أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - الرحمن والشيطان في الميزان















المزيد.....

الرحمن والشيطان في الميزان


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 20:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( الرحمن والشيطان في الميزان))
كل الروايات التي نقلت عن الكتب الدينية الثلاث وتفسيراتها تؤكد بان أبليس موجود وكان من ملائكة الله المقربين قبل خلق ادم وحواء بكثير ,وانه هو من أوحى لحواء أن تقطف من الشجرة الملعونة ثمرة وتعطي منها لزوجها ادم ,فيحل عليهم السخط الإلهي مع أبليس ويطردهما من الجنة الى الارض ,ويكون بعضهم لبعض عدوا ,وجعل لإبليس سلطان على ذريتهم ألا عباد الله المخلصين فلا سلطان له عليهم.وأنه طلب من خالقه البقاء الى يوم يبعثون(القيامة)في عيش دائم لا أحد ينافسه عليه من بني البشر الذين يتوفون ويبعثون من جديد للحساب كما خلقوا أول مرة .فهنا لا بد من معرفة حقيقة حواء الذي أستطاع أبليس أغوائها وهي في الجنة واقرب ما تكون الى خالقها ,فكيف بها أذا أبتعدت ونزلت الى الارض,هل كانت حواء على درجة كبيرة من الايمان بخالقها وملتزمة بما نهاها عنه ؟ألم تكن عقليتها بنفس الدرجة من عقلية أبليس أم أن عقليته اكثر نضجا؟هل هو تصرف فردي من أبليس أو أمر رباني بالقيام بإغراء حواءوحرمانها من الخلود ,وتنزيلها الى العذاب الدنيوي والمعاناة وشظف العيش ثم الفناء ؟هل كان زوجها ادم مغفل وضحية لرغبتها في الأكل من هذه الشجرة,؟ وما نوع العلاقة بينها وبين أبليس بحيث تثق به أكثر من زوجها أدم ,ومن خالقها الذي حذرهما من أبليس ومن الشجرة الملعونة,ولما لم يتم الغضب عليها وحدها دون زوجها المسكين أم أنه مشترك معها ولماذا أغراها أبليس ولم يغري أدم ويقوم ادم بتقديم الثمرة الى حواء؟هل أن عقل أدم اكبر من عقل حواء وأبليس ؟كيف أستطاع ان ينمي بذرة الفجور في نفس حواء ولم يستطع تنميتها في نفس أدم ,بناء على أن (والنفس وما سواها ,فخلق فجورها وتقواها)هل أن تقوى ادم أكثر من تقوى حواء ؟فكيف أذن أن تصون نسلها وهي أصل البشرية من الأخطاء في الحياة الدنيوية الحافلة بالأخطاء والمصاعب؟
عندها ستكون هي المتهمة الاولى في شقاء البشرية جمعاء وحرمانهم من الخلود الأبدي؟هل ناقصة التكوين العقلي منذ ولادتها ؟وهي التي خلقت من نفس ادم (وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجا)ولهذا نجد مجتمعاتنا الذكورية تنظر الى حواء بنظر دونية وتسخط عليها وتعتبرها هي من جند أبليس (شيطان),ومن هذا المنطلق عمدت حكومة العراق الاسلامية وبالنيابة عن المسلمين الى أبعادها وتهميشها من التشكيل الوزاري الأخير انتقاما منها لما قامت به من عمل مشين ,وحرمت الإنسانية جمعاء من الجنة.
وهنا من حقنا أن نتسائل .هل ذرية أدم وحواء كلها من المؤمنين والذين لا سلطان لإبليس عليهم الى يوم يبعثون .أم ان هناك المؤمنون وهناك القاسطون من الذين(وأذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا ,وأذا خلوا الى شياطينهم قالوا أنا معكم أنما نحن مستهزؤن)البقرة 14.
ذرية أدم ونسله من البشرية جمعاء ,أرسل اليهم اكثر من الف واربعمائة رسول ونبي ولم يتم أصلاحهم وهدايتهم جميعا للالتزام بتعاليم السماء ,فالكثرة من المتعاونين والمتعاطفين مع ذرية أبليس من الشيطان وفي جميع العصور والأزمان ,أما المؤمنون فهم على نوعين ,فهناك القلة منهم المؤمنين الصادقين الناسكين في عباداتهم بكل صدق وإخلاص أرضاء لوجه خالقهم وهؤلاء يعيشون في شظف العيش ويتركوا الدنيا ولم يمتلكوا من حطامها شئ يذكر وذلك طمعا بالآخرة ونعيمها الأبدي ,والأكثرية هم من أدعياء الدين والمتسترين بأقنعة التعاليم اللاهية’خدمة لمصالحهم الدنيوية ,والإثراء على حساب الفقراء والمغفلين من شعوبهم .
فعلى مر التاريخ نشأت دول وأنظمة تدعي الحكم بأسم الشرائع السماوية ,وترى في مجتمعاتهم الكثير من الفساد والظلم والتمييز والاضطهاد والقتل بين بني البشر ,الأنظمة الحديثة العهد والتي بنيت على حطام أنظمة ديكتاتورية قمعية ,تمتلك الكثير من وسائل الأعلام الحديثة بفضل تكنولوجيا المعلومات ولم تستطع أن تصل المفاهيم الدينية بصورة صحيحة الى شعوبها,
فمثلا النظام الجديد في العراق والتي تمتلك أحزابه الدينية أكثر من أربعين قناة فضائية أعلامية ,وترى الرذيلة والموبقات تنتشر بكل أنواعها في المجتمع ,من فساد أخلاقي ومالي وأداري وفكري ,فهل جميع هذه القنوات مخترقة من قبل الشيطان؟ما دمنا دوما نوعز كل أسباب الشر والرذيلة الى ذرية أبليس من الشياطين, وهل أدعياء الدين هم كذلك يأتمرون بأمرة الشيطان او وكلاء رسميين له حيث يصدرون الفتاوي الى رعيتهم بوجوب الصبر والتقية وعدم الخروج على ولي أمر المسلمين ولو كان ظالما ,وذلك لإبقاء الشعوب خانعة وذليلة وتحت سيطرة الحاكم المستبد,وبحجة ان الإرادة اللاهية هي من تريد كذلك؟؟؟وأين دور الرحمن ووجوده لهداية الناس وأبعادعقولهم عن سلطة الشيطان ,هل الشيطان متواجد وملازم للشعوب الإسلامية والعربية خصوصا, لكونه يفهم لغة العرب ويجهل اللغات الأخرى ويستطيع التعايش بين جنباتهم بكل أمن وطمأنينة دون سواها من بقية الشعوب الأخرى التي وصلت الى درجات كبيرة من الرقي الحضاري والتطور العلمي؟هل ان جميع قادتنا وسياسينا يأتمرون بإمرة الشيطان خوفا من سطوته ام هم من المتعاونين معه ومن وكلائه المخلصين؟هل هو يأمرهم بإجاعة شعوبهم وقتلهم ؟هل هو من يمسك بمفاتيح خزائن الدول ويتحكم في مقدار العطاء للشعوب؟
أن أبليس وذريته من الشياطين مهمتهم الأساسية أغواء البشرمن الذين فضلوا عليه وأبعادهم عن التعاليم السماوية من خلال صراعه مع الله حول أفضلية الخلق ومن يسجد لمن ,وليس أغواهم عن الابتعاد عن التطور والحداثة والعلوم والتكنولوجيا .
أذن علينا ان نستسلم لقضاء الشيطان وحكمه الأبدي كوجوده ما دام له الكثير من الجند والأعوان المسلطين على الشعوب ويرغبون بحكمهم الى يوم الدين, كون أيديلوجيته هي الناجحة والسليمة في التطبيق على أرض الواقع ولمختلف الشعوب والأزمان ,وتخلي الرحمن عن مزاحمة وطرد الشيطان من نفوس وعقول الحكام لقصر النظر في أيديلوجيته التي أصبحت فاسدة وغير قابلة للتطبيق على الأمم ولم تنجح في أي وقت من الاوقات ,
فالبشرية تريد الشئ الناجح والمجرب لتواصل مسيرتها نحو التقدم والرفاه وتتمسك به ,وترفض الفاشل ونظرياته المبنية على الخيال الطوبائي والوعود الاجلةلانها تعبت من كثرة التجريب والتخريب..



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشعوب البقاءوللديكتاتورية الفناء
- عمرو موسى في رحاب المرجعية
- أزدواجية تطبيق القوانين /أمانة بغداد نموذجا
- ثورة الجياع في تونس ,أنذار لكل الانظمة الديكتاتورية
- أسلمة المجتمع العراقي ومخاوف الاسلاميين من النهج الديمقراطي
- أموال الوقف الشيعي,والحج والعمرة بايادي المفسدين
- وكيل الشيخ بشير النجفي ..........وزيرا للتعليم العالي العراق ...
- أل سعود يشاركون المسيحيين بأحتفالات أعياد الميلاد
- منجزات المله خضير التربوية
- 8 سنوات من معاناة الكهرباء .والاتي معاناة الخصصه
- ديمقراطية العجائب الاسلامية
- أجواء حزينة تخيم على أعياد رأس السنة في العراق
- مبروك للعراقيين ,,,,,أصبحوا أكبر من أمريكا بالثلاث
- هل يتجه مستقبل العراق نحو التقسيم
- قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في النجف تصدر جريدتها بالعدد ص ...
- عودة الابن العاق الى كنف أبيه
- متى يغادر العرب عالمهم الثالث
- نداء أستغاثة من أهالي النجف الى مرجعيتهم الرشيدة
- كل شئ يباع في المزاد على الطريقة الاسلامية (حلال)
- أبواب التغيير الديمقراطي لا زالت موصدة بوجه العراقيين


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الشمري - الرحمن والشيطان في الميزان