أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - في سيكولوجيا تحول جماهير الثورة إلى حشود قطيعيه














المزيد.....

في سيكولوجيا تحول جماهير الثورة إلى حشود قطيعيه


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" الكذاب والدجال والمتملق يعيشون على حساب من يصغي إليهم "
لافونتين
كما يفهم من مراحل تطور البشرية وانتقالها من المراحل البدائية وحتى المتوحشة صعودا إلى مجتمعات التمدن والحضارة المعاصرة, إن الجماهير أو الشعوب هي صانعة التأريخ, وهي صاحبة الدور الأساسي على مسرح التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية, وقد اتسمت اغلب أدوراها بالايجابية وخاصة عبر التضحيات الجسام من اجل قضايا وطنية وتحررية واجتماعية, ولكن هناك محطات للجماهير اتسمت بالسلبية والقنوط عبر الدعم الذي أعطته لقوى استبدادية أو لأيديولوجيات فاشية وأوصلتها إلى سدة الحكم , كما هو الحال في التجربة الألمانية الفاشية والايطالية من خلال صعود هتلر وموسوليني إلى دفة الحكم, وكذلك جزئيا في التجربة العراقية في بقاء واستمرار النظام الدكتاتوري السابق لعقود في العراق, وبقاء أنظمة أخرى إلى اليوم ذات الطبيعة القمعية والعدوانية والتسلطية. ونستطيع القول أن الجماهير تمتلك القدرة على الجمع بين خاصيتين متناقضتين, هي القدرة على التدمير والهلاك والقدرة على التضحيات العظمى في قضايا ايجابية تهم مصير أوطان ومستقبل مجتمعات في آن واحد !!!!.

أن الثورة هي أسلوب من أساليب التغير الاجتماعي تشمل الأوضاع والبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وعملية التغير لا تتبع الوسائل المعتمدة في النظام الدستوري القديم للدولة وتكون جذرية وشاملة وسريعة, تؤدي إلى انهيار النظام القائم وصعود نظام جديد, وصعود نظام جديد, ويترتب على نجاح الثورة, سقوط الدستور, وانهيار النظام الحكومي القائم ولكن لا تمس شخصية الدولة ومؤسساتها وكادرها في مختلف المجالات, ولا تؤدي إلى إنهاء العمل بالتشريعات السابقة عليها, وخاصة الايجابية منها وذات الصلة بالحياة العامة, فليست كل ما في النظام القديم هو بالي ويستحق السحق والإبادة, والحالة التونسية تجسد هذا النوع من الموازنة التي تعكس الوعي والسلوك الحضاري للثوار أو المنتفضين, وهو عكس الحالة العراقية رغم ملابسات التغير وتدخل العوامل الخارجية في إنضاجه !!!.

وتؤكد أدبيات الثورات العالمية والتجربة التاريخية إلى أهمية توحيد القوى الثورية المنتفضة وتنظيمها وأهمية العوامل الذاتية في توعية الجماهير وقيادتها. وتشكل وحدة الظروف الموضوعية والذاتية القانون الأساسي للثورة, كما تؤكد على ضرورة الحفاظ على مسار الثورة والحفاظ عليها من الانحراف, و منع قطف ثمارها من قبل سارقي الثورات المتمرسين, من المتطرفين الدينيين والسياسيين بمختلف مشاربهم, والذين يعيشون على فتات موائد الثورة, مستغلين مشاعر الناس وخاصة البسطاء منهم من خلال الشعارات الطنانة الفارغة واستغلال عدم الصياغة السليمة لعلاقة الدين بالدولة في النظام القديم كمبرر للانقضاض على حركة الجماهير وحرف وجهتها التقدمية, صوب أهداف مجهولة عديمة الجدوى اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا !!!.

وعلى خلفية محاولات حرف الثورة ومسارها وتطلعات جماهيرها تجري عملية تحويل الثوار المنتفضين من قوى ثورية فاعلة ضد الظلم والاستبداد بأشكاله, إلى حشود قطيعيه, وبالتالي تتحول الثورة من فعل واعي ومخطط, له أهدافه وبرامجه, إلى أفعال لا واعية ينتفي فيه ذكاء الثوار وخصوصيتهم, ليندمج ويذوب في غيبوبة اللاوعي ليسوقهم القائد " الديني " أو "السياسي " المتطرف, فيتحول الفعل الثوري إلى ضرب من ضروب العبادة المؤسسة على الانفعالات الخالصة, ويتحول الثائر المخلص بين ليلة وضحاها إلى كائن متعصب تدفعه غرائز العدوان القابلة على تدمير كل شيء, بحزام ناسف أو سيارات مفخخة أو كاتم صوت, وعندها يكتسب " الثوري " خصائص الإنسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة بين رغبته ورغبات قائده " الجديد ", ليتحول من ثائر إلى حيوان قطيعي همجي لا يمتلك القدرة على التدبير والتخطيط والعقلانية اللازمة للعقل الثوري, وبالتالي يستمع ويصغي إلى الخطاب المراوغ والكاذب بسهولة ويجسده إلى أفعال ملموسة في الكراهية وإقصاء الآخر, حينئذ يسود الطابع اللاعقلاني الذي تجسده ردود الأفعال المدمرة, وعندها تتحول الثورة إلى فعل هستيري مدمر ينتشر كالنار في الهشيم, وهكذا تجنح الثورة وثوارها إلى خضوع وعبودية جديدة أكثر بكثير مما تنزع نحو التحرر والحرية والديمقراطية وعلى خلفية سلبيتها وتزيف وعيها وقابليتها للإيحاء والاستهواء والاستلاب, فتضيع التضحيات سدا !!!!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تونس الخضراء بين كارل ماركس وسيكولوجيا غوستاف لوبون
- التعليم العالي في العراق/ النشأة الأولى, الهموم والتطلعات
- قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ملاحظات سريعة على خلفية ت ...
- العنف السايكو سياسي ضد المرأة في العراق على خلفية إقصائها من ...
- في سيكولوجيا النفاق وخصائص- المؤمن الفاسد- مدخل مفاهيمي مع إ ...
- في سيكولوجيا الإرهاب وخصوصيته في العراق
- مقاربات سيكولوجية على خلفية تسريبات موقع ويكيليكس
- الطائفية بين مشروعية الانتماء وسلوكيات الإقصاء !!!!
- السياسة العراقية بين فكي -الصحوة الدينية - وتصدع الوحدة الوط ...
- على هامش دعوة أساتذة علم النفس لحل النزاع السياسي العراقي !! ...
- لا للتغيرات العبثية في المنهج الدراسي في العراق...نعم للتطوي ...
- في التداعيات النفسية والسياسية لسلطة حكومات الحزب الواحد : ا ...
- الشخصية الإنسانية بين التطبيقات الماركسية الخلاقة وعبقرية فر ...
- في فهم جذور الظلم الاجتماعي وتداعياته في العراق
- وين الوعد وينه بالضيم ظلينه... في سيكولوجيا الظلم الاجتماعي
- قرار المحكمة الاتحادية العراقية العليا... كذب ابيض في محاولة ...
- انعكاسات الفكر الجدلي في سيكولوجيي نشأة القدرات العقلية للإن ...
- في سيكولوجيا نزوع الإنسان بين: التفرد والإبداع والبحث عن الش ...
- ليست شتم للشعب بل إدانة لأساليب التطاول على كرامته في سيكول ...
- بين الانتقاد والنقد الذاتي هل تتغير الحقائق على الخارطة السي ...


المزيد.....




- من دبلن إلى باريس ولندن وروما.. الآلاف يتحدون برفع صرخة واحد ...
- أبصر النور يوم السابع من أكتوبر.. فكان عامه الأول شاهداً على ...
- العراق يستقبل المزيد من اللبنانيين ويؤكد قدرته على حماية أجو ...
- ما هي فرص اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط؟
- عشية ذكرى -طوفان الأقصى-.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن إسبانية ...
- مظاهرات في واشنطن ضد تزويد إسرائيل بالأسلحة والمطالبة بوقف ا ...
- ماسك يتحدث في تجمع ترامب الانتخابي بموقع تعرض فيه المرشح الج ...
- ماكرون يعلن عن مؤتمر دولي لدعم لبنان وتعزيز الأمن في جنوبه
- باريس تنتقد تصريحات نتنياهو بشأن دعوة ماكرون لوقف توريد الأس ...
- أرمينيا تسعى لتعزيز الشراكة مع الناتو


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - في سيكولوجيا تحول جماهير الثورة إلى حشود قطيعيه