جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 21:19
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
الحقيقة كلنا نعيش من البيع و الشراء سواء بعنا او اشرينا خدمات او سلع و لكن الذي يبيع و يشتري لا محالة يتعرض و ينجذب للغش و الفساد. عادة ما ينتقد المعارض الحاكم و يتهمه بالفساد و لكن سرعان ما تنقلب الادوار ليمارس المعارض الذي تحول الى حاكم الان نفس اعمال السرقة و الغش التي كان يتهم الحاكم بها.
لقد تطورت لغة الفساد و الغش في جميع نواحي الحياة سواء كانت في السياسة او التجارة او الدين او الطب او نواحي اخرى من العلاقات البشرية الى لغة تستند على نظام معين له اسسه تتجلى خاصة في لغة الاعلانات التجارية و تستند على ثلاث ركائز:
اولا خلق مشكلة او حاجة عند الاخر create a need و اذا كان الطرف الاخر يعلم ان هناك حاجة حاول رفع وعيه raise awareness و استغل مخاوفه و احلامه و رغباته. فمثلا يحاول الدين استغلال مخاوفنا من مصيرنا بعد الموت و تحذرنا من العقاب و الجهنم و المعارض يتطرق الى فساد الحاكم و يرفع وعينا عن البؤس و الفقر الذي نحن فيه لكي ياتي للحكم و التاجر يلعب على احلامنا و رغباتنا في اقتناء بضاعة لا نحتاجها.
ثانيا عرض الحل و تلبية الحاجة satisfy the need بذكر فوائد و منافع و محاسن الدين او الحزب المعارض اذا جاء الى السلطة او منافع البضاعة المعروضة للبيع و دورها في سعادتنا الخ ... يحاول الدين اعطاء وعود كاذبة بالجنة و تعطينا السياسة وعود منافقة بالسعادة و الحرية و العدالة و تعمي التجارة عيوننا بسلعها الكثيرة و تحولنا الى انانيين من الدرجة الاولى.
ثالثا التشجيع على اتخاذ قرار سريع call to action بالانضمام الى دين معين او الادلاء باصواتنا لصالح حزب معين او شراء بضاعة دون التفكير الطويل.
انظر الى ما تملكه من السلع في بيتك هل تحتاجها كلها؟ فكر و لو لدقيقة واحدة في اسباب الانتماء الى دين او حزب معين هل تقتنع بمبادئه و ممارساته؟ هناك دراسات تؤكد بان اكثر قرارات الانسان عفوية عشوائية لا تدل على انه يملك عقل للتفكير و الا لما استطاعت الاحزاب و الاديان والشركات ان تضحك على ذقوننا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟