أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - مسؤولية رجال الدين الشيعة














المزيد.....

مسؤولية رجال الدين الشيعة


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 12:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سواء طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أو لم يطالب بتشكيل لجان لدراسة الأسباب التي تقف وراء الهجمات الارهابية ضد الزوار الشيعة في المناسبات الدينية، إلا أن الجانب الأمني لا يستطيع وحده أن يعالج موضوع الإرهاب الديني في العراق، بل تقع المسؤولية الأكبر في تقديري على عاتق رجال الدين من السنة والشيعة، وترتبط في كيفية التقليل من الخسائر البشرية. وهنا أريد أن أركز على دور رجال الدين الشيعة ومسؤوليتهم في هذا الإطار.
فمواجهة الإرهاب الديني المجرم لا يمكن أن يواجَه بعناد ديني يسقط خلاله عشرات بل ومئات من الضحايا الأبرياء، بمعنى أن رجال الدين الشيعة مصرّون على عدم الإشارة إلى مسؤولية بعض تلك الشعائر، ومنها شعيرة "المشاية"، في زيادة عدد أرقام الضحايا، حيث يفضلون استمرارها حتى لو أدى ذلك إلى سقوط الأبرياء، وكأنهم يضحون بهم من أجل تأكيد عنادهم الديني. فالمشهد الإرهابي هو بمثابة عناد طقوسي شيعي مهلك في مقابل إرهاب سني متطرف.
ولا يمكن الشك ولو للحظة بأن المسؤولية الأكبر في ارتكاب تلك الجرائم تقع على عاتق الجانب السني المتطرف. لكن الإصرار الشيعي على ممارسة التعبّد بتلك الصورة الخطيرة يعكس قصر نظر ديني تجاه مصير ومستقبل الأسر التي تفقد أفرادها وتعيش بعدهم بصورة مأساوية مريعة. فمواقف رجال الدين الشيعة تؤكد على ضرورة ممارسة الطقوس والشعائر بتلك الصورة غير الآمنة وكأنها تلقي بالشيعة البسطاء إلى التهلكة، في حين نهى النص الديني عن أي تهلكة.
إن قضية بعض الشعائر والطقوس التي يقتل بسببها الكثير من الناس، ترتبط بدور رجال الدين الشيعة في جر البسطاء نحو الموت دون ان يتحملوا مسؤولية ذلك المصير ودون أن يوضحوا بأن الإمام الحسين لم يلق نفسه في التهلكة وإنما أجبروه على الهلاك.
وعلى الرغم من ضرورة الإشارة إلى حق الشيعة في ممارسة طقوسهم وشعائرهم في إطار مفهوم الحرية الدينية، إلا أن ذلك الحق لا يمكن أن يكون فوضويا ومبررا في ظل استمرار الصورة الطقوسية المميتة البعيدة عن أي عقلانية ومنطق.
وفي حين يعتقد البعض بأن رجال الدين الشيعة لا حول لهم ولا قوة لوقف زحف مئات آلاف الشيعة من مدنهم نحو كربلاء مشيا على الأقدام، إلا أننا نجد أن بعضهم كمقتدى الصدر قادر على أن يجر الملايين كيفما يسعى، ويوجههم نحو أي طريق سياسي أو ديني مجهول يريده، فهل ذلك دليل على صحة موقف مقتدى أم دليل على وجود أزمة في الوعي الثقافي والاجتماعي والديني؟
إن أي رجل دين شيعي (وبالذات حينما يكون مرجعا) يستطيع أن يفتي لأتباعه ومقلديه - على سبيل المثال - بتحريم شعيرة ضرب الرؤوس بالسيوف (التطبير)، أو بتحريم شعيرة المشي التي سهلت العمليات الإرهابية ضد البسطاء. لذلك، بدلا من أن ننشغل بالصراع حول إمكانية أو عدم إمكانية منع طقس "المشاية"، فلنساهم في الضغط من أجل تقليل الخسائر البشرية. فالغالبية العظمى ممن تستهدفهم العمليات الارهابية هم من فرق "المشاية". فرجال الدين يستطيعون التأثير في هؤلاء ويمنعونهم من القيام بهذه الشعيرة الخطيرة من خلال فتوى واحدة صغيرة. وبالطبع، هذه الفتوى لايمكن أن تأخذ أبعادا في معناها بحيث تعني السعي لإلغاء بقية الشعائر والطقوس، إنما تؤكد على دور رجال الدين ومسؤوليتهم في غربلة بعض الطقوس المسببة للضرر والهلاك.
فالبسطاء المشاركون في طقس المشي لا تحركهم إلا الفتاوى، وقد يغرر بهم تحت شعار الشهادة دون أدنى اهتمام بالحياة. والأسئلة المطروحة: من يتحمل انتشار مثل تلك الثقافة غير المبالية بالعيش بصورة طبيعية في الحياة؟ ومن المسؤول عن طرح الشعار الديني القائل بأن الإمام سوف ينقذ المشاية من كل سوء أثناء مشيهم؟ وهل يمكن الاعتقاد بأن طريقة ممارسة بعض الشعائر والطقوس هي أهم من حياة الإنسان؟ وهل ممارستها ستكون ضرورية إذا كانت تؤدي إلى التهلكة؟ ففي الفقه - مثلا - ان الصائم يحرم عليه الصيام إذا كان ذلك يؤدي إلى الضرر، فما بالك إذا كان ذلك يؤدي إلى التهلكة؟
وإذا كان في الفقه إمكانية لتعليق بعض الواجبات الدينية والتعبدية استنادا إلى "المصلحة" التي يقررها المرجع الشيعي، فهل هناك صعوبة في أن يأمر المرجع بإلغاء بعض الشعائر المميتة، التي هي في الأساس شعيرة غير دينية وتاريخية؟ هل الشعائر أهم أم حياة الناس؟ هل الواجبات الدينية أهم أم الشعائر؟ هل المطالبة بإلغاء طريقة المشاية يعني إلغاء جميع الشعائر، أم يعني إلغاء طريقة معينة قد تفضي إلى إنقاذ حياة الكثير من الأبرياء البسطاء؟ فنحن نتحدث هنا عن كيفية تقليل الخسائر البشرية جراء العمليات الإرهابية، مما قد يشير إلى خوف رجال الدين المراجع من الإقدام على خطوة تحريم شعيرة "المشاية"، لما لذلك من ضرر على مكانتهم الاجتماعية والدينية. وجميعنا يعلم كيف تضرر بعض المراجع الشيعة حينما طالبوا بتحريم شعيرة التطبير.
ففي أغلب المناسبات الدينية الشيعية في العراق، يقوم الإرهابيون باستهداف الشيعة البسطاء في المناطق التي تكون مكشوفة وغير مسيطر عليها أمنيا. وعلى الرغم من أن البسطاء لا يعاندون بل ينفذون شعيرة تقليدية قديمة لعلهم يحصلون من خلالها على أمانيهم الدينية والدنيوية، إلا أن العناد والتخلف يرتبطان بموقف رجال الدين وبمسؤوليتهم في إنقاذ حياة الناس.
إن ممارسة الشعائر والطقوس تهدف إلى تهذيب النفس لا إلى إزهاق الأرواح، ومن ثمّ فإن إنقاذ أرواح الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة أمام جبروت العادات غير الدينية وفتاوى رجال الدين هي مسؤولية إنسانية بحتة.

كاتب كويتي



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلانية.. والمواجهة مع التراث الديني المقدس؟
- -ثورة الياسمين- التونسية درس للعرب
- جوهر.. والاستجواب.. والأزمة الشيعية
- حقوق الملتحين العسكريين
- الكويت.. وسؤال الديموقراطية مجددا
- تنوير.. والإسلاميون.. وأولية الإنسان
- الخطاب الخوارقي
- النظرة الدينية للأخلاق
- التزوير الديني
- لماذا يخشون من العلمانية؟
- هل أكرموها؟
- إشكالية الاستلهام من الماضي
- التعايش مع الطائفية
- المقدّسات.. وواقع الحرية العالمي
- مأساة- صافيناز كاظم
- سلطة رجال الدين
- آليات الخطاب الديني وفق أبوزيد
- المنطلقات الفكرية في الخطاب الديني وفق ابوزيد
- الحق المطلق.. والباطل المطلق
- أبوزيد في وسط -غابة- التيار الديني


المزيد.....




- مستوطنون محتلون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
- بابا جابلي بلون.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات الم ...
- باقري كني يؤكد على ضرورة وجود دور فاعل ومبتكر لمجموعة الدول ...
- روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن ...
- فيديو يرصد اللحظات الأولى لهجمات دامية على كنيس يهودي وكنيسة ...
- هجمات دامية تستهدف معابد يهودية وكنائس.. ماذا حدث في داغستا ...
- هوجم كنسيهم.. ماذا تعرف عن يهود داغستان؟
- داغستان الروسية تعلن حصيلة جديدة لضحايا هجمات إرهابية طالت ك ...
- إطلاق نار في داغستان ومهاجمة معبد يهودي وكنيستين
- فيديو يوثق الهجوم على كنيس يهودي في جمهورية داغستان الروسية ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - مسؤولية رجال الدين الشيعة