أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الفيتوري بن يونس - ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل














المزيد.....

ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3257 - 2011 / 1 / 25 - 17:49
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


منذ فترة ليست بالقريبة وتحديدا مع صدور ما عرف بقانون اجتثاث البعث في العراق وفكرة الكتابة عن تعارض هذه الفكرة مع ابسط مقومات الديمقراطية تراودني ، إلا أن عدم اتساق جل ما يجري في العراق مع منطق الديمقراطية جعلني اصرف النظر ولو مؤقتا عن الخوض في هذا الموضوع عل الأمور تعود إلى منطقها يوما ويجد هذا القانون نفسه ذات يوم في ذمة التاريخ .
إلا أن ما ينادي به البعض في تونس بعد انتصار ثورتها الشعبية – ما أطلقت عليه القناة الفرنسية ثورة الياسمين واراه انتقاصا منها ليس من باب كره الياسمين – من المطالبة بحل حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي ظل يحكم تونس منذ استقلالها جعل فكرة الكتابة في الموضوع اشد إلحاحا لدي لما يمثله الاجتثاث أو الحل من خلط بين شخوص المنتمين للحزب وبين المبادئ التي يقوم عليها من جهة وبين الحزب ومؤسسات الدولة من جهة أخرى .
صحيح أن الحزبين شأنهما شأن بقية الأحزاب أو الأسر الحاكمة مارست هذا الخلط فأصبح رئيس الحزب أو أمينه العام هو الحزب والحزب هو الدولة وبالتالي ذابت الحدود وتجسد كل شيء في شخص الحاكم .
إلا أن ذلك وفي مجال المحاسبة أو حتى الانتقام – المفترض استبعاده في الممارسة الديمقراطية – لا يعطي الآخرين الحق في هذا الخلط وبالتالي معاملة الحزب في شخص رئيسه ، بل أن منطق الديمقراطية يفرض محاسبة هذا الرئيس وبقية الأعضاء كمسئولين عما ارتكبوه من أخطاء وفقا للقانون سواء كانت تلك الأخطاء وقعت أثناء ممارستهم مهامهم كمسئولين في الدولة أو وقعت منهم كأفراد سواء استغلالا لاسم الحزب أو بمعزل عنه ، اللهم إلا إذا كانت هذا الأخطاء وقعت بسبب مخالفة مبادئ الحزب للدستور وهو غير المتصور في حالة حزب يحكم باسم الدستور نظريا على الأقل ، وحتى ذلك لا يعطي الحق في أكثر من إعطاء الحزب مهلة لتسوية وضعه وفقا للدستور أما جرى في العراق وما ينادى به في تونس من اجتثاث وحل فذلك لعمري قمة الديكتاتورية وعين الانتقام .
فحزب البعث العربي الاشتراكي ومن خلال إلمامي بمبادئه واطلاعي على بعض أدبياته لم أجد في هذه المبادئ وتلك الأدبيات ما يدعو إلى اجتثاثه بل على العكس تماما رأيتها تجسيدا لأحلام قطاع واسع من الشعوب العربية بدليل انتشار مبادئه وتأثيره الفكري حتى في المغرب العربي ، أما ما ارتكب من قبل رموزه من فساد وقمع و إذلال فليست مبادئ الحزب مسئولة عنه ، والأمر ذاته يصدق على حزب التجمع الدستوري في تونس .
نعم أنا مع فصل الحزب أي حزب عن الدولة ، حتى ولو وصل إلى هرم السلطة لان رئيسه أو أمينه العام سيتحول من رئيس لحزب إلى موظف بدرجة رئيس أو رئيس حكومة أو وزيرا أولا لدى الشعب الذي يدفع له مرتبا لقاء ذلك ، ولكنني وعلى طول الخط ضد اجتثاث أو حل أي حزب لا لشيء إلا لأن رأسه أو رموزه أساءوا للشعب ، لان هذه الإساءة وجهت إلى الحزب ومبادئه و أهدافه أولا وبالتالي فالحزب نفسه ضحية تحتاج إلى الإنصاف وليس جانيا يستحق القصاص.
وختاما أقول إن منطق الاجتثاث والحل لا يعدو أن يكون ممارسة لأعتى أن أنواع الديكتاتورية واخطر أنواع الإقصاء ولو من باب ممارسة الديمقراطية .




#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة القديسين : فتنة قبرها المواطنة
- تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة
- استقلالية القضاء في الوطن العربي بين النظرية والواقع
- السنة والشيعة - الإصلاح الممكن
- الاصلاح المستحيل


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - الفيتوري بن يونس - ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل