أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسر قطيشات - تركيا وإسرائيل .. حسابات الفرص والمخاطر














المزيد.....

تركيا وإسرائيل .. حسابات الفرص والمخاطر


ياسر قطيشات
باحث وخبير في السياسة والعلاقات الدولية

(Yasser Qtaishat)


الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 13:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بلا شك تعتبر المجزرة الدموية التي ارتكبتها إسرائيل على متن أسطول الحرية أبرز مظاهر التوتر السياسي بين تركيا وإسرائيل منذ عام 2006م، ورغم أن علاقات البلدين بدأت بالتراجع منذ وصول حزب العدالة والتنمية التركي إلى الحكم عام 2002م، إلا ان مجزرة أسطول الحرية قد تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات سماتها الخلاف والعداء على فرضية "الفرص والمخاطر" القائمة بين الطرفين، فضلا عن تغيرات واضحة ظهرت في موازين العلاقات والتحالفات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط ، خاصة وان تركيا بدأت بالبحث عن إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية لسد فراغ الغياب العربي المؤثر من جهة ، ومن جهة أخرى لمنافسة القوى الإقليمية والدولية على الزعامة الإقليمية ، تحديدا إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية .
لقد شهدت السياسة الخارجية التركية مع وصول رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان إلى الحكم عام 2003م تحولات سياسية عميقة، لاسيما لجهة إعادة النظر في أولويات هذه السياسة، وابرز معالم تلك السياسة الحد من العلاقة مع إسرائيل وإعادة الاعتبار للعلاقة مع دول الجوار العربي والإسلامي .
وتركيا اردوغان قررت أن تعيد حسابات التحالف المعقد مع إسرائيل لأنه لا يخدم سوى إسرائيل وراعية السلام الموهوم الولايات المتحدة الأمريكية، فوجد الرئيس اردوغان أن إسرائيل بحاجة تركيا أكثر من حاجة بلاده لدولة لا تحترم كافة مواثيق السلام والحرب وتطلق العنان لنفسها في القتل والتدمير وتمعن في الاحتلال والاستيطان والقرصنة والاعتداء على الآخرين والعزل من السلاح دون وجه حق ..الخ ، في وقت قدمت تركيا لإسرائيل الخدمات اللوجستية والاقتصادية والسياسية طوال العقود الماضية بمقابل لا يذكر ولم تحصد سوى عداء الجوار العربي والإسلامي !!
انعكست سلسلة الأحداث التي جرت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة سلبا على علاقات البلدين، وأبرزها العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006م ومن ثم على غزة عام 2009م، لكن الاعتداء الهمجي على أسطول الحرية جعل العلاقات التركية الإسرائيلية تصل إلى نقطة اللارجوع، ما دفع اردوغان لتصريح خطير عكّر مزاج إسرائيل والولايات المتحدة ، أكد فيه أن إسرائيل دولة إرهابية وان العلاقات بين البلدين لن تعود إلى طبيعتها قبل رفع الحصار عن غزة ، وهو تحدي تركي حقيقي أكثر منه مناورة سياسية كما تصور بعض العرب، فتركيا جادة في حسم علاقاتها مع إسرائيل في مختلف المجالات، والمجال الخارجي هو أكثر هذه الملفات سخونة باعتباره يمثل مساحة شاسعة أمام السياسة التركية لرأب صدع علاقاتها العربية والإسلامية ولوقف النفوذ الإسرائيلي في تركيا ودول المنطقة ، خاصة الدور الإسرائيلي في كردستان العراق وتشجيعها للأكراد ضد تركيا .
وتركيا التي اتخذت مبادرات مختلفة خلال عام 2008 لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، لم تفلح جهودها في إقناع إسرائيل بالالتزام بالعهود التي قطعتها لتركيا في هذا الصدد ما أثار غضب تركيا. كما أن رد فعل إسرائيل على ضرب أسطول الحرية لم يكن بسبب حصار غزة فحسب، ولكن لدور تركيا المتنامي في المنطقة، وخاصة تجاه إيران.
وصدق أردوغان حينما قال "لا يمكن لأحد أن يضع صبر تركيا محلا للاختبار"، مفسرا ذلك بقوله "علاقة تركيا أمر هام للغاية، وضياعها يمثل عقابا كبيرا". فتركيا التي كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل عام 1949م وانسلخت عن تاريخها الإسلامي آنذاك وراهنت على أوروبيتها وأهمية إسرائيل بالنسبة إلى الغرب، قدمت لإسرائيل المعلومات الاستخبارية والعسكرية عن دول الجوار العربية وكذلك الدعم السياسي واللوجستي والأمني، كما سمحت لرجال أعمال يهود بالسيطرة على بعض وسائل الإعلام. وسمحت لإسرائيل أيضا باستخدام الأجواء والأراضي والمطارات التركية في عمليات تدريبية .
إن اضطراب وتراجع العلاقات التركية - الإسرائيلية سيترتب عليه العديد من التداعيات اللامحسومة على حسابات الفرص والمخاطر بالنسبة للطرفين، فإن كانت أنقرة –مثلا- ستواجه مخاطر انقطاع التعاون العسكري - الأمني مع إسرائيل لجهة جملة الاتفاقيات العسكرية والأمنية التي تحمل طابعا سريا ومن المحرمات الممنوع الاقتراب منها، فان مصالح إسرائيل اللوجستية والسياسية والاقتصادية والأمنية لا تحصى في هذا الصدد ولا يمكنها الاستغناء أو التفريط بعلاقاتها مع تركيا.
بيد أن إسرائيل ستبذل كل جهد ممكن لإعادة تركيا إلى "بيت الطاعة" –إن جاز التعبير، وقد تنجح إسرائيل في طي صفحة الأزمة الحالية لكنها أبدا لن تنجح في إعادة العلاقات إلى حالتها الأولى من التحالف والتشابك المعقد، لان هذا النجاح مرتبط فقط بتغيير حكومة الرئيس اردوغان ومجيء حكومة علمانية تميل إلى النهج التقليدي لسياسة تركيا الخارجية ، أي تطبيع متحالف مع إسرائيل والغرب وعلاقات راكدة مع الجوار العربي، مع الأخذ في عين الاعتبار أن الرأي العام التركي –على اختلاف تياراته- بات اليوم في موقف العدو الأول للعلاقات مع إسرائيل، كما انه التف كثيرا حول حزب العدالة والتنمية.



#ياسر_قطيشات (هاشتاغ)       Yasser_Qtaishat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل تطبيع العلاقات الخليجية – الإسرائيلية : المقومات والم ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ياسر قطيشات - تركيا وإسرائيل .. حسابات الفرص والمخاطر