أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع















المزيد.....

سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 13:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع
صاحب الربيعي
تتكون مؤسسات الدولة الأساس في النظم الديمقراطية من ثلاث سلطات: التشريعية والقضائية والتنفيذية، وعملياً فأن السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن إدارة الجزء الأكبر من مؤسسات الدولة وتعمل للحفاظ النظام من خلال أجهزتها القمعية: الجيش والشرطة والأمن وتكون مسؤولة أمام السلطة التشريعية الممثلة بالبرلمان.
وتمثل السلطة التنفيذية هيبة الدولة على المستوى الداخلي من خلال حفاظها على النظام أو فرضه بالقوة، ولا تتورع السلطة عن استخدام كل أشكال العنف والاستبداد المفرط لفرض النظام على المجتمع.
وعادة ترصد السلطة مبالغ مالية كبيرة لتطوير أجهزة القمع (الجيش والشرطة والأمن) للحفاظ على النظام وسيادة الدولة، وهي تستمد قوتها من أجهزتها القمعية أي كان شكل النظام المنتمية له!.
يتأطر عمل الأجهزة القمعية (إلى حد ما) في النظم الديمقراطية بالقانون وبتشريعات حقوق الإنسان، ولكن في حال حدوث نوع ما من الفلتان الأمني بسبب احتجاج اجتماعي لا تتورع أجهزة القمع من استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين لإعادة النظام وبذلك فأنها تتخطى القوانين والتشريعات وبالتواطؤ مع السلطة النتفيذية!.
وهذا التجاوز للأجهزة القمعية على المجتمع، يتم تغطيته قانونياً من قبل السلطة وتخلق له المبررات الشرعية: كقيامها بواجبها الوظيفي وتنفيذها الأوامر. وفي الحالات غير المبررة من العنف المفرط ضد المجتمع الذي ترصده الصحافة والأعلام الحر تستخدم السلطة تعابير مظلله للرأي العام كـ (هذا العمل مدان، وهذا العمل غير مقبول، ويتوجب ضبط النفس، ولا نعتقد هناك ضرورة...وغيرها)!.
ويرى ((روسو)) أن القوة ليست كافية لفرض النظام دون منحها الشرعية اللازمة لتحويل الطاعة إلى واجب.
إما في النظم الشمولية، فليس هناك فصل لسلطات الدولة (التشريعية والقضائية والتنفيذية) وأنما تفرض السلطة التنفيذية توجهاتها وقيمها وقوانينها على السلطات الأخرى وبالتالي فأنها ملحقة بها وليس لها أي قرار مستقل!.
وتقاس قوة السلطة بتعدد وحجم أجهزتها القمعية ومدى شعور المواطن بالخوف والخشية منها، فهي لا تحتكم للقانون ولا تقرًّ بتشريعات حقوق الإنسان، وأنما تتخذ من نظرية العنف والاستبداد نهجها في إخضاع الآخرين. ولا تخضع السلطات الشمولية لمبدأ المسائلة والحساب، لأنها فوق القانون والمجتمع.
كما أنها لا تسعى لكسب وإرضاء الرأي العام، بل تعتقد أن على المجتمع التودد وطلب الرضى منها وإلا فأن أجهزة العنف والاستبداد والقمع ستجعله يستجدي الرضى والخنوع. وتعتبر تحقيق مصالحها الخاصة هي الأساس، ولا تبالي بالمصالح العامة للمجتمع.
ويعتقد ((أرسطو)) أن الأنظمة السياسية التي تعمد لتحقيق مصلحتها الخاصة وعلى حساب المصلحة العامة، هي أنظمة سياسية ضالة ومنحرفة.
وعموماً أن أجهزة القمع والاستبداد هي الابن الشرعي للأنظمة الشمولية، وهي تطرب وتمارس عملها بإتقان وتفنن بتعذيب وقتل معارضي السلطة وليس دائماً من أجل فرض النظام ولكن من أجل تحقيق مصالح السلطة وبالتالي مصالحها كأجهزة قمع لفرض المزيد من السطوة والقهر على المجتمع.
وأجهزة القمع والاستبداد سلاح ذي حدين للسلطة: فأن تم استخدامها بشكل عقلاني فهي ضرورية للحفاظ على الأمن والنظام في المجتمع، وإن تم استخدامها بشكل غير عقلاني فأنها ستخلق حالة من رد الفعل الاجتماعي المعاكس ضد السلطة.
ويتوقف هذا الأمر على شكل السلطة فأن كانت سلطة فاسدة، كانت أجهزتها القمعية أكثر فساداً، وإن كانت سلطة ديمقراطية فأنها تُقيد عمل أجهزة القمع بسلسلة من القوانين والتشريعات للحد من تجاوزاتها على المجتمع. وتبقى القوة وأجهزة القمع الركن الأكثر فساداً في السلطة.
ويرى ((انتوني ترولوب)) لا يمكننا الوثوق بقلب الملك الطيب، لأن القوة تفسد.
يتحكم السياسيون بالسلطة وأجهزتها القمعية والاستبدادية، وأنهم يفرضون شكل النظام على الدولة والمجتمع. ولا يمكن لأجهزة القمع أن تمارس استبدادها ضد المجتمع، إلا من خلال قرار تتخذه السلطة السياسية. فالعنف والاستبداد في حقيقته قرار سياسي متعسف وظالم ضد المجتمع. وبالتنيجة فأن ممارسات العنف والاستبداد ضد المجتمع معني بها السياسي أكثر من الأجهزة القمعية المنفذة لقراره بالقتل والتعذيب للمناوئين لسلطته.
ويعتقد ((روسو)) السياسيون سيئون حتى عندما يمارسون النفوذ وليس السلطة.
لذا عندما ترتفع وتيرة القمع والاستبداد من قبل السلطة الشمولية ضد المجتمع يحصل نوع من حالة الرفض الاجتماعي لها مما يدفعها لاستخدام عنف مفرط لتحويل حالة الرفض الاجتماعي إلى حالة الطاعة العمياء، وهذا يدفع المجتمع لتحويل حالة رفضه العلني للسلطة إلى حالة الرفض الخفي.
وهذا النوع من حالة الرفض، يعتبر أعلى أشكال الاحتجاج والكره للسلطة الشمولية. مما يتطلب الأمر إزاحتها بالسرعة الممكنة للحفاظ على الدولة والوطن، وبالضد من ذلك فأن حالة الاحتجاج والكره ستوظفها إحدى الجهات السياسية أو العسكرية المناوئة للاستيلاء على السلطة السياسية. وحينئذ ستفوت الفرصة على القوى الاجتماعية الحرة الطامحة لنظام ديمقراطي يحقق مطالبها.
ويرى ((كورنهاوزر)) يتوجب استبدال السلطة المستبدة بالعنف وبأقصى سرعة، لقطع الطريق على أي حركة متطرفة تسعى لتغيير السلطة وفرض نظام جديد معادي للتطلعات الديمقراطية.
ويفرض النظام الشمولي وأجهزته القمعية معادلة جائرة على المجتمع، فهو يجعل من سقوطه سقوطاً للدولة والوطن. لذا على المجتمع أن يختار بين عُسف وظلم السلطة وبين سقوط الدولة والوطن!. وكلا الخيارين مرًّ وقاسي.
وتلك المعادلة الجائرة توحي بهاجس الخوف والتهديد التي تشعر بها السلطة الشمولية من المجتمع، ويشعر المجتمع بأنه مهدد بالانقراض من قبل السلطة بسبب ممارساتها القمعية وهذا الأمر يقود الجانبين إلى التخندق أحدهم ضد الآخر. وبالنتيجة قد يلجأ الطرف الأضعف في الصراع عند شعوره بالهون وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه لطلب العون والمساعدة من خارج الحدود لخلق حالة من التوازن في معادلة الصراع أو لإزاحة الطرف الأخر من السلطة السياسية!.
وحينئذ تصبح الدولة والوطن رهن المزايدة في سوق المصالح الإقليمية والدولية، حيث يلجأ الطرف الأضعف من الصراع لعرض أكبر قدر من المصالح للدول الطامحة من أجل إزاحة الطرف الآخر من المعادلة. وبالنتيجة فأن طرفي الصراع يلعب لحساب الأطراف الإقليمية والدولية للحفاظ على بعض أوراق اللعبة الداخلية، لكن نتيجة هذه اللعبة لا محال ستكون لصالح الطرف الأكثر قوة والمحتفظ بأوراق اللعبة الأساسية ضد الطرفين!.
وطاغية العراق ونظامه البائد أوصل المجتمع إلى تلك المعادلة والطريق المسدود، ومهد الطريق للتدخل الدولي في العراق وتحت ذرائع متعددة منها الاضطهاد والعنف المفرط الذي مارسه ضد المجتمع مما دفع الأخير ليقف موقف الشامت والمتفرج من احتلال الوطن وانهيار الدولة!.
لا يحتكم النظام العالمي الجديد (نظام القوة والردع) الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لمبدأ القوة واستخدام العنف ضد (الأعداء) حسب وأنما يكسب (الشرعية) لهذا العنف من خلال انتزاعه القرارات الدولية من مجلس الأمن لفرض توجهاته الجديدة على دول العالم.
وبغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية هذا التحكم الأمريكي في العالم، فأن الأنظمة الشمولية منحت الطرف الأخر كل الذرائع والحجج لتبرير استخدامه للقوة ضد بلدانها ولإحكامه السيطرة على ثرواتها وشعوبها بحجة تقديم مساعدة لها لبناء نظم ديمقراطية!.
ويعبر ((نعوم تشومسكي)) عن هذا التحكم الأمريكي الجديد في العالم بقوله: أن العدو الأضعف يجب أن يطحن، طحناً لا أن يُهزم فقط. إذا أريد تلقين من يُلزم الدرس الأساس في النظام العالمي الجديد.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحديث والعصرنة للأحزاب السياسية في الوطن العربي
- المؤسسات الدينية والسلطة في الوطن العربي
- صراع السلطات بين الدين والدولة
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي
- المواطنة والديمقراطية في الوطن العربي
- المبادئ الجديدة للإصلاح في النظام الديمقراطي
- شرعية الأنا ومقومات الذات
- المنظومات الشمولية والذات الإنسانية
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 3-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 2-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 1-3
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 2-2
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 1 -2
- نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن الع ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع