أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي بداي - أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....














المزيد.....


أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 00:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أ

ينتابني حذر شديد حين أود تبيان وجهة نظري في نظام عربي ما، ومبعث حذري هو ماكنت أقاسيه أيام نظام البعث أيام كنا نحن العراقيين نشكو لأخوتنا العرب سماجة هذا النظام ووحشيته اللامتناهية، فيجيبوننا بأن نظام صدام أفضل في كل الأحوال من الأنظمة الحاكمة في بلدانهم ، وكان ذات الشئ يحصل عند نقاشنا مع الأصدقاء الأيرانيين الذين لطالما أكدوا أن لامثيل لنظام الخميني في رجعيته وفساد إدارته. من العسير على المرء في بلد من بلداننا المحاطة بالأسلاك والمكتضة بالفضاءيات التي تجعل من يشاهدها يظن أن جنة الله على الأرض قد شيدت هناك للتو، من الصعب على ذاك الإنسان أن يحس بمعاناة غيره في ذلك البلد.
قضيت سنة كاملة من حياتي في دمشق أيام الرئيس الراحل حافظ الاسد ، لم أشعر خلالها أنني في بلد غريب ،ولم أحس بإحساس المطارد الذي كنت اقاسيه وأنا في بغداد أو البصرة أيام صدام ، لكنني سرعان ما أدركت لاحقا ان وجودي كعربي مقدر في دمشق لا يعطيني الحق بالإنطلاق من حالتي لتزكية النظام فوضعي الشخصي كغريب، مع ضرورة أن يجعلني أبقى وفيا لمن أكرمني ،يتوجب أن لا يعميني عن تلمس معاناة المواطن الذي تنظر له حكوماتنا كعدو أول لها..
لي في تونس أصدقاء قضيت معهم شطرا من سنين الدراسة في براغ في ثمانينات القرن الماضي، مازلت أذكر للآن محاولاتي وجهودي معهم قبل أن تبدأ حرب الخليج الثانية في أعقاب إحتلال الكويت من أجل تبيان حقيقة صدام حسين وعزمه على حرق العراق كله ونفط الكويت بقرار إرتجالي ، وكيف أني كنت أرسم لهم ملامح المعركة التي يخطط صدام لمواجهة الأمريكان بها ، قلت لهم أن صدام لايملك الا سيفا من خشب ، وحين سينكسر السيف من اول مبارزة سيولي الأدبار ويترك الجنود وضباطهم طعاما لنيران الحلفاء..لأن صدام ليس بالشخص النظيف البديل عن العفن العربي فهو بالذات مؤلف من أكثر عناصر العفن فسادا بل ودمارا .
وقد أفلحت في نقل صورة للواقع الذي أتى لاحقا، بشكل مطابق الى حد كبير لما رسمته ، صورة أثرت في معظم أصدقائي التوانسه فجعلتهم يحتاطون لعنتريات صدام اللاحقة ، وأنا الأن أتذكرهم، فأ تجنب ما وقعوا هم فيه من تسرع ، أحاول أن لا أطلق لنفسي العنان في تقييم ماجرى في تونس من أحداث فأحاول أن أنسى أنني كنت أعتقد أن تونس قد حققت أفضل معدلات نمو إقتصادي من بين الدول العربية ،وكنت على بينة من المستوى العلمي المرموق للجامعات التونسية، ولطالما تمنيت أن تحدث حكومة تونس القفزة فتضرب المثل فتطلق حرية التعبير وتسير تدريجيا بإتجاه الحل الديمقراطي لمشكلة الحكم ، علنا نكسب بلدا عربيا واحدا يتحول للديموقراطية دون خسائر ودون مرور بنفق يقودنا الى الخلف حيث أيام التاريخ المظلمة، ولكن أعود وأقول ليس بالعلم وحده يحيا الإنسان ولا بالنمو الإقتصادي وحده ترضى الشعوب وأهل تونس أدرى مني ومن غيري بشعابها .
لم يكن زين العابدين زين العابدين كما بينت الأيام، ولكن ما أخشاه أن لايكون هو أسوأ العابدين، بل أن أسوا العابدين هو من ينتظر جزع الشعب التونسي ليسوق بضاعته العفنة المغبرة بتراب التأريخ وعرض مخطوطات الأولين كنقيع لشفاء البدن العربي من أدرانه كما عرض الخميني لشعوب إيران الجازعة من إستبداد الشاه بهلوي نقيع ولاية الفقيه فوقعت الشعوب المتحضرة التي كانت تنبض بالحياة صرعى في شراك الإستبداد الديني لتنزلق بعدها الى ظلمات لاسبيل واضح في الأفق للإنعتاق من دياجيرها، آنذاك سيحدث ما لا اتمناه لأصدقائي التوانسة ، أعزائي ياأهل تونس تحية لكم ، ولبسالتكم ..إنتبهوا لكي لايحل أسوأ العابدين محل زين العابدين!



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة أوهام لتبرير إستعباد الناس بإسم الدين
- 2011 عام العالم العراقي -عبد الجبار عبد الله- بمناسبة ذكراه ...
- البحث عن أخبث رجل في العالم
- رد السيد علي الدباغ على مقالة علي بداي
- حقيقة تزوير المالكي لشهادة وزير التربية
- لو اسس عراقيو الخارج حزبهم الخاص
- الانتخابات عيد العراقيين الوحيد
- هل تسعى جهة ما لتدمير العراق سرا بالسلاح الايكولوجي؟
- الجعفري يبدا حملته الاتخابية بمعلقة عنصرية
- اممية المشرفين على -الحوار المتمدن - في زمن الطوائف
- -أيام بغداد- اجعلوني وزيرا بلا راتب ولاحماية!
- عبد الكريم اسكن الفقراء وبقي هو بلا بيت
- 1000 دولار مساهمتي لتاسيس فضائية اليسار العراقي
- عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي
- بسمه تعالى ....سنسرقكم
- كم يتقاضى قادة العراق الجديد؟
- ميثاق شرف لانقاذ العراق ....نداء للموقعين على نداء-مدنيون- و ...
- هل نحن امة عبيد ايها السيد المالكي؟؟
- شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني


المزيد.....




- حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة ...
- من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2 ...
- بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس ...
- لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا ...
- 20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا ...
- من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم ...
- مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي ...
- الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
- -الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي بداي - أصدقائي التوانسة ..إحذروا من أسوا العابدين بن....