|
أسئلة مشروعة
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3262 - 2011 / 1 / 30 - 21:58
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مرت علينا – نحن العراقيين- تسعة اشهر عجاف استبشرنا بعدها بتشكيل حكومتنا التي طال انتظارها .وقلنا جاء الفرج بعد الشدة. وبعد صراع الديكة ،وبعد احتساب الأنصبة وتقسيم الحصص. ولدت الحكومة كسيحة بالرغم من أنها دخلت موسوعة غينس في رقميين قياسيين الأول في أطول مدة استغرقتها والثاني في عدد وزرائها. تشكلت الوزارة وادى الوزراء يمينهم الدستورية وعرفنا الأسماء التي دلت على محاصصة مقيته ،فلم تأتِ بما كان مرجوا ولا بما كان منتظرا. لقد تمخض الصراع عن ولادة وزارة مشلولة. وزراء قدماء وآخرون جدد، منهم من مللنا منه وأتعبتنا تصريحاته ، ومنهم من كان يصور لنا نفسه بطلا منقذا ،وكعادتنا قلنا :الله كريم . لقد تشكلت الوزارة ،وكانت وزارة قيادات، ولا ندري من سيحاسب من ؟ هل سيحاسب النائب المرؤوس في كتلة أو حزب رئيسه الوزير؟ لننتظر ونتابع فعسى أن يتحقق لنا بعض مما نرجو. من خلال قراءة أوليه ،وبعد مضي شهرعلى تشكيل الوزارة ومباشرة الوزراء أعمالهم في وزاراتهم نضع هذه الأسئلة أمام الحكومة والنواب وقبلهم أمام العراقيين. فهل سيحل وزير العمل والضمان الاجتماعي مشكلة البطالة ؟ وهل سيكشف عن لصوص أموال الرعاية الاجتماعية؟ وهل سيعيد وزير التجارة للفقراء والمساكين مواد البطاقة التموينية ؟ ام أن التوجيه بعدم اعتمادها كوثيقة رسمية يعني أن زمان البطاقة التموينية قد ولى وأن العرقيين أغنياء وان الخير عميم فلا حاجة لهم بها بعد اليوم؟ وهل سيفتح لنا وزير النقل الطرق سالكة والمطارات مرحبة ونسير إلى حيثما نريد؟ وهل سيرفع وزير التعليم العالي من شأن التعليم (الواطي) الذي نزل وانحدر إلى اسفل سافلين؟ وهل سينفذ الدعوة إلى إلغاء الاختلاط بين الجنسين في الجامعات والمعاهد العراقية؟ وهل سيضع وزير التربية المناهج التربوية التي تتفق مع روح العصر دون طائفية أو مذهبية ؟ وهل ستخلو كتب المدارس الابتدائية والثانوية من صور الصبايا المحجبات ؟ وهل سيبقى مصرا على إعادة فتح قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة؟ وهل سيحقق لنا وزير الصحة العافية، ويجعل من مستشفياتنا مرافق عامة لكل العراقيين؟ وأن يوفر لكل داءٍ دواءَه المناسب؟ وهل سيعالج (الطبيب) وزير المالية أمراض الموازنة العامة، ويضع للعراق موازنة تكون فيها النفقات التشغيلية اقل من النفقات الاستثمارية؟ وهل ستتوافق الإرادات فيضع لنا وزير التخطيط خطة قومية بمناهج استثمارية مدروسة وينقلنا من مرحلتي الـ (تخ) والـ ( طيط) التي مررنا بها في السنوات الماضية لتكون عندنا مرحلة جديدة هي مرحلة التخطيط المتكامل؟ وهل سيسعى وزير صناعتنا بخبرته المتواضعة في النظم السياسية لأن ينتج لنا أسمنتا أو حليبا أو زجاجا أو حذاءً عراقيا في مصانعنا المعطلة منذ سنين ؟وهل سيعيد لنا وزير الزراعة حقول الدواجن، ومحطات البستنة ويملأ أسواقنا بيضا ودجاجا وفاكهة وخضرا عراقية؟ وهل ستكون للمثقفين وزارة تعني بهمومهم وترفع من قدرهم وتدافع عن الشاعر والكاتب والفنان من غزوات الشرطة المحلية والوطنية؟ لقد صدرت (المحاصصة الديمقراطية) باستيزار القسم المهم من الوزراء ومنهم من ذكرناهم آنفا ،وبقي القسم الأهم، فمتى يعين الوزراء الأمنيون؟ ليحفظوا الأمن الضائع في مدينة السلام ، وفي بلاد الرافدين؟ ومتى يلبي دولة رئيس الوزراء مناشدة النائبة الفاضلة آلا الطالباني ويعين وزيرا لوزارة المرأة؟ وأرجو أن يكون ممن ينظرون اليها (كبقرة).
تشكلت الحكومة ،واجتمعت ،وصرح الناطق باسمها كثيرا ولكن (ما القبض)! فالكهرباء بلا وزير ما أدى إلى انتقال الظلمة من مجلس الوزراء إلى مجلس النواب ليتصارع النواب فيما بينهم حول صلاحيات الرئيس فمنهم من يقول أنها حصر برئيس المجلس حسب الدستور، ومنهم من يقول يجب أن تكون بيد الثلاثة (الرئيس السني) ونائبه الأول (الشيعي) ونائبه الثاني( الكردي) لأنهم تبوؤا مناصبهم حسب مذاهبهم بصفقة محاصصة مذهبية ويجب أن يظل التوافق قائما في اتخاذ قرارتهم، وبسبب قيام الخصومة بينهم اشتكوا عند المحكمة الاتحادية فأجابت بالعمل على وفق الدستور، ولكن القرار لم ينفذ وما زال الحال كما هو عليه. ولا ندري متى يحسم الأمر! وحتى لو حسم الأمر فسيظل الجدل قائما والدعاوى مقامة أمام المحكمة الاتحادية فيما يخص ارتباط الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء أو بمجلس النواب وهذه بدعة جديدة أثيرت لتعزيز جبهة رئيس الوزراء على حساب جبهة رئيس مجلس النواب ،وهي واحدة من مثالب الدستور، ولا ندري متى تنتهي؟ وما بين الحكومة ومجلس النواب نقف لنسأل متى سيلتقي الجبلان( المالكي وعلاوي) لحل مسائل الخلاف بينهما، ويُحسم امر المجلس الأعلى للسياسات الاستراتيجية ؟ وهل يستوجب الأمر دعوة من البارزاني ليتفقا؟ كثيرة هي الأسئلة الواجب طرحها على الحكومة، وعلينا أن لا نخاف من طرحها ، وعلى من يهمهم الأمر الإجابة عنها لأن متابعة ما نكتبه كمواطنين حق لنا وواجب عليهم.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إني قحطان محمد صالح الهيتي
-
عيناك هذا العالم المسحور
-
اعرفيني أولا
-
حبيبتي عمرها حبي
-
ولي انت
-
الحب والستون
-
مدينة ،ورجل ،وتراث
-
عام وأمنيات
-
الأدب والدين وحقوق العراقيين
-
الحوار والتمدن
-
طالب القرغولي وفرح العراقيين
-
مسكين ، ومسكينة ، ومساكين
-
استبرق
-
هيت، والنجاح ،ومدني صالح
-
لماذا قتلوا عبد الكريم ؟ وما الذي سيكون لو عاش الزعيم؟
-
سندس
-
قتلوا عبد العليم ، قتلوا الشيخ المعتدل
-
شفق
-
إيمان
-
ازهار
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|