ابراهيم هيبة
الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 23:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كل رفيق، أكان زوجا أم زوجة، هو عبئ لا يحتمل. عندما يرتبط إنسان بإنسان، من خلال مؤسسة الزواج، فإن ذلك الارتباط لا يعني إلاّ التحمل المشترك لكل تدمر يقع على مستوى النفس أو اضطراب يعتري المزاج. لاشيء يدوّخ العقل مثل فكرة أن يقتسم الإنسان سريره مع طرف آخر لخمسين أو ستين سنة ! وعندما انظر إلى ثنائي ما وقد تجاوزا في زواجهما سقف العشر سنوات، لا املك إلا أن اصفق لهما؛ فأن ينام المرء مع رفيقه على نفس السرير، ويقاوم- لكل هذا الوقت- كل أشكال الضجر والتبرم، لهو عمل بطولي يبدو معه الذهاب إلى حرب عالمية مجرد نزهة.
الحياة على انفراد جحيم والحياة مع زوج أو زوجة جحيم مزدوج. لحسن الحظ أننا اخترعنا الطلاق؛ فهو وحده من ينتشلنا من بين عذابات العيش المشترك؛ فلولاه لكانت قد انتهت معظم الزيجات بالجريمة. الطلاق مثله مثل الانتحار؛ هذا الأخير يخلّصنا من عبئ الذات، بينما الأول يخلّصنا من عبئ الغير.
وحده الرجل العازب فهم ما يجري. لقد تنبه إلى ما تنطوي عليه الحياة الزوجية من أشكال السادية المتبادلة والإنفجارات النفسية المكبوتة؛ وهذا ما جعله يتنحّى جانبا. ولكن من هذا الذي يستطيع أن يتنحّى جانبا في كل شيء، وإلى الأبد ؟ ! يحدث أحيانا أنه تحدوني الرغبة في أن أزهد في المرأة، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ! كيف لك أن تتخلص من قيد طبيعي معزّز بحرارة الليبيدو وجاذبية الشيطان ناهيك عن إكراهات المجتمع؟ ! في الحقيقة، لا أملك إلا أن أقول بأنني ضحية رغباتي وأهوائي؛ فكلما تملكتني الرغبة في الارتباط بامرأة ما، إلا ووقع الصدام مع رغبة دفينة فيّ تتمثل في أنني لا أريد أي مخلوق بجانبي يعكر علي صفو وحدتي. إنني لازلت لا اعرف بعد كيف أسوّي هذا الصراع القديم بين هذين الشخصين الذين يتشاجران بداخلي: الفيلسوف والبقال.
#ابراهيم_هيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟