نادية تعبان محمد غني
الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 18:49
المحور:
المجتمع المدني
واقع المرشد التربوي في العراق وآليات النهوض به
إلى كل االسادة المعنيين في وزارة التربية في العراق المحترمين......
من خلال اختصاصي بالإرشاد النفسي والتوجيه التربوي ومن خلال عملي واحتكاكي المباشر مع المرشدين التربويين.أستطيع القول بأن واقع المرشد التربوي في العراق بائس جدا ومع الأسف.فالمرشد التربوي لديه معاناة كثيرة جدا .وفيما يلي سأعرض لكم أسباب هذه المعاناة وسأقترح على حضراتكم المقترح الذي قد يخفف منها أو يزيلها,والتي تحتاج إلى تكاتف الجهود من جميع المعنيين في وزارة التربية ومن كل الاختصاصيين في حقل الإرشاد النفسي وذلك لتطوير وتفعيل دور الإرشاد النفسي والصحة النفسية ::
1) لا يوجد لحد الآن توصيف وظيفي للمرشد في العراق وهذه كارثة تسبب للمرشد معاناة كبيرة بالتعامل مع إدارات المدراس وكل المعنيين والنظرة الدونية له.فتارة يوضع مع العاملين في المدرسة وتارة مع الموظفين وتارة مع معاوني المدرسة وهذا التخبط يسبب إرباك للمرشد وبالتالي يكره وظيفته.لذا أقترح إيجاد التوصيف الوظيفي الصريح للمرشد والذي يليق به أسوة بزملائه المدرسين فكلاهما حاصل على شهادة البكالوريوس.بل وقد يكون المرشد حاصل على شهادة أعلى من كل المعلمين في المدرسة وهذا فيما يخص المدراس الابتدائية.
هناك خلط كبير بين (المرشد التربوي) وبين (المشرف التربوي) 2) لحد الآن والكارثة هناك اختصاصيين بوزارة التربية لا يفرقون بينهم والسبب هو التقارب الكبير بين اللفظين لغويا..ففي كل دول العالم كان يطلق على المرشد ب(المرشد الطلابي)لأنه يتعامل مع الطلبة, ولكن هذه التسمية تغيرت مؤخراً.فأخذوا يطلقون على المرشد (المرشد المدرس) لأن المرشد لا يتعامل مع الطلبة فقط وإنما مع كل ما موجود بالمدرسة من (إدارة ومدرسين وعمال وموظفين وأولياء أمور ومع كل الموارد البيئية المتاحة) وهذه التسمية موجود بكثير من الدول العربية وكل الأدبيات الأجنبية الحديثة تطلق عليه (المرشد المدرسي).لذا أقترح إما أن نكون أسوة بالدول العربية, أو نطلق عليه اسم (المرشد النفسي) أو (المرشد النفسي والتربوي) أي نقدم كلمة نفسي حتى يتسنى لنا التفريق بين اللفظين
3) لاحظت أن المشرفين على المرشدين التربويين يركزون على الجانب النظري و الانبهاري لعمل المرشد لا على الجانب التطبيقي وهذه أيضا كارثة..لان المشرف يثقل كاهل المرشد بعمل لوحات ونشرات وملصقات بدلا من أن يبحث معه واقع المشكلات وماهيتها وما السبل لعلاجها .والطامة الكبرى لا الإشراف ولا إدارات المدارس ينفقون على هذه الجداريات والملصقات ويطلبون من المرشد تنفيذها على حسابه الخاص..لذا اقترح إما تخصيص نثرية للإرشاد التربوي ليتسنى لهم عمل بوسترات وجداريات .أو وزارة التربية هي التي تصمم وتنفذ تلك البوسترات والجداريات ويتم وتوزيعها على المداس كافة ولكي تكون موحدة.على شرط من يصمم وينفذ هذه الجداريات من ذوي الاختصاص في الإرشاد النفسي. كما أن المشرفين على الإرشاد في البعض من المديريات العامة هم ليسوا من اختصاص الإرشاد النفسي بل من اختصاصات مقاربة(علم النفس- علوم نفسية وتربوية-صحة نفسية) وهذه تعد مشكلة كبيرة .لذا أقترح أن يكون المشرف على الإرشاد من ذوي الاختصاص الدقيق في الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي
.
4) أغلب إدارات المدارس ومع كل أسف لحد الآن لا يعرفون مهام المرشد بالضبط .والطامة الكبرى أيضا هناك مرشدين أنفسهم لا يعرفون مهامهم.فتارة يكون معاون وتارة يكون كاتب وتارة محاسب.لذا أقترح وضع مهام المرشد بكراس صغير وتوزيعه على إدارات المدارس للتعرف على مهام المرشد بالضبط من قبل( المرشد وإدارة المدرسة).
5) لاحظت شيء مهم جدا وهو إجراء دراسات وبحوث مستفيضة عن الإرشاد وعن الطلبة بكل المراحل وهناك رسائل و أطروحات لا تعد ولا تحصى ونتائج بحوث قيمة وبرامج إرشادية لعلاج وتنمية الكثير من المتغيرات .ولكن أين المرشد منها؟ أيسمع عنها ؟أم يطلع عليها؟ لذا اقترح تزويد المرشد التربوي بالبرامج الإرشادية الموجودة بكل الأطروحات والرسائل والبحوث للاستفادة منها في علاج المشكلات بدلا من أن يكون العلاج عشوائيا,كذلك تزويد المرشد بالمقاييس التربوية والنفسية ليتسنى له قياس الظواهر.كما أقترح تزويد المرشد التربوي بهوية مكتبية ليتسنى له دخول المكتبات والإطلاع على كل ما هو جديد بمجال اختصاصه والاختصاصات المقاربة.
6) نفتقر إلى الحوافز الفردية التي تشجع المرشد على العمل بنشاط وحيوية وبشكل انفرادي وعلى الانتاجية.كما وتشجع على التفكير المبدع وعمل البحوث والمشاركة بالدورات.لذا أقترح العمل بالحوافز الفردية مثلما نعاقب المسيء نكافئ المتميز والمبدع والانتاجي. .
7) معظم المرشدين التربويين تنقصهم الخبرة العملية.لذا علينا أن نكثف الجهود ومن الآن بالتركيز على الجانب العملي بكل المراحل الدراسية في كلية التربية /قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي.لان بصراحة سبب كل مشاكلنا افتقارنا لوجود الجانب التطبيقي وان وجد فيكون في الصف الرابع ولمدة شهر واحد في المدرسة وهذا غير كافي بالمرة.فالطالب يتخرج ولا يعرف شيء سوى نظريات محفوظة وبعد فتره من تخرجه ينسى كل شيء ويبدأ (يحل ويعالج) بحسب خبراته الشخصية ,هذه أن وجدت خبرات..وهذا النقطة يا سادة يا كرام هي من أهم النقاط وهي سبب المعاناة في كل الاختصاصات.لذا علينا أن نغير المناهج ونركز فيها على الجانب النظري للتخلص من هذه المشكلة بالمستقبل..كما وعلينا إدخال المرشدين دورات تدريبية عملية وباستمرار نركز فيها على الجانب النظري .يعني مثلا : نقوم بتصوير شخصين أحدهما يقوم بدور المرشد و الآخر يقوم بدور المسترشد ونطرح بها مشكلة ثم نقوم بعلاج هذه المشكلة وفقا لمدارس علم النفس المتعارف عليها.أي يكون حل المشكلة الواحدة بعدة طرق بحسب تلك المدارس.ونقوم بعرضها على المتدربين للتعرف على ماهية العلاج بأساليب مختلفة وبحسب الظروف المتاحة. هذا وأتمنى لكل العاملين في حقل الإرشاد النفسي والصحة النفسية أن تكلل جهودهم بالنجاح
د.نادية تعبان محمد غني
اختصاصية بالإرشاد االنفسي والتوجيه التربوي
#نادية_تعبان_محمد_غني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟