"النهار"
الثلثاء 6 آب 2002 |
الشيخ محمد مهدي الآصفي، أحد القادة التاريخيين لحزب "الدعوة الاسلامية" الذي تأسس على يد الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر (قُتل تحت التعذيب عام 1980). لكن خلافات حادة حول طبيعة علاقة الحزب بايران أدت الى خروج الآصفي او إخراجه من الحزب قبل حوالى العامين. فالشيخ يطالب الحزب بـ"علاقة عضوية" بايران من خلال المرشد، بينما تحرص القيادة الباقية على الابقاء على هامش من الاستقلالية. وكان الخلاف بين الشيخ وقيادة الحزب الباقية، يدور حول الموقف من الاحزاب العراقية غير الدينية، وكثيراً ما كان ينعت زملاءه بـ"الليبراليين" بسبب مواقفهم الانفتاحية تجاه الاحزاب الاخرى (غير الاسلامية). وها هو اليوم، ومن خارج الحزب يبدي "أسفه" لدخول حزب "الدعوة" في ائتلاف مع احزاب علمانية في مقدمها "الحزب الشيوعي" وحزب "البعث"، وهي خطوة حظيت بدعم وتأييد من رجال دين عراقيين بارزين. ويبدو من خلال البيان المقتضب الذي اصدره الشيخ محمد مهدي الآصفي (وهو الذي قلما يغادر مدينة قم)، ان الشيخ يعيش خارج الزمن بعيداً من كل معطيات العصر السياسية وتطور العلاقات والمصالح السياسية بين الاحزاب والقوى. والغريب انه يقول "ان المؤمنين الواعين يشعرون بالاسف لدخول الاسلاميين في ميثاق عمل سياسي مع الحزب الشيوعي وحزب البعث"! هنا نص بيان الآصفي ورد عليه من عراقي مقيم في الولايات المتحدة، يبدو مطلعاً على تجربة المعارضة الاسلامية العراقية مع ايران: