عن / اللجنة التحضيرية لرابطة محاربة الأطماع الطورانية
هناك أمة تركية واحدة على الثقافات الأخرى أن تختفي
أتاتورك
لا سكر الشام ولا وجه العربي
مثل طوراني
خرجت العنصرية من عباءة النرجسية والجهل والتعصب ، والعنصريون يريدون السلطة والتسلط على الآخرين مهما كان الثمن ، وتركيبة السلطة العنصرية ونظامها لا تتعاطف مع بيئتها الطبيعية ، إنها مقامرة ومغامرة تجعل من الشعوب والأوطان سلعة لمزاد علني ، مصطفى اتاتورك و ستالين و هتلر وصدام وشارون وموسوليني وفي التاريخ نيرون ، ممارساتهم بحق الانسان والارض خير دليل إلى ما ذهبنا إليه .
جاء الطورانيون إلى المنطقة من أواسط آسيا على شكل موجات همجية غازية جاهلة ، وحينما اهتدوا إلى الإسلام ، استغلوا الدين الحنيف لغرض فرض سيطرتهم على الشعوب والقوميات ، بالفساد والتعدي ، واغتالوا القيم الإنسانية لهذه الشعوب ، خلال تلك الحقبة الظلامية من الزمن ، أعلنوا دولتهم العثمانية الطورانية ، أقاموا المظالم لغرض تتريك الدين الإسلامي الحنيف ، ومن اجل الوصول إلى مبتغاهم ، لم يلتزموا بأية قواعد للأخلاق الذي علمهم الدين الحنيف ، كان همهم نشر التطرف القومي الطوراني العنصري عن عمد وجهالة ، وبما انهم ظلاميون فأنهم عادوا الحضارات والثقافات الأخرى ، ولكنه مع الأسف لم يتطرق الكثيرون إلى تلك الحقبة من تأريخ المنطقة بأسلوب واقعي ، بل منحتهم بعض الأقلام المرتزقة مكانة لا يستحقونها و ليسوا أهل لها ، وبتطور أساليب البحث والدراسات والمعارف ، يستجد كل يوم ما لم يكن معروفا عن الطورانية ودورها التخريبي ، حيث تبين انهم ادخلوا في الخلافة ، مبالغات وعادات ما لا يتحمله عقل وليست من الإسلام بشيء ، وبمفاسدهم أذاقوا الشعوب مر العلقم ، بالمحارق والمحاكم والمشانق وحولوا الشعوب إلى قيان وغلمان وجواري ، مما أدت تلك الممارسات إلى نقاط شديدة التأثير سلبا على تطور العلاقات بين الشعوب الناطقة بالتركية وشعوب العالم ، وحينما اقتربت الخلافة الطورانية من حافات الانهيار أثناء الحرب الكونية الأولى ، دفع الفرنسيون والإنكليز بيهود ألد ونما ، إلى تأسيس ما سمي بالاتحاد والترقي ، والتي خرجت من عباءتها الأتاتوركية الطورانية العنصرية .
يقول لورانس العرب في كتابه أعمدة الحكمة السبعة ، بان ضابطا كبيرا في الجيش الطوراني ، كان يعاشر الخمر أراد أن ( يعتدي ) عليه وعلى شاب ارمني مسجون معه ، أثناء أسره حينما كان يشارك في ثورة الشريف حسين ، وبعد هزيمة اليونان على يد الجيش التركي ، وبروز الاتحاد السوفيتي ، أثيرت ضجة مفتعلة عن قابليات وإمكانيات هذا الضابط ، الذي يعرف عنه بأنه لم يكن له أب ، وان تربيته المعقدة وسلوكه المشين وثقافته المتواضعة ، هذه العوامل دفعته إلى محاربة الإسلام والعرب وشعوب المنطقة ، واتخذ ذرائع شتى في توجهاته هذه ، رغم مقاومة الشعوب لهذه التوجهات ، وتقديمها التضحيات الجسام والصبر الطويل ، ولكن عامل الزمن لم يكن لصالحهم ، ولغرض الإيهام لهذه الشعوب بأنهم لا يملكون خيارات غير الانصهار في بودقة الطورانية كأمر لا مفر منه ، قامت السلطة الجديدة بإصدار المزيد من الفرمانات لهوية أحادية التركيب ، لتكبيل الشعوب المبتلية بحكمهم البشع .
أن تخبط السياسة الطورانية وما آلت إليها اقتصادها ، والتي يصعب استشراق مستقبلها كدولة مستقرة وموحدة ، إلى عقد أو عقدين المقبلين ، وهي نتيجة حتمية لتوجهاتها العنصرية الفوقية ونظرتها الدونية للآخرين ، لذا نجد بأن شعوب المنطقة تتهيأ لخلق الظروف الموضوعية لنوع من الشراكة للانقضاض على أركان هذه الدولة الهشة والغريبة عن واقع المنطقة ، رغم محاولات هذا الكيان الطوراني إلى إيلاء أهمية خارجية إلى محاور أخرى ومن أهمها التدخل في الشأن العراقي .
أن السياسة الطورانية كانت دائما بعيدة عن أخلاقية المجتمع المتمدن ، وبعيدة أيضا عن ما يتحسس به ضمير الشعوب ، وان ادعت العكس والتقرب من قشور التمدن بديمقراطية العسكر ، يعيش المواطنون في هذا الكيان حياة قلقة وقاسية وإرهابا يوميا ووضعا شاذا ، حيث الأجهزة الأمنية والقمعية تتحكم في طول البلاد وعرضها ، الفساد والرشوة أصبحت ظاهرة طبيعية في مؤسسات هذا الكيان ، ولو لا التعتيم الغربي وبالأخص الأمريكي على جرائم هذا النظام ، لظهرت عوراتها على حقيقتها ، أيضا لو لا أبر الإنعاش الأمريكي التي تغذي اقتصاده ، لكان قد أعلن إفلاسه منذ أمد بعيد ، ونقل إلى مثواه الأخير غير مؤسف عليه ، وأراحت الشعوب من هذا الكابوس الجاثم عليها .
إن بعض الساسة الطورانيون يعرفون بأن وضعهم ومكانتهم قد تأثرت كثيرا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق ، رغم محاولات الجعجعة والقرقعة التي يجيدونها ، أمريكا أخطأت حينما سلمت قيادة قوات التحالف في أفغانستان إلى الدولة الطورانية ، وبعض الأنباء الواردة من أفغانستان تشير بتورط المحسوبين على الطورانيين من التحالف الشمالي في مقتل نائب الرئيس الأفغاني الحاج عبد القادر البشتوني ، وتخطئ أمريكا ثانية إن منحت الدولة الطورانية أي دور في غزو العراق ، لانهم لا يعرفون غير الابتزاز والمطامع في ارض الآخرين ، والشعب العراقي الذي يريد الخلاص من الديكتاتورية ، لا يتقبل تبديل النظام القمعي الحالي بنظام بسطال الجند رمة الطورانية ، ويجب أن لا يصبح عضوية الدولة الطورانية في الحلف الأطلسي مربط فرس لسلخ ( ولاية ) الموصل من الوطن العراقي ، كرشوة لها ، كما سلخت الاسكندرونة من الوطن السوري ، والشعب العراقي يعرف لو لا الدعم الغربي ، لا يستطيع قادة الجيش الطوراني إطلاق التصريحات الرنانة الفارغة ، وكلنا نرى بأن بضعة آلاف من الفدائيين الكرد قد جعلوا حياتهم جحيما خلال عقد من السنين ، و رغم ممارسات الظالمة والحملات العسكرية لم يستطيعوا النيل منهم ، وباقتصادهم المنهار سوف لا يستطيعون الخروج من ( المستنقع ) العراقي ، بل سوف يتحول كيانه إلى كيانات نتيجة تنوع شعوبه ، ونتيجة مقاومة العراقيين .
أما ادعاء النظام الطوراني بوجود مصالح له في العراق هي من السخافات الفارغة ، لان هناك معاهدات دولية قد خطت الحدود بين الدولتين ، منذ عهد عصبة الأمم ، والأمم المتحدة هي الوارثة الشرعية للعصبة ، أما الإدعاء وجود بضعة آلاف من الجالية الطورانية في العراق ، فهي حجة غير واقعية ، لأنه ينطبق عليهم قوانين الإقامة والهجرة العراقية وهم مقيمون في العراق ومن أحفاد الجند رمة الطورانية الذين أذاقوا العراقيين أنواع العذاب ومنهم من أحفاد العثمانيين الذين يقدمون الولاء للمؤسسة العسكري الطورانية ، هذه الجالية التي تعلن ليل نهار بأنها عميلة للوطن الأم تركيا الطورانية ، وترفع علمها وشعاراتها وصور قادتها ، هؤلاء ليسوا غير حفنة من العملاء لأجهزة الأمن الطورانية من الميت وغيرها .
صرح قبل أسابيع متحدث باسم المجلس الأوربي ، بان الوقت لم يحن ( حتى ) دراسة المتطلبات الضرورية التي تهيئ كيفية النظر في طلب الكيان الطوراني لقبوله في الاتحاد الأوربي ، وعلى أمريكا أن تدرس أسباب رفض الاتحاد الأوربي للطلب الطوراني ، وهو شريكه في النظام العالمي الجديد ، لان الاتحاد الأوربي يعلم بان الجزء الأوربي من هذا الكيان القسطنطينية ،تعيش حالة تذبذب بين شرقيتها واو ربيتها ، ومساحة هذا الجزء اصغر بكثير من مساحة أصغر دولة في عالمنا المعاصر ، يبقى من الصعوبة قبول هذا الكيان ككل في الاتحاد ، بمشاكله واقتصاده المنهار ، والذي يصبح رأس جسر للهجرة إلى الغرب وخاصة للناطقين بالطورانية ، ولاسيما إن هذا الجزء هو بؤرة للإرهاب وغسيل الأموال والفساد .
بالنسبة إلى شعوبنا فأنها تعتبر محاربة المطامع الطورانية فرض عين ، حتى وان كانت في المريخ ، لذا يكون من الضروري أن تتوحد الإدارتين الكرديتين ، وان يصدر المجلس الوطني الكردستاني تشريعا وبالتفاهم مع المعارضة العراقية ، بجعل كركوك عاصمة للإقليم الجغرافي الشمالي ، لموقعها في وسط الإقليم ، ناهيك عن الضرورات التاريخية .
يجب أن تدرس القيادات الكردية مع بقية الأطياف العراقية ، كيفية تفعيل مقاومة الأطماع الطورانية ، وخاصة مع قوى العربية الشيعية ، والاعتماد على العمق السوري والإيراني ، لأنهما أيضا متضرران من التوجهات الطورانية ، وفي حالة توجيه أية طلقة إلى الجيش العراقي الباسل ، من قبل القوات الطورانية ، فيجب أن تتحول بنادق كل العراقيين وفي المقدمة بنادق الأخوة التركمان إلى الجيش الطوراني الغازي .
من الضروري أيضا وضع الطابور الخامس الطوراني تحت الكنترول بأسرع وقت ممكن ، لان الحكم القرقوشي الطوراني ، سوف يحول مستقبلا هؤلاء إلى مسمار في الجسد العراقي الموحد ، من الجريمة بمكان بحق العراقيين وفي المقدمة بحق الأكراد ، السماح للطابور الخامس بفتح معسكرات في الإقليم وتحت إمرة جنود الأتراك ، أو الدخول مع دكاكينهم بتحالفات حزبية بحجج حساسية الظروف الإقليمية ، ونحن على قناعة بان قيادة الحزبين الكرديين الرئيسيين ، سوف يخطوان خطوات بالاتجاه الصحيح ، ومن الواجب الوطني والقومي توظيف مقاومة الشعب الكردي لكل أشكال الظلم على مر العقود الماضية ، وتوظيف خبرة البيشمركة الأكراد في مقارعة الغزاة ، وأيضا يجب التحرك ليلعب اللوبي اليوناني وألارمني والقبرصي والألباني دوره لمحاربة المطامع الطورانية ، والاستفادة من العمق العربي والإسلامي ما عدا الوهابي ، وكذلك الاستفادة من العمق الكردي في الدولة الطورانية ، بحيث لا تقوم لعنصريتهم قائمة ، وبعكسه سوف يحاسبهما الشعب والتاريخ ، لأن هناك تململ نحو العمق في المجتمع الكردستاني والعراقي من امتيازات وتحركات هذا الطابور ، وأصبح وضع حد لتجاوزاتهم مطلبا شعبيا عراقيا وكرديا ، أو رفع يد الحماية عنهم ليلقن شعبنا هؤلاء العملاء درسا لا ينسوه ، هؤلاء الجرذان الذين خرجوا من جحورهم بعد أن كانوا مخبرين منحطين في الأجهزة الأمنية للنظام العراقي في جمعيات ما تسمى بالإخاء .
أن الأطماع الطورانية في ما يسمونه ( ولاية ) الموصل ليست بنت يومها ، ومنذ تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، تقوم الحكومات الطورانية المتعاقبة بوضع ولاية الموصل ضمن ميزانيتها السنوية ، وتخصص ليرة واحدة لها ، هذه الليرة التي لا يستطيعون شراء ورقة من المحارم بها ، لذا المطلوب من القوى العراقية الفاعلة التحرك والتنسيق على كل المستويات ، لوأد المطامع الطورانية ، لأن الأفعى لا يعطي العسل ، بل يلدغ بالسم .