|
ثورة تونس المباركة
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 08:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ثورة تونس المباركة
دروس وعبر
في تمام الساعة الخامسة بتوقيت تونس من مساء يوم الرابع عشر من كانون الثاني ( يناير ) لعام 2011 ميلادي ، وفي ساعة مباركة تستجاب فيها الدعوات من مساء يوم الجمعة ، العاشر من شهر صفر لسنة 32 14هجري ، استجاب الله لدعوات الملايين من أبناء الشعب التونسي المظلوم ، ودعوات أكثر من مليار ونصف عربي ومسلم ، ودحر الطاغية الظالم المتجبر ، المحارب لدين الله ، والمعتدي على حرماته ، واقتلعه من عرشه ، وفتح أبواب الحريّة مشرعة أمام الشعب التونسي المجاهد ، بل أمام شعوب الأمة العربية والإسلامية جميعها ...
وفي هذا الحدث التاريخي المبارك جملة من الدلالات والعبر للأمة نقف على أهمها :
* إن الملك هو كسوة ربانية ، يكسوها الله من يشاء من عباده ، وينزعها عمن يشاء مصداقاً للآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (( قل اللهم ، مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير )) . صدق الله العظيم .
* يد الله واضحة في ثورة تونس ( إرادة ربانية ).
* ولما كان دوام الحال من المحال ، وأن لكل حاكم نهاية محتومة مهما علا شأنه وطال زمانه ، لذلك فلا يغترّنّ حاكم بملكه ما دام الله نازعه عنه ، والعاقل من اتعظ بغيره ، وعمل على تحسين هذه النهاية بحسن الأعمال ، وحسن الختام ..
* والملك لا يدوم بالقوة وحدها مهما كانت عظيمة ، بل لا بد له من مقوّمات أساسية أخرى ، من أهمها : العدل ، والثقة ، والمحبة مع الشعب ، فلقد كان النظام التونسي المقبور مضرب المثل في البطش والظلم والإرهاب ، وكان وزراء داخلية الأنظمة العربية الدكتاتورية يتقاطرون إلى تونس بين الفينة والأخرى ليتعلموا من طغاتها فنون البطش والقتل والإرهاب وإذلال الشعوب ، فلما شاءت إرادة الله ، اقتلعت الظلم والظالمين من عروشهم ، فما نفعتهم كل مؤسساتهم البوليسية والقمعية ، وما حمتهم من نقمة الله الجبار ، وغضبة الشعب الثائر .
* إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، وإذا أخذ الله الظالم بعد طول إمهال ، فلا يوجد عاقل يصدّق توبته الماكرة ، ووعوده الكاذبة الخادعة ((حتى إذا أدركه الغرق قال: آمنتُ أنه لا إله إلاّ الذي آمنَتْ به بنو إسرائيل ، وأنا مِن المسلمين.
الآن وقد عصَيْتَ قبْلُ وكنتَ من المفسِدين. فاليومَ ننجِّيك ببدنِك لتكون لمَن خلْفَك آيةً)) (آيات 90 92 سورة يونس )
إن تلعثم الطاغية بكلمات الندم في آخر ساعات حكمه ، واعترافه بغبائه وجهله بشعبه وأمته وعدم فهمه لهم طوال نصف قرن ماض ، وتغرير وخداع بعض المنتفعين له من أعوانه وجلاوزته .. كل ذلك لم يشفع له أمام زحف الجماهير الثائرة ((الآن وقد عصَيْتَ قبْلُ وكنتَ من المفسِدين )) .!!!
* إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب الطغاة ، لأن إرادة الشعوب هي من إرادة الله .
* لقد أحيت الثورة التونسية المباركة آمال الأمة العربية والإسلامية ، التي وصلت في جميع بلدانها إلى طريق مسدودة ، وذلك بإمكانية تغيير الطغاة في بلادنا بخيار آخر : هو خيار وسط بين خيارات : العنف المسلح وما جرّ من حروب أهلية مقيتة ، لم تجن الأمة من ورائها غير الدماء والأشلاء والفقر والتخلّف ( ونماذجه التجربة المصرية مع عبد الناصر ، والسورية ، والجزائريّة وغيرها ) وخيار الاستعانة بالأجنبي : وما جرّه على الأمة من خراب ودمار ، وخاصة بعد تجربة العراق المريرة والمحبطة ، فلقد أصيبت الأمة بخيبة أمل كبيرة بعد مأساة العراق المروّعة حتى شاعت المقولة التي تقول : نصبر على ظلم الطغاة ، ولا ندفع بأوطاننا إلى الهاوية.
أو خيار الانتخابات المزوّرة كما يحدث في مصر والأردن وأغلب البلدان العربية التي تجري فيها انتخابات .!!!
فجاءت الثورة التونسية المباركة لتفتح أفقاً جديداً في حياة الأمة ، وتفجّر خياراً رابعاً هو الأفضل والأسلم بين خيارات : السكوت على الظلم والقهر ، أو الثورات المسلّحة وتفجير الحروب الأهلية ، أو الاحتلال الخارجي والاستعانة بالأجنبي ...
ألا وهو خيار الثورة الشعبية والتغيير من الداخل ...
هام : إن الكم الهائل من القمع والسحق الذي تمارسه القوى المستكبرة ضد أمتنا ، سواء بشكل مباشر ( ما تمارسه أمريكا في العراق والكيان الصهيوني في فلسطين عموماً وغزّة على وجه الخصوص ، وما تمارسه الأنظمة الدكتاتورية العميلة لهما في الأمة من قهر وظلم وسحق وإرهاب وتجويع وتخويف هدفه الأساسي هو كسر عظم الأمة ، وإحباطها ، وسحق معنوياتها ، وإجهاض أي أمل لديها بإمكانية تغيير أوضاعها المأساوية ، واستردادها حقوقها وكرامتها المسلوبة )
فجاءت الثورة التونسية المباركة ، ومن قبلها صمود غزّة ، ومقاومة العراق وأفغانستان لتعيد الروح إلى الأمة ، وتعيد لها الثقة بنفسها من جديد .
* ولقد أثبتت الثورة التونسية المباركة بأن الشعب التونسي المجاهد ، والشعب العربي المسلم على وجه العموم ، شعب حرّ أبيّ كريم لا ينام على ضيم ، فهو وإن صبر لبعض الوقت ، إلا أنه صبر إيمان وعفّة ورجولة ، فإذا جاوز الظالمون المدى ، فقد حقّ الجهاد وحقّ الفدا ، فثار ثورته المباركة ، مقتلعاً عروش الظلم والظالمين .
* ولقد أذنت الثورة التونسية المباركة بانتهاء مرحلة في تاريخ الأمة ، وابتداء مرحلة جديدة فيها ...
انتهاء مرحلة الخوف والصمت وعدم المبالاة والصبر على الجوع والانحناء للطغاة ، وابتداء مرحلة العزّة والكرامة والحريّة ولفظ حصياة الصمت من الأفواه وانتزاع الحقوق بالثورة واقتلاع عروش الظالمين .
* كما أثبتت هذه الثورة الشعبية المباركة بأن ضريبة العزّ التي تدفعها الشعوب ( سواء على الصعيد المادي أوالمعنوي ) أقل بكثير من ضريبة الذل ...
( إن كل هذه الثورة بنتائجها المباركة التي غيّرت وجه التاريخ ، لم تكلّف الشعب التونسي إلا بضع عشرات من القتلى ، ومثلهم من الجرحى ...
بينما كلّفت ضريبة الذل التي دفعها الشعب العراقي برضوخه للاحتلال ، وقبوله بالذل أكثر من مليوني قتيل حتى الآن ، وأكثر من خمسة ملايين أرملة ويتيم ، مع مثلهم من المهجّرين سواء خارج الوطن أو داخله ، وحوالي مليون معتقل ، مع تدمير كامل للبنية العراقية ، وانهيار كامل لاقتصاده وهو من أغنى بلدان العالم ، وفيه أعلى احتياطي نفطي في الدنيا .!!!
* ولقد أثبتت الثورة التونسية المباركة بأن بعبع الأمن والمخابرات الذي يحتمي به الطغاة ، ويخوّفون به شعوبهم ، ما هو إلا شبح كارتوني ليس إلا ...
وعندما يجد الجد ، وتثور براكين غضب الشعوب ، يلوذون في مخابئهم كالجرذان .
* كما أثبتت الثورة التونسية المباركة بأن جيوش الأمة لا يزال فيها الكثير من الخيرية ، بالرغم من الجهود الهائلة التي بذلها الطغاة لتركيعها وتحجيمها وتصفية العناصر الشريفة فيها ، وتحويلها من حامية للأوطان والشعوب إلى حماية الطغاة وجلد الشعوب ، ولكن الجيش التونسي البطل أثبت مرّة أخرى انحيازه للشعب والوطن والأمة على حساب الطاغية الجلاد .
1. لقد نزل الجيش بأمر من الطاغية في بداية الثورة ورفض تنفيذ أوامر الطاغية بإطلاق النار على المدنيين (تعداد الجيش التونسي 20 ألف مع تسليح متواضع ).
2. فسحبه الطاغية وأعاده إلى ثكناته وأنزل الحرس الرئاسي (وتعداده أكثر حوالي مائتي ألف مقاتل ، بأفضل تسليح وتدريب ). وكان هدفه سحق المظاهرات ، وقتل المدنيين ... فلما هرب الطاغية .
3. نزل الجيش الوطني مرّة ثانية ، وساندته اللجان الشعبية ، وراحوا يطاردون عصابات الإجرام من فلول الطاغية ومرتزقته ، اللذين لاذوا في مخابئهم كالجرذان عندما جدّ الجدّ وهرب سيّدهم خارج البلاد.
* ولقد أثبتت ثورة تونس المباركة بأن طغاة الأمة وجلادي شعبها لا ينتمون إلى أوطاننا وشعوبنا انتماءً أصيلاً ، بل هم مجرد دخلاء قتلة طارئون على الشعب ، ولصوص وسرّاق لثرواته وخيراته ، وفي أول لحظة يهتزّ فيها كرسيّهم ، وتتهدد مصالحهم ، تراهم يفرّون خارج البلاد ويتركوا سفينتها تغرق ، بعد أن كانوا هرّبوا كل ما سرقوه من قوت الشعب وأمواله ومدّخراته .
* إن جريمة أعوان النظام لا تقل عن جريمة النظام نفسه : (( إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ))
لا ينفع أن يقول أعوان النظام وأذرعته بأنهم جنودٌ مأمورون ، فهم شركاء في الجريمة .
* ثراء أقارب النظام ومنتفعيه :(( إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة ، إذ قال له قومه لا تفرح إنّ الله لا يحب الفرحين ، وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ، وأحسن كما أحسن الله إليك ، ولا تبغ الفساد في الأرض ، إن الله لا يحب المفسدين * قال : إنما أوتيته على علم عندي ، أولم يعلم أنّ الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّة وأكثر جمعاً * ولا يُسأل عن ذنوبهم المجرمون ))
هام : لا حظوا القوارين ( من قارون موسى = إلى قارون ابن علي ليلى الطرابلسي = إلى قارون آل أسد = آل مخلوف ) نفس النهج ، ونفس السلوك ، ونفس الخسّة والنذالة ، إستغلال المنصب والجاه + سرقة أموال الشعب + التعالي على الشعب واحتقاره وظلمه وتبكيته ) .!!!
* كما أثبتت هذه الثورة المباركة كذب الأمريكان والغربيين في دعواهم الزائفة بأنهم حماة الحريّة والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ، فهم يكيلون بألف مكيال ..
فعندما تثور الشعوب الإيرانية ، وشعوب أوربا الشرقية ، يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ، لأن لهم في مناصرة تلك الثورات مصالح أنانية ضيّقة ، أما عندما يتعلّق الأمر بالشعب العربي المسلم ، فيسكتون سكوت أهل القبور ، بل يدعمون الطغاة والجلادين بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي لسحق شعوبنا وظلمها وتجهيلها وتجويعها ...!!!
* كما أثبتت أيضاً بأن الأمريكان والغربيين ليس لهم أصدقاء من حكام أمتنا كما يحلو للبعض أن يسمّيهم ، بل مجرّد عبيد وعملاء ليس إلا ...
وينظرون إلى أولئك الحكام الظالمين نظرة احتقار وازدراء ، فهم ليسوا أكثر من عملاء مأجورين ، سلّطوهم على رقاب هذه الأمة المنكوبة بهم لجلد ظهرها ، وتجويع شعبها ، وسرقة خيراتها ، وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة بين ظهرانيها ...
فإذا انتهت مهمّاتهم ، واستنفذوا أغراضهم ، رموهم كما يرمون المناديل الورقية بعد أن يمسحوا بها أحذيتهم . !!!
حدث ذلك مع أخلص عملائهم لهم شاه إيران وشاوشيسكو رومانيا وغيرهما من الطغاة ، ثم تكرر الموقف ذاته مع جلاد الشعب التونسي ابن علي ، الذي خدمهم لأكثر من نصف قرن كما يخدم العبد أسياده ، وحقق لهم أكثر بكثير مما كانوا يحلمون به ، من سحق للشعب ، ومحاربة لدينه ، وتشريد مثقفيه ، وسرقة خيراته ... ألخ
فلما لفظه الشعب التونسي الثائر أغلقوا أجواءهم في وجه طائرته الهائمة على وجهها في الآفاق ، وتركوه لمصيره البائس ، بل طردوا أقاربه وأتباعه ، وصادروا ودائعه ومدّخراته ، فهل يعتبر الطغاة والجلادون من مصائر أسلافهم المخلوعين .!؟
* ولقد أظهرت الثورة التونسية المباركة دور الإعلام الهادف والحرّ والمستقل ( وعلى رأسه الجزيرة ) في ترشيد صحوة الأمة ، وتشكيل وعيها ، وصناعة نهضتها ، و تفجير ثورتها ، وحراسة مكتسباتها ...
ولقد ذهب اليوم الذي تُذبح فيه مدينة عريقة مثل حماة من الوريد إلى الوريد على أيدي الطغاة والجلادين ، وبتواطؤ كامل من أسيادهم ، دون أن يعلم بذلك أحد في العالم.
لقد ذبح جلاوزة النظام السوري في حماة قبل حوالي ثلاثين سنة أكثر من أربعين ألف مسلم ، وضربوها بجميع أنواع الأسلحة ، بما فيها المحرّمة دولياً ، وهدموا عشرات المساجد ، ودمّروا أكثر من ثلث مباني المدينة فوق رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ ، وحوّلوا أحياء بكاملها إلى ساحات لوقوف السيارات ، وفعلوا ذلك في أغلب المدن السورية الحبيبة ، دون أن تهتزّ شعرة واحدة في شارب النظام العربي الرسمي ، أو النظام الدولي ...
بينما أسقطت اليوم دماء المواطن ( محمد بو عزيز ) أعتى طغاة العصر وجلاديه ، وحررت الشعب العربي التونسي كلّه من أغلاله ، و أعطت الأمة بأكملها دروساً خالدة في العزّة والكرامة والتحرر ، كل ذلك بفضل الله ، ثم بمؤازرة الإعلام الحرّ ...
ولقد رأينا من قبل الدور الرائد للإعلام المقاوم ( قناة الأقصى + قناة الرافدين + قناة الرأي ) في صناعة النصر في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها ، فلنحرص على دعم هذا الإعلام وتطويره وترشيده ...
* مهم : أدعوا إلى قناة سورية مقاومة ، تأخذ على عاتقها فضح النظام الدكتاتوري في سورية وتعريته وإسقاطه .
* سرقة الثورات :
* سرقة الثورات كانت ولا زالت مشكلة الجهاد والحركات المجاهدة .
* كل حركات التحرر من الاستعمار بدأت إسلامية ثم سرقها العلمانيون .
* في تونس نفسها :
1. استخدموا المادة ( 56 ) من الدستور بالادعاء بأن الرئيس ابن علي غير قادر على القيام بوظيفته بشكل مؤقت ( استلام محمد الغنوشي )
2. ثم تحت ضغط الأحرار الثوار ، تحولوا من ( 56 ) إلى ( 57 ) وأقالوا ابن علي نهائياً وسلّموا إلى رئيس البرلمان .
3 . ويستمر الثوار الأحرار بالمطالبة بإسقاط جميع رموز النظام السابق وحزبه ( حزب التجمع الديمقراطي ، وحلّه ، وعدم السماح له بالمشاركة في الحكومة المؤقتة .
* وعي الشعب :
1.لقد ظهر وعي الشعب التونسي المجاهد ليس فقط في الحفاظ على ثورته ، ومنع اللصوص من سرقتها .
2. بل تجلى وعيه في ظاهرة رائعة ، جدير بأن تُعمم على جميع أبناء الأمة ، وهي تشكيل لجان شعبية منظمة تساند الجيش الوطني وتتعاون معه لحماية الثورة ، والتصدي لعملاء النظام السابق وتصفيتهم واعتقالهم قبل أن يهربوا بسرقاتهم خارج الحدود (قيس بن علي وغيره )، بالإضافة إلى حماية السكان ، وحماية الممتلكات العامة والخاصة من النهب والحرق والتخريب على غرار ما حصل في العراق على أيدي العصابات الإيرانية والصهيونية في 2003 .
* الشعب العربي من المحيط إلى الخليج قد وصل إلى أعلى درجات الوعي بخيانة حكّامه وتفاهتهم وحقارتهم ، وهو يغلي من الداخل ، وينتظر الفرصة المناسبة .
* الثورة التونسية لا شك فاجأت الأمة بسرعتها ونجاحها .
* وستشكل الأمل والقدوة والإلهام في تغيير أوضاع الأمة التي وصلت إلى طريق مسدودة ،ولم تفلح كل السبل الأخرى في التغيير .
* ردود فعل الأنظمة :
1. الخوف والهلع لدى جميع الأنظمة العربية (القذافي لأنه مجنون عبّر عن ذلك )
2. المبادرة فوراً لاتخاذ إجراءات عاجلة :
- في الكويت : التبرّع بأربعة آلاف مليار دولار للشعب ( ألف دينار لكل مواطن + حصة تموينية لمدة سنة )
- في سورية : ألف وخمسمائة ليرة دعم المازوت لمليوني عائلة فقيرة .
* أخيراً ، وليس آخراً ... أقول للحكام العرب والمسلمين ، الذين فيهم بقية باقية من شرف وغيرة وإيمان ، ودع عنك ، العملاء والمتصهينين والمتأمركين :
إن العدو ( الأنكلو –صهيو-أميريكي ) يستهدف الأمة بأكملها ، حكاماً وشعوباً ، ديناً وقيم ومبادئ وأخلاق وثروات ، ويتخذ من بعض ضعاف النفوس من حكامنا مطية لتحقيق أهدافه الخبيثة ، فإذا استنفدوا أغراضهم في خدمته على حساب شعبهم وأمتهم لفظهم وتخلى عنهم ، ضارباً عرض الحائط بكل ما يتبجّحون به من قيم ومباديء وأخلاق وصداقات .. إلخ
فمتى تصحون على هذه الحقيقة ، فترصّوا الصفوف ، وتنبذوا الخلافات ، وتدعموا الوحدة الوطنية ، وتطلقوا الحريّات العامة ، وتمزّقوا قوانين الطوارئ التي مضى على تطبيقها في بعض دولكم أكثر من نصف قرن ...!!!؟
إن السبيل الوحيدة لحماية أوطانكم ، والدفاع عن أنظمتكم ، والمحافظة على مكاسبكم أمام هذه الهجمة الصهيونية الماكرة ، هو ليس بالهرولة إلى واشنطن ، كالمستجير من الرمضاء بالنار ، ولا بالارتماء في أحضان الكيان الصهيوني ، وتقديم المزيد من قرابين الطاعة له ، بذبح شعوبكم ، ومحاربة دينكم ، والتنكّر لأمتكم ...!!!
بل : برص الصفوف ، والمصالحة مع شعوبكم ، والمزيد من إعطاء الحريات لها ، وتفجير طاقاتها ، وتوحيد صفوفها ، وإفساح المجال لها لكي تأخذ دورها الكامل في صناعة نهضتها ومستقبلها ...
انظروا ، ما ذا فعلت شعوبكم ، في فلسطين والعراق وأفغانستان وتونس ، في أول فرصة أتيح لها أن تعبر ولو بالحد الأدنى عما تريد ...
لقد دوخت الانتفاضة الشعبية المباركة في فلسطين الكيان الصهيوني وقلبت كل حساباته الشريرة ، كما أربكت المقاومة المباركة في العراق الأمريكان وأحبطت كل مخططاتهم الخبيثة ، وأذهلت الثورة التونسية المباركة الدنيا ودوّخت العالم ...
حدث هذا والدنيا كلها تحاربنا ، بمن فيهم أنتم وحكوماتكم ، فكيف لو تفجرت هذه الطاقات المباركة في أحضان جيوشها ، وتحت رعاية قياداتها وحكامها ، وبدعم كامل من شعوبها وجماهيرها ...!!!؟
بسم الله الرحمن الرحيم (( إنما يستجيب الذين يسمعون ، والموتى يبعثهم الله ، ثم إليه يرجعون )) صدق الله العظيم
الدكتور أبو بكر الشامي
مساء الجمعة / العاشر من صفر / 1432 هجري
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صرخة ....من تونس
-
التطرف المسيحي.. حرق اليهود في الإنجيل..
-
رد على مقالة ادم عربي الرسم ألقراني ..إشكاليات الإملاء
-
أقباط المهجر واليهود بعضهم أولياء بعض
-
رد على مقالة رويده سالم في.. بعيدا عن أوهام القداسة .الإسلام
-
الصراع السلفي المسيحي اليهودي على الكتاب المقدس
-
كل مجزره ورائها قرد
-
الصراع السلفي بين المسيحية اليهودية
-
تخلف الفقه الإسلامي في ظل الإسلام السياسي2
-
إيضاحات على رد الكاتبة سامية نوري
-
الاختلاط بين الدين السياسي والواقع..
-
النصب والاحتيال في الكتاب المقدس
-
رد على مقالة كامل النجار في..هل يمكن تاريخ القران أو الإسلام
-
رد على مقالة سامي لبيب في.. الدين عندما ينتهك إنسانيتنا 18
-
وفاء سلطان تحت المجهر
-
السنة النبوية بين الإسلام السياسي والتنزيل 2
-
السنة النبوية بين الإسلام السياسي والتنزيل
-
الآبار وسطوت [ الكتاب المقدس]
-
قالت اليهود عزير ابن الله
-
يعقوب بين الكتاب المقدس والتنزيل
المزيد.....
-
لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
-
“هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024
...
-
“شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال
...
-
قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
-
بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
-
السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
-
مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول
...
-
المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي
...
-
المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
-
بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|