مثل أي مؤسسة, وأنا لا أرى أحداً جريئا يخرج علينا بهذا أو بمثل هذا الطرح وأن يقول لنا (الخلل في المخابرات) وهنالك فصل كبير بين سياسة المخابرات وسياسة الحكومة فالحكومات في الأردن تحت أمر جهاز المخابرات وهذا الجهاز معروف لدى كل الدول العربية بأنه جهاز يكيد عن حسن نية للوطنيين الأردنيين نتيجة معلومات خاطئة وبالمثال على ذلك سنة 1994 حين حاول ضابط أن يثبت على بعض الطلاب العسكريين في جامعة مؤته تهمة انتسابهم لحزب التحرير الإسلامي الذي يدعو إلى تأسيس دولة الخلافة ,وتهمة الطلاب كانت التخطيط لقتل جلالة الملك الحسين الراحل رحمه ألله وقد تمت تبرئتهم جميعا لعدم كفاية الأدلة وكانت حجة المخابرات هي أن طبيعة تفكير هؤلاء الطلبة طبيعة دينية تتناسب مع طبيعة تفكير قيادات حزب التحرير وهنا يجب أن نحذر من أن النظام الآيل للسقوط يأخذ الناس على الظنة والشبهة ,فهذا الجهاز يعمل في قنوات ويصب في أنهر وأبحر ووديان تختلف عن الوديان الوطنية وبعيدا عن اتجاهات الحكومة , وبعبارة أكثر تلائما للموضوع نستطيع القول (احنا وين والحكومه وين والمخابرات وين؟) وهنالك إساءة للوطنيين كلها من أجل أن ينال الضابط ترقية مفاجأة استثنائية وقد دأب غالبية الضباط على هذه السياسة لذلك هم يتسلطون على الوطنيين وعلى الشرفاء من الأمة وعلى المساكين والدراويش الذين يتهمونهم بالإساءة للوطن وأنا واحد من الذين تعرضوا للكيد سنة 1997م لمحاولة توجيه تهمة لي بتنظيم سياسي مسلح مدعوم من قوى بعثية واشتراكية وماركسية وكل ذلك من أجل أن ينال الضابط المسئول ترقية مفاجأة وقد انتهت تلك المحاولات الفاسدة والخائبة بهروبي وعدم رغبتي بالعودة للعمل بعد أن تم فصلي بتوجيه رسمي من المخابرات الأردنية على حسب ما زعم لي في ذلك الوقت مدير شؤون العاملين في جامعة اليرموك.
على كل حال هبة نيسان الحديثة يجب أن لا تهدف إلى إسقاط حكومة الرفاعي لسبب وجيه وهو أن هذه الحكومة تسقط لوحدها ولا تستمر لأكثر من سنة أو سنتين وقد مضى من عمرها ما مضى وهي الآن في طريقها للاستقالة على حسب رغبة جلالة الملك ويجب أن نصطف جميعا لوداعها القريب وستأتي من بعدها حكومة أخرى وهكذا دواليك وهلما جرا ومن المستحيل أن تبقى في الأردن حكومة أبدية أو حكومة تستمر لعشر سنوات ولا حتى لخمسة ولا لسنتين, وهذا ليس لأن الأردن دولة ديمقراطية 100% فالديمقراطية في الأردن 20% وهي دون المعدل التراكمي أو الصفر الجامعي 35% ,إن الحكومات تسقط في الأردن لأن جلالة الملك هو وحده الذي يدعو إلى استقالة الحكومات وتشكيل الحكومات وكل شيء بأمره حتى أن مجلس البرلمان يعقد بأمره ويحل بأمره وكذلك المجالس البلدية كلها بأمره تجلس وبأمره تفض الجلسة ونحن لسنا معترضين ونعترف بهذا السقوط فالملك هو الذي يسقط الحكومة ويقتلها ويميتها ويحييها وبالتالي لا يوجد مبرر لليسار الأردني من أجل أن يضيع وقته ووقتنا بالهتاف وبالمظاهرات من أجل إسقاط حكومة أصلا هي ساقطة وأنا شخصيا أرفض الخروج في مظاهرة تنادي باستقالة حكومة سمير الرفاعي ولست مستعدا لأتعرض للأذى أو برش الماء من خرطوم سيارة إطفاء بشكل عشوائي أو أن أتعرض لقنبلة مسيلة للدموع من أجل إسقاط حكومة ستسقط لوحدها بسبب أو بدون سبب لذلك أنا أقول بأنه يجب أن نبحث عن الإصلاح.
ما أضحكني في الأسبوع الماضي وآلمني في نفس الوقت هو الشعارات التي رفعها المتظاهرون في شوارع العاصمة عمان ومحافظة اربد والتي تطالب بإقالة حكومة سمير الرفاعي, ولست أدري ما هو الثار بين الأردنيين وبين عائلة الرفاعي الذي تولى والده العين زيد سمير الرفاعي رئاسة الحكومة وعلى ما أذكر في نهاية أو منتصف عام 1989م والتي انتهت بمظاهرات أطلق عليها اسم (هبة نيسان) شملت مدينة معان وبعض المواقع في العاصمة وكان أهالي قريتي هم الوحيدون الذين اصطفوا مع هذه المظاهرة التي طالبوا فيها بإقالة جكومة زيد سمير الرفاعي وكنت وقتها ولدا يافعا خرجت في المظاهرات وأمسكتُ بيافطة مكتوب عليها (شيلوا ارفاعي وحطوا حمار) طبعا أنا لم أكتبها ولكنني وجدتها على الأرض.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخلوق للكتابة
-
من يحمينا؟
-
المحبة تُغير شكلي
-
هل تحبني حبيبتي؟
-
شرف المهنة
-
عُقدة التفوق
-
الخطية
-
من أجل كيلو طحين
-
سياسة الرفع
-
الاختبار الصعب
-
هل أحرق نفسي؟
-
انتفاضة البسطات
-
وأنا المسئول
-
الكرسي المسحور
-
الصورة الحقيقية
-
أحلامي في اليقظة
-
قصة حب بوليسية
-
باب داري
-
العدس لحم الفقراء
-
كيف تريدون ذبحي؟
المزيد.....
-
الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
-
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
-
مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على
...
-
دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان
...
-
إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات
...
-
اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما
...
-
مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا
...
-
تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك
...
-
تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق
...
-
زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|