قوات كبيرة من الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات تقتحم منزل العقيد علي الفاضل في ضاحية الأسد السكنية شمال دمشق وتقتاده مع زوجته إلى مكان مجهول

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 13:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تقرير صحفي عاجل
علم المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية أن قوات كبيرة من الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات اعتقلت بعد منتصف ليلة أمس العقيد في المخابرات العسكرية علي الفاضل واقتادته مع زوجته السيدة سوسن حسن إلى مكان لم يزل مجهولا حتى الآن ، فيما تشير المعلومات المتوفرة إلى أنه مقر جهاز الأمن الخاص في الحرس الجمهوري . وجاء في المعلومات الخاصة التي حصل عليها " المجلس " من مصادر متطابقة أن " بضع عشرات من عناصر الحرس الجمهوري وأجهزة المخابرات داهمت بعد منتصف ليلة أمس بأمر مباشر من الرئيس بشار الأسد منزل العقيد الفاضل الكائن في ضاحية الأسد السكنية قرب مدخل دمشق الشمالي واقتادته مع زوجته إلى مكان يعتقد أنه مقر الأمن الخاص في قيادة الحرس الجمهوري ، بعد أن فتشت المنزل تفتيشا دقيقا وصادرت جميع محتوياته من الأوراق وأشرطة التسجيل السمعية والبصرية " . وأكد لنا مصدر أمني شارك في عملية الاعتقال أن " العملية تمت بأمر شخصي من الرئيس بشار الأسد الذي أشرف شخصيا على التحقيق مع المعتقل وزوجته حتى ساعة متأخرة من صباح اليوم" . وأضاف المصدر مفصلا " إن السفيرة السورية في باريس صبا ناصر أيقظت وزير الخارجية فاروق الشرع من نومه لتضعه في صورة المعلومات التي حصلت عليها من الخارجية الفرنسية في وقت متأخر من مساء أمس بشأن عملية دولية متعددة الأطراف لتهريب الضابط المذكور خلال الساعات القليلة القادمة بكل ما يملكه من وثائق ومعلومات حول علاقة النظام السوري بالنظام العراقي السابق والدور الذي تضطلع به بعض الجهات الأمنية السورية الآن في العراق ، ومصير أسلحة صدام وأمواله ، وشبكة تجارة السلاح التي يديرها " معارضون " سوريون يقيمون في فرنسا ، وبشكل خاص جماعة رفعت الأسد وبقايا حزب أكرم الحوراني ، بالتنسيق مع المخابرات السورية والفرنسية لصالح الإرهابيين " . وأشار المصدر إلى أن " السفيرة صبا ناصر أرسلت للوزير الشرع رسالة فاكس مستعجلة مصدرها الخارجية الفرنسية ، طالبة منه إيصالها إلى رئيس الجمهورية في أسرع وقت بالنظر لخطورة محتواها " . وطبقا للمصدر المذكور فإن " رسالة الفاكس عبارة عن تقرير أعده جهاز المخابرات الفرنسي المعروف باسم DST حول الضابط المذكور والاتصالات التي جرت معه من خارج البلاد لتنظيم عملية انشقاقه وهربه عبر الأردن مع زوجته وأطفاله بعد أن اتخذت الجهات المشرفة على على العملية كافة الترتيبات السياسية والقانونية لتأمين لجوئه إلى بريطانيا " . وأفاد المصدر بأن الضباط الكبار الذين باشروا التحقيق معه في الحال " وجهوا له تهمة الاتصال بالمعارض السوري المقيم في باريس نزار نيوف وتزويده بمعلومات ووثائق من شأنها زعزعة استقرار البلاد ، وإرسال زوجته للاجتماع به في فرنسا قبل عامين ثم في الأردن خلال الأسبوع الماضي بهدف تنسيق عملية الهرب إلى أحد البلدان الأوربية . إلا أن الضابط المعتقل رفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا وأكد أنه لا يعرف المعارض المذكور إلا من وسائل الإعلام ، ولم يسبق له أن اتصل به بأي شكل من الأشكال " .

من جهته نفى الزميل نزار نيوف أن يكون قد أجرى أي اتصال بالضابط المذكور ، مؤكدا أنه لا يعرفه ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، وأن كل ما يعرفه عنه هو أنه سرح من المخابرات العسكرية مؤخرا بعد صدامه مع اللواء علي يونس أحد مساعدي رئيس شعبة المخابرات العسكرية ، ورئيس فرع الضباط في الشعبة المذكورة ، على خلفية تحديه تعليمات رؤسائه في شعبة المخابرات وإصراره على ضبط كميات كبيرة من العملات الصعبة المزورة ( دولار وجنيه استرليني) كان يحاول مجد الأسد (شقيق الرئيس بشار ) وعصابته ، المؤلفة من عدد من ضباط المخابرات والحرس الجمهوري ، إدخالها إلى سورية من لبنان حيث تقع ورش التزوير التي كان يديرها اللواء غازي كنعان في السابق ويتولى الإشراف عليها الآن العميد رستم غزالي رئيس جهاز المخابرات السورية في لبنان . ولدى سؤاله عما إذا كان المصدر الأمني الذي يحصل " المجلس " منه على معلوماته الخاصة هو نفسه الضابط المذكور ، نفى الزميل نيوف ذلك جملة وتفصيلا ، مشيرا إلى أن " مصدرنا الأمني " لم يزل على رأس عمله ، والدليل على ذلك أن جميع تفاصيل ومجريات اعتقال السيد علي الفاضل وحيثيات التحقيق معه قد وصلتنا بعد بضع ساعات على الواقعة !
هذا وينظر إلى الضابط علي الفاضل ( المولود في قرية عين البيضا بمحافظة اللاذقية ) على أنه كنز هائل من المعلومات المتعلقة بالجرائم التي ارتكبتها أجهزة المخابرات السورية في لبنان ، ولا سيما عمليات اختطاف وتصفية المواطنين والرعايا الأجانب إبان الثمانينيات الماضية، والاغتيالات السياسية التي نفذتها هذه الأجهزة ضد شخصيات لبنانية كبيرة ككمال جنبلاط والرئيسين بشير الجميل ورينيه معوض . وذلك بحكم عمله على مدار 15 عاما بالقرب من اللواء غازي كنعان .
وفي معلومات لاحقة وصلت " المجلس " بعد إعداد هذا التقرير ، أكد مصدر موثوق أن قيادة النظام طلبت من اللواء مدير إدارة القضاء العسكري فبركة تهمة " جنائية " للضابط المعتقل تزعم بأنه سرح من خدمته "لأسباب تمس نزاهته ، وأنه كان على وشك الفرار هربا من ملاحقته قضائيا على هذه الخلفية " ، وذلك لتضليل الرأي العام وتفريغ عملية اعتقاله من بعدها السياسي وما ينطوي عليه انشقاقه ـ فيما لو تأكد ـ من مغزى هام وخطير ، خصوصا في المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد .

دمشق ، 30 أيلول / سبتمبر 2004

#المجلس_الوطني_للحقيقة_والعدالة_والمصالحة_في_سورية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات