أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس سعد - عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله














المزيد.....

عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 00:26
المحور: حقوق الانسان
    


( بمناسبة مرور أسبوع على وفاة السيدة أمية عباس )
إتصال صباحي مبكر أيقظني من نومي، ابنة علي العبد الله و أخت عمر و محمد تقول لي عبر الهاتف "لا تتعب نفسك بالمجيء إلى المشفى، توفيت أمي ". كأن برميلا من الماء البارد صبّ فوقي، لا أعرف ماذا و كيف رددت ، ترحمّت على أم محمد و انتهى الإتصال.
لا أعرف إن كان الإهمال الطبي أو قلّة حيلة الأطباء أو ضعف جسد أم محمد ، السيدة أمية عباس، أم أن كل ذلك كان وراء وفاتها بهذه السرعة، فالروح التي قاومت السرطان و تعافت منه كيف لها أن تستسلم لالتهابات أو تعب الكليتين ؟
قلت لزينب هذه المشفى مشكلتها مشكلة، مات صاحبها، و الورثة في حال خلاف و القضاء تدخّل لذلك لا عناية طبية كما يجب ، هكذا أخبرني بعض الزائرين الذين كانوا يعودون مرضاهم، قالت هنا الجميع يعرف والدتي و يعرفنا و هم مهتمّون بنا وهذا ما لاحظته بالفعل خلال اليومين أو الثلاثة أيام التي عدت فيها الأم العزيزة على قلوبنا جميعاً . قلت في نفسي لا بد أن خطأ ما حصل ، لكن لا، لم يحصل خطأ و ليس في الأمر سر ، فالمرض يهاجم الروح أولاً قبل أن يهاجم الجسد، إذا نجح المرض الخبيث بإنهاك معنوياتنا يبدأ بالتسلّل إلى أجسادنا ، هذا ما تفعله سائر الأمراض و السرطان على الخصوص ، النفس المتعبة مغناطيس الأمراض، و أي روح يحق لها أن تتعب أكثر من روح أم محمد ؟
على الرغم من قوتها الجسدية التي بدت عليها في غرفة العناية المشدّدة تحت التخدير وجهها لم يكن شاحباً أبداً كان طبيعياً و كأنها تستلقي على الصوفا الموضوعة في صالون بيتها كما شاهدتها أول مرة عدتها فيها، يومها نهضت و سلًمت لما عرفت أني قادم من سجن صيدنايا و لدي أخبار عن عمر و الشباب ، و بعد جدل بسيط مع ابنتها الصغرى سحبت سيجارة و أشعلتها و تجاذبنا أطراف الحديث ، أذكر ابتسامتها كبرق صغير في ريح غبراء ، ضحكت مراراً ضحكات لطيفة و صغيرة ، استغربت هذا الإشراق و الضوء الذي يملأ وجهها ، اعتقدّت لوهلة أنها قد تعافت، امتلأت بقوة روحها بضوء ابتسامتها و كلماتها السورية التي نبتت على أطرافها بضع كلمات أو حروف شاردة - كغزلان خائفة- بطعم لبناني , لكن ما هي سوى خمسة عشر يوماً حتى عادت أم محمد إلى المشفى، و منها هذه المرة إلى الغياب الكامل.
كان غياب محمد ابنها في المنفى القسري خارج البلاد أكثر الأشياء التي آلمتها ، كذلك غياب عمر في المنفى القسري داخل البلاد أكثر الأشياء التي آلمتها ، و كان غياب الزوج الأب أبو محمد،علي، في منفى قسري آخر داخل البلاد أكثر ما آلمها ، و كان غياب الأصدقاء و المعارف و حتى الجيران خوفاً أو تقاعساً أو انشغالاً بهمومهم الخاصة أكثر ما آلمها ، فليس أكثر من الوحدة قاتلاً للروح، أن تكون وحيداً في العالم و أنت وسط العالم و الناس من حولك، لكنك وحيد، تراهم و لا يروك تشعر بهم و لا يشعروا بك، هذا هو الموت، و كم من موت شبيه سيحصل لآخرين بسبب التجاهل و الخوف و الإبتعاد ؟
من أين يمكن الحديث عن عائلة المجد، المجد المجسّد بأعظم صورة، عائلة علي العبد الله ؟ أمن الأب المعتقل في سجن عدرا يمضي ما يزيد على عقوبته بستة أشهر ظلماً و عدوانا ،ً أم من الأخ المنفي في الولايات المتحدة ؟ أم من الأخ المرمي في صيدنايا ؟هل أتحدث عن الأب الرجل الإسلامي المتنور الذي بدأ ناصرياً و انتهى كديمقراطي إسلامي الذي فهم و مارس الإسلام بعقل و عقلية منفتحة متنورة ترى الوطن للجميع و لكل ما شاء من أيمان و عقيدة على ألاّ يعتدي أو يتعدّى على حرية الآخر و حقوقه ، الرجل الذي يفهم الإسلام كتعامل أخلاقي رحيم بين المسلمين و المسلمين و بين هؤلاء و سواهم من أديان لكن يبقى الجميع مواطنين في وطن واحد يحميهم دستور عادل، الرجل الذي أنشأ أولاده تنشئة حرّة منفتحة على العالم بلا تعصّب و لا مظاهر فامتلؤا بحب الوطن و أهله و امتلأوا حماساً للعمل السياسي الوطني و رفضوا الإستبداد و الظلم، فدفعوا حريتهم ثمناً و دفعت أمهم حياتها ثمناً لفقدانهم الطويل المتكرّر.
لن تكفّ الضغوط في حياة أم محمد و بعد موتها و آخر الضغوط على عائلة علي العبد الله، بالأحرى على ما تبقى من العائلة هو مطالبة ابنتي علي العبد الله و المرحومة أمية عباس بمغادرة منزلهم المستأجر بإيحاء من جهة ما يعرفها الجميع ، أطالب المعارضة السورية أطالب كل شريف في سورية و كل شريف سوري في أي مكان من العالم بالقيام بحملة تبرعات لشراء المنزل التي تسكنه العائلة , كل على قدر استطاعته، و لا أعتقد أنه أمر مستحيل، أليس غريباً ألاّ يملك مواطن سوري منزلاً و هو في الستين من عمره و أولاده تجاوز أصغرهم الثالثة و العشرين من العمر ؟ للأسف هذا ليس غريباً في سورية لاسيما في أوساط المعارضة !!
لا يمكننا مهما أطنبنا في الحديث و المديح أن نفي عائلة علي العبد الله حقّها ، عائلة المجد السوري الرفيع ، عائلة تستحق أن تكون قدوة ليس للسوريين فحسب، بل لكل عائلة حرّة في العالم.
في يوم من الأيام سيعلّق على صدور العائلة وسام الإستحقاق السوري من رتبة الفرسان من رتبة الشرف الرفيع،كما ستعلّق على صدور عائلات سورية كثيرة دفعت كل أولادها إلى السجون دفاعاً عن الوطن و في مواجهة الظلم و القهر و الإستبداد . ربما لن يكون الأمر بعيداً كما يتخيل الكثيرون ؟!
فراس سعد 14 -1 - 2011



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المريض السوري 2 : أخاف على خوفكم عليّ
- المريض السوري : مرة ثانية ... و العود أحمد ؟! ( إلى مهند الح ...
- أين الجيش السوري من الحرب الأسرائيلية على لبنان ؟
- الجواب الأصعب رداً على سؤال جهاد الزين الصعب ......نزعة الاس ...
- - اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري - نقد و تقريظ
- الهجوم على النظام تبريراً للهجوم على المعارضة........... و أ ...
- ضد إعلان بيروت – دمشق , دفاعاً عن ثلاثة أرباعه و عن كل الموق ...
- القراءة في كتاب الأب ......- الأمير- و الأسد
- الوطنية السورية و سورية أولاً رد على ياسين الحاج صالح
- الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - ف ...
- ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!
- إنقاذاً للبنان ... أفكار في تحييد لبنان إقليمياً و دولياً*ً
- هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي ؟يلعب عل ...
- التكوين اللبناني .... لبنان ضحية موقعه و أطماع جيرانه
- مأساة المعارضة السورية , مأساة خدام !! النزعة الشخصانية عند ...
- قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية
- الخوف من البديل السياسي في سورية ...الأسلاميون يشاركون في ال ...
- تقديس النص إلغاء الواقع
- أي مستقبل سياسي للأسلاميين في سورية ؟
- الأمريكيون و وصول الأسلاميين إلى السلطة في المنطقة


المزيد.....




- دول التعاون الإسلامي توقع اتفاقية لمكافحة الفساد
- هيئة الأسرى: إدارة سجن الدامون تعامل الأسيرات بطريقة وحشية
- الأمم المتحدة: نتواصل مع جميع الأطراف بشأن وقف إطلاق النار ف ...
- شؤون اللاجئين الفلسطينية تسلّم مساهمات مالية لأصحاب المنازل ...
- الرئيس الفلسطيني يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعم ...
- الجزائر: الأمم المتحدة بالتعاون مع سفارة فلسطين تحيي اليوم ا ...
- منظمة التحرير الفلسطينية تحذر من قرار إسرائيل حظر عمل الأونر ...
- الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في قطاع غزة غير مقبول
- هل سيتم اعتقال بنيامين نتنياهو إذا قدم إلى فرنسا؟
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانين بشأن إعدام مصري وبنغلادشي وت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فراس سعد - عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله