أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد بلمودن - تونس والثورة المغدور بها














المزيد.....

تونس والثورة المغدور بها


فؤاد بلمودن

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 20:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



تونس والثورة المغدور بها

أستسمح الزعيم الماركسي السوفياتي تروتسكي في استعارة عنوان كتابه: "الثورة المغدور بها " في وصف مآل الثورة الشعبية بتونس على الأقل بالنظر للمعطيات الراهنة التي تصل أصدائها من بلد المعزوزي شهيد الحكرة . تروتسكي في كتابه الذي ألفه في المنفى كان يتحدث عن التحريف الكبير الذي تعرضت له الثورة البلشفية بالإتحاد السوفياتي على يد ستالين ودائرة المقربين منه داخل الحزب الشيوعي ، وكيف تحولت دكتاتورية البرولتاريا تدريجيا إلى دكتاتورية الحزب الوحيد ، ومن ثم إلى دكتاتورية الزعيم الأوحد. أما بالنسبة إلى تونس فالشعب الذي أشعل الثورة وأعلن العصيان المدني ، كان يهدف أساسا إلى الإطاحة بالطاغية الدكتاتور بن علي ونظامه الفاسد ، لكن ثعالب النظام التونسي التي ضحت بالطاغية بطريقة لا تخلو من علامات استفهام مريبة ، تعرف كيف تحول الهزيمة إلى نصر، وذلك من خلال تخريجة دستورية - رغم ما طبعها في البدء من تردد وارتباك- وظفت فيها فصول الدستور، فالذي يتأمل تشكيلة الحكومة الإنتقالية التي أعلنها محمد الغنوشي أحد ثعالب النظام وأكثر المقربين من بن علي والزعيم الحالي للحزب الحاكم ، حيث تضم ست وزارات من نصيب الحزب الحاكم بما فيها الوزارات السيادية ، بينما منحت الأحزاب المعارضة وزارات ثانوية ولا قيمة لها، لاسيما في حكومة انتقالية لن يتجاوز عمرها شهور معدودة ، مع العلم أن هذه المعارضة المعترف بها من قبل نظام بن علي أكثرها كان ظلا للنظام التونسي في المؤسسات السياسية وأشبه بأرانب السباق ، دون أن تشكل أي خطر عليه فيما يشبه تبادل الأدوار وهي على غرار ما يسمى بالأحزاب الإدارية بالمغرب . إنها عملية سطو واضحة المعالم للإلتفاف على الثورة .
ففي الوقت الذي تعمل عصابات الحزب الحاكم على إحداث البلبلة والاضطراب في البلاد لإشغال الناس بالإشكالات الأمنية ، يخطط محمد الغنوشي وفؤاد المبزغ وبقايا عهد الفساد للإلتفاف على الثورة عبر بوابة الشرعية والدستور، مع حرص واضح على استبعاد وإقصاء المعارضة غير المعترف بها وعلى رأسها الإسلاميين وبعض قوى اليسار .
فهل سيعي التونسيون الدرس أم يستسلموا للأمر الواقع ويرضوا بانتصار
منقوص بحيث يتركوا انتهازيي الحزب الحاكم يعيدون إنتاج الدكتاتورية والحكم المطلق، فتبقى البلاد تدور في حلقة مفرغة ؟
أم أن حراس الثورة من أبناء شعب تونس الباسل سيهبون من جديد للإنتفاضة على فلول الفساد ، وحماية الثورة من الغدر ؟
لا شك أن شعب تونس يملك من النضج والوعي ما يمكنه من إدراك خطورة الوضع والمنعرج الذي تمر به ثورته المظفرة ، لكن حدار من الإستهانة بأعداء الثورة فهم يمتلكون من المكر والدهاء والقدرة على التلون الحربائي ما يجعلهم قادرين على العودة للحياة السياسية من جديد لحماية مصالحهم ، يساندهم في مسعاهم أنظمة الإستبداد الإقليمية ناهيك عن المخابرات الإستعمارية وعلى رأسها فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة . وما الإشارات الأولية التي صدرت عن هذه الأطراف الخارجية وخصوصا النظام الليبي والفرنسي والإسرائيلي إلا خطوة في ذلك الإتجاه .
فهل بالفعل أجهضت الثورة وثم إجهاضها ؟ أم أن التونسيون لا زالوا يمتلكون زمام المبادرة رغم استمرار رموز النظام الفاسد في السلطة؟



#فؤاد_بلمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط طاغية العصر دروس وعبر
- الملحمة التونسية هل هي نهاية عقدة الخنوع العربي أم بداية أفو ...
- استشراف مستقبل الأمة عند الدكتور سهيل عناية الله من خلال مرا ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد بلمودن - تونس والثورة المغدور بها