أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آزاد برازي - جدار برلين سقط في الجغرافية














المزيد.....

جدار برلين سقط في الجغرافية


آزاد برازي

الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 06:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فهل يسقط من نفوسنا
عندما نذكر جدار برلين تعود بنا الذاكرة مباشرة إلى ذلك المدى التاريخي الهام في بداية التسعينات حيث بدأت أول عملية هدم لذلك الجدار الذي بني على أثر هزيمة ألمانية الهتلرية أمام الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وتم تقسيم مدينة برلين "العاصمة ألمانية "بين بريطانيا وأمريكا من جهة والاتحاد السوفييتي من جهة أخرى.
وإذا كان هذا الجدار المبني من الاسمنت والحجارة التي استطاعت المعاول أ ن تنال منه بضرباته المتتالية فأي نوع من المعاول تستطيع أن تنال من تلك الجدران التي بنيت في داخلنا؟
ألم يحن الأوان لأن نقف أمام أنفسنا وقفة جريئة ونناقش أسباب تشتتنا ونحاول قدر الإمكان أن نهدم تلك الجدران.
ولا شك فيه أن تلك الجدران لم تبنى في يوم وليلة بل مرت بمراحل تاريخية طويلة حتى تم إكمالها وهي لا تسبح في فضاء خارج التاريخ وليست قدر محتوم علينا فمعظم معاناة شعبنا السوري تولدت من تلك الحواجز الموضوعة بغير إرادته والتي جاءت تعبيراً عن مصالح لبعض الفئات التي تنظر في الوحدة الوطنية الحقيقية خطراً على مصالحها فساهمت بشكل أو بأخر وبشتى الوسائل من أجل بنائها.
وبالفعل نجحت هذه الفئات بإثارة الخلافات بمختلف صنوفها المذهبية والطائفية والقومية وتشويه الوعي الذاتي لكل مكونات الشعب السوري وذلك بتسريب المعلومات الخاطئة والسلبية فيما بينها حتى تثير روح العداء ومن ثم التشكيك بوطنية البعض وإثباتها للأخر وإثارة روح التعصب والشوفينية والوقوف في وجه أي عملية تهدف إلى الحوار والتقارب في الخفاء وتدعي في النور أن هدفها الحقيقي هو تحقيق الوحدة الوطنية وإن كانت تنطلق من مقدمة مفادها أن الوحدة الوطنية لن تتحقق إلا إذا تم صهر جميع القوميات في قومية واحدة لذلك فهي لا تعترف بالقوميات المشكلة لنسيج السوري واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة فحاولت هذه الفئات محاربة لغاتها وثقافاتها ومجرد المطالبة بهذه الحقوق هو خطر على الوحدة الوطنية.
والمستغرب لدي عند استخدام هذه الفئات لمصطلح الوحدة الوطنية أليس هو اعتراف ضمني بحالة التنوع والمفهوم الحقيقي للوحدة الوطنية قائم أساسا على التنوع والتعدد في الثقافات إذاً هي دلالة واضحة بأن الكل السوري مكون من أجزاء ولا يكتمل الكل بغياب أحد الأجزاء بالتالي هناك سذاجة واضحة في طرح مفهوم الحدة الوطنية على أساس طغيان الجزء فتحقيق الوحدة الوطنية في ظل هذا التنوع ممكن والشيء المهم في البداية أن نتحلى بنظرة ايجابية اتجاه هذا التنوع والاختلاف وإن استطعنا أن نحقق حالة من التفاعل في وحدة حيوية خصبة بين هذه الثقافات بمنح الحرية لها في ممارسة نشاطاتها الثقافية والإنسانية وإلغاء الحواجز النفسية وفكرة الخضوع لثقافة السائدة لتوصلنا لا محال إلى نتائج ايجابية وإلى ثقافة وطنية عظيمة تستطيع الصمود في وجه الثقافات المعادية لنا والتي تحاول تدمير تراثنا الوطني.
والبديهة ترشدنا إلى أن تنوع الثقافات ستؤدي إلى غنى في الحالة الثقافية في المجتمعات والممارسات في هذا المجال سواء في الدول الأوربية ذات الثقافات المتعددة أو غيرها من دول العالم لأكبر دليل على صحة هذا التنوع وسلامته.
وهكذا نستنتج أن المفاهيم المقدمة من قبل بعض الفئات تتمتع بآفاق ضيقة عن الوحدة الوطنية هي مفاهيم مشوهة قائمة على ترسيخ صيغة العبودية والسيطرة من قبل ثقافة أو قومية على باقي القوميات والثقافات الوطنية الأخرى ونتيجة لذلك جاءت ردود الفعل طبيعية بما يتناسب مع الموقف فاتسمت هذه الردود بالسلبية والانطواء فسادت حالة من الاغتراب في وطن صغير نسبياً حتى كدنا نجهل أبناء وطننا بشكل كامل تقريباً فتحول الوطن إلى ساحة مليئة بالشكوك والتنافر مما انعكس سلباً على شعبنا السوري في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فتمت إبطاء عملية التنمية في البلاد لتحول طاقاتنا إلى أدوات مهمتها الأساسية إثارة النزعات والدخول في خلافات لا طائل منها وتحقيق مكاسب على مختلف الصعد على حساب الآخرين وطبعاً مهمة هذه الممارسات من مكاسب فهي في النهاية ستخسر وطناً فعلى طاقاتنا الوطنية أن تتجه نحو بناء وطن قائم على الديمقراطية والتعددية والمشاركة الفعالة لمختلف فئات الشعب وباعتبار الشعب الكردي في سورية هو جزء مهم من النسيج السوري وأكبر ثاني قومية في البلاد فإنه ينتظر أن يمارس دوره الطبيعي في بناء الوطن.
فالممارسات الشوفينية التي استهدفت الشعب الكردي السوري وإثارة الفتن والنعرات القومية في البلاد وهي تدخل في خدمة أعداء الوطن.
فقد حان الأوان بأن نبدأ بمحاربة جميع المظاهر السلبية والممارسات الخاطئة التي من شأنها أن تعيق مسيرة الإصلاح والتطور والتقدم في سورية ومن أجل تحقيق وحدة وطنية قائمة على أساس العدالة والمساواة لكافة أبناء الشعب وفئاته.



#آزاد_برازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الكردية...فعالية أم تخبط
- السياسة السورية في تجاهل وتخوين الأكراد
- حتى أنت يا بروتوس


المزيد.....




- -كان بمقدوري وضع سلاح نووي عليه ولكن اخترت عدم ذلك-.. لسان ح ...
- زيلينسكي يثور غضبا على البرلمان بعد إلغاء اجتماعه إثر ضربة - ...
- قتلى وجرحى في قصف ببيروت وعمليات الإنقاذ مستمرة
- مودي سيستقبل بوتين بغضّ النظر عن امتعاض واشنطن
- كمسومولسكايا برافدا: روسيا حذّرت كييف والغرب.. ماذا يعني تصر ...
- ألمانيا تكشف عن دورها في الخطة العملياتية لحرب -الناتو- مع ر ...
- ترامب يعتزم إقالة مكتب المدعي الخاص جاك سميث بأكمله انتقاما ...
- كوريا الشمالية تتهم واشنطن بمفاقمة الوضع في المنطقة
- إسرائيل تفكر بتزويد أوكرانيا بالسلاح
- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - آزاد برازي - جدار برلين سقط في الجغرافية