أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة الذاتية















المزيد.....

التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة الذاتية


اواصر يوسف خالد

الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 22:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجزء الرابع: القيمة الذاتية والثقة بالنفس.

التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة الذاتية

نرغب فى هذا العدد توضيح مفهوم التاكيدات الايجابية وطبيعة اختلافها عن المدح، وسبل استخدامها من اجل بناء تربية سليمة وشخصية طموحة ومتوازنه :ـ

يوجد نوعين من التاكيدات الايجابية: النوع الاول منها يسمى التاكيدات غير الشفهية، وهي تشمل لغة الجسد التي تشمل الايحاء من خلال قسمات الوجه والتعابير وكذلك وضعية الجسم وايحاءاته، والتي تعطى اشارات واضحه للمقابل بانك رايته او سمعته او اهتميت به. ان تنغيم الصوت، وطبيعة الحركة وهزّة الراس ايضا تاكيدات ايجابية واضحة. فانك مثلا عندما تلوحين بيدك لطفلك اثناء لعبه مع ابتسامة ـ وحين يلتفت باتجاهك ـ ، يتم ايصال رسالة واضحة له "باني اراك ياصديقى الصغير وبامكانك الاستمرار فى اللعب وانا باقية هنا من اجلك". هذه التاكيدات لها اهمية كبيرة جدا عند الطفل وتشعره بانه موجود وذو اهمية عندك وبالتالى تعطيه الامان والراحة فى الاستمرار باللعب، وتلك هي اول خطوة في طريق بناء الذات.

وبنفس الطريقة يكون التعامل مع الكبار من اصدقاء او زملاء العمل او اصحاب، فمثلا ان التربيت على الكتف او رفع الابهام باتجاه الاعلى للتاكيد على المساندة او غيرها من الحركات هي تاكيدات واشارات ايجابية، وهي بالطبع تختلف ايضا من مكان الى اخر وثقافة الى اخرى

والنوع الثانى من التاكيدات الايجابية يتم من خلال التعبير الكلامي الصريح، حيث يتم التعبير عن ما نريده ونرغب في تاكيده حول صفات ومهارات الغير من خلال كلمات واضحة وودية، مثلا تقول لاحدهم انك مصغى جيد، او لزميلتك انك كنت هادئه فى العمل رغم كثرة المراجعين او مشقة الطقس او غيرها، او ان الام تقول لطفلها: لقد فعلت حسنا بمساعدة اختك بالرسم

ان التاكيدات الايجابية تعطينا الاحساس بالراحة والادراك والامان. والطفل منذ نعومة اظفاره يسعى اليها ويحتاجها فى بناء شعوره الذاتى، وكذلك تعلمه كيف يستخدم هذه التاكيدات مع اهله واصدقائه في المدرسة واللعب. مثال ذلك طفل بعمر خمسة سنوات ومن عائلة عراقية لاجئة في الدنمارك كان يكرر بشكل مستمر عبارة غريبة فى روضته: "عندما اكبر سوف اذهب الى العراق واقتل الامريكان" وفي كل مرة تسمعه المربية تقول له ان يكف عن قول ذلك، وهو يصر عليه ولم يكف عن ترديد هذه العبارة. وفي زيارة المرشدة النفسية للروضة سالتها المربية عن الطريقة التي يمكن لها ان تساعد طفل صغير على التوقف عن التفكير في القتل، فكان جواب النفسانية ان هذا الطفل يحتاج منك ان تسمعينه وترينه وتشاركيه احاسيسه حول هذا الامر. وفي المرة التالية حين عاود الطفل تكراره القول انه سوف يرجع الى العراق حينما يكبر ويقتل الامريكان، اقتربت المربية منه وقالت:

ـ انت تقول انك سوف تذهب الى العراق وتقتل الامريكان

ـ نعم انهم قد قتلوا والدي

عندها تفاجئت المربية بالجواب وتفاعلت معه وتكلمت معه قليلا وضمته اليها واعطته الاهتمام اللازم، وبعدها توقف الطفل تماما عن ترديد تلك العبارة

ان الاحساس بالقيمة الذاتية، يختلف عن الاحساس بانك تستطيع فعل او انجاز عمل ما، والذي هو الثقة بالنفس. الفرق بين الاحساسين هو ان الاول يمس الوجود والشعور وهو وذاتى. والثانى يمس القدرات والثقة بالامكانيات. .

لذا فعلينا ان نكثر من التاكيدات الايجابية بشكل يومي. وعلى الام ان تركز على طبيعة الفعل الذي يؤديه اطفالها والشعور المصاحب له، بدلا من المديح العام والفارغ

هنالك قول يكثر تداوله في الدنمارك، موجها للاهل وخصوصا من قبل المربيات وهو:ـ توقفوا عن مديح الطفل اكثر مما يستحق، لان لذلك مردود سلبي عليه، فالطفل الذى ياتى برسم عادي لامه مثلا، وتبدا الام بعدها بكيل جميع اصناف المديح لذلك الرسم رغم عدم قناعتها هي بجماله، يكون لديه صورة غير واقعية عن امكاناته، ويحول فعل الرسم بالنسبة للطفل من فرصة للجلوس مع الاصدقاء والتعبير عن مشاعره وافكاره وتجسيد واقعه، الى اداة من اجل تحقيق المنافسة والتميّز وتحقيق السبق الذي لايستطيع نيله ابدا، مما يوقعه في الاحباط لاحقا دون داعي. ان الطفل يتدرب على الرسم ويعرف جيدا ان الكبار افضل منه وعندما يقرر ان يعطى الرسم لامه او للمربين، فان ذلك ليس من اجل الحصول على الاعجاب والدهشه، وانما من اجل شد الانتباه الطبيعي له، ومن اجل ان يوصل رسالة ايجابية حبذا لو نجيد تلقيها وهي: انني موجود فى هذا العالم, اشعر واتالم، ورسمى هو هدية الى امى. ولذلك فان الافضل بالنسبة للام ان تقول له شكرا، وتبدا التحدث معه عن ذلك الرسم، كالقول مثلا ان الالوان تعجبنى او انا احب النخيل, او سؤاله هل ان الشمس حزينه؟ وغيرها.... فالحوار الذى يدور بين الام والطفل للحظات له مكانة ايجابية وكبيرة فى العلاقة بينهما.

من الامثلة الاخرى التي يمكن للام او الاب تقديم تاكيدات ايجابية ذات محتوى بناء بدلا من المديح الفضفاض:ـ

انى افرح كثيرا عندما ترتب الاشياء ـ بدلا من القول: انت ذكي وشاطر.

اني احب ان تاتى على الموعد ـ بدلا من القول: انك تتاخر دائما

من الممتع سياقة الدراجة الهوائية ـ بدلا من القول: انك سائق ماهر وتسبق والدك.

جعل الطفل يواجه الخسارة في اللعب ـ بدلا من تغشيش الفوز من ثم التصفيق الحار فرحا على فوزه المزيف.

وعلى العكس من التاكيدات الايجابية فان التاكيدات السلبية التى تنتقد وتجرح الشخص سلبا بسبب تصرف معين، لا تبني شخصية الانسان ولا تقدم اي هدف اخلاقي، وتقلل من قدرة الانسان على بناء داخله، وبالتالي سيكون اتّكاليا لا يستطيع القيام بمبادرات وافعال وابداعات، لانه لايجرؤ على ذلك بسبب فقدان ايمانه ومعرفته بقدراته الذاتية. قد يلاحظ الكثير من الاهل انه عندما يأمرون الطفل وبشكل عنيف بالكف عن عمل معين لا يرغبون به، تكون النتيجة انه يبقى مستمرا بنفس العمل وكانه لم يسمع شيئا. عمليا ومن خلال بحوث وتجارب كثيرة فقد تم اثبات ان استجابة الطفل لطلبات الكبار تكون ايجابية وكبيرة عندما يطلب منه بهدوء وادب ـ مع التكرار طبعاـ ان يقوم بفعل شيء اخر بديل عن عمل لا يرغبونه، بدلا عن زجره بالتوقف عن ذلك العمل

هنا مجموعة من الامثلة على التاكيدات السلبية وكيفية استبدالها بتاكيدات ايجابية:ـ



كف عن الصراخ فوراـ يمكن ان تستبدل:ـ تكلم بهدوء

كف عن ازعاج اختك ـ كن لطيفا مع اختك ويمكنك ان تلعب معها.

لاتلعب بالكرة فى الصالة ـ العب الكرة فى الحديقة

لاترسم على الحائط ـ ارسم على هذه الورقة

في عتاب الاصدقاء:ـ

انت لا تسال عني ابدا ـ ساكون سعيدا لو سالت عني باستمرار

انت تفكر بنفسك فقط ـ سوف افرح كثيرا لو تذكرتني اثناء شراؤك بطاقة للعبة الكرة (او السينما أو غيرها)ـ.

ان هذه الطريقة من التعامل تحتاج الى تدريب يومي ويمكن تعلمها والتعود عليها بسهولة، وهى مختلفة عمّا تعلمناه من اهلنا ومدارسنا ومجتمعاتنا. ان المتخصصون فى علم النفس والتربية والاجتماع يؤكدون على ان فهم هذا الاسلوب واستخدامه مع انفسنا او مع الاخرين يمكّننا من رفع قيمتنا الذاتية ومساعدة الاخرين على بناء انفسهم، كما انه يوصلنا الى هدوء داخلى وعميق .



المصادر.

1-Dan Svarre Glæde børn med højt selvværd, Politikens forlag;Danmark 2009.

2-Mia Tørnblom,selvværd nu, schønberg 2005.

3-Ben Furman, Børn kan, hans reitzels forlag 2008.

4- Reidun Hafstad og Haldor Øvreeide, forældrefokuseret arbejde med børn, systeme Acdemic 2004



#اواصر_يوسف_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثالث: القيمة الذاتية والثقة بالنفس / تطبيقات عملية
- كيف ننسجم مع ذاتنا لنستمتع بالسعادة الداخلية
- القيمة الذاتية والثقة بالنفس - الجزء الاول


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اواصر يوسف خالد - التاكيدات الايجابية كبديل عن المديح، ودورها في تعزيز القيمة الذاتية