أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - التجربة الإسكندنافية















المزيد.....

التجربة الإسكندنافية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 211 - 2002 / 8 / 6 - 10:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   بخلاف أوربا الغربية التي خرجت أنظمتها ومجتمعاتها من مرجل الثورة الفرنسية الذي وسمها بوسم العنف والجذرية إضافة الى مياسم  أخرى ، وبخلاف  أوروبا الشرقية التي كانت الثورة الروسية قالبها وقلبها الحزين والتي انتهى بها الأمر الى تكون تمرينا مأساويا على الثورة الطبقية في مجتمعات كانت تكاد تخلو من الطبقات المتجابهة كما كانت الحال في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وعلى محاولة إقامة مجتمع المساواة المشاعي والذي يتطلب أولا وقبل كل شيء وفرة مادية مفرطة في الخيرات في حين كانت تلك  المجتمعات  تعيش على حافة المجاعات والأوبئة ، بخلاف هذين النمطين التاريخيين تنفرد المنطقة الإسكندنافية وبجميع دولها ومجتمعاتها بميزات خاصة لا نكاد نجد لها نظيرا في أي مكان آخر إذا استثنينا جمهورية إفلاطون الفاضلة . 

  إن من المفيد  لنا نحن أبناء الجنوب أو العالم الثالث ( أو الرابع بموجب التصنيف الجديد للمفكر  سمير أمين ) التمعن بتلك الميزات والخصوصيات ودراسة تلك التجارب بعمق ومنهجية علمية والتخلي عن " الغرام القديم " باللبرالية التقليدية و النظرة الصنمية والمانوية الى المثال الأوروبي الغربي و فرعه الأمريكي حصرا .

  لقد أتيحت لي فرصة التحاور التحريري مع كاتب عراقي يقيم في النرويج منذ عدة أعوام هو الصديق حمزة الحسن  الذي تفرد عن زملاء كثيرين بأنه يحاول دائما أن يتحسس موضع قدميه ويعرف أين يعيش ،حول واقع الحال السياسي والاجتماعي والثقافي  القائم هناك ومن بين عدة ميزات وخصائص تميزت بها التجربة الإسكندنافية أود التوقف عند  :

-إن تجارب أنظمة الحكم  في البلدان الإسكندنافية لم تستجلب من الخارج المجتمعي بواسطة خيالة نابليون أو دبابات ستالين  بل كانت تلاقحا وتفاعلا مخصبا بين ما هو عام وعالمي ( فلنسميه الخطوط العريضة ) وبين ما هو محلي إسكندنافي ويشمل أدق التفاصيل والتي ستكون بمثابة اللحم الذي سيكسو عظام التجربة التاريخية .

-  إن تلك التجارب المجتمعية لم تنجم عن ثورات طبقية أو سياسية  عنيفة  بل كانت نتاج نمو هو أقرب الى الطهي على نار هادئة جدا  وهنا يمكننا العثور على التعليل الممكن لاستقرارها وتفتحها الإنساني . وسيكون من المشروع و المثري  التساؤل عما إذا كان ممكنا لهذه التجارب الوصول الى حيث هي الآن لولا الحسم النهائي على المستوى القاري الذي قامت به الثورة الفرنسية لصالح الحداثة !

-  إن تجربة التحرر السياسي والاجتماعي والبناء العام في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى قبلها لم يقده أو يقم به السياسيون المحترفون والمصلحون الثوريون بل كان من صنع الفنانين والأدباء والعلماء بالدرجة الأولى . فالذين صنعوا مجد اسكندنافية الراهن وأسسوا مجتمعاتها المفتوحة والهادئة هم النحاتون والموسيقيون وعلماء اللغة والاجتماع والشعراء والروائيون ولا يكاد المواطن العادي يعرف اسما واحدا مهما من أسماء السياسيين الأكثر أهمية في حين يحتفل الناس تلقائيا أمام  أنصاب وتماثيل ولوحات استذكار الفنانين والأدباء والعلماء المشهورين .

 ولكن أولا ،هل خلت تلك التجربة من الغث والرديء والمتخلف وغير الصحي ؟ قطعا لا ، إنما نحن  نتحدث عن العموميات والخطوط العريضة . وثانيا: بأية شروط وتحت أية ظروف يمكن لنا " نحن " مقاربة هذه التجارب ؟ هل يمكن عزل تخلف مجتمعاتنا وأنظمتنا الفاسدة عن تخلف النخب السياسية في المعارضة والحكم معا ؟ هل يمكن أن نتوقع دورا مهما للأديب والفنان والمثقف العربي بعامة إذا كان الطاعون الإرتزاقي قد نال منه هو الآخر وحول الكثيرين من نماذجه الى منافض رومانسية ومناديل مبللة بالثقافة على موائد الكبار ؟ و هل هي ممكنة هزيمة ، أو على الأقل تحييد ، التأثير القاتل حضاريا للأثرياء الجدد وسماسرة النفط والطرب والرياضة و المخدرات و َمن سيقوم باجتراح هزيمتهم وانتصاره ؟

وختاما : فإذا كان الإسكندنافيون ينظرون الى الأوروبيين الجنوبيين كالفرنسيين والطليان على أنهم متخلفون وهمج فكيف -بالله عليكم  - ينظرون إلينا نحن  خصوصا بعد أن رحلت مجتمعاتنا إليهم  نوعا خاصا من البشر بعضهم مزودين بأرواح جرذان وجوازات دبلوماسية والبعض الآخر يستبطنون  ضمائرَ  تشبه أنياب الخنازير  البرية و في جيوبهم  بطاقات إقامة  خاصة باللجوء السياسي ؟ و سلام على الاستثناءات من هؤلاء وأولئك !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - التجربة الإسكندنافية