أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - العمال وتطوير الرأسمالية














المزيد.....


العمال وتطوير الرأسمالية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 20:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لعل التجربة التونسية تعطينا مساراً لتطور الرأسمالية في العالم العربي بشكلٍ سلسٍ و"نقي"، فالجذورُ الفلاحية الواسعة وكثافة الفئات الأخرى فهذه جوانبٌ محدودة، ويعطينا التطور التونسي شغيلة عمالية واسعة وحداثة وحضورا سكانيا تحديثيا وشريحتين كبريين عامة وخاصة من الرأسمالية في صراعٍ وتعاون لتشكيل مجتمع الحداثة الذي هو بالضرورة ضمن التشكيلة الرأسمالية.

وهذا مختبرٌ علمي لمسائل التطور الاجتماعي لا نجدهُ بحثيا في موقع آخر، فلن تتشكل الاشتراكية إلا بصورة بعيدة، ويلزمنا في كل بلد في العالم الثالث تطوير الرأسمالية والصراع معها.

من الجوانب الرئيسية المهمة في تونس هو أن الرأسمالية الحكومية استغلتهم وطورتهم معاً، إن مجتمع الحداثة المنشود لدى حزب الاستقلال الدستوري، ونحن لا نتكلم هنا عن حفارِ قبورٍ بل عن قوةٍ وطنيةٍ صراعية، خلاقةٍ، هو مطورٌ للعمال، وقد جعلهم أكبر قوة اجتماعية مؤثرة بحراكها النضالي وبأصواتها الانتخابية.

لكنهم اعتبروا أداة، قوى اجتماعية مخفضة الأجور، ملحقة سياسيا بذلك الحزب، إلى أن بدأت تستقل مع الشرائح الوسطى والصغيرة في حراك متصارع متداخل.

وفي حين لدينا فئات وسطى مغمورة بفيوض النفط في الكويت لكن العمال جزءٌ من المتفرجين والباحثين عن الغنائم الاستهلاكية والمرتبطين بتقاليد بدوية. إن وضعهم الاجتماعي لم يهيئ لهم دورهم بنائيا في التحول الديمقراطي العميق.
أو مثل الفئات الوسطى اللبنانية لديهم فيض من المعرفة لكنهم مذيلون لإقطاعيات متخلفة مذهبية وتابعة لدولٍ خارجية كذلك.

والفئات الوسطى المصرية أكثر الفئات تحركاً من أجل الديمقراطية عربيا لكن مسيطر عليها من قبل آلة بيروقراطية عظمى وطبقة عمال متخلفة.

إن المسألة ليست مسألة انتحار وحرق، المسألة في وجود طبقة عمالية واعية ساندت الفئات الوسطى الديمقراطية وعملية التطور الاجتماعي بشكل طويل وافترقت عنها في محاور سياسية واجتماعية معينة، حين توجه هذه الفئات غالبية الفيوض النقدية لأهدافها وليس لتطوير البلد ككل وقواه البشرية وتقدمه المشترك.

المختبر التونسي واسع جغرافيا وبشريا، والتقدم المشترك يعني تطوير العملية الرأسمالية الوطنية بحيث تنمو جميع القوى بمقادير، تنصب في نسب التطور الرأسمالي المعين في كل حقبة، فالتشبع في السياحة والصناعات الخفيفة وإنتاج المواد الخام، وتحولات العملية الرأسمالية العالمية، وضرورة التجديد في إنتاج السلع، تفرض على المتابعين للشأن التونسي إحداث عملية تحول كبيرة في الاقتصاد، وهذا التحول لا يأتي من دون تبدل في شروط الإنتاج الراهن، وخاصة في القوى البشرية العاملة التي وقفت عند مستوى قديم متخلف.

وفيما لا تستطيع الطبقة العاملة اللبنانية أن تشارك حتى في إحداث السلم الأهلي وهزيمة المنظمات الطائفية المستولية على الوجود الكلي لهذا الشعب المغيب، يغدو العمال التونسيون في موقع مختلف، بسبب الطبيعة الوطنية الديمقراطية التي شكلها حزب الاستقلال الدستوري في عقود سابقة.

ثمة أهمية كبيرة لوجود برجوازية وطنية توحيدية فهو تراث وواقع يجب عدم نسيانهما، وبضرورة تطويرهما تأريخا نقديا، وواقعا تعاونيا صراعيا.

ومن هنا فإن انزلاق اليسار المتطرف مع القوى الدينية لضرب حزب الاستقلال الدستوري وهما قوتان هامشيتان ترفضان العقلانية وحكم القانون التحديثي لأنهما تمثلان قوى هامشية في المجتمع، يعبرُ عن توجيه المجتمع نحو التطرف والفوضى وبقاء المجتمع التقليدي وعدم تطوره لديمقراطية حديثة إلا عبر الجمل الحادة.

إنهما قوتا البرجوازية الصغيرة الفوضويتان، وفي زمن المشاعر والحدة وخداع بعض العمال تتمكنان من تخريب بعض جوانب التطور إن لم تفشلاه كله، إذا كانت الجماهير فاقدة للوعي.

والقطاع العام أو الرأسمالية الحكومية ضرورية مع مواجهة الفساد فيها، وبالتالي فإن شراكة تعاونية حقيقية على أسس القانون القابل للتطوير دائماً عبر المؤسسات التشريعية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى.

ولكن هذه الجوانب الخداعية تسهل الأمر للقوى المحافظة القديمة ولقوى الجيش الطامحة للسلطة أن تستغل انفلات الأمن فتعيد الموال القديم نفسه.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار للحداثة
- تونس الجميلة
- الرأسمالياتُ الحكومية العربية في طور الأزمة
- مذاهب تتباين وتتكامل
- لكل بلدٍ خرابه الخاص
- الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف
- حيرة عمالية
- حين يأكل النقدُ الجيوبَ
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين


المزيد.....




- ندوة الوضع الراهن في المنطقة العربية والمغاربية
- -العدل- الأمريكية تحقق مع متظاهرين في جامعة كولومبيا مؤيدين ...
- علماء: الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - العمال وتطوير الرأسمالية