أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله














المزيد.....

المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 08:52
المحور: المجتمع المدني
    



يبدو لى ان المشهد التونسى الحالى يمكن ان يمثل حقيقة بدايه جديده لموقف الدوله العربيه من الدين وموقف الدين " الاسلامويين" من الدوله. فمنذ استقلال دولنا العربيه والمعادله بين الطرفين مختله حيث يبدو انتصار الدوله اضعاف للاسلامويين وهزيمتها انتصار لهم وفى حالات محدوده تم التزاوج بين الطرفين بقيام دوله يسيرها الاسلاموييون كما حصل فى السودان فكانت النتيجه وبالا على الطرفين. مما لاشك فيه ان الدوله فى عالمنا العربى افتقرت اساسا الى مكوناتها الحقيقيه التوافقيه عند قيامها فكانت الايديولوجيا بما فيها الدين هى اللاصق لوجودها واستمرارها كذلك فاستعانت بالايديولوجيا الاشتراكيه فى جزء وفى الدين فى جزئها الاخر وتحولت مع الوقت الى الراسماليه الرثه كلاصق بدلا عن العاملين السابقين بعد حين وان كان شكلا فقط لان بنيتها الاساسيه اقطاعيه دينيه قبليه. وقد كانت الدوله العربيه فى بعدها الايديولوجى عنيفة فى قمع الدين السياسى الا انه وبعد هزيمه التيار القومى واختلال توازن العالم بعد رحيل الاتحاد السوفيتى السابق. انبرى الاسلامويون وتحدثوا عن نهايه للتاريخ العربى تتمثل فى حكمهم وبأنه ليس هناك من قادم سوى ثورتهم . فتلاشت فى الوعى الدوله المدنيه وانكفأ دعاتها او بدوا وكأنهم على خجل يتحدثون. وكلما تمظهرت التشكيلات الدينيه وازداد الصراع بينها كلما خفت الامل حتى اضطر الغرب لحماية خطوط اقتصاده ان يتدخل بأسم الديمقراطيه وحقوق الانسان ولكن الداخل المعنى لايستجيب الا لمكوناته التى تسكن احشائه. لذلك ارى واعتقد ان ما يحدث فى تونس اليوم فرصه عظيمه للامه يجب الامساك بها والاعتبار بها , فالذى اشعل فتيل الثوره ليسوا اسلامويون وان كانوا مسلمون فى بعضهم فى حين انها قامت واشعلت من اجل الدوله دولة الجميع وبشعارات وطنيه وجيفاريه نسبه الى "جيفارا" المناضل الاممى وشارك جميع افراد الشعب بجميع انتماءاتهم فيها واديانهم , لماذا نشير فقط الى التيار الاسلامى لانه الاقدر على اقتناص الفرصه لان مرجعيه هذه الشعوب اسلاميه اساسا فعندما عندما تسيس هذه المرجعيه وتتأخذ من بينها اخدانا تصبح خطرا لانها تضع الدين فى مقابل خيارات الناس السياسيه والاجتماعيه والمعيشيه وادركهم لامور دنياهم فتصبح دولة داخل الدوله كما شهدنا فى العراق بعد نظام صدام حسين , او تصبح الامور مبرمجه بالفتاوى التى تعمل فتكا بقوانين الدوله وانظمتها بأسم الدين , ناهيك عن خطورة تلازم الدوله مع الدين وكم مرة فى تاريخنا اصبح الرئيس او الحاكم اميرا للمؤمنين وكم مرة فى تاريخنا اصبح المفتى بصاما وشاهد زور لتاريخ الامه. من حسن حظ تونس ان مجتمعها يقبل التعدديه اساسا انها فرصه يجب التنبه لها المشهد التونسى مشهدا مدنيا دستوريا رغم بقاء اثار للعهد البائد الا ان الشعب متيقظ وعلى فطنه , الامل فقط فى حكومات التوافق والتعدديه, الامل فقط فى رفع مستوى معيشه الشعوب , الامل فقط فى حسن توزيع الثروه , الامل فقط فى الدوله المدنيه, الامل فقط فى الاسلام السمح , اسلام التعايش واعمار الارض , الامل فقط فى ان يعيش الدين فى الدوله لا ان تعيش الدوله فى الدين . شكرا تونس , شكرا شعب تونس العظيم لقد اكملتوا الدرس وعلى امتكم استيعابه كيلا تلم كراريسها وتحزم حقائبها نفيا من التاريخ لانه الدرس الاخير



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية زوال النظام
- المشهد التونسى- الوطن- الحامى للعقيده لا -العقيده -الحاميه ل ...
- البنيه السرطانيه للسلطه العربيه
- دولة- العشوائيات- الخطر الداهم
- تحريم التصويت -دينيا- وجهة نظر
- -لا نصلح الا بهم ولا يصلحون الا بنا-
- بوادر الوعى السياسى فى قطر 1950-1970--وتعليقى عليه
- العربى انسان مؤجل
- الشخصيه النمطيه واستحالة الممارسه الديمقراطيه
- حمد وعبدالناصر والحيلوله دون وقوع -big mess-
- هل التجربه الديمقراطيه الكويتيه ضحية مجالها الحيوى؟
- تسريبات-ويكيليكس-الحقيقه كونها فضيحه والفضيحه كونها -واقع-
- من اعادة تشكيل وعى الاخر الى الايمان بالذات وقدرتها- الانجاز ...
- أمة بين رجلين
- الصراع على القبيله جزء من الصراع على الدين
- البقاء على قيد الكتابه فى مجتمعات - الفرجه-
- قصور الدوله لا اكتمال الكتله
- الذهنيه العربيه من الوصيه الى الوصايه
- لايجتمعان.... الاسطوره والديمقراطيه
- قلق الديمقراطيه


المزيد.....




- ضمت دولًا مثل السعودية ومصر وإيران.. نتنياهو يعرض خرائط -الن ...
- السوداني يعود إلى بغداد بعد مشاركته باجتماعات الجمعية العامة ...
- من جديد.. خرائط نتنياهو تعود إلى منصة الأمم المتحدة
- عدد من مندوبي الأمم المتحدة يغادرون جلسة الجمعية العامة أثنا ...
- لبنان يتسلم من الصين هبة بقيمة مليون دولار لمساعدة النازحين ...
- شاهد/انسحاب وفود دول منها ايران اثناء كلمة نتنياهو بالامم ال ...
- الآلاف في شوارع نيويورك تنديدا بخطاب نتنياهو المرتقب أمام ال ...
- من على منبر الأمم المتحدة.. نتانياهو: لدي رسالة إلى -طغاة طه ...
- دبلوماسيون غادروا القاعة لدى بدء كلمة نتانياهو في الأمم المت ...
- مباشر: تابعوا كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله