|
موضوعات حول الفكر الماركسي - الحلقة الأولى حول إشكالية الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وأفقها الاشتراكي:(بعض قضايا الإستراتيجية الثورية)
فؤاد الهيلالي
الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 22:51
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
موضوعات حول الفكر الماركسي
تشكل هذه الحلقات سلسلة من العروض الفكرية والنظرية سبق للكاتب أن قدمها في مناسبات مختلفة دفاعا عن الماركسية وقادتها الثوريين: ماركس، انجلس، لينين وماو. ولعل النقاشات الدائرة الآن وسط المناضلين والمناضلات، والتي فجرتها انتفاضة تونس الثورية (دجنبر 2010) (المسماة كذلك "انتفاضة الحرية" من طرف الجماهير التونسية) والتي لازالت تفاعلاتها مستمرة، وضعت على جدول أعمال الثوريين المغاربة ضرورة فتح نقاش واسع حول قضايا التغيير الثوري وبناء خطوطه الإيديولوجية والسياسية والاستراتيجية. ومما يعطي لهذا النقاش زخمه كون الانتفاضة الثورية التونسية لازالت لم تبرح حلقتها الأولى التي انتهت بإسقاط الديكتاتور بن علي ولم تقض على النظام الكمبرادوري التونسي، كون كذلك هاته الانتفاضة تمثل الشرارة الأولى لاندلاع النضال الثوري الحقيقي ضد الديكتاتوريات الرجعية بالمنطقة. ومساهمة في هذا النقاش يقوم الكاتب بنشر مجموعة من الموضوعات على شكل حلقات تعالج جوانب مختلفة من الفكر الماركسي الثوري انطلاقا من مقولة: "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية" وخدمة للفكر الماركسي الثوري.
الحلقة الأولى حول إشكالية الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وأفقها الاشتراكي: (بعض قضايا الإستراتيجية الثورية)
بقلم فؤاد الهيلالي
I –تقديم: يحتفظ مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية براهنية كبيرة في ظل الأزمة المتفاقمة للإمبريالية وانعكاساتها العميقة على الشعوب المضطهدة، التي ترزح تحت نير الاستغلال المكثف والاضطهاد القومي والنهب الدائم لخيراتها. ويقوم الرأسمال الإمبريالي بإخضاع هذه الشعوب عن طريق تحالف متين بين الدول الإمبريالية ووكلائها المحليين من إقطاع، كمبرادور وبرجوازية بيروقراطية في ظل أنظمة استبدادية معادية للمصالح الوطنية لشعوبها. وإذا كان المفهوم قد لعب دورا أساسيا في توضيح مهمات الشيوعيين داخل الدول المستعمرة أو الشبه - مستعمرة وكذا بعد إنتقالها إلى مرحلة الاستعمار الجديد. إلا أن هذا المفهوم قد تعرض، بعد الانتكاسات التي تعرضت لها الثورة العالمية، إلى العديد من التشويهات والتحريفات على يد التحريفيين والتحريفيين الجدد وغيرهم من ممثلي الفكر البورجوازي والبورجوازي الصغير. وقد أصبح ضروريا المساهمة في توضيح هذا المفهوم كجزء من مهمات التوضيح الإيديولوجي اللازمة لبناء الخط النظري والاستراتيجي للثورة المغربية. II – من الثورة بلا انقطاعات (الثورة المتواصلة عبر مراحل) إلى الثورة الثقافية البروليتارية. 1 - الثورة بلا انقطاعات: أ - ماركس والثورة الديمقراطية: عند صياغة البيان الشيوعي سنة 1848، كان ماركس وإنجلس قد وضعا المبادئ الأساسية للمادية الجدلية والمادية التاريخية. وقد ساعدهما ذلك على دراسة تاريخ مختلف الدول الرأسمالية آنذاك. وعندما دقت ساعة الثورات الأوروبية في 1848، استخلصا الاستراتيجية الثورية للبروليتاريا انطلاقا من الشروط الملموسة لتلك البلدان التي كانت تعرف نموا غير متكافئ للرأسمالية. كانت فرنسا قد قامت بثورتها البورجوازية منذ 1789، بينما ظلت ألمانيا متأخرة عن بريطانيا وفرنسا اقتصاديا وسياسيا. وانطلاقا من خصائص المرحلة التاريخية التي كانت تجتازها المانيا آنذاك ( نمو رأسمالي ووجود بروليتاريا ألمانية أقوى مما كانت عليه خلال الثورة الفرنسية في 1789) إلى جانب بورجوازية ناشئة ومتذبذبة أمام سلطة الإقطاع والدولة الاستبدادية، ومع إقرارهما بالطابع الديمقراطي للثورة الألمانية آنذاك، لم يقم ماركس وانجلس بنسخ النموذج الفرنسي بل اجابا عن إشكالية الاستراتيجية الثورية بطريقة علمية دقيقة جعلتهما يبدعان للبروليتاريا طريقا ثوريا يجمع في ذات الآن ويربط بين الثورة الديمقراطية والثورة الاشتراكية دون حرق للمراحل ولا سقوط في تبعية للبورجوازية. وتؤكد رسالة ماركس إلى اللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين سنة 1850 هذا المنحى: "تتلخص مصالحنا ومهامنا في جعل الثورة بلا انقطاعات طالما لم يتم إقصاء جميع الطبقات الميسورة إلى هذا الحد أو ذاك عن السيادة، طالما لم تظفر البروليتاريا بسلطة الدولة." تلكم هي نظرية الثورة بلا انقاطاعات عند ماركس. ب- لينين واستراتيجية الثورة المتواصلة عبر مراحل: كانت روسيا نهاية القرن 19 بداية القرن العشرين دولة إمبراطورية يحكمها نظام أوتوقراطي وتسود اغلب مناطقها علاقات شبه إقطاعية بينما كانت الرأسمالية تعرف نموا متزايدا ابتداء من نهاية القرن 19. - كيف بلور لينين مبادئ الثورة الديمقراطية؟ باعتماد التحليل الملموس للتشكيلة الاجتماعية الروسية، أدرك لينين مبكرا طبيعة هاته التشكيلة وسطر اهم مميزاتها (انظر كتاب: تطور الرأسمالية في روسيا- لينين). كانت روسيا تنتظر ثورتها الديمقراطية وكان الخلاف داخل الاشتراكية الديمقراطية الروسية حول طبيعتها، قواها المحركة، أفقها. وحده لينين أدرك عمق هاته الثورة وحدد مهامها الآنية والبعيدة. كان يرى ان الثورة المقبلة ستكون ثورة بورجوازية في أهدافها ومضمونها. لكنه أدرك من خلال تحليله الثاقب أن البورجوازية الروسية متخلفة وغير قادرة على الذهاب بالثورة حتى نهايتها. كانت البورجوازية الروسية ميالة إلى إصلاح النظام القيصري أكثر منها إلى التغيير الثوري. وبالفعل كانت البورجوازية الروسية تسير تحت جناح الحزب الملكي الليبرالي (الكاديت). كان على البروليتاريا -حسب لينين- أن تضمن قيادتها للثورة الديمقراطية بتحالف مع الفلاحين. فالفلاحون حسب لينين قادرون على الذهاب بالثورة الديمقراطية حتى نهايتها لأنهم يسيرون تحت قيادة الحزب الثوري والجمهوري. من هذه المنطلقات، دافع لينين عن مبادئ الثورة الديمقراطية في كتابه: "خطتا الاشتراكية الديمقراطية ..." ومجموعة من المقالات حول المسالة القومية والوطنية. فكان الطرح الاستراتيجي اللينيني كما يلي: 1- على البروليتاريا القيام بالثورة الديمقراطية حتى النهاية، وذلك بكسبها لدعم الفلاحين، وتحطيمها بالقوة مقاومة الأوتوقراطية وشلها لتذبذب وعدم استقرارية البورجوازية. 2- على البروليتاريا القيام بالثورة الاشتراكية، عن طريق كسبها للعناصر الشبه -البروليتارية من السكان، وذلك لتحطيم -عن طريق القوة- مقاومة البورجوازية وشل تذبذب الفلاحين والبورجوازية الصغيرة. 3- ومن منظور شامل، طور لينين أطروحته الإستراتيجية لتشمل الثورة في المستعمرات وشبه المستعمرات. من هنا التاكتيك اللينيني الداعم للحركات الديمقراطية البرجوازية في المستعمرات... وقام لينين بتدقيق الطرح لما أكد على ضرورة احترام مجموعة من الشروط من طرف الشيوعيين المنظمين آنذاك في الأممية الثالثة عند القيام بتحالف مؤقت مع الحركات الديمقراطية البورجوازية في المستعمرات والبلدان المتخلفة. ومن هذه الشروط عدم الاندماج مع هذه الحركات والحفاظ على استقلالية الحركة البروليتارية حتى ولو كانت في شكلها الجنيني، والقيام بعمل دعائي مستمر لفضح ادعاءاتها حول قدرتها على بناء دول مستقلة سياسيا. وقام لينين بتغيير وتدقيق بل وتعويض مفهوم "حركة ديمقراطية بورجوازية" بمفهوم آخر هو "حركة وطنية ثورية". وكان وراء هذا التغيير وجود ميل لدى البورجوازية للقبول بالتبعية للإمبرالية بدل الثورة وذلك خوفا من الشيوعية. 4- يعتبر لينين المؤسس الحقيقي "لنظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل" وترتكز النظرية اللينينية حول الثورة إلى سبع مبادئ أساسية: - اللينينية والمبادئ السبعة للثورة: أ – المبدأ الأول: الجماهير هي صانعة الثورة تحت القيادة الإيديولوجية والسياسية للبروليتاريا (الذات الثورية)، (الصراع الطبقي هو محرك التاريخ والجماهير هي صانعته). يتمشى الطرح اللينيني مع نظرية الصراع الطبقي كما بلورها مؤسسا الفكر الماركسي: كارل ماركس وفريدريك انجلس. ب – المبدأ الثاني: القيادة الطبقية للبروليتاريا لا تقوم ولا تحقق على أرضية الواقع إلا بوجود الحزب الماركسي- اللينيني الثوري باعتباره نواة قائدة للطبقة العاملة والجماهير الثورية. ج – المبدأ الثالث: معاصرة الثورة الديمقراطية للمرحلة الإمبريالية بما يعني نهاية مرحلة الثورات الديمقراطية بقيادة البورجوازية وتحولها إلى قيادة البروليتاريا. د – المبدأ الرابع: الثورة الوطنية الديمقراطية لا تصنعها البورجوازية. (انتهاء دورها التاريخي) في بلد يوجد تحت سيطرة وقمع الاستعمار والاستعمار الجديد بل تقوم الثورة بواسطة حكم العمال ولفلاحين تحت قيادة الطبقة العاملة وحزبها الثوري. ه – المبدأ الخامس: في تحليله للمسلسل الثوري (المرحلة الديمقراطية والمرحلة الاشتراكية) اعتمد لينين مبدأ "التمييز والترابط بدل التمييز فقط (الطرح المنشفي المرحلوي للثورة الذي يقيم حاجزا بين الثورتين الديمقراطية والاشتراكية) أو الترابط فقط (الطرح التروتسكي الذي يحرق المراحل: "نظرية الثورة الدائمة" عند تروتسكي). ينطلق لينين من اكتشافه "لقانون التطور الغير المتكافئ" للرأسمالية على الصعيد العالمي وكذا على صعيد كل بلد بل وعممه في فهم العلاقة بين القاعدة الاقتصادية والبنيات الفوقية السياسية والإيديولوجية. إن التطور حسب هذا المنظور يتم بإيقاع متفاوت وعبر قفزات. كما أن تحول التناقض الرئيسي هو الأساس الموضوعي للتمييز بين المراحل ولتحديد نظام التحالفات الذي تتبناه الاستراتيجية الثورية للطبقة العاملة وحزبها الثوري. على هذا الأساس ساند لينين وايد مفهوم الثورة "بلا انقطاعات" "سنبدأ السير في طريق الثورة الاشتراكية فور انتهاء الثورة الديمقراطية وذلك بقدر قوانا تماما، بقدر قوة البروليتاريا الواعية المنظمة، إننا نؤيد الثورة بلا انقطاعات" (لينين: المجلد 11 ص 222). و – المبدأ السادس: انطلاقا من فهمه الجدلي العميق للمسلسل الثوري أكد لينين على مفهوم الانقطاع في إدراك السيرورة التاريخية للثورة إذ بدون ذلك لا تتوفر إمكانية التمييز بين التناقضات والتحالفات على ضوء مهام مرحلة محددة. وهذا خلافا للطرح التروتسكي الذي أكد على مبدأ الاستمرارية وإمكانية حرق المراحل (نظرية الثورة الدائمة لتروتسكي) لقد سقط التروتسكيون في نظرة أحادية الجانب لم تدرك النتائج الأساسية "لقانون التطور الغير المتكافئ". فحسب تروتسكي "لقد قامت الرأسمالية بتحويل العالم كله إلى منظومة واحدة اقتصادية وسياسية بربطها لكل البلدان بنمط إنتاجها وتجارتها". على هذا الأساس قام التروتسكيون بإلغاء الخصوصيات الوطنية للبلدان والشروط الملموسة النوعية للثورات (برنامج الانتقال الصالح لكل البلدان). كما سقط التروتسكيون في خطا قاتل عندما اعتبروا ان القطب المركزي للثورة هو نهائيا في الغرب الرأسمالي مما أدى بهم إلى الانعزال عن أهم الثورات في العالم. ز – المبدأ السابع: الهيمنة الإيديولوجية للبروليتاريا في المسلسل الثوري. انطلاقا من أممية المشروع البروليتاري ومن الحقائق العامة لإيديولوجيتها الثورية ومن سدادة الخط السياسي والاستراتيجي تستطيع الطبقة العاملة في بلد ما حتى وإن كانت ضعيفة عدديا أن تفرض هيمنتها الإيديولوجية والسياسية وسط الفئات والطبقات الكادحة وذلك عبر الأداة الإيديولوجية والسياسية التي يمثلها حزبها الشيوعي. هكذا في خضم الإعداد للثورة الروسية الأولى (1905) وفي خضم معاركها ولدت "نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل" عبر معارك نظرية وميدانية ضد "المرحلوية" المنشفية (الفصل بين الثورتين، واكتفاء الطبقة العاملة وحزبها الاشتراكي الديمقراطي بدعم القيادة البرجوازية من اجل تحقيق الجمهورية الديمقراطية، وضد استراتيجية حرق المراحل التروتسكية (الثورة الدائمة وديكتاتورية البروليتاريا مباشرة، واحتقار دور الفلاحين). لقد كثف البلاشفة أهداف الثورة الديمقراطية في شعار: "الديكتاتورية الديمقراطية الثورية للبروليتاريا والفلاحين". وبعد ثورة فبراير 1917 وقيام ازدواجية السلطة (الدولة البورجوازية وسلطة السوفيتات العمالية) ونضج الشروط الذاتية والموضوعية، قام لينين بقيادة الثورة نحو مرحلتها الاشتراكية (انظر موضوعات نيسان-لينين 1917). وعندما انتقل المسلسل الثوري إلى مرحلته الاشتراكية، كانت "نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل" قد اجتازت امتحانها التاريخي عندما قامت البروليتاريا الروسية بحسم ازدواجية السلطة لصالحها وأقامت الدليل على صحة تلك النظرية التي ستقوم الأممية الثالثة بتعميم دروسها ونتائجها وتصبح بذلك إحدى ركائز الفكر اللينيني المبدع. ج – الأممية الثالثة وتعميم نظرية "الثورة المتواصلة عبر مراحل". على خطى لينين قام ستالين بالدفاع عن النظرية اللينينية والتعريف بها داخل الأممية الثالثة مما جعل هاته الأخيرة تتبناها وتجعلها في مقدمة اطروحاتها حول طبيعة الثورة العالمية وخاصة بالنسبة للمستعمرات والشبه مستعمرات. ففي برنامج الأممية الثالثة الصادر سنة 1928، نجد تحديدا للثورة البروليتارية العالمية يرى في هاته الأخيرة نتاجا لمسارات مختلفة وغير متزامنة. أ – ثورة بروليتارية بالمعنى الخاص وتعني البلدان الرأسمالية. ب – ثورة ديمقراطية بورجوازية تنتقل إلى ثورة بروليتارية وتعني الدول الرأسمالية التي تعرف نموا ضعيفا للرأسمالية وحيث الإقطاع لا زال يحتفظ بقاعدة له. ج – الثورات الوطنية في المستعمرات وحروب التحرير الوطني وتعني الدول المستعمرة والشبه مستعمرة. هكذا بالنسبة للدول المعنية بالنقطة "ب" و "ج" تقوم البروليتاريا وأحزابها الثورية، بعد إنجاز ثوراتها الديمقراطية أو الوطنية الديمقراطية بالانتقال من الديكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين لى الديكتاتورية الاشتراكية للبروليتاريا. وتكون من مهام هاته الثورات ("ب" و "ج"): - القضاء على الإقطاعية وكل اشكال الاستغلال ما قبل -رأسمالية. - القيام بالثورة الزراعية. - - النضال ضد الإمبريالية من أجل الاستقلال الوطني. عموما هناك محوران أساسيان للثورة في هذه البلدان: - محور الثورة الزراعية ويعني الأغلبية الساحقة من الفلاحين. - محور الاستقلال الوطني ويعني مواجهة الإمبريالية. وبمناسبة النقاش داخل الأممية الثالثة حول "المسألة الصينية" اصطدمت "نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل" مع النظرية التروتسكية حول "الثورة الدائمة". وتركزت نقط الخلاف حول: - المسألة الفلاحية. - طبيعة البورجوازية الوطنية. - مسالة الثورة الزراعية. كان تروتسكي ومن يرون رايه مخطئون لأنهم بتشبثهم بنظرية "الثورة الدائمة" اعتبروا ان "بين كيرنسكي – تشان كاي شيك والثورة البروليتارية لا وجود لنظام وسيط" يعنون بذلك نظام الدكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال والفلاحين. وقد أثبت التاريخ صحة الموقف اللينيني الذي دافع عنه ستالين واغلبية الأممية الثالثة والقائم على إعطاء الثورة الصينية المميزات التالية: -الثورة الصينية ثورة بورجوازية ديمقراطية. - الثورة الصينية ثورة تحرير وطني. - الإقرار بضعف البورجوازية الصينية. - إثبات الدور الهام للفلاحين. - أهمية قيادة البروليتاريا. - دعم الاتحاد السوفياتي للثورة الصينية. د – ما وتسي تونع: من ثورة "الديمقراطية الجديدة" إلى "الثورة الثقافية البروليتارية": كانت الثورة الصينية إحدى المحطات التاريخية الكبرى التي أثبتت فيه نظرية : "الثورة المتواصلة عبر مراحل" جذارتها وأهليتها لتكون إحدى الركائز الهامة لنظرية الثورة العالمية التي صاغها لينين ودافع عنها ستالين وقام بتطويرها ماو. قام ماو بتحليل طبقي للمجتمع الصيني اثبت فيه الطبيعة الشبه الإقطاعية والشبه الاستعمارية للصين، كما أوضح طبيعة الطبقات المتناحرة داخل المجتمع الصيني حيث ابرز الدور القيادي للبروليتاريا الصينية واهمية الفلاحين، كما اقام الدليل على وجود بورجوازية وطنية مناهضة للاستعمار (رغم تقلباتها) إلى جانب شرائح كمبرادورية من البرجوازية وخلص كذلك إلى سيادة بورجوازية بيروقراطية في خدمة الإمبريالية ومتحالفة مع كبار الملاكين العقاريين. من ذلك تتضح طبيعة الثورة الصينية ومهامها كثورة وطنية ديمقراطية معادية للإمبريالية والإقطاع والكمبرادور والبورجوازية البيروقراطية. وباعتبار الثورة الفلاحية، المستندة على الثورة الزراعية وقيادة البروليتاريا وحزبها الشيوعي، الميزة الأساسية لهاته الثورة. لقد استوعب ماو جيدا طبيعة الثورة الصينية باعتبارها تمر بالضرورة بسيرورتين مختلفتين ومترابطتين تمثل الثورة الديمقراطية السيرورة الأولى الممهدة للسيرورة الثانية أي الثورة الاشتراكية ولكل منهما تناقضاتها وتحالفاتها واستراتيجياتها ومهامها السياسية والاقتصادية والثقافية. هكذا قام ماو بتطبيق نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل انطلاقا من الواقع الخاص للصين. وساهم بذلك في تطوير النظرية اللينينية عندما اقام تمييزا دقيقا بين الديمقراطية المنتمية إلى المفهوم القديم والديمقراطية المنتمية إلى المفهوم الجديد فأطلق عليها اسم "الديمقراطية الجديدة". ومن ثمة أخذت نظرية "الثورة المتواصلة عبر مراحل" اللينينية شكلا جديدا، لقد أصبحت " ثورة الديمقراطية الجديدة"، فما هي "ثورة الديمقراطية الجديدة"؟ قام ماو بمعارضة مفهوم "الديمقراطية القديمة" من النوع البورجوازي بمفهوم "الديمقراطية الجديدة" المرحلة الاولى للثورة الاشتراكية. سيرا على خطى لينين اعتبر ماو ان مسار التاريخ العالمي قد تغير باندلاع الحرب الإمبريالية العالمية الاولى وقيام اول ثورة اشتراكية منتصرة (ثورة اكتوبر 1917)، وهما عاملان اساسيان دشنا عهدا جديدا للإنسانية: عصر الامبريالية والانتقال إلى الاشتراكية. - كانت الثورة الديمقراطية البورجوازية (النوع القديم من الديمقراطية) تقوم بتطوير الراسمالية وتحقيق المجتمع الراسمالي ودولته التي هي ديكتاتورية البورجوازية. اما الثورة الديمقراطية الجديدة (النوع الجديد من الديمقراطية) فهي كذلك تسمح بتطوير الرأسمالية ولكن تحت قيادة البروليتاريا وتعمل على بناء مجتمع الديمقراطية الجديدة حيث الدولة هي ديكتاتورية الطبقات الثورية تحت قيادة البروليتاريا وحزبها الثوري. - إن معاصرة الثورة للمرحلة الإمبريالية وضعف البورجوازيات المحلية التابعة وضع على عاتق البروليتاريا مهمة قيادة الثورة الديمقراطية التي أصبحت بحكم طابعها المعادي للإمبريالية إحدى مكونات الثورة الاشتراكية العالمية. ويرى ماو ان الثورة الاشتراكية العالمية تعتمد على البروليتاريا في البلدان الراسمالية كقوة رئيسية والشعوب المضطهدة في المستعمرات واشباه المستعمرات كقوة حليفة. وعلى هذا الأساس اعتبر ماو أن "ثورة الديمقراطية الجديدة" تمثل حقيقة عامة بالنسبة للبلدان المستعمرة والشبه المستعمرة. - مثلت التجربة الصينية نموذجا ناجحا ل"ثورة الديمقراطية الجديدة" حيث كان امام الشيوعيين الصينيين بقيادة ماو مهمتين للتحقيق: 1- إنجاز الثورة الوطنية والاستقلال الوطني اتجاه الإمبريالية والاستعمار. 2- تحقيق الثورة الديمقراطية عبر القضاء على الإقطاع والكمبرادور والبورجوازية البيروقراطية وإنجاز الثورة الزراعية. هكذا مثلت الثورة الديمقراطية في الصين الإعداد الضروري للثورة الاشتراكية، بينما جسدت الثورة الاشتراكية النتيجة المنطقية للثورة الديمقراطية. "أو ليس الهدف النهائي لكل شيوعي كما يقول ماو هو النضال بكل قواه من اجل التشييد النهائي للمجتمع الاشتراكي والمجتمع الشيوعي". هـ– خلاصات عامة: لقد استعرضنا مسار تطور النظرية الماركسية حول الثورة الديمقراطية عبر تبيان وجود ثلاث حلقات متميزة ومترابطة في نفس الآن، يجمعها جميعا خيط المنهجية الماركسية المستندة إلى المادية الجدلية والمادية التاريخية ونظرية الثورة البروليتارية وبرنامجها. * الحلقة الأولى: "الثورة بلا انقطاعات". كانت الدول الثلاث (إنجلترا، فرنسا، ألمانيا) عند منتصف القرن 19 تعرف نموا اقتصاديا ووضعا سياسيا مختلفين. فإذا كانت فرنسا وإنجلترا قد قطعتا أشواطا هامة بحيث على إثر الثورات البورجوازية التي عرفتها (الثورة الإنجليزية: 1689، الثورة الفرنسية: 1789) أصبحت البورجوازية تتبوأ مقاليد السلطة السياسية مدعمة في ذلك بنمو علاقات الإنتاج الرأسمالية ضمن رأسمالية تنافسية بل (انطلقت الثورات الصناعية داخلها)، فإن البلد الثالث ألمانيا كان يعاني من تخلف اقتصادي كبير نتيجة سيطرة الإقطاع ونتيجة التجزئة القومية وسيادة الاستبداد السياسي. لقد كان الوضع الألماني ينسحب على جل دول أوربا الغربية التي كان جلها لم ينجز ثورته البورجوازية بعد ويعاني من السيطرة الإقطاعية أو الشبه -إقطاعية... كانت الرأسمالية في ألمانيا كما في مجموعة من الدول الأوروبية الأخرى قد بدات تشق طريق نموها، إلا ان هذا الوضع الجديد قد تميز عن سابقه في فرنسا وإنجلترا- قبيل الثورات البورجوازية- بضعف البورجوازية وترددها وقبولها وتحالفها مع أنظمتها الإقطاعية وذلك خوفا من الثورة البروليتارية التي تهدد مصالحها (مثال ألمانيا). لقد كانت الطبقة العاملة في ألمانيا أكثر أهمية من نظيرتها الفرنسية إبان الثورة الفرنسية. وهذا وضع جديد نتج عن قانون التطور اللامتكافئ للرأسمالية والذي اكتشفه لينين فيما بعد. بلدان متقدمة اقتصاديا (إنجلترا وفرنسا) وبلدان متخلفة عن الركب لازالت الرأسمالية داخلها تعيش بداياتها الأولى. عندما دقت ساعة الثورات الأوربية في 1848، كانت البروليتاريا متأهبة للنضال الثوري بينما كانت البورجوازية ضعيفة في هذه البلدان (نعني ألمانيا وباقي الدول التي كانت أوضاعها شبيهة بالوضع الألماني) ومترددة. فما كان بالإمكان استنساخ النموذج الفرنسي (ثورة 1789) ولا حتى القبول به لاختلاف الأوضاع الاقتصادية والسياسية... في هذا السياق قام ماركس، الذي كان عارفا بالتاريخ الألماني ببلورة نظريته حول "الثورة بلا انقطاعات" انطلاقا من استحضار دروس الحرب الفلاحية في ألمانيا خلال القرن 16 (انظر كتاب "حرب الفلاحين"-انجلس) بصياغة الاستراتيجية الثورية التي كانت ترى أن البروليتاريا بالاعتماد على الفلاحين وشل تذبذب البورجوازية تقوم بإنجاز الثورة الديمقراطية وتهييء شروط الثورة الاشتراكية. وهذا ما أطلق عليه اسم "الثورة بلا انقطاعات". * الحلقة الثانية: "الثورة المتواصلة عبر مراحل" لقد انطلق لينين في صياغته ل "نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل" من قراءته الجيدة للثرات الماركسي ومن تحليل الواقع الروسي (بلد شاسع يرزح تحت قهر دولة أوتوقراطية يشكل الإقطاع سندها الرئيسي وتعرف نموا للرأسمالية تولد عنه نشوء بورجوازية ضعيفة ومترددة وبالمقابل بروليتاريا مكافحة ومتأهبة للنضال الثوري ووجود جماهير فلاحية واسعة تعاني من القهر والاستبداد الإقطاعي. وضمت روسيا والإمبراطورية القيصرية في أحضانها العديد من القوميات والإثنيات والأقليات كانت تعاني من الاضطهاد القومي والقهر الإقطاعي (انظر كتاب "تطور الرأسمالية"- لينين وكتاب "ثورة البلاشفة"). لقد كان على الثورة الروسية بقيادة البروليتاريا أن تضطلع بمهمتين: القيام بالثورة الديمقراطية وحل المسالة القومية. كان هذا هو الإطار العام الذي تبلورت فيه افكار لينين حول الثورة الديمقراطية وقد سبق أن ذكرنا اهم المنطلقات والمبادئ اللينينية التي أدت إلى نشوء نظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل. (سبع مبادئ). وما نريد التأكيد عليه هنا هو فقط الإشارة إلى أن كتاب لينين "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" يعتبر من وجهة نظرنا ذو أهمية قصوى ذلك أنه حدد الشروط الجديدة للصراع الطبقي على الصعيد العالمي من خلال تحليله لمميزات وسمات المرحلة الإمبريالية من تطور الرأسمالية فهو في نفس الوقت يضع الأسس العلمية لاستراتيجية الثورة العالمية. لقد اعلنت الأطروحات اللينينية "انتهاء الحقبة التاريخية للثورات البورجوازية (الإمبريالية اعلى مراحل الرأسمالية) وافتتاح مرحلة الثورات الاشتراكية. وبهذا أصبحت اللينينية هي ماركسية العصر الإمبريالي والثورات البروليتارية. وكنتيجة منطقية للتحليل اللينيني فقد اعتبرت حركات التحرر الوطني جزءا مكملا للثورة الاشتراكية الصاعدة وليس للثورة البورجوازية التي انتهت حقبتها التاريخية. ولا يمكن إدراك عمق النظرية اللينينية عن "الثورة المتواصلة عبر مراحل" التي ترتكز على سيطرة البروليتاريا في المرحلة البوجوازية من الثورة دون وضعها في إطار شامل للثورة العالمية. فالاستراتيجية اللينينية للثورة العالمية تعتمد كذلك مفهوم "الحلقات الضعيفة للنظام" وقانون التطور اللا متكافئ للراسمالية وقيادة البروليتاريا للفلاحين (التحالف العمالي الفلاحي، ومفهوم الهيمنةالإديولوجية للبروليتاريا في المسلسل الثوري عبر حزبها الشيوعي... إلخ). * الحلقة الثالثة: "ثورة الديمقراطية الجديدة" أدرك ما وتسي تونغ في وقت مبكر من الثورة الصينية القيمة العالمية لنظرية "الثورة المتواصلة عبر مراحل". كان حل قضايا الثورة الصينية يتطلب إيجاد حل للمسألتين الوطنية والديمقراطية أي بمعنى أن الثورة كانت تتميز بطابعها المعادي للإمبريالية وللإقطاع وللكمبرادور على حد سواء. وكانت التشكيلة الاجتماعية للصين تتميز بطابع شبه- استعماري وشبه -إقطاعي (بل واستعماري مباشر بعد تدخل اليابان ابتداء من 1931). مما جعل مهام الثورة الديمقراطية الصينية تتلخص في: - تحطيم السيطرة الإمبريالية على الصين. - القضاء على الرأسمالية البيروقراطية وطبقتها البورجوازية البيروقراطية وعلى الكمبرادور. - القضاء على الملكية العقارية الكبيرة وطبقتها الإقطاعية وإنجاز الثورة الزراعية. - دعم الرأسمالية المتوسطة وكسب تحالف البورجوازية الوطنية. وانطلاقا من التحليل الطبقي للمجتمع الصيني، استطاع ماو استيعاب جوهر الثورة الديمقراطية الصينية المتمثل في دور الأغلبية الفلاحية التي تمثل القوة المحركة الرئيسية للثورة، وفي دور البروليتاريا كطبقة قائدة للثورة. فالثورة الصينية في عمقها حرب فلاحية يقودها حزب شيوعي. وبما أن الثورة كانت ذات طابع وطني بالإضافة إلى طابعها الديمقراطي، فقد ادرك ماو أهمية وحدة وتحالف الطبقات الأربع (البروليتاريا، الفلاحين، البورجوازية الوطنية، البورجوازية الصغيرة). ولحسم قضية السلطة، المهمة المركزية لكل ثورة حسب الاطروحة اللينينية، اعتبر ماو تسي تونغ ان الحرب الشعبية هي الشكل الأساسي للنضال الثوري والأداة المسلحة (الجيش الأحمر) هي الشكل الرئيسي للتنظيم دون أن يعني ذلك إغفال الأشكال الأخرى. من هذا المنطلق يشكل الحزب الشيوعي (قيادة الثورة)، الجيش الأحمر، الجبهة الوطنية المتحدة (تحالف طبقات الشعب الأربع) الأدوات الثلاث في استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية او ثورة الديمقراطية الجديدة. ويتمثل الهدف السياسي للثورة في تحطيم الدولة القديمة (دولة البورجوازية البيروقراطية والكمبرادور وملاكي الأراضي الكبار) وبناء نظام دولة الديمقراطية الجديدة الذي يقوم على الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية للطبقات الأربع ونظام حكم سياسي تمثله الجمهورية الشعبية للديمقراطية الجديدة التي تسير نحو الانتقال إلى الاشتراكية تحت قيادة الحزب الشيوعي. إن نظام الديمقراطية الجديدة ينبني على سياسة اقتصادية جديدة واقتصاد جديد يعتمد على تاميم مصالح الرأسمال الإمبريالي، ومصالح الرأسمالية البيروقراطية، وانتزاع أراضي الملاكين الكبار وتوزيعها على الفلاحين الفقراء، وتطوير اقتصاد وطني يستجيب للمصالح الأساسية للشعب. ودعم وتطوير ثقافة وطنية، ديمقراطية شعبية وعلمية معادية للإمبريالية، وإطلاق الحريات الديمقراطية الأساسية للشعب وحمايتها وقمع كل الطبقات المعادية للثورة وللشعب والدفاع عن الحقوق الوطنية والقومية والثقافية للشعوب والأقليات. تشكل نظرية ماو حول ثورة الديمقراطية الجديدة تطويرا لنظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل للينين من خلال تطويرها لأدوات الثورة الثلاث (الحزب، الجيش الأحمر، الجبهة الوطنية المتحدة) ومن خلال وضعها لأسس دولة الديمقراطية الجديدة (التفريق بين نظام الدولة القائم على ديكتاتورية الطبقات الأربع ونظام الحكم المتمثل في نظام الجمهورية الشعبية إلخ). ومن خلال إدراك الطابع المعادي للإمبريالية للثورة والسير في اتجاه بناء الاشتراكية. وبالاستفادة من تجارب البناء الاشتراكي، ومن تحليل الهزائم التي تعرضت لها البروليتاريا على يد التحريفية السوفياتية وفي بلدان أوربا الشرقية، وانطلاقا من دراسة خصائص الثورات المضادة التي قامت في أوربا الشرقية (تشيكوسلوفاكيا والمجر وفي ألمانيا الشرقية وإعادة الرأسمالية إلى يوغوسلافيا) وسلوك العديد من الأحزاب الشيوعية في أوربا الغربية وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا منحى تحريفي، ومن تحليل الوضع الصيني بعد الانتقال إلى بناء الاشتراكية، قام ماو بإبداع مفهوم الثورة الثقافية البروليتارية باعتبارها ثورة طبقية تستهدف أعداء الثورة المتمركزين داخل الأجهزة القيادية للحزب وللدولة وعلى مستوى البنيات الفوقية السياسية والثقافية والإيديولوجية (تعليم، ثقافة، إعلام، إيديولوجيا، أدب وفن...) وتمثل الثورة الثقافية البروليتارية، التي اطلقت المبادرات الثورية لملايين الجماهير الثائرة من عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين والأطر الثورية للحزب في مواجهة أعداء الثورة من تحريفيين وبورجوازيين، إحدى اهم محطات الفكر الثوري الماركسي اللينيني بما شكلته من تطوير لفهم قوانين الصراع الطبقي في ظل ديكتاتورية البروليتاريا ومن أجل الديكتاتورية الكاملة للبروليتاريا على كل المستويات السياسية، الإيديولوجية، الاقتصادية والثقافية. إن الثورة الثقافية البروليتارية إسهام كبير في الفكر الماركسي اللينيني. وهي بذلك تعتبر تطويرا خلاقا وجديدا لنظرية الثورة المتواصلة عبر مراحل اللينينية. هكذا تكون الثورة الصينية بقيادة ماو قد قامت بتطوير نظرية الثورة اللينينية على مرحلتين (مرحلة الثورة الديمقراطية ومرحلة الثورة الاشتراكية) وذلك من خلال الارتقاء بها إلى مستوى أعلى عبر مفهوم "الديمقراطية الجديدة" وإغنائها في مرحلة ثانية (مرحلة بناء الاشتراكية) وجعلت الثورة مستمرة حتى خلال الحقبة الاشتراكية في ظل ديكتاتورية البروليتاريا. "إن الشيوعية هي علم تحرر البروليتاريا" كما يقول انجلس (انظر "مبادئ الشيوعية" -انجلس) وقد عرضنا بشكل مركز لإحدى جوانب هذا العلم من خلال إبراز أهم حلقات التطور في الفكر الاستراتيجي الماركسي.
#فؤاد_الهيلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|