أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تونس درس حي للثوريين















المزيد.....


تونس درس حي للثوريين


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 12:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ايها التونسيون ايها الجزارئيون حذاري من الوقواقيه.....
لو قيض الامر لنا باستبدال اسم (البرجوازيه ) و(البرجوازيون ) ولو تطلب الامر من الناحيه التعبيريه اللغويه ضرورة تعريب هذه التسميه ..لما وجدنا انفسنا في لحظه واحده من التردد كي نطلق عبارة (الوقواقيه ) كتسميه بديله ونسمي من ينتسب اليها ب(الوقواقي) ..نسبة لطير الوقواق الذي لا اشك في ان معظمكم يعرفه ويعرف سلوكيته الغريبه في انتاج نوعه ..لكن وللتذكير فقط اشير الى ان هذا الطائر لا يبني ولا يعرف بناء العش ..بل انه يستحوذ على عش غيره من الطيور والتي غالبا ما تكون اضعف منه لكن ليس بالقوه انما بالخديعه والخبث ..هو يراقبها ويتحسس موسم تكاثرها ويتحين الفرصه ليدس بيضته بين بيوضها ..ثم يولي غير راشد وغير ابهه .. حتى اذا ما فقست تلك البيوض وفقست معه بيضته يعمد فرخ الوقواق الى قتل بقية الفراخ وبالتدريج ليستحوذ على غذائها ..ويتصاعد بسلوكيته العدوانيه تلك ليصل الى نهايتها حينما يصبح قويا قادرا على الطيران فيبطش بالام ويخرب العش ويطير ... وهكذا تتطابق ماهية وسلوكية البرجوازيين في واقعهم وفي اعادة تشكيل طبقتهم مع كيفية انتاج طير الوقواق لنوعه ..ولان هذه الطبقه ذات تركيبه معقده وغنيه بوحداتها وتنوعها بحكم كونها تتشكل في خضم صراع الطبقتين الرئيسيتين (المالكه والاجيره العامله ) فأنها تشتدد (وقواقية) وتتكثف سلوكيتها الخبيثه الانتهازيه في المستوى السياسي وتحديدا بالاتجاه المؤشر في النهايه الى السلطه والصراع عليها ... ان افراد هذه الطبقه يعيشون في كنف السلطه الراسماليه ويتمتعون بأمتيازاتهم التي تجعلهم يلتهمون اكثر بكثير مما يعملون (بافتراض امكانية التفرقه بين العمل البدني والعمل الذهني ) والحقيقه انهم خارج هذا الافتراض لا يعملون ..وهذا ما يجعلهم طبقه غير متماسكه ذاتيا لكنها حتم بكونها تمثل انعكاسات الصراع الطبقي الرئيسي ..ولهذا فان فئاتها تمثل ايضا امتدادات واقعيه بين الطبقتين الرئيسيتين ..فئات تبدو متنافره فيما بينها لكن هذا التنافر يقف عند حد التناقض لان اساسه هو التعبير عن التناقض الاساسي ويبقى التنافر الفئوي البرجوازي في اطار التدافع والتنافس التراتبي كونها فئات صاعده نحو الطبقه المالكه او بكونها فئات هابطه عند حد الطبقه العامله ..وفي خضم هذا التناقل البنيوي فقط تتشكل البرجوازيه كونها طبقه ويتأسس وعي افرادها الاجتماعي الذي يجعل الواحد منهم يفهم بعقل يقدس الطبقيه ويدرك حتم التفاوت الطبقي كضروره للوجود الاجتماعي وبلسان ينطق بقوة الواقع ويتحدد بالتالي في اصلاحه الشكلي ودون التقرب من مضمونه كأزمه ..وفي ظل هذه الازمه وتصاعد وتيرتها يطرح البرجوازيون وباشكال مختلفه افكار اصلاحيه وينشئون تنظيمات محدده لاهداف محدده ومختصره ..تضمن تاكيد حالة موازنة القوى الطبقيه حينما تكون كفتها قد مالت لصالح قوة التغيير الشامل والتي تندفع نحو المجتمع اللاطبقي ..لهذا فأنهم يشخصنون الواقع ومجرياته ويربطون مطالب التغيير باستبدال اشخاص معينين او احزاب معينه ..كما انهم يؤكدون في كل الاحوال على استقلالية التحركات المطلبيه الفئويه ..واذا ما تذكرنا بان هذا كان ايضا مرحله من مراحل تطور الوعي الثوري على صعيده الانساني العام وانه كان ممهدا لوقوف النظام الاقتصادي الرأسمالي على قدميه بعد انتصار الثورات البرجوازيه وانقضاضها على النظام السياسي الاقطاعي واشكاله ..فان هذا يبن لنا الصبغه الرجعيه التي تبدا بنزعتها الستاتيكيه للواقع ..كما ان هذا يؤشر لنا في ظل الواقع المتخلف الى خطورة الفكر البرجوازي الذي هو التعبير الممكن لوعيها في قدرته على التطبيق لكونه يتناغم مع المطالب الفئويه المحدده باعتبارها تعبير مباشر ومحدد للواقع المتخلف ..والتي في هذه الحال لا تمثل الا انعكاسا اوليا لتاكد الوعي التقدمي المرتبط بالوعي الانساني العام والذي يمثل تعبيره الفكر النقيض للفكر البرجوازي ..والحقيقه التي لابد من التاكيد عليها هي ان كل المطالب الفئويه تبقى اسيرة البرجوازيه ما دامت هي بعيده عن ادراك الفكر الاشتراكي , وان تقريب هذه المسافه والغاؤها ليست من مسؤولية ولا من ضروريات الفئات الاجتماعيه كجماعات متفرده . بل انها مرتبطه اصلا بمصير وارادة الفئه الثوريه التي من المفترض ان تكون دوما مهيئه لان تستحوذ على تلك التحركات وتوظفها لصالح اهدافها عن طريق كشف تنافر احداهما اتجاه الاخرى ثم توحيدهما والكشف عن تنافر هذا الجديد مع مطالب فئات اخرى وهكذا الى ان تتم وحدة الحركه المطلبيه في مستواها الطبقي ...لكن ما يجري الان في تونس (وهذا يشمل الجزائر ايضا ) لا يدل على قدرة وارادة القوى التقدميه المفترضه تلك ..فالاحتجاجات ما زالت قيد ذاتيتها من حيث المحتوى والتركيبه وانعكاساتها التي من المفترض ان توفر امكانيات تحولها الى انتفاضه بدأت تتلاشى او هي كذلك من خلال استحواذ القوى البرجوازيه على وعي القائمين بها واستدراجهم الى شراك الاحتواء بأضفاء الطابع السياسي الشكلي على حركة المحتجين والدفع بهم لان يبدوا كذلك ,وهذا يتم بأتجاهين ..اتجاه تدخل خارجي سعى منذ البدايه وهو في الاصل كان مهيئا لهذا السعي من ان ينقل مطالب المحتجين المباشره والمحدده فورا الى مستوى مطالب سياسيه خاصه من الممكن تطويرها الى ما تسميه دعايتهم بالثوره الديمقراطيه وهذا يمثل في جوهره ضربه استباقيه مرحليه لتحجيم امكانيات تطور المطالب الفئويه الى مطالب طبقيه وما يترتب على ذلك من تحول نشاطها الى شكل وحال الانتفاضه الاجتماعيه ..ان هذا الاتجاه اللستراتيجي البرجوازي ينشط بموازاة الاتجاه الذاتي التونسي والذي يتجلى وبوضوح في تنامي دور البرجوازيه الصغيره في ادارت حركة الاحتجاجات والتحكم بمساراتها الميدانيه ..ان نقابة المحامين ونقابات الصحفين يفرضون انفسهم كجزء من قيادة الاحتجاجات جنبا الى جنب نقابة حقوق الشغل ..والحاله اصبحت هكذا : العاطلين عن العمل ومن يؤازرهم من العمال ذوي التوجهات التقدميه يحتجون وبعنف ,فترصد الموؤسسات البرجوازيه وتنظيماتها دلائل حتم التغيير وحتم تطور المطالب ..فتسارع الى اقحام نفسها بين صفوف المحتجين ولا تكتفي بذلك بل تحاول ان تجعل من حظورها حظورا قيادي وطليعي كيما يتسنى لها تسيير الاحداث عند حدود التغيير الذي يضمن مصالحها الطبقيه ..وكأن هؤلاء المحامين ((الثوريين)) وهؤلاء الصحفيين ((الثوار)) قد نسوا انهم كانوا جزء من السلطه السابقه او انهم يريدون ان يتم تناسيهم بكونهم كانوا كذلك ..فاي ثوره واي انتفاضه يقودها قانونجيون برجوازيون قيمتهم وقيمة عملهم لا تنبع الا من خلال تقديس النصوص القانونيه ..اي تغيير حقيقي يقوم به من يقدس النصوص ويكتفي بتحقيق اهدافه من خلال التلاعب بالالفاظ ..اي ثوره تلك التي يشارك في قيادتها صحفيون لم يحسنوا وعلى مدى ربع قرن من الزمن الا الصمت وطلب الاذن بالكلام..وأي ثوره هذه التي لا تهدف الا الى تغيير اشخاص معينيين بذاتهم دون التاكيد على نسف الحاضنه التي انجبتهم ..انها فقط ثورة (الوقواقيه ) التي تعتبرها هكذا لانها في هذا الحال قادره على ان تعيد انتاج نوعها وتغيير تراتبية افرادها اللذين بكل تاكيد لا يختلفون الا بالمظهر ..ان على القوى التقدميه ايا كانت في تونس او خارجها من ان تساهم في عملية توعية الاحتجاجات التونسيه وان تتخذ من مجرياتها دروسا حيه تستشهد بها في مجرى نشاطها النضالي ,فهذا الدرس قد يمثل مطلبا ملحا وجوهريا يمس مباشرة الحراك الجزائري الذي يشهد هذه الايام تصاعدا ويشهد معه استباق البرجوازيه الديمقراطيه لاحتوائه ... كما اننا هنا نرى من واجبنا ان نوضح للتونسين جوهر اعتراضاتهم باعتبارها الان مرتبطه بوعي الاقتصاد السياسي الذي يفسر الحل التونسي في وجوب ربط مطلب تغيير السلطه بشرط تغيير سياستها الاقتصاديه تغييرا شاملا يبدأ بفك ارتباط تونس بمنطقة اليورو وسوق الحوض المتوسطي ..والذي كانت تونس اول المستفيدين منه بحسب رؤية البرجوازيه وحساباتها ..هذا المطلب وحده سيمحص القوى التي تقف مع حركة الاحتجاج وستفرز وتضمن نقاء صفوفها من اوهام ومؤامرات البرجوازيه .. ولو كان بمقدورنا ان نتواجد على ارض تونس لما ترددنا في ان نهتف وبثقه ايها التونسيون احرقوا اليورو فانه هو الذي احرقكم .....



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس (انتفاضه ) مغدوره
- فلسفتنا الاشتراكيه..ج2
- فلسفتنا الاشتراكيه...ج 1
- المجلسيه بديل السلطه البرجوازيه
- العراقيون وعلاقات العبوديه السياسيه
- ملاحظات في الماديه الجدليه....ج3
- ملاحظات في الماديه الجدليه...ج2
- ملاحظات في الماديه الجدليه....ج1
- في تقييم الواقع السياسي العراقي
- المالكي يتجه نحو (حكومة طوارىء)
- المجد لكومنة باريس العماليه
- الكوتا العماليه ..صوت وصدى
- نعم للانتخابات بشرط الكوتا العماليه
- دروس من التجربه القتاليه للشيوعيين العماليين الاحرار
- مختصرات من وثيقة المشروع
- الشيوعيه العماليه ومحاكمة الاتجاهات الثلاثه (المشروع)
- في نقض (الدستور ) الاسود
- سلاما ..فتية باريس
- ليكن الهدف(قلب)الاسلام وليست (اطرافه) 2
- ليكن الهدف (قلب) الاسلام وليست( اطرافه )1


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تونس درس حي للثوريين