|
وجادلهم بالتي هي أحسن- ـ حول قرار حجب موقع الحوار المتمدن ـ اليس من الضروري تآلف المتدينين والعلمانيين واليساريين لنهضة عالمنا العربي
شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 13:33
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
"وجادلهم بالتي هي أحسن" ـ حول قرار حجب موقع "الحوار المتمدن" أليس من الضروري تآلف المتدينين والعلمانيين واليساريين لنهضة عالمنا العربي؟! المهندس: شاهر أحمد نصر تلقى متابعو شبكة الانترنت من المثقفين العرب بأسف بالغ، وحرقة مرة، نبأ حجب السلطات الأمنية السعودية لموقع "الحوار المتمدن". وكعادة الأنظمة العربية، لم تقدم الجهات التي أمرت بالحجب أية مبررات على ذلك.. ومن المعروف أن موقع "الحوار المتمدن" منبر مستقل حر لنشر الفكر التنويري في العالم العربي، ويلعب دوراً في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن جميع المظلومين من كل جنس وقوم.. ومن الطبيعي ألا تنسجم الأفكار والآراء التي تطرح في الموقع مع رغبات الجميع، ومن سنن الكون أن تتباين الآراء.. وتباين الآراء لا يبرر إلغاء الآخر.. إنّ عملية حجب المواقع، وقمع حرية التعبير شبيهة بعمليات قتل الإنسان، وهي أحد أشكال الإرهاب.. ولن نجني منها أية فائدة، وسيجد المهتمون طرقاً ووسائل للتخلص من هذا الحجب.. مثلما حصل مع موقع "أخبار الشرق" وموقع "كلنا شركاء في الوطن"، ومواقع أخرى قامت بعض الحكومات العربية في حجبها فزادت القراء رغبة في إيجاد طرق للتخلص من الحجب وفي الإطلاع على محتوياتها.. إذا رأى البعض خللاً أو خطأ في الأفكار العلمانية واليسارية وحقوق الإنسان التي يدعو "الحوار المتمدن" إليها، فليرد عليها بالطرق الإنسانية الحضارية.. وسنكون لكل من يبين لنا أخطاءنا وهفواتنا من الشاكرين. يمر العالم العربي في مرحلة تاريخية مصيرية تستدعي تآلف جميع القوى الخيرة المتدينة والعلمانية واليسارية للخروج من الحالة المأساوية التي نعيشها، لما فيه صالح الوطن والمجتمع.. ومن المعروف أنّ التآلف بين هذه القوى الوطنية ليس غريباً عن مجتمعنا وبلدانا التي تعد مهد الحضارات.. وفي هذه السياق كثيراً ما أود الاستشهاد بعلاقة القوى الوطنية المتدينة والعلمانية واليسارية، في بلادنا، في الفترات المضيئة من تاريخنا الحر، والتي تبين أثر الحياة الديموقراطية على سلوك الناس، ودورها في تمتين الوحدة الوطنية، والتي يعبر عنها (بشير عوف) صاحب صحيفة "المنار" وهي صحيفة "الاخوان المسلمون" (كانت) تصدر في دمشق، في حديثه عن علاقته بصحيفة "النصر" وهي صحيفة علمانية ماركسية يسارية (كانت) تصدر في دمشق أيضاً، لصاحبها (وديع الصيداوي)؛ فيقول (بشير عوف): اختلفنا يوماً على قضية سياسية، فكتب ضدي في جريدته، وكتبت ضده في جريدتي، ولعلّ الكثيرين من الزملاء، والقليلين من الناس كانوا يعلمون أننا لم ننقطع يوماً واحداً عن ملاقاة بعضنا بعضاً كأصدقاء خلصاء، وكثيراً ما كان عمال المطابع ينضدون مقالاتنا ضد بعضنا بعضاً، بينما أكون أنا في مكتبه أتناول عشوة صغيرة، أو يكون هو في مكتبي نتناول ما تيسر من طعام وشراب... وفي عام 1962 انتدبتنا الحكومة السورية نحن الاثنين لتمثيل الصحافة السورية في العيد الأول لاستقلال الجزائر... لم تؤثر ميولنا السياسية الداخلية على التقرير المشترك الذي قدمناه... (الذي يعكس) وحدة سليمة في الأهداف الوطنية، وتلاقياً في الغايات القومية... هكذا كان شأن الصحافة السورية العربية (في زمن الحرية والديموقراطية) على معظم الصعد الداخلية والخارجية." (لمزيد من المعلومات انظر مجلة: الثقافة ـ دمشق ـ تموز 1989 ص18-20) أجل هذه هي بلداننا الحقيقية، وهذا هو شعبها المتنور المتحضر، وهكذا نريدها دائماً أن تكون. إنّ حجب المواقع الإلكترونية بشكل عام، وموقع الحوار المتمدن بشكل خاص خسارة لنا جميعاً.. وليس كما يصوره البعض ـ كما اعتاد العقل العربي في تصوير كل الخسارة وكأنّها انتصاراً، ويبدأ بتقليد النياشين والأوسمة ـ إنها خسارة للعقل العربي، وخسارة لنا أمام العالم، تعبر عن الانحطاط، وعن درجة من عدم المقدرة على مواكبة مسيرة التطور الحضاري.. فضلاً عن كونها أحد أشكال الإرهاب الفكري، والتعدي على حرية التعبير، وانتهاك للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على "حرية نشر المعلومات والمعارف والأفكار وتبادلها دون أي اعتبار للحدود الجغرافية ". إننا ندعو الجهات المعنية في البلدان العربية للعودة عن أوامرها بحجب مواقع الحوار، من مختلف المشارب الفكرية، وفي مقدمتها موقع "الحوار المتمدن" تلك الأوامر التي لن تفيد إلاّ الأعداء الذين يريدون لهذه الأمة أن تبقى جاهلة متخلفة، وأن تتخلف عن ركب الحضارة والتقدم. وندعو هذه الجهات لمحاججة الفكر بالفكر، وليس بالإلغاء والحجب... إنّ من يتبع أساليب الحجب والإلغاء يبتعد كل البعد عن حقوق الإنسان في الكتب الوضعية، كما يعارض الكتب السماوية، وفي مقدمتها القرآن الكريم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إنّ ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين" النحل:125 فهلا عاد البعض عن غيهم! إننا جميعاً بحاجة لتعلم فن التراجع عند اللزوم. "علينا ألا نخشى التراجع".. فالعودة عن الخطأ فضيلة. إنّ الاستبداد من كل لون سببٌ من أسباب التخلف والانحطاط.. لا يختلف الاستبداد العلماني في وجه الاتجاهات الفكرية المتدينة، عن الاستبداد المتدين في وجه الاتجاهات العلمانية، فهما وجهان لعملة واحدة.. المستفيد واحد، والوطن هو الخاسر.. لعل عملية حجب المواقع تكون عاملاً مساعداً ومحفزاً لتآلف مختلف القوى والمواقع الوطنية من متدينة وعلمانية لمواجهة هذا الخطر المرعب.. أجل إنّها دعوة للقيمين على هذه المنابر المختلفة كي يقيموا جسوراً ولقاءات فيما بينهم، ويتحاوروا فيما بينهم ويتآلفوا ويجدوا معاً سبلاً مشتركة، على شكل اتفاقيات نشر مشتركة فيما بين هذه المواقع، وبينها وبين بعض المواقع العالمية، وتستفيد من المواقع العالمية لمواجهة أسلحة الحجب والإلغاء، ولعلّ تعاونها يحد من هذا السلاح ويؤمن حلاً للإنسان العربي المتلهف للحقيقة والتنوير.. فجميعنا يحتاج بعضنا بعضاً، ويكمل بعضنا بعضاً..
طرطوس 30/9/2004 المهندس شاهر أحمد نصر [email protected]
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ اللغة والعقل
...
-
بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا
...
-
بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا
...
-
بحث في العقل العلماني اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً 2/
...
-
بحث في العقل اليساري العربي ـ الياس مرقص نموذجاً
-
أيوجد حقاً عشرة مخربين، فقط؟ ومن هم؟
-
من أسباب تقهقر القوى العلمانية والديموقراطية في العالم العرب
...
-
الإصلاح الشامل وبناء الدولة على أسس عصرية سليمة مهمة وطنية
-
انطباعات أولية حول رواية:-قمر بحر
-
النظام السياسي العربي يحطم المعارضة ، وينظر إلى نفسه بمرآتها
...
-
احترام كرامة شهداء الرأي والحرية يتطلب إحالة الجلادين وحماته
...
-
ابن رشد فرصة العرب الضائعة
-
نضال الحركة العمالية العالمية في سبيل الديموقراطية وضرورة تج
...
-
ألم يحن الوقت للغة خطاب جديدة بديلة للغة الاعتقال!
-
في سبل اغناء اللغة العربية بالمصطلحات العلمية والحضارية وتوح
...
-
مسلسل اللامعقول في زمن الصمت
-
الأكراد والعرب أخوة في صالح من جعل القضايا تتراكم والتباطؤ ف
...
-
أ ليس مفيداً أن يكون البعثيون في سوريا من أوائل المطالبين بإ
...
-
صدى
-
هل أصبحت صيغة الحكم من خلال الجبهة وحدها تلعب دوراً معرقلاً
...
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|