أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - ثلاث مواقف في حرية تونس.














المزيد.....

ثلاث مواقف في حرية تونس.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 09:23
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أعتقد أنه في هذه الفترة، ستتم قراءة ما حدث في تونس من كافة الزوايا، ومن كل المواقع السياسية والفكرية، وهذه ان دلت على شيء فإنما تدل على أهمية الحدث، الذي توج إنسانيا بحرق الشاب البوعزيزي نفسه، مما ألهب الناس في الشارع، خاصة ان حجم العنف الذي بشر به الرئيس المخلوع كان كبيرا، لكن الجيش في النهاية أرتأى أن معركة بن علي باتت خاسرة، إضافة إلى أن الجيش التونسي لم يتعود التدخل في السياسة، مقارنة بجيوش باقي الأنظمة العربية بالطبع.
سيتحسر العلمانيون الجدد على ذهاب بن علي، وأن الحرية في النهاية والعيش اليومي أهم من جهاديتهم العلمانية، التي طالما ناصرت العسكر بوجه المجتمع. ليس شماتة أبدا بل تقرير واقعة، فماذا سيقولون في أحداث الحرية التونسية، لهذا هنالك ثلاثة مواقف برزت بالنسبة لي أعتقد أنها بحاجة لوقفة متأنية، لما لها من أهمية، وتعطي مؤشرات مهمة للماضي والراهن والمستقبل.
الموقف الأول- هو موقف المملكة العربية السعودية، كيف قبلت زين العابدين بن علي لاجئا سياسيا على أرضها، ولازالت دماء التونسيين ساخنة ولم تجف في الشوارع بعد؟ ثم هنالك بعضا من الإعلام السعودي حاول أن يعطي مظهر اللبننة لما حدث ويحدث في تونس، وأنه تمنى على التوانسة ألا يفرطوا بوحدتهم الوطنية، ومن جهة أخرى أبرزوا أعمال شغب ونهب لم تكن أبدا هي السمة التي ظهرت في الحدث التونسي، بوصفه حدث حرية باختصار، وكأن بعض هذا الإعلام يتمنى أن تتحول تونس إلى لبنان أو صومال أو عراق، لكي تصبح هنالك معادلة (س- س) أو (س- ل) أقصد ليبية باعتبارها جارة لتونس لحل الأزمة التونسية، لماذا كان موقف المملكة هكذا؟ في الواقع الأجوبة ستكون قاصرة، ولكن الأسئلة تشير إلى ما نحن فيه عربيا.
الموقف الثاني- هو موقف النظام السياسي في سورية وإعلامه، وكأن تونس في المريخ، أو أنها ليست بلدا عربيا وليست من البشرية الموجودة على الكرة الأرضية.. والسبب معروف طبعا، وأهمه هو التعاون الاستخباري الرفيع بين أجهزة النظامين، مما وطد حالة صداقية غريبة من نوعها، رغم الفارق بين النظامين. لم يذكر الإعلام السوري أحداث تونس والناس في الشارع تقتل وتستشهد من أجل حريتها ولقمة عيشها.
زين العابدين حليفهم الطبيعي، لو حدث في مصر أقل من ذلك بمئات المرات، لكان الإعلام السوري قد طبل وزمر.. النظام السوري حتى اللحظة يعتبر أنه خسر حليفا، أما ما تخبئه الإيام فلا أحد يعرف. قناة الجزيرة تابعت الموقف لحظة بلحظة، وهذه قضية مهمة.
الموقف الثالث- وهو موقف المجتمع الدولي وخاصة قواه الكبرى..
الصين كالعادة حيادية في مثل هذا المضمار، ولكنها تنقل الأخبار باختصار.. والروس كذلك كأنهم ليسوا معنيين بالموضوع. إسرائيل لم ترتح للوضع ولكنها تراقب وتنتظر.. وإعلامها كعادته كان فيه كل وجهات النظر حول تونس وما يحدث فيها.
الموقف الأمريكي منذ البداية كان لافتا في أنه تعامل مع مجموعة بن علي ونظامه كونها مجموعة تضم لصوصا، كما سرب ويكيليكس برقية السفير الأمريكي في تونس لإدارته عن وضع النظام وعلاقاته وفساده ووصفه بالمافيا في عام 2009، وطالب بن علي باحترام مطالب الناس وعدم استخدام العنف ضد شعبه، كما جاء في بيانات الإدارة الأمريكية، التي أزعجت بن علي واعتبرها خارج التوقيت والحسبان، فرد ردا عربيا كالعادة، على أمريكا ألا تتدخل في شؤوننا الداخلية وهو يطلق النار على الناس في الشارع. الموقف الأمريكي من الأحداث كان قويا دوليا، والإعلام الأمريكي اهتم بالموضوع أكثر من الإعلام الأوروبي. وهذا الموضوع يحتاج إلى مقالة خاصة حول علاقة تونس بأمريكا.
أما الاتحاد الأوروبي فقد كان موقفه مخزيا وعارا على دول ديمقراطية في الواقع، الإعلام الأوروبي تجاهل الحدث تماما في الإيام الأولى، والقادة الأوروبيون أيضا تجاهلوا الحدث في تصريحاتهم، والموقف الفرنسي كان الأكثر خزيا، لأن باريس عاصمة الحرية كما يقال، وتواطأت مع نظام يطلق النار على أناس عزل، ليفعلها ساركوزي مع الجماهير الفرنسية.. وبقي الموقف الفرنسي مساندا لابن علي، حتى أثناء طلبه اللجوء في السعودية، وثمنت مواقفه كلها. في الواقع أمريكا هي من خذلت ساركوزي تونسيا، على المستوى الدولي لأن ساركوزي كان يأمل أن ينتصر بن علي في النهاية.
لكني أود ان أسجل ملاحظة أخيرة: إن الاصلاحات الديمقراطية الأولية التي أجراها بن علي على النظام التونسي، أعطت ثمارها، وهذه نقطة تسجل له وليست عليه... فالناس لا يتعلمون الحرية في ظل القمع والاستبداد. لهذا يمكن للأنظمة العربية الأخرى أن تتوقف حتى عن أي إجراء من هذا الشكل. هذه متابعة اولية لمواقف الدول من حرية الشعب التونسي، وأكيد للحديث بقية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استهداف إمكانية مستقبل آخر وليس المسيحيين.
- السياسة والحفاظ على السلطة.
- مجزرة ورأس سنة حزين للإقباط في العالم..
- بين أركون وأبي زيد.. انحياز المعنى.
- من الماركسية إلى عفلق مرورا بالناصرية
- الإخوان المسلمون بين الإرهاب والسلطة. استكمالا للموضوع- رد ع ...
- المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.
- مصريون أم عرب مع عدالة النقد.
- عن الإعلان وأشياء أخرى.
- إيران والمحكمة الدولية.
- السلطة فاعلة أم منفعلة؟
- الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي.
- مركزة السلطة انتقاص للحقوق الاقتصادية.
- إعلان دمشق في مشهد المعارضة السورية.
- مؤتمر البعث القادم في دمشق.
- صدام حسين والإسلام فوبيا.
- السجن السياسي سلعة أم قداسة؟
- حول ما حدث في مجلس إعلان دمشق في المهجر.الانصاف ميزان النقد.
- إعلان دمشق في الخارج.
- المزايدات العقلانية في الإسلاموفوبيا.


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - ثلاث مواقف في حرية تونس.