سامي المالح
الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 00:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مبارك، يبدوا انك لن تستوعب الدرس، فشعبك الذي بدأ ينفض عنه الخوف والهلع والمرارات والحرمان والفساد، وتحمل مقهورا تسلطك وحاشيتك كل هذه السنوات القاسية، لايريدك، ويطالبك ان تلحق جارك وشبيهك الدكتاتور الصغير بن علي. وانا ايضا، انا العراقي، اضم صوتي، لصوت ابناء مصر الفقراء والغلابى، المحرومين من التعليم والعمل ومستلزمات حياة انسانية لائقة وكريمة، الناشطين من اجل حقوق الانسان وحرية الفكر والتعبير، المناضلين من اجل التغيير والتطوير والديمقراطية، واصرخ معهم، أقلع، أترك كرسيك الذي اكل منك شخصيتك وتاريخك وقيمك وانسانيتك، اتركه قبل ان يأكل منك روحك وجسدك، اتركه ودع الشعب يرسم مستقبله كما يشاء.
تحية اجلال للشعب التونسي، وتحية للشعوب المنتفضة في مصر واليمن، التي اشعلت الفتيل، ليشب نار الغضب، وليمتد، غدا، ليأكل عروش الطغاة والدكتاتوريات والفساد والتخلف في كل اصقاع العالم.
العالم، احرار الشعوب، تتابع الاحداث في مصر، وتتضامن مع الشعب المصري، وتتمنى في الوقت ذاته ان تستمر المظاهرات الشعبية والتحدي الجماهيري الشجاع سلميا وحضاريا من دون عنف واراقة دماء وضحايا، ولعل الاهم ان العالم ينتظر من مبارك ان يستوعب الدرس وان يستجيب لنداء الشعب، وان يهيْ برحيله لتغيير سلمي، وان يجنب مصر وشعبها الدماء والالام والصراعات واحتمالات لاتصب في خدمة البلد والمنطقة والعالم.
نحن العراقيين نعيش اليوم، ونحن نراقب هذه الاحداث الدراماتيكية، غصة عميقة في القلب، لاننا لم نفلح كما الشعب التونسي، ان نسقط الطاغية في بغداد بسواعدنا قبل ان يجر البلد الى خراب وحرب واحتلال وفوضى. ولذلك نتضامن مع الشعب المصري ونأمل ان يحقق اهدافه، وان تتظافر جهود ابنائه في التاسيس للتغيير والتطور ومستقبل اقضل.
فالتاريخ يثبت مجددا، رغم مرور عشرات الاعوام من السبات والانكسار والامبالاة التي جعلت زعماء مجانين ينسون ان الشعوب هي التي تبقى وتصنع التاريخ، يثبت مجددا ان عمرالحكام والدكتاتوريات قصير ولابد للشعوب ان تقول كلمتها، عاجلا ام آجلا.
تحية للشعوب الحية المنتفضة والمتطلعة للحرية والتطور والانعتاق. والسقوط والنهاية للدكتاتورية والطغيان والشمولية والتخلف.
سامي المالح/ رئيس الجمعية السويدية العراقية
#سامي_المالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟