أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صباح الشباب يا مصر!














المزيد.....

صباح الشباب يا مصر!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 05:19
المحور: حقوق الانسان
    


بالأمس رأيتُك عجوزاً يتناوب علىَ اغتصابـِها ثـُلّةٌ من الأوغاد والمجرمين، ويُصفق لمشهد الاغتصاب آلافٌ من الإعلاميين والمثقفين والأدباء والفنانين والعاملين بالسياسة.
وكلما أوغل الكلابُ في افتراسِك، أطلّت علينا وجوهٌ شيطانية عليها غضبُ الله لتُقدم تبريرات الجريمة، وتتغزل في أنياب الذئاب، وتمتدح في ضباط أمنٍ لو وضعتَهم بين حيوانات مفترسة لما تمكَّن أحدٌ من التمييز بينهم.
أتذكر مقالي ( رسالة مفتوحة إلىَ أم الدنيا .. ماذا فعل بك هذا الرجل؟ )
ثم تمنياتي في مقال آخر : ( سيدي الرئيس .. أحلم بحبل المشنقة حول عنقك!)
ثم دعائي في مقال ثالث: ( الله يخرب بيتك يا ريس).
فجأة أعاد إليك شبابُكِ شبابـَكِ، ليس في القاهرة فحسب، فالعاصمة ليست أم الدنيا، ولكن في مصر كلها من ثغرها البسّام حيث تحتضن أمواجُ الأزرق الكبير الثورات فلا يدري المرءُ مَنْ الغاضب: البحر أم المصري!، إلىَ الجنوب الأسمر الذي يتهادى فيه بكّار ورشيدة بالقرب من النهر الخالد حيث “أغصن تلك أم صبايا .. شَرِبـْنَ من خمرة الأصيل»!
قاتِلـُك سيبلغ عامَه الثالث والثمانين من عُمره، لكنه، ربما، يحتفل به في منفاه بين عائلته وأولاده وأحفاده وقد أحاطت به نظرات الاحتقار والازدراء، ويعاتبه ابنُه لأنه لم يقم بتعيينه نائبا للرئيس قبل فوات الأوان، وتصكّ زوجتُه وجهـَها وهي تبكي مُلْكاً حسبته بعُمر فُلك نوحٍ، عليه السلام، قبل الطوفان.
صغارُك، يا أم الدنيا، هم كبارُك، لا يحتاجون لمليون توقيع ليهزّوا عرشَ طاووسك الجبار، ولا يؤثر فيهم برلمانٌ شعبي لا قُبَّة فوقه، ولا مقاعد تحتها.
صغارُك لا ينصتون لتحليلات الدكتور عبد المنعم سعيد، ولا يقرأون حرفا واحدا مما يخطه أسامة سرايا، وإذا شاهدوا خيري رمضان في (مصر النهاردة) وهو يشدّ من أزر مغتصبيك أصابهم غَمٌّ علىَ غَمٍّ، ولا يحترم أي منهم نقيب الصحفيين، ولا يُكمل أي منهم مقالا لعبد الله كمال، ويستخدون الصحف القومية للجلوس عليها، ولهم فيها مآرب أخرى!
صغارُك أغنى من أحمد عز، وأشرف من كل أعضاء مجلس الشعب، وأقرب إلى الله من مجموع كل الساجدين من أعضاء الحزب الوطني، وأقوى من عواجيز المعارضة، متفرقين أو مجتمعين، وأكثر حرصا عليكِ من جيشِك، وجنرالاته، ودباباته، ومجنزراته، ونياشين أبطاله، ومن كل يونيفورم كاكي يستر الجسدَ ولا يحافظ علىَ الكرامة.
صغارُك زهور تتفتح في ميدان التحرير، ويصل عبقُها إلىَ أنوف كل الشرفاء ولو كانوا على مبعدة آلاف الأميال، فنحن هنا في شوارع أوسلو وباريس ولندن وميونيخ وكاراكاس وهيوستون والدوحة والدمام والمنامة وطبرق وصيدا وجنيف ونيس و .. دبي نستنشق عبير الحرية الذي يصلنا من السويس والمحلة والقاهرة والاسكندرية ودمياط وبنها وأسوان و ....
كنت أتمنى أن يتحقق حُلمي الذي عبرت عنه في مقال ( وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك)، وأن أجلس في الصف الثالث عن اليمين، وأختلس بين ألفينة والأخرى نظرة إلى المجرم المطأطيء الرأس في قفصه، وأستعيد في مخيلتي جبروته، وفرعونيته، وقارونيته، ولكن يبدو أن الأمورَ تتجه إلى هروبه القريب من شرم الشيخ دون المرور على سمك القرش.
زين العابدين بن علي حلَّق ست ساعات في الهواء قبل أن تـَمُنّ عليه السعودية باللجوء, أو الإجارة، أو الضيافة، أما طاغية مصر فلا أدري متى سينتهي وقودُ طائرته قبل أن تهبط في أرض مضيفيه الذين سيتبرأون منه عندما يتسلمون طلبا لاحقا من الانتربول.
لو استمعتْ حِكْمَةُ الكبار المغرورين لحماسةِ الصغار المتواضعين لكانت مزبلةُ التاريخ للنظام العفن ابتلعته منذ زمن بعيد، لكن كبارَنا كانوا أصغرَ من هموم مصر، وكان صندوق الانتخاب المزوّر عندهم أهمَّ من أربعين ألف معتقل لا نعرف عنهم شيئا.
دعيني أبعث إليكِ التهنئةَ قبل أن يصعد الطاغية طائرته التي ستحميها مقاتلات إسرائيلية، ربما بعد ساعات، أو أيام معدوة وليس أكثر.
بحثتُ كثيراً عن أبناء أبطال العبور فلم أعثر علىَ أيّ أثر لهم!
ربما كانوا مشغولين بمشاهدة صغارِك، وشبابِك وهم يتكوّمون على الأرض ليحموا أجسادَهم الغضّة من ركلات المخبرين والبلطجية!
أو لعلهم كانوا خائفين من القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يعرفون أنه كان يرتعش خوفا، وفزعا، ورعبا من كبار الصغار.
أو أن آباءَهم لم يقصّوا عليهم من نبأ العبور و .. بارليف، وحكايات قبل النوم لمن يريد أن يظل مستيقظا طوال الليل!
أو أن الطاغية أمرهم بارتداء ملابس هالوين بدلا من يونيفورم الأبطال.
استحلفكِ بالله أن لا تغضبي من جيشك، وضباطك، واستخباراتك، فيكفيك فخرا ما أخرجت بطونُ طاهرة منذ أقل من ربع قرن، فإذا بهم يتفتحون في كل شبر من أرضك دونما حاجة لحدائق ذات بهجة.
مبروك لنا جميعا فهي ساعات أو أيام أقل من عدد أصابع اليدين قبل سقوط رمسيس الأخير، فالوقت يدركنا، ونحن نريد أن نستعد للاحتفال بالاطاحة بالطاغية الثالث في جنوب مصر أو غربها أو شمالها أو النصف الشمالي من جنوبها الأسمر قبل أن ينفصل شرقه عن خرطومه!
أيّ قصر تبلل أولا سروالُ ساكِنِه؟
الاجابةُ لدَىَ الصغارِ .. الكبار!

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 27 يناير 2011



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُم يا مصري في 25 يناير
- أكاد أرى سراويل مبللة!
- بعض العزاء قتل جديد
- التونسيون ينتفضون قبل المصريين!
- حيرتي مع الدكتور البرادعي!
- الحلقة التي أزعجت عائلة مبارك
- خطاب مبارك في مجلس الشعب
- رد من الرئيس مبارك على دود الأرض
- رسالة من دود الأرض إلى الرئيس مبارك
- مقطع من يوميات شاب سعودي
- مقطع من يوميات مواطن قبطي
- روح العرب تصعد في فرانكفورت
- أنا حمار لأنني أحرّض المصريين!
- برقية عاجلة للدكتور محمد البرادعي
- مواطنون في الغربة و .. مغتربون في الوطن!
- مقطع من يوميات مواطن نوبي
- مناقشة البيان النهائي للاطاحة بعائلة مبارك
- لماذا يهتم المتديّنون بالتفاهات؟
- مقطع من يوميات شاب إنترنيتّي
- رسالة اعتذار من مصري إلى الرئيس مبارك!


المزيد.....




- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - صباح الشباب يا مصر!