كيف أعاودك وهذا أثر فأسك

دينا قدري
(Dina Kadry)

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دفع الدكتاتور حسني مبارك بخطابه الهزيل ثمنا بخسا لشهداء ثورة الغضب ,وأثقل على النفوس بكلماته اللزجة التي طالما رددها عن "أبنائه من الشعب" وما يتمناه لهم من استقرار وأمن , هو يسخر من الكل و يتعامل مع الجميع على أنهم بلهاء , شخصية استفزازية تملك من بلادة الحس الكثير والكثير تجاهل أربعة أيام من الصراخ لم يكف فيها المتظاهرون عن ترديد مطلب واحد }اسقاط حسني مبارك{ خرج بعد تفاقم الأحداث في لقطة مسجلة ليهزأ بالدماء التي سالت من أجساد أبنائه بعد ضربهم بالرصاص المطاطي والمواسير الحديدية وملاحقة السيارات المصفحة لهم وسحقهم تحت عجلاتها وكأنهم حشرات (العالم كله شاهد هذا على شاشات التلفاز ) ودفع بأبنائه الجياع لأن يحطموا وينهبوا ويحرقوا ...وتخرج المتبجحة الأخرى (القيادات الأمريكية) لتؤكد على ما نعرف جميعا من أن أميركا "داعية السلام" لاتعرف سوى ما يخدم مصالحها فتطالب الشعب الأعزل في مواجهة الحديد والنار بضبط النفس والمحافظة على سلمية التظاهر ولم توجه إدانة واحدة لأسلوب القمع الذي تعامل به النظام مع الثائرين والمطالبين بأبسط الحقوق الإنسانية في حياة كريمة لا يهدر فيها شرفهم ولا تستباح فيها كرامتهم , وحينما أدركت أن عميلها في الشرق الأوسط أصبح ورقة خاسرة ها هي الأن تلوح " بقطع المصروف " هذا السندان الذي أشترت به كبرياء المستجديين...
وأذكركم ..وأذكركم...بفاتورة الحساب التي لم يدفع ثمنها للآن...
حسني مبارك هو الحاكم الوحيد الذي جروء على أن يسجن 85 مليون مواطن داخل مصر حينما يقطع عنهم كافة وسائل الاتصالات ويعزلهم عن العالم ليتسنى له سحلهم وإذلالهم وإراقة دمائهم ما بين جريح وشهيد ...وتمر أفعاله مرور الكرام .....
حسني مبارك بتخاذله وبضرب حق المواطنة في مقتل وافتقاده لإدارة الأزمات كاد أن يوقع البلد في حرب طائفية كان من الممكن أن تقضي على الأخضر واليابس وفرق بين أبناء الشعب المصري وصنفهم مابين مسلم ومسيحي...وتمر أفعاله مرور الكرام....
حسني مبارك يبارك حزبه الأوحد ويترك وحوش المال يحتكرون ويطغون ويسرقون المال العام وينهبون الأراضي ويبيعون مصر قطعة وراء القطعة ومنشأة وراء المنشأة..فتصبح مصر بلد بلا قانون والحياة متاحة فيها لإصحاب السلطة والمال فقط ولا مكان لأصحاب الحق الشرعيين دافعي الضرائب... وتمر أفعاله مرور الكرام...
حسني مبارك يترك أبناءه يموتون ميتة الكلاب داخل أقسام الشرطة وخارجها على يد وزارة الداخلية ويبقى وزيرها دون حساب ويهمل وزيرها في الحفاظ على أمن مواطنيها فينتشر السطو المسلح وتكثر الإعتداءات..ويبقى وزيرها دون حساب , و يفقد السياح والأجانب أرواحهم على يد قروش الإرهاب وقروش البحر ..ويبقى وزيرها دون حساب.... وتمر أفعال رب البيت مرور الكرام...
حسني مبارك جعل من أبنائه خدم في الدول الشقيقة والصديقة أو على أقل تقديريعملون في وظائف لاتناسب مؤهلاتهم وأحوجهم إلى بلع إهانتهم في بلاد الغربة بعد أن فقدوا منصفا من وزارة خارجيتهم ومن قبل مستمعا لإحتياجاتهم وطموحاتهم فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار...وتمر فعلته مرور الكرام..
حسني مبارك أبناؤه يموتون نتيجة الإهمال في المستشفيات أو في القطارات أو محترقين بأنابيب الغاز و محبوسين في قصور الثقافة أو غرقى في البحار وهم يهربون بأحلامهم إلى هجرة غير شرعية أو بالتسمم الغذائي والمائي والقمح المسمم والسماد المسرطن ولم نسمع عن وزير أو مسؤول أدين أو حتى أقيل من منصبه ...وتمر أفعاله مرور الكرام...
حسني مبارك يسكت عن انهيار تعليمي كامل بتعيين من لايفهمون في مثل هذه الوزرات الهامة من خلال قرارات عشوائية وسياسات متخبطة فيقضي على أجيال ويحكم عليها بالتخلف والجهل ويتحول حلم طه حسين الكفيف بأن يصبح كالماء والهواء على يد المبصرين إلى سلعة تباع لمن يدفع أكثر... وتمر أفعاله مرور الكرام...
حسني مبارك يحول مصر إلى دولة بوليسية يعتلي فيها الضباط المناصب القيادية في كافة المجالات بغض النظر عن أمر الكفاءة ,فانتشرت المحسوبية والرشاوي وعم الفساد الإداري كافة القطاعات , وفي عهده الميمون لم تصل مصر طيلة تاريخها إلى ما وصلت له من علاقة الخوف ومن ثم الكراهية بين الشعب والشرطة....وتمر فعلته مرور الكرام...
وهذا غيض من فيض..فلا وألف لا أنت تدفع بمصر كلها إلى حافة الهاوية ولم تترك لإبناء الغضب إختيار وإن لم ترض بخروج آمن فقد حكمت على نفسك بما لاتحمد عقباه وفي كل الأحوال لقد اخترت لنفسك أول الصفحات في التاريخ الأسود
ولا أقول إلا كما قال الشاعر :
إذا رم الجرح على فساد تبين فيه إهمال الطبيب

#دينا_قدري (هاشتاغ)       Dina_Kadry#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات