أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - عشر سنوات على رحيله: جورج نجيب خليل كنار الجليل














المزيد.....

عشر سنوات على رحيله: جورج نجيب خليل كنار الجليل


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 22:28
المحور: سيرة ذاتية
    


عشر سنوات على رحيله:
جورج نجيب خليل كنار الجليل
قبل عشر سنوات غادرنا الشاعر جورج نجيب خليل الى عالم الخلود ، تاركاً وراءه مسيرة حياة حافلة بالعطاء الأدبي .
وجورج من اوائل المبدعين العرب الفلسطينيين المقيمين في وطنهم ، الذين سجلوا حضوراً ادبياً فاعلاً في الحركة الثقافية في حدود العام 1948. انه كنار الجليل وعندليب الشعر الذي سحرته بلاده فحاك من خيوط الشمس اجمل العبارات واعذب الكلمات والالحان ونسج احلى العباءات لصبايا الوطن الفاتنات . كان شاعراً متمرساً ومربياً عظيماً وانسانياً حتى المجازفة ، فارعاً بالعذوبة والرقة والطيبة.
عرف جورج نجيب خليل ببساطته وعشقه للغة العربية ومتبحراً في علومها ، وكان بمثابة موسوعة ادبية ولغوية ومشاركاً فعالاً في شلأن لغتنا والحفاظ عليها . كما كان من الضالعين في علم العروض ومن انصار واتباع القصيدة العمودية الفراهيدية ، الموزونة المقفاة.
جاء جورج نجيب خليل الى الدنيا في قرية "عبلين" سنة 1932 وتعلم في مدرستها وانهى الثانوية في مدرسة صفد ، وعمل في سلك التدريس الى ان تقاعد عن العمل سنة 1983 بسبب حالته الصحية، وفي اواخر كانون الثاني من العام 2001 قضى نحبه.
وهو من مؤسسي رابطة الكتاب وسكرتيرها الأول ، وقد اصدر مجلة "الرسالة"في فترات متباعدة ومن ثم مجلة "مشاوير" التي ساهمت في نشر الادب الانساني وتوقفت عن الصدور لأسباب مالية.
وهو اول من اصدر ديوان شعر باللغة العربية بعد النكبة بعنوان "ورد وقتاد".
نشر جورج نجيب خليل نتاجه الشعري والأدبي في مجلة "الفجر" التي كان يحررها الشاعر الراحل راشد حسين ، وفي "اليوم"و"الأنباء"و"الشرق"و"مشاوير"و"الاتحاد" و"الصنارة" وغيرها من الصحف والمجلات.
من اعماله الأدبية: "ورد وقتاد،من حقل الحياة، الشعر العربي في خدمة السلام، دموع لا تجف، حضارة الكلمة ، المؤودة" وغيرها.
قصائد جورج نجيب خليل مختلفة الأبعاد والمضامين ،جاءت في خضم الأحداث والمناسبات السياسية والوطنية والاجتماعية، واهتمت بالموضوعات الأكثر الحاحاً وبروزاً. وقد نظم شعراً صادقاً عن الوطن والمرأة والحب والأرض والطبيعة والجمال والانسان والخيام ومجزرة الخليل وملكة الجمال دينامور ، وغنى لحيفا ويافا وعكا والقدس وغزة . وايضاً رثى كبار المطربين العرب ام كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب .. ومما قاله في العندليب الأسمر:
غاب عبد الحليم في ميعة العمر وغصن الشباب منه رطيب
وهو من اطرب الملايين حتى كان من فنه لكل نصيب
ان شدا للغرام لحناً رخاء راح يسري في كل عرق دبيب
او شدا للأوطان فجرب بركاناً فملء الفضاء منه لهيب
نبرات جليته ذات جرس عبقري، تجنبت منه ما يعيب
فهي شهد مقطر ذو صفاء وهي نفح معطر وطيوب
كم شجتنا انغام (قارئة الفنجان) يحلو سماعها ويطيب
كيف ننسى مواقف البلبل الصداح او تستكين منا الجنوب
وجورج في شعره كان مخلصاً كل الاخلاص وصادقاً كل الصدق في التعبير عن احاسيسه الوطنية وتعلقه بتراب وطنه ، وحبه لبيته وحارته وعلاقاته الاجتماعية والأدبية ، وحنينه الى ذكريات الطفولة والصبا بين حقول الزيتون والبرتقال والصبار.
وبالرغم من ان جورج لم يكن شاعراً مقاوماً وسياسياً بالمفهوم الثوري الا انه كتب اشعاراً كثيرة في الوطنية والقومية والعروبة ، بعيداً عن الشعارات والخطابية والتقريرية ، وكان داعية للسلام والتعايش والمصالحة التاريخية والمحبة بين الشعوب قاطبة.. ومما قاله:
لا ارتضي الذل حتى لو ابيح دمي فعزتي هي انجيلي وقرآني
اسطورة الذل تصميمي يحطمها ومركب المجد يرسو عند شطآني
وفي حياته كان جورج يتألم ويتأسى لما آلت اليه اوضاع الأمة العربية وما حل بلبنان وما اصاب اهله من خلاف وشقاق.. فيرثي بيروت ، شطآنها وواحاتها قائلاً:
بيروت يا زهرة الشرق التي ذبلت وساد ربعها شؤم وترجاف
وجورج كان يجيد الوصف والغزل ، والغزليات تحتل مكان الصدارة في دواوينه ، ومن قوله في الغزل:
والقد حلو سكرنا من تأوده كأنه شمعة في دير نساك
فليس احلى من التعذيب تبعثه حسناء ذات جبين ضاحك باك
وقوله ايضاً:
ماذا جنيت لأشقى يا ملوعتي هل الغرام بتعذيبي وتغريمي
تمزقت كبدي من جور فاتنتي فمن يوحدني من بعد تقسيمي
جورج نجيب خليل شاعر رصين ،ذكي، شفاف، لم يؤلف الشعر فحسب ،بل سكب روحه في نصوص لا اجمل ولا اروع، وسيبقى بشعره وروحه وسيرته وانسانيته حياً في اعماقنا ووجداننا وذاكرتنا.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جديد مجلة -الإصلاح- الثقافية
- نظرات في قصص الكاتب الفلسطيني محمود شقير
- كوكبة من الكتاب والمفكرين العرب في حوار مع فكر الشهيد حسين م ...
- عن العلاقة بين الثورة والأدب
- الشعر الفلسطيني المقاوم .. الى اين؟
- موسى شعيب .. شاعر الجذور الشعبية
- صلاح جاهين .. شاعر البؤساء
- باسم الهيجاوي.. شاعر السوسن والفرح
- الاصلاح في عدد جديد
- جمهورنا وعزوفه عن المشاركة في الندوات الادبية
- وقفة مع ديوان شفيق حبيب -انا الجاني-
- مع المفكر اللبناني النقدي فواز طرابلسي
- مهازل الثقافة..!
- القاص الفلسطيني جمال بنورة
- جبرا ابراهيم جبرا بين الوفاء والذكرى
- قراءة في مؤلف الراحل علا عيسى :اضاءات على عالم ادونيس -
- عصام بدر..من اعلام الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية
- شهادة الكاتب مصطفى مرار حول (أدب الأطفال)
- عز الدين المناصرة .. الشاعر الفلسطيني الذي لن يفهمه غير الز ...
- محمد اركون ...المثقف النقدي التنويري المتبحر في محيطات المعر ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - عشر سنوات على رحيله: جورج نجيب خليل كنار الجليل