|
ثورة الياسمين تعانق ثورة الجياع
عباس متعب الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 22:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لابد لنا اليوم ان نقف اجلالا واكبارا للشعب التونسي الذي فجر ثورتة البيضاء المباركة بعد ان اشعل فتيلها الشاب محمد البو عزيزي دون ان يدري ان حرق حسدة الفاني والذي لايساوي شيئا بنظر حاكم تونس بانه سيكون له ثمن باهض يدفعه الحاكم المستبد ذلك الحاكم الغارق في الملذات زين العابدين بن علي وزبانية حكمه قد اوقدت نار الثورة واخرجتها من مخبئها لتعم شوارع ومدن تونس البيظاء باكملها معلنة رفضها المطلق لقيادات التصقت اجسادها بكراسي السلطة لعقود من الزمن وحكمت شعوبها بالحديد والنار ..لقد امضى حاكم تونس زين الفاسدين بن علي اكثر من (31) عاما متسلطا على رقاب شعبة لم يستطع من خلالها التواصل معه او مشاركتة همومه ومشاكله واحلامه البسيطة علما ان شعب تونس يختلف تماما عن شعب مصر وخصوصا الطبقتين الوسطى والدنيا حيث يقترب الشعب التونسي كثيرا من الثقافة الاوربية بحكم موقعه الجغرافي في المنطقة وهو ارقى واكثر عصرنة من الشعب المصري الذي حجم بالمجاعة وانهيار النظام التربوي والتعليمي والصحي على عكس النظام التونسي الذي يعتبر اكثر قوة وتقدما وان لم يكن كما يطمح الشعب التونسي وكما هي الحقيقة المرة فان نصف الشعب المصري يعيش على اقل من (دولارين يوميا) وتفوق الامية والجهل نسبة (30%) منه ورغم هذا الفارق الكبير بالمستوى المعيشي بين الشعبين الا انهما يشتركان بقاسم واحد وهو البحث عن الحرية وكسر اغلال الظلم والعبودية والتي اصبحت سمة العصر لحكام وصلوا بانقلابات عسكرية ومؤامرات او توارثوها من امراء وملوك وجلهم فاسدين لحد النخاع. لقد نجحت ثورة الياسمين وجنت ثمارها بسقوط احد الانظمة العربية وقد اعطت هذه التجربة المذهلة برهانا ساطعا لكل الشعوب وليس في العالم العربي فقط بانها قادرة على سحق وتدمير التماثيل المنحوتة على كراسيها واقتلاع جذورها..لم يكن يدري هذا الشاب التونسي محمد البو عزيزي الثائر على الظلم الاجتماعي والتمايز الطبقي ان شرارة جسده ستمتد لتحرق كل سلاطين الزمان المارقين فمن تونس الى مصر والسودان واليمن التعيس والمتخلف جزار (ليبيا) وباقي ائمة الظلالة من ملوك وامراء وان كان زين العابدين بن علي قد وجد له اليوم ملجا في بلد الفسق (السعودية) فاني اسأل اين سيجد ملك السعودية او من يخلفة مكانا امنا خصوصا وان بلدان العالم المتحظر قد رفضت هذه الاشباه من الرموز العفنة . ان هذا الدرس القاسي للانظمة الدكتاتورية المقيتة وعلى مختلف اشكالها في العالم العربي يؤكد وباصرار على ان ارادة الشعوب الحية لابد ان تنتصر وان ثورة الفقراء او ثورة الجياع على قاب قوسين او ادنى من رقابهم وهي تخيم اليوم بظلالها على سماء مصر العزيزة تساندهم جميع الشعوب المضطهدة في كل بقاع الارض وما هي الا ايام ويخر هاربا رمز اخر من رموز الطواغت على الارض لتنتصر ارادة الشعب المصري الذي اصر على اخذ حريتة بيدية العاريتين كما فعل الشعب التونسي ماهي الا ايام ان لم نقل ساعات وتبزغ شمس الحرية من جديد ولكن هذه المرة ليست في تونس ومصر فقط بل ستعم الوطن العربي باسرة ذلك الوطن المغيب تحت نير وجور الحكام الماجورين ومن يتولاهم بعباءتة. لقد ابتعدت هذة الانظمة المصنوعة من الدمى والتي تحركها اجندات خارجيه معروفه بعدائها للشعب العربي عن شعوبها وعجزت عن تحقيق ادنى مستويات العيش البسيط لشعوبها في ضل غياب الشفافيه في تعاملها وهدرآ كبيرآ لثرواتها لتعيش هذه الانظمة هي وحدها في بحبوحة من الترف باقامة المأدب الكبرى واقتناء الفلل والقصور خارج بلدانها ومنح الأمتيازات الخاصة لعوائلهم في التعليم والصحة وماشابه بينما تعيش الشعوب صاحبة الثروات في فقر مدق محرومة من ابسط الحقوق المدنية تقاتل يوميآ من اجل الحصول على رغيف خبز قد يسد او لايسد رمقها ..في هذه اللحظات التاريخية التي يعيشها اهلنا في مصر العروبة وهم يسطرون اروع الملاحم وكما عرف عنهم من اجل استرداد شرفهم وعزتهم ونيل حريتهم التي صادرها (مبارك ) من قبل (32) عامآ كما فعل جميع حكام امتنا العربية ..اليوم يدق ناقوس الغضب العربي ليفزع عملاء قضيتنا الذين باعوا شرفنا ومقدساتنا بابخس الاثمان من اجل كرسي لم يدم لاعتى واكبر دكتاتور عرفه التاريخ المعاصر في المنطقة العربية وسوف تسقط تلك الرموز الخاوية تباعآ مهما فعلت ومهما استنفرت من قوة باطشة فانها لم ولن تقف امام السيل الغاضب فقد بلغ السيل الزبى وعليهم من هذه اللحظات ان يفكروا بجدية بطريقة الهروب كما فعل سلفهم مادام هناك مكان يأويهم في (مملكة الشر )السعودية . تحية لابطال ثورة الياسمين وليهنئوا بانتصارهم وتحية لشعب مصر ام الدنيا لانه شعب زلزل الارض تحت اقدام عرشآ كان يعتبر من اقوى العروش متانته وتصلبآ ولطالما تباها وتفاخر بقوة قبضته الحديديه واجهزته القمعية التي كشفت عن عورتها وتهاوت تحت صرخات افواه الجياع .
#عباس_متعب_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المس بل 00في الذاكرة العراقية
-
الد يمقراطية اللامركزية..اين ستفضي بنا ؟؟؟
-
الاسلام وسيف الاسلام القذافي
-
برلمان دولة او برلمان شعب
-
سيناريو فيصل والعرش
-
تحيتنا السلام ولن نرد الاساءه بالاساءه
-
كلام في مهب الريح
المزيد.....
-
المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل
...
-
مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت
...
-
إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس
...
-
-فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
-
موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق
...
-
وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
-
مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في
...
-
كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا
...
-
مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية
...
-
انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|