|
اليسار والدرس الشعبي التونسي(2)
ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 15:51
المحور:
المجتمع المدني
عقدت العزم اليوم أقتحام معبد من المعابد القديمة .وان كنت على علم ودراية بتواجد حراس شداد غلاظ بابوابه. لكن باهتدائي بنور العقل سادخله سالما لكي اخرج للراغب في الأطلاع على احواله كما انني ساخرج سالما. ايها القارئ الكريم .اقول كريما لا نفاقا ولا تملقا وانما تعبيرا عن مبدا لن اتخلى عنه بعد ان اصبح جزءا مني الا وهو عشقي لأخي الأنسان. ما تزال تحليلات ثورة التونسي الأبي تتعدد وتقولب في اغلبها في اطارات سياسية ليست ولم تكن بالجديدة على القارئ. ولوحظ في كثيرها انها تحاول سرقتها وبطريقة غيرمشروعة وغير مقبولة عقلا. ظحى البوعزيزى بروحه والخوف من الموت جبن. انها سنة الحياة اما الخوف المقبول فهو من العذاب. اختار الموت عن العذاب وما كان يعلم انه سيكون خالقا لثورة لم يسبق ان عرفها التاريخ من حيث الخسائر البشرية على الأقل. لماذا لأن الشباب التونسي بعد ان نفظ يديه مما يسمى احزابا سياسية ,هذه التي يجري رؤساؤها وراء الشهرة لدرجة ان نافسوا عناصر العصابة الحاكمة في اقتناص فرص لكي تسلط عليه اضواء الكامرات وفي الأمل باظهار طلعتهم على شاشات التلفاز.! ان الشباب التونسي بعد ان تخلص من السلطة الأبوية. تلكم الورقة التي كان يلعب بها النظام في كل مناسبة استشارية وغيرها لللعب لظمان نجاح مراده. حيث لم يكن يبذل من الجهد اكثر من ايصال الأمر من فوق الى اب الأسرة عن طريق ممثليه,فيهبط الأمر من اعلى قمة الهرم مرور بالمقربين ثم الوزاراء (الموظفين) الى عمال العمالا والأقاليم ثم القواد ومقدمي الأحياء لينتهي الى اب الأسرة المفروض علية الأنصياع .فيقوم بدوره بتوجيه الأوامر الى الراشدين من ابنائه بضرورة استعمال الورقة الملونة كذا, او ظرورة القيام او الأمتناع عن القيام بكذا. ومن لم يفعل فانه لن يعترف به بانه من نسله بل قد يكون الحكم عليه اشد من الذي صدر في حق الشيطان .هكذا سار النظام ليس في تونس وحدها بل في شمال افريقيا باسرها تخلص الشباب التونسي من هذا السلاح الصامت الذي يسكت به صوته. واستطاع بعدان نمى مداركه المعرفية تحقيق استقلاله وهدم بذالك اسا من اسس نضام العصابة الحاكمة .كانت تجاياته واظحة لا يمكن لأحد انكارها .حيث قلب الشباب التونسي ألأية رأسا على عقب فاصبح هو من يوجه الأوامر وورائه آبائه اعمامه واخواله امه اخته عماته وخالاته وانطلقت الأنتفاظة متسمة بنوع من العشوائية ثم تطورت بالتدرج الذي لم يكن في حسبان حكماء عصابة اللصوص, ولا حتى في حسبان معتادي استعمال تلكم المصطلحات والمفاهيم الغليظة. لنفترض ايها الكارء لو ان حزبا من هؤلاء تولى تنظيم الأنتفاظة هل سيقف عدد اللذين ضحوا بارواحهم عن الحد المعلوم؟ اليس هم من يقولون ان الثورة تاكل ابنائها؟ انها ستكون ثورة الفظاعة ولحسن حظ معظم ابناء شمال افريقا انهم لا يرتاحون الا لنور العقل ولذلك اسباب عديدة ومتعددة منها على الخصوص الذاكرة الجمعية ثم الأحتكاك اللصيق بالعالم المتقدم. حتى تمكن من ابراز مواهبه وسط ابناء شعوب هذا العالم رياضيا سياسيا واقتصاديا .اصحابنا متبنوا الفكر الأطلاقي موضوع مقالتي لم يكلفوا انفسهم اعطاء مجتمعاتهم ما تستحقه من دراسة لذا تراهم لا يملون ولا يسئمون من تريد ما قاله غيرهم ولا تجد احدا منهم اتى بما يثلج الصدر. فصاروا يصيحون في واد والشعب موليا لهم ظهره .بل اكثر من هذا تلكم اللغة المتعالية عن الطاقة الفكرية للمراد استمالتهم ففشلت ثم فشلت. لكن الشعب ما يزال قائما. وبوسائله المحدودة باستطاعته تغيير التاريخ ان الشاب التونسي يسري عليه المثل ان قد تجد في النهر ما لن تجده في البحر. اليس ابن الشمال الأفريقي هو الذي علم شعوب العالم فن حرب العصابات انضرمحمد بن عبد الكريم الخطابي. وجواب هوشي منيه عن سؤال مجموعة من الفلسطينين اتوه يستفسرونه عنها, اذ سالهم بدوره من اين انتم؟ اجابوا اننا عرب فقال منكم تعلمنا الا تعرفون محدم بن عبد الكريم..؟ ان اصحاب الفكر الأطلاقي انجروا الى لعبة الأنظمة فاعتقدوا انه بالصياح قد يحققون المبتغى. لكن فاتهم ان الحق ينتزع ولا يمنح.و بدون العمل المتواصل على الأرض مع ضرورة اعتبار مستجدات الأنتاج البشري فذلك شبيه بصفع الماء. لا يؤلمنك ايها القارء ظهور رموز النضام القديم من جديد على الساحة والشباب التونسي كان يعلم ذلك لأن رموز المافيا لا يستسلمون بسهولة وان كانوا يعلمون علم اليقين انهم الضعفاء.انه قانون الصراع من اجل البقاء. ان الداء الذي اصاب الأحزاب الموالية للنضام هو ذاته الذي اصاب اصحاب الفكر الأطلاقي, و ان كان الأولون على الأقل هم المستفيدون .بينما صاحبنا الذي يقف في حلقية طلبة ليمطرهم بوابل من المصطلحات و المفاهيم ,او وراء احد المايكروفونات في تجمع حزبي لا فرق بينه وبين الأسلامي في كل ما يقدم عليه. ذلك ان هذا الأخير يعتمد على ثقافة القبور وهو ما يفعه اصحابنا لافرق. ان الثورة التونسية لسيت ثورة خبز كما اعتاد اصحابنا تشنيف اذاننا بترديدها .ليست ثورة خبزة ولا كوميرة. لا طبقة كادحة؟ طبقة كادحة ويحي شعوب لا تستطيع ثقب ابرة ولا يستحي بعظهم من الحديث عن وجود هذه الطبقة! ان شعوب الشمال الأفريقي تنقسم بدون لف ولا دوار الى عصابة لصوص وحماتهم ثم المغلوبون على ارمهم الذين يأنون في صمت. ان الثورة التونسية هي ثورة من اجل الكرامة والحرية .اليست الصفعة هي التي اشعلتها؟ كم آلمني محاولة بعض صغار العقول الأنقضاض على مكاسبها برفع الكوميرة. في الوقت الذي لا تجد فيه حتى الكلب جائعا. الم اقل لك هم في واد والشعب في واد؟ حتى الحجر فيه ما يشعل النار بالأحتكاك وفيه ما لن يشعلها وان قضيت العمرفي حكه ببعضه. ان السياسة التي وصفت عن حق بفن تدبير الممكن تغيرت آ لياتها كليا والذي لا يساير العصر و يستغل ما توصل اليه الفكر البشري محكوم عليه الأنقراض. هل يعتقد اصحاب الفكر الأطلاقي ان شعوب الشمال الأفريقي في حاجة الى تعليمها مبادئي الحرية ,الكرامة واليموقراطية؟ انها مبائء تسكنهم. فهم ابناء مازغ (الحر ـ ألأبي) هل يعتقدون انه وصف نفسه كذلك بدون مبرر وامام كل الشعوب والأمم التي احتك بها؟ هل سبق للترايخ سيما فبل مجيء الفكر الأطلاقي الأسلامي ان سجل لنا هدرا لكرامة فرد او جماعة ؟ ان اصطاد احد افراد المدشر طرائد الغاب يكون نصيب غيره مخصصا بلا جزاء ولا شكور. ان اليموقراطية التي اضحى مصطلحها اليوم يخرج من كل الأفواه حتى انها تخرج من فواه اعدائها وبكل الألسن .عرفها اسلاف شعوب الشمال الأفريقي عملا وتطبيقا على الأرض قبل ان ينتبه لها فطاحلة المستشرقين الى ان خربت معالمها على ايدي المستعمر ثم بعده من خلفه من خدامه. لا خبز ولا كوميرة انها ثورة من اجل الحرية و الكرامة. لا تكوين اجدى وانفع من تكوين السوق والشارع العام. ان الجسم البشري كما يحتاج بالضرورة الى حمام تزال بواسطته كل الطفيليات العالقة به وتفتح مسامه لتؤدي وظيفتها الطبيعية فان الدماغ هو بدورة يحتاج الى حمام لأزالة كل ما علق به من اوساخ فكرية.
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شالوم اسرائيل
-
اليسار والدرس الشعبي التونسي
-
الجمهورية الوهمية ورياح التغيير في شمال افريقيا
-
لا يا حكمنا لن يقبل منكم الأعتذار
-
المغرب الكبير وظاهرة الأحتجاج التخريبي
-
اتاتورك جديد هو الحل؟
-
الحكيم الأسرائيلي الذكي
-
الفوظى الخلاقة,النار الهادئة
-
المغرب العقيدة و القانون
-
الحوار المتمدن بالمرئي و المسموع 2
-
الحوار المتمدن بالمرئيي والمسموع
-
عن النسب الشريف
-
لايمسه الا المطهرون وضبع جدتي
-
كتاب مفتوح لجميع احرار العالم
-
تاملات غار حراء3
-
تاملات غار حراء2
-
تاملات غار حراء
-
الأسلام و العقل
-
تطور الفكر صورة مبسطة
-
الواقعة و المعنى
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|