شحاطة ابو تحسين العراقية و عربة بو عزيزي التونسية

باسم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 14:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

الشحاطة والعربة كلاهما دخلا تاريخ المنطقة العربية وأصبحا رمزين مهمين على طريق الديمقراطية التي انبثقت من رحم ديكتاتورية صدام و زين!! التي أذاقت الشعبين العراقي والتونسي شتى صنوف الإرهاب والجوع والاضطهاد وكل ما لم يسمع سابقا من التفنن في القتل والإيذاء... وشحاطة ابو تحسين وضرباتها الموجهة الى صورة دكتاتور بغداد والتي نقلت من على شاشات التلفزيون في مختلف أرجاء العالم كانت بحق هي بيان رقم واحد الذي اعلن فيه شعبيا بسقوط الطاغية قبل ان يقوم المارينز بإسقاط تمثال الطاغية في ساحة الفردوس... أما عربة محمد بوعزيزي الخريج العاطل الذي صفعته شرطية وأتلفت بضاعته ولم يجد أمامه رد غير ان يعبر بطريقة قل نظيرها يريد ان يسمع العالم صرخته واحتجاجه و فعلا حصل ذلك حيث انتفضت مدينته سيدي بوزيد لتشمل بعد ذلك العديد من مدن تونس الخضراء و لتكون الشرارة التي يندلع من اللهيب الذي احرق الدكتاتور وزمرته الذي ذهب من دون رجعة واني هنا أدعو التونسيين الى أقامة نصب تذكاري للشهيد بوعزيزي وتكون قاعدة النصب هي عربته التي صادرتها الشرطة والنار تلف جسده لتتحول السنة اللهب الحمراء الى نهايات خضراء تنبى بمرحلة جديدة من البناء والتحرر والديمقراطية وان يحتفظ بالعربة في المتحف الوطني التونسي لتكون شاهد للأجيال القادمة على بسالة الشعب التونسي وحبه للحياة والحرية والديمقراطية.
ومثلما عرض تجار خليجيين على ابو تحسين العراقي لشراء شحاطته تفوق سعرها الحقيقي ملايين المرات و تبقى رمزيتها لا تقدر بثمن قام أيضا بعض الخليجين بتقديم عرض الى عائلة بوعزيزي لشراء العربة بعشرة آلاف يورو وبالتأكيد لم توافق العائلة كما فعل ابو تحسين.
ان ذكرى بوعزيزي ستضل تؤرق الطغاة العرب اولا وباقي طغاة العالم لسنوات طوال وستقض مضاجعهم وربما سيتسبب بالرحيل المبكر لبعضهم و الرسالة المبطنة التي وجهها المتظاهرون العرب أمام باب السفارة التونسية في القاهرة وعمان وصنعاء لتقديم التهنئة الى الشعب التونسي هي في الوقت عينه موجهة الى الطغاة وحسب المثل العراقي المعروف " احجيج يابنتي واسمعيج ياجنتي" ولغير العراقيين معنى المثل" أتكلم مع الابنة لكي تسمع زوجة الابن" وزوجة الابن هنا هي الأنظمة الدكتاتورية.
مع تمنياتي بالديمقراطية والحرية لجميع الشعوب الحية والمحبة للحياة
باسم العضاض

#باسم_العضاض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات