أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق الازرقي - إهدار فرص الإعمار














المزيد.....


إهدار فرص الإعمار


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 09:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تأتي تصريحات السفير الألماني في بغداد التي أعرب فيها عن استعداد بلاده لنقل احدث ما توصل اليه العالم في مجال التكنولوجيا الى العراق بحسب تعبيره، كالتفاتة ذكية من لدن السفير انطلاقا من معرفته العميقة بمدى حاجة العراق الى مشاريع الاعمار واعادة احياء البنى التحتية، التي خربتها عقود من الحروب والاهمال، وكان الشعب العراقي يأمل بالوصول الى حلول ناجعة وسريعة لتنفيذ تطلعاته الجديدة بعد ا ن حرم من جميع متطلبات الحياة طيلة حكم النظام المباد.
ان جميع تطلعات المواطن لم تتحقق بفعل اسباب كثيرة يأتي في طليعتها الفساد الذي استشرى كالسرطان في مفاصل الحكومة والدولة التي اعقبت التغيير في 2003، و تسبب في انتشاره وتوسعه أشخاص غير مؤهلين، يضع الكثير منهم قدما في العراق و أقداماً في دول اخرى. ونتج عن ذلك، التغاضي عن حاجات الناس، وانعدام أي مسعى حقيقي لمعالجة مشكلاتهم التي تكاثرت ونخص منها تفاقم البطالة وانعدام الكهرباء و مجمل الخدمات.
لم يفطن كثير من مسؤولينا الى ان واجبهم الأساسي يتمثل في السعي الحثيث لإنقاذ الناس من مشكلاتهم المعيشية وخلق مدن ترفل بالسعادة والنظافة، وضربوا صفحا عن جميع العروض التي قدمتها للعراق دول كثيرة تمتاز بتطورها وتقدمها التكنولوجي، وسعوا بدلا من ذلك الى التعاقد مع مصادر لا تمتلك مواصفات الانتاج التي تمتلكها تلك الدول، بل لجأوا في كثير من الأحيان الى التعامل مع شركات متخلفة لتوريد حاجات لا تحمل متطلبات الجودة التي تلتزم بتطبيقها معظم دول العالم حرصا على مواطنيها.
بل ان المسؤولين لدينا لم يستغلوا الفرصة السانحة والمتمثلة بعلاقات العراق الطيبة مع دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها، للاستفادة من خبراتها الصناعية والتكنولوجية بل فرطوا بكل ذلك وبجميع العروض التي قدمت لهم من تلك الدول، وتحركوا بالضد من هذا النمو الطبيعي، ولعلنا نتذكر صفقات الأسلحة الفاسدة التي بلغت أقيامها 1.3 مليار دولار بتمويل من الحكومة العراقية في سنتي 2004 و2005 وكذلك صفقات اخرى لجأ فيها بعض المسؤولين عن شراء الاسلحة في وزارة الدفاع، الى مصادر تسليح غير كفوءة، برغم العروض التي اغدقتها عليهم شركات السلاح الاميركية التي يفترض ان يقتصر شراؤنا للسلاح منها بالتحديد بسبب تطورها المعروف.
وباختصار نقول، علينا ان نستغل الفرص، وان نرتقي بأوضاع بلادنا ومواطنينا، وان نسعى لتنمية العلاقات مع الدول المتطورة لحل مشكلاتنا المتفاقمة، وبدلا من ان نستورد الكهرباء من دول الجوار، وما يحمله ذلك من ابتزاز، علينا ان نتعامل مباشرة مع الدول المتميزة بكفاءتها في إنتاج مولدات الطاقة ومنها المانيا بشركاتها المعروفة، والتي أثبتت جدارتها في جميع البلدان التي استعملت فيها. علينا ان نفعل ذلك لاسيما ونحن نمتلك الأموال المطلوبة لتنفيذ مشاريع بناء عملاقة ومنها ما اعلن عنه مسؤولون في وزارة النفط من ان إيراداتنا من النفط تجاوزات 5 مليارات دولار في الشهر الماضي وكذلك تصريح وزارة المالية بأن: أسعار النفط الحالية ستسد العجز في ميزانية العراق.
ان شعبنا يعيش مرحلة مصيرية، عليها يتوقف مصير ابنائه واجياله اللاحقة، فاما التقدم الى الامام وولوج الحياة المرجوة التي يطمح اليها العراقيون كافة، واما الانحدار الى هاوية الضياع وفقدان الامل. الصيف على الابواب والوقت المتبقي لن يترك لنا فرصة للتملص من واجباتنا التي تستوجب منا تلبية ضرورات الحياة للمواطن، وان علينا تسريع وتيرة الإجراءات المطلوبة للتخفيف عن كاهل الناس، بما في ذلك الاسراع في التعاقد مع الشركات المتقدمة في مجال توفير الطاقة ولاسيما في المانيا، كي نؤمن صيفا مريحا للناس لا يعانون من حره، كما نؤمن بذلك إحياء المصانع وتشغيل الايدي العاطلة والتخلص من السلع المستوردة الرديئة، ودفن مسوغات العنف و الإرهاب وتحقيق الاستقرار والرخاء المرجو.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستقيم الديمقراطية مع الفساد؟
- لعبة القط والفار في محنة الوطن مع التيار
- سقوط (بن علي) .. نهاية الأزمة أم بداية الخروج منها؟
- المقاعد التعويضية وخلل النظام الانتخابي العراقي
- محاولات التجاوز على الديمقراطية وحقوق الإنسان
- أمنياتنا في العام الجديد.. طموحٌ الى القضاء على الحرمان
- 90 % من الأموال إلى الفساد .. فهل نقرأ على الكهرباء السلام!
- المواطن بين فشل الوزراء السابقين ووعود الوزراء الجدد
- خرق القانون مصدر لإهدار الحقوق وخلق الاضطراب
- الأغلبية النيابية وحقوق الأقلية
- جدل الحريات المدنية
- حضارة الماضي ام حضارة الحاضر والمستقبل
- الدفاع والداخلية في التشكيلة الوزارية المقبلة
- نحو الأداء الأمثل لمهام السلطات الثلاث
- فوضى السياسة العراقية
- مدخل لتقويم وضع التيار اللبرالي وغياب دوره في السياسة العراق ...
- (كابينة) الحكومة المقبلة .. هل تحل مشكلاتنا؟
- عن التشكيلة الحكومية المقبلة .. مقترحات بصدد الوزارات
- سباق الموت والتأجيل
- التهرب من استحقاقات عقد الجلسات


المزيد.....




- المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
- إقلاع أول طائرة مدنية من مطار دمشق بعد سقوط الأسد (صور + خري ...
- ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب الأسواق بيانات أمريكية
- تسلسل زمني لأداء الليرة السورية من الثورة إلى سقوط نظام الأس ...
- تحديث لحظي..سعر الذهب اليوم في مصر وأسعار سبائك BTC
- بلومبيرغ: رسوم ترامب الجمركية ستحدث ألما كبيرا لشركات السيار ...
- بوينغ تستأنف إنتاج الطائرات عريضة البدن 767 و777 بعد إضراب
- تحقيق أوروبي يستهدف -تيك توك- بسبب انتخابات رومانيا
- الكونغرس الأميركي يكشف عن تشريع مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي
- رويترز: هوندا ونيسان تجريان محادثات لتأسيس شركة قابضة


المزيد.....

- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق الازرقي - إهدار فرص الإعمار