حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3253 - 2011 / 1 / 21 - 07:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يوم ينتظره العراقيين الأحرار منذ عقود من الزمن . وأصبح ملحا منذ سقوط بغداد على يد المغول الجدد , صانعي الإرهاب ومموليه ومصدريه , قاتلي شعوب العالم وبدم بارد , ومدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان ونصرة المرأة في كل مكان . يوم مهما كان بعيد في تصور البعض إلا أنه أصبح قريب جدا بعد كسر حاجز الخوف عند المواطن العربي . لقد علمنا محمد بو عزيزي درسا في النضال كان خافيا على كل منضري حركات التحرر في العالم . وهو إما العيش بكرامة أو الموت الذي يدفع الجلادين إلى الهروب . الموت المدوي في آذان الدكتاتوريين واللصوص سارقي قوت الشعب . لقد تجاوز حكامنا كل الخطوط الحمراء بسرقتهم أموال الشعب وفي فترة وجيزة لن تتجاوز بضعة سنين . فما جمعه شر العابدين بن علي في ربع قرن لا يتجاوز ما جمعه أشرار العراق الجدد في دورة انتخابية واحدة . وما قتله الحكام العرب من شعوبهم خلال عقود من الزمن مجتمعين لا يتجاوز ما قتله قادة العراق الجدد وأصدقاءهم الأمريكان وإرهابيهم من أبناء الشعب العراقي في بضع سنين . يوم ليس ببعيد لو أحسن العراقيين بعضهم للبعض الآخر . لو أحب العراقيين أنفسهم وأحبوا من اختلف معهم في الرأي . لو تخلصوا من أوهام الماضي الذي أثقل حياتهم بهموم ليس لهم فيها ناقة ولا جمل . لو نظروا لمستقبل أبنائهم وخططوا له بجدية ومسؤولية واعية . لو تخلوا عن نزعاتهم الفئوية والطائفية والعنصرية المقيتة .
إن هذه الجموع المليونية لو أصرت على معاقبة المفسدين واللصوص وملاحقتهم في أوكارهم لفروا مذعورين من غضبة الجماهير , وتساقطوا كأوراق الشجر في الخريف , وأقاموا دولتهم الديمقراطية الشعبية العادلة . وتخلصوا بلا رجعة من جلاديهم واستعادوا كرامتهم المهدورة وعاشوا كما يعيش بقية بني البشر في قرنهم الواحد والعشرين . لكن أوهامهم في التذرع إلى الآخرين سوف لن يعيد لهم كرامتهم وحريتهم وعيشهم الكريم .
إن التجربة التونسية لا بد وان تثير لدينا الغيرة وتبعث في نفوسنا الثقة المفقودة والإرادة المسلوبة . فليس لنا إلا الانتفاضة وتلقين محتلينا درسا آخر في النضال ولسارقي قوت شعبنا اللعنة والموت الزؤام .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟