أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سُلاف رشيد - كلنا للعراق .. والعراق للجميع














المزيد.....

كلنا للعراق .. والعراق للجميع


سُلاف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 09:23
المحور: حقوق الانسان
    


ارتعدت أوصالي حين قرأت خبرا في جريدة "المدى"، عن الهجوم على جمعية آشور بانيبال المسيحية الانسانية. وقد شاركت في الهجوم حسب المعلومات مجموعة مدنية بمساعدة الشرطة في منطقة المسبح. وفي الحقيقة ليس الهجوم واعتقال أعضاء الجمعية هو السبب في ارتعاد أوصالي، وإنما ما ورد في التحقيق معهم على لسان المسؤول الذي اعتقلهم وقال لهم : " يجب أن تخرجوا من مدينتنا الإسلامية"، ويقصد بذلك مدينة بغداد. هذا ما جعلني أعود بذاكرتي إلى كل شبر في مدينتي التي أحبها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، حيث طفولتي وصباي ونضوج كياني كزوجة وأم.
أتذكر كل ما مر بهذه المراحل التي عشتها في بغداد، وبغداد مدينة للجميع مثلما هو العراق. كنا في الابتدائية لا نعرف التمييز بين الديانات والقوميات، وفي المتوسطة والإعدادية كانت صداقاتنا متنوعة، وفي الجامعة اندمجنا ببعضنا، مسيحيين ومسلمين ومندائيين، عربا وكردا وتركمانا وكلدانا وأشوريين، الجميع أبناء العراق وبغداد جنتهم. كذلك في المنطقة الني كنا نعيش فيها، جيراننا أيضا من هذا القوس قزح العراقي الجميل، نتبادل تحية الصباح بكل الحب الذي نحمله في نفوسنا لمعنى انتمائنا. وفي الدائرة حيث نعمل، نشترك بكل المناسبات الاجتماعية، فكنت أتلقى التهاني بأعيادنا، أعياد الميلاد وعيد الفصح، مثلما أقدم التهاني لزملائي وزميلاتي بأعياد الفطر والأضحى، وعيد الكرصة والبنجه والازدهار. كنا نشعر ان كل الأعياد أعيادنا، ونشترك في افراح بعضنا ونخفف من أحزان بعضنا. كان العراق وما يزال بين حدقات عيوننا، نبصر تفاصيله بمنحنيات السهول وتعرجات الجبال .. يعيش بين أضلاعنا مثل وشم طفولي، يرفرف مع أجنحة الفرح في نفوسنا. هو دفء محبتنا حين تمتلئ دنيانا بصقيع الأحزان، لهذا كان العراق وما زال ذلك الطيف الذي تتمسك به أجفاننا. العراق بكل أجزائه - جنوبا ً، شمالا ً، شرقا ً وغربا ً. حين كنت أذهب إلى بيت خالي في البصرة، اشعر أنني في بغداد، وحين أذهب إلى مدينتنا القوش في الشمال، اشعر كأنني أتيت ببغداد إلى القوش. لهذا فان من يراوده حلم أن تكون مدن العراق مصنفة حسب الانتماء الطائفي والديني والقومي، إنما يعيش في أحلام العصافير، لأن مدن العراق ترفض أن تكون لنوع محدد وحيد من البشر. لقد خلقت ملونة وستبقى ملونة، ملونة بانتماء دياناتها، طوائفها، قومياتها، ولن تتنازل عن طيف الجمال هذا، لأنه طيفها الذي يعيش بكل جزيئة فيها، يتنفس هواءها وينام على سكينة حزنها، حين يكون ذلك الحزن عباءة ليلها. فهي مدن العراق، والعراق لا يميز بين أبنائه، لأنه بكل أجزائه عراق للجميع.
-----------------
* العنوان هو ما اقترحه الراحل حكمت حكيم شعارا للمؤتمر الثاني عشر للاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة.



#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقات ورد إلى مؤتمر رابطة المرأة السابع
- الثاني عشر من أيار..لن يغادر ذاكرتي
- كل عام .. وأنت مبتسم
- في يوم المرأة العالمي
- رسالة إلى والدي الشهيد
- لو يتحقق الحلم
- أحلام قائمة...أمنيات مؤجلة
- حوار الفراق الأبدي
- الحادي عشر من سبتمبر ويوم الأربعاء الدامي
- أسئلة ولدي التي أبكتني
- ل عامك التاسع والعشرين
- من أوراق امرأة من المنفى
- هي...... محاورة بين أب وابنته
- من أوراق إمرأة في المنفى
- من أوراق امرأة في المنفى
- رسالة من أبي
- صباح الخير يا نساء وطني.....5
- صباح الخير يانساء وطني (6)
- من أوراق عراقية في المنفى.......صباح الخير يانساء وطني
- من أوراق عراقية في المنفى


المزيد.....




- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سُلاف رشيد - كلنا للعراق .. والعراق للجميع