الجزيرة تكشف ايضا عدم اصالة موقف حماس الحقيقي من المصالحة:

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3258 - 2011 / 1 / 26 - 01:16
المحور: القضية الفلسطينية
    

الجزيرة تكشف ايضا عدم اصالة موقف حماس الحقيقي من المصالحة:

خالد عبد القادر احمد
[email protected]


الصفة الوحيدة التي انكر رسول الله ( ص ) امكانية ان تكون في المؤمن هي الكذب. ويبدوا ان الحديث عن رسول الله الذي يشير لذلك ليس في مقرر حركة حماس الذي تربي عليه كادرها. فسرعان ما رات في حملة قناة الجزيرة ضد السلطة الفلسطينية فرصة لا تعوض للخروج نهائيا من مسار المصالحة السياسية مع السلطة, وليس من باب رفض المصالحة مع _ رموز _ السلطة بل من باب التراجع عن الاعتراف بشرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية _ كمؤسسة _ للشعب الفلسطيني كما اتفق عليه سابقا في وثيقة التفاهمات الوطنية, كما جاء في خطاب السيد الحية في اللقاء الجماهيري الذي حشدت له حركة حماس يوم 25-1-2011م,
ويا ليت الامور وقفت عند هذا الحد, فالطمع مسكر يعمي البصيرة ويلغي العقل, فكيف بطمع تسكره الحماسة؟ لقد ذهب السيد الحية الى حد مناداة الدول الكبرى والعالم والعرب الى اعتماد ممثل جديد للشعب الفلسطيني, اي الى الغاء تمثيل منظمة التحرير _ المؤسسة _ للشعب الفلسطيني واعتماد مؤسسة تمثيل جديدة له. فهل لا زال طلب النظام السوري الذي عمل عليه بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م قائما وتعود الان حركة حماس لترفعه شعارا بالانابة عن سوريا لا بالاصالة عن نفسها؟
والى من يتوجه هذا القائد الديني السياسي الفذ, الا يتوجه الى الدول التي افتعلت ازمة مع السلطة الفلسطينية حين تولت حركة حماس تاليف الحكومة الفلسطينية بعد الانتخابات واشترطت لقبولها تلك الحكومة اعتراف حركة حماس باسرائيل؟
فهل يدرك السيد الحية وهو يطلب من هذه الدول ان تقبل اشغال حركة حماس لموقع اكثر اهمية من موقع رئاسة الحكومة الفلسطينية وهو موقع تمثيل الشعب الفلسطيني, ان ذلك يخضعه لشروط اثقل وزنا واكبر حجما من مجرد الاعتراف بدولة اسرائيل, حيث يعني ذلك الاعتراف بكل قرارات الامم المتحدة التي كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد قبلتها سابقا, والالتزام بكل الاتفاقيات التي كانت قد التزمت على الايفاء بتعهداتها...... تكبير....؟
ان السخرية طبعا هنا ليس من التكبير الايماني, ولكنه من تهالك ايمان السيد الحية المتهالك. او السخرية من محاولة استخفافه بعقول المستمعين, ومحاولته جعل كلمة تكبير لجاما لهم يمسك بزمامه ويقودهم للانحراف الذي يريده. فالسيد الحية وباعتباره عضو مكتب سياسي لحركة حماس لا شك يعلم علم اليقين, معنى طلبه الذي يتقدم به لهذه الدول, ومن الواضح انه اما سيلتزم بشروطه عن وعي ومعرفة الامر الذي يحيله فورا الى غشاش يخرجه حديث اخر لرسول الله فورا من امة الاسلام. او انه لا يعلم ولا يملك المعرفة, وهكذا يصبح شاغلا لموقع الراعي غير الكفؤ, وهو ايضا منهي عنه شرعا.
والاهم من ذلك هو في كون السيد الحية وفي كلا الحالين يعكس تدني مستوى ونوعية وكفاءة القيادة السياسية لحركة حماس او عدم اصالة ايمانها لاختلاطه بالكذب الذي يلغي صدقية وشفافية الايمان,
ورغم انني علمانيا, إلا انني اعلم هذا القدر من الشروط الدينية الاسلامية حول شروط صدق وشفافية الايمان وشروط تولي مسئولية الامة وولاية امرها وشروط البقاء في او الخروج من اطار الامة, واي متشكك فيما اقول عليه الرجوع الى خطاب السيد الحية بالتاريخ المذكور وفي الواقعة المذكورة
ان فلسطين اذن ليست ارض وقف ديني يا سيد حية بل هي ارض عوم وسباحة سياسية, والسباح الذي من نوعك ونوع المكتب السياسي لحركة حماس هو فحسب الذي يعوم على سطح تيار الجزيرة بغفلة سياسية ظانا انه سيوصله الى سدة السلطة,
انا لا اتهمك يا سيد حية باللاوطنية على العكس انا اظن انك انسان وطني وان لك احلام يقظة ليس حول التحرر بل حول قدرتك الشخصية على صياغة شروط الواقع الموضوعي بارادتك الحديدية, فانت حتما تعتقد انك ستبدأ بداية جديدة تكون الدول الكبرى والدول الاقليمية والدول العربية والدول الاسلامية بها مصغية اليك بانتباه وممنوعة من الكلام وكانها في صلاة الجمعة الجامعة وانت خطيبها المفوه الذي يبهرها علمه وبلاغته. لا يا سيد حية فصورة مسرحية المشاغبون, هي اقرب الصور لسلوك هذه الدول, ولن تكون صورتك منها اكثر من صورة الناظر في المسرحية, فاتق الله في نفسك حيث يقول الله عز وجل ( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) ومن ثم اتق الله فيمن ستسال عنهم يوم القيامة فانت ياسيدي من ملوك الارض اللذين ينازعون الله سلطته المطلقة.
ان تيار قناة الجزيرة ودولة قطر هو تيار تامري امريكي صهيوني, ولا شك ان لديكم في حركة حماس معلومات دقيقة عن هذا الامر, وهم جميعا يكررون في فلسطين نفس اللعبة التي لعبوها في لبنان فيجعلون من المعارضة والموالاة احجار شطرنج لا اكثر ولا اقل, فهم اللذين يصرون على تولي الحريري لرئاسة الحكومة وهم انفسهم اللذين سربوا الوثائق التي تدينه, مما دفع المعارضة الى الاصرار على اسقاطه والعمل على عدم عودة التكليف له بتشكيل الحكومة, ولكن هل كانت المقاومة اللبنانية ذكية بهذا النهج, يجيبنا على ذلك حالة تردي الوضع اللبناني.
ان الموقف الايراني والسوري والتركي هو موقف مساومة مع الولايات المتحدة الامريكية وهوقطعا موقفا سياسيا لا موقفا ثقافيا مبدئيا, وهم معترفون باسرائيل قبل ان تعترف بها منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك كل الدول العربية والاسلامية, الامر الذي ينفي عنهم جميعا صفة الايمان بحقوق وثوابت الشعب الفلسطيني ويبقيهم على معيار مصالحهم القومية والطبقية فقط فهل مهمة المجاهد والثائر ان يكون بلا عقل فيتبعهم؟

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات