أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى














المزيد.....

انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 08:57
المحور: المجتمع المدني
    



صحيح لم تكن للحركات ولا للتكتلات الاسلاميه دور واضح فى تحرك الشارع العربى اليوم سواء ماحدث فى تونس وما يحدث اليوم فى مصر والجزائر او حتى فى اليمن ولكن فكرة الخلاص ذاتها فكره دينيه جميع الاديان بما فيها مايسمى بالدين الدنيوى من فلسفات وخلافه ترتكز اساسا على فكرة الخلاص. ففى الاسلام مثلا القران هو ما يتوسط بين المسلم وربه ففيه يكمن الخلاص وتبيان سبله وطرقه بينما فى المسيحيه ترى ان المسيح افتدى او قدم نفسه فداء لخلاص شعبه ودينيه فهو الواسطه بين اله والناس سوا من آمن به كبشر رسولا او من آمن به كإله اى التحام اللاهوت بالناسوت فى حين ترى اليهوديه ان الشعب اليهودى هو محل الروح الالهيه وهو شعب الله المختار وهم طليعة الخلاص ومن جهه اخرى ترى بعض الديانات الفلسفيه الدنيويه كالبوذيه وغيرها من الديانات الاسيويه ان الحرق طقس خلاصى واحتجاجى وافتدائى بأمتياز. ما نلحظه اليوم فى تحركات الشارع العربى ترافق الظاهرتين فكرة الخلاص وطقس احراق النفس وهذا يعنى ان تحركات الشارع العربى لها دوافع انثروبولوجيه دينيه بعيدا عن اختلافات الاديان ذاتها حيث فكرة الخلاص كما اشرت فكره دينيه يدرسها علم اجتماع الاديان والانثروبولوجيا الدينيه, كما ان الحرق وهو محرم فى جميع الاديان جرى ربطه بفكرة الخلاص لما يحتمله الوضع من مآس لايمكن التعبير عنها سوى بايذاء الذات والاحتجاج على وجودها من الاصل. الآن اجتماع هاذين العاملين كفيل بتغيير اى وضع كان اذا استمرا ولكن إختلاف النتيجه بين وضع وآخر لاتحكمه معايير دينيه بقدر ما تتحكم فيه ابعاد دنيويه سياسيه واجتماعيه, يمكننا تقريب الصوره بإيداع هذه المقاربه وهى كلما كانت المجتمعات سياسيه او تحمل من التاريخ السياسى قدرا كلما كان التحول ايجابيا وبإقل تكلفه محتمله وكلما ابتعدت المجتمعات عن السياسه او العمليه السياسيه كلما كانت إمكانيه تسرب فرص نجاح فكرة الخلاص اكبر او كانت تكلفتها اعظم ومسيرتها اطول , تونس مثلا اقرب البلدان العربيه الى انجاز الخلاص بأقل تكلفه من غيرها من الدول العربيه الاخرى وجود النقابات العماليه وحيادية الجيش كل هذه من معطيات تراكم سياسى سابق يمكن اعتباره كرصيد تستثمره فكرة الخلاص ذاتها, رومانيا فى السابق بعد تشاوشيسكو رصيدها فى العمليه السياسيه التى تراكمت فى تاريخها جعل من فكرة الخلاص والتضحيه الدينيتين ارضيه لخلاص سياسى مكتمل بعد ذلك , مصر لديها تاريخ سياسى كبير ومختلط , الجزائر كذلك ليس كجارتيها تونس والمغرب فى التراكم النوعى للعمليه السياسيه ذاتها فلا يستطيع احد توقع النتائج لانها عملية مخاض طويل كما اشرت تتحكم فيه بنية المجتمع ومدى ترسخ قيم السياسيه بما هى تداول وقبول للاخر, اليمن قد تقود فكرة الخلاص الى استمراره كحاله ابديه لاختفاء السياسيه رغم وجود الاحزاب الا انه شكليه وتفترش القبيله والطائفه, فكرة الخلاص ذاتها لاتتطلب الدين كطقوس وممارسات لأنه فى حالته كطقوس يخفيها ويحجبها ويقلل من وهجها ويعمل على تأجيلها الى المستقبل او ما بعد الموت حيث يحل الطقس ذاته محل فكرة الخلاص الملتهبه ويحولها الى عمليه استهلاكيه على مهل حتى تحين لحظة الخلاص فى ساعة الموت. فيصبح الخلاص فرديا ساعتها ويخلص الفكره ذاتها من محتواها الجمعى الدافع للشعوب



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمتنا امام اليابان- وقدر الله وماشاء فعل-
- المجتمع الميت والحراك الاجتماعى
- خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام_ وجهة نظر تاريخيه نسبيه
- المشهد التونسى: الشهوه الايديولوجيه للانتقام
- المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله
- ثلاثية زوال النظام
- المشهد التونسى- الوطن- الحامى للعقيده لا -العقيده -الحاميه ل ...
- البنيه السرطانيه للسلطه العربيه
- دولة- العشوائيات- الخطر الداهم
- تحريم التصويت -دينيا- وجهة نظر
- -لا نصلح الا بهم ولا يصلحون الا بنا-
- بوادر الوعى السياسى فى قطر 1950-1970--وتعليقى عليه
- العربى انسان مؤجل
- الشخصيه النمطيه واستحالة الممارسه الديمقراطيه
- حمد وعبدالناصر والحيلوله دون وقوع -big mess-
- هل التجربه الديمقراطيه الكويتيه ضحية مجالها الحيوى؟
- تسريبات-ويكيليكس-الحقيقه كونها فضيحه والفضيحه كونها -واقع-
- من اعادة تشكيل وعى الاخر الى الايمان بالذات وقدرتها- الانجاز ...
- أمة بين رجلين
- الصراع على القبيله جزء من الصراع على الدين


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى