أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى محمد غريب - مخاطر مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي















المزيد.....

مخاطر مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 23:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل هروب زين العابدين كنا قد أشرنا حول الاحتقان الجماهيري وأسبابه ونتائجه ليس في تونس فحسب بل في جميع الدول التي تنتهج سياسة تجويع الجماهير واستعمال العصا ضد المطالبين بالحريات المدنية والديمقراطية، عن تلك الإشارات حول مدى الاستفادة من الاستمرار في نهج الانتفاضة حتى النصر الأكيد تعني قلقنا المشروع حول الالتفاف على إرادة الجماهير التونسية وقلب الموازين تحت شعارات تخديرية " المخاطر التي تحيط بالوطن " أو حجج حول البعض من التجاوزات والتخريب ضد المؤسسات وغيرها وبالتأكيد أن البعض من عناصر تابعة لزين العابدين وحزبه أو رجال أمنه المدربين والميليشيات التابعة للأمن الرئاسي ذوي الماضي الموغل بجريمة اضطهاد المواطنين واعتقالهم وتعذيبهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وعلى ما يظهر وحسب الأخبار أن اللجان الشعبية التي شكلها المواطنون لحماية الممتلكات والمنشئات استطاعت أن تلقي القبض على عدداً من العصابات التي عاثت خراباً ونهباً في العديد من المدن التونسية كما إن هناك إطلاق رصاص متبادل في بعض الشوارع وبخاصة شارع الحبيب أبو رقيبة الرئيسي في العاصمة، كل ذلك يبين أن هناك مخططاً تخريبياً وضع قبل فرار زين العابدين الذي وزع السلاح والمال وأصدر قراراً بخلق البلبلة وعدم الاستقرار في تونس، لقد فر زين العابدين كأي دكتاتور جبان وهو مصير محتوم يذكرنا بمصير الكثير من الدكتاتوريين في التاريخ الذين عاثوا فساداً وظلما وحين تدق الساعة يلوذوا هاربين كالجرذان محملين بالمال الذي سرقوه من قوت شعوبهم، هرب زين العابدين وعائلته لكن البعض من أتباعه أصبحوا في قمة السلطة الجديدة وهي حالة فريدة في عرف الانتفاضات، شركاء الأمس الذين ترفهوا بنعيم السلطة والمال والجاه والمناصب الحكومية لن يكونوا "مهما قيل" بجانب الانتفاضة وهم الآن محمييون من قبل الجيش الذي يحترمه الشعب التونسي ويكن له المعروف في حماية ممتلكات المواطنين وهو ليس كرجال قوات الأمن والشرطة الذين شاركوا في القمع والقتل، القلق ونقولها بصراحة هو الخوف من إعادة السيناريو لمجرد التطمين والتهدئة والبعض من الإصلاحات وهذا ما حذرنا منه ولهذا يجب أن يكون الحذر والتهيؤ مستمرين بدون تراخي أو تقاعس عن المهمات التي يجب أن تحقق دولة القانون والديمقراطية، نعم لقد فر الدكتاتور ونجا بنفسه وعائلته لكن بعض أركان النظام باقين في تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية التي تقوم على أساس الدستور القديم واقتصرت على الأحزاب المجازة من قبل زين العابدين ونظامه وهذا أول تجاوز على روح الانتفاضة والمنتفضين والشهداء فتشكيل الوزارة بهذا الشكل يعني أن هناك إقصاء واضح لأكثرية الأحزاب التي كانت معارضة للنظام ودليل لا يقبل الشك بعودة حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يقود السلطة ورموز النظام إلى تشكيلة الحكومة الجديدة ويستفسر المراقبون
ـــ كيف تستطيع هذه الحكومة أن تنقل البلاد في مرحلة انتقالية إلى الديمقراطية وإجراء انتخابات نزيهة ومحاسبة الفاسدين في النظام السابق؟ وإذا افترضنا ذلك كيف يمكن معالجة قضايا البعض منهم ولا سيما الفاسدين وهم لحد فرار زين العابدين كانوا إلى جانبه وأعضاء في حكومته!
هناك عشرات الاستفسارات والمخاوف على إمكانية إنتاج نظام شبيه بالسابق وضياع أهداف الانتفاضة والاكتفاء بالإصلاحات الفوقية دون الحلول الجذرية التي قامت من اجلها وما قدمته الجماهير الشعبية من تضحيات كبيرة وليس كما يدعي البعض ووصفها بثورة الياسمين كما وصفت في السابق الثورة البرتغالية بثورة البنفسج بل هي انتفاضة بالدم وما قدمته الأكثرية من الشعب التونسي ولسنوات طوال وخاصة (23 ) من حكم الدكتاتور وطغمته، ولهذا قد تكون الفترة الانتقالية أصعب مما يتصوره البعض ولا سيما النائمون في العسل معتقدين أن الجادة أصبحت سالكة المرور وستكون الديمقراطية سهلة المنال وفي متناول اليد، لا أيها السادة أن الخطر الآن وفي ظل الحكومة الحالية التي تشكلت من رموز النظام السابق والفترة الانتقالية هو أكبر وأوسع ويجب أن يحسب لهما مليون حساب وفي مقدمتها عدم التراخي واستمرار التهيؤ والاستعداد والمراقبة فالنصر الذي تحقق بسبب عزيمة الشعب التونسي لا يمكن أن يكتمل إلا بانتصار كامل للديمقراطية ومعالجة القوانين الجائرة واحترام حقوق الإنسان في الانتماء الفكري والتنظيمي والسماح لأحزاب المعارضة التي كانت ملاحقة وتعمل بشكل سري السماح لها بالعمل العلني وكذلك الاشتراك في الحكومة الانتقالية ثم دخولها الانتخابات القادمة بكل حرية ودون ضغوط أوالتحجج بالدستور القديم الذي يجب أن تعدل العديد من بنوده لأنه من صنع زين العابدين والطغمة التي كانت تسهل له عملية الحكم والسيطرة وقمع المعارضين لسياسة الإلغاء والإرهاب والبطش الدكتاتوري.
نعيد التذكير لن تكون الجادة سليمة المسلك ولن تترك إرادة الجماهير على حالها فبالإضافة إلى المخاطر الداخلية التي رأيناها في العصابات والميليشيات وأمن الرئاسة وكل الذين لديهم المال والسلاح من أقطاب النظام السابق فهناك أيضاً مخاطر خارجية تريد نوعاً ما من الديمقراطية وليس الديمقراطية المعروفة على الرغم من رضوخها الآني وتصريحات حول عدم التدخل في شؤون الشعب التونسي، فقضية الصدمة سوف تتحول إلى لملمة القوى المناوئة العلنية والسرية ثم العمل على التقويض وإعادة تونس المحمية الغربية المضروب فيها المثل بالاستقرار والتقدم والديمقراطية والمثال إلى جادة التعقل وجادة الصواب حسب تعبيرهم!! ليس بعودة زين العابدين فهناك من يتربص وقد يكون ألف أو أكثر من زين العابدين منتظرين الفرصة لكي يُفرغوا الانتفاضة من مضمونها الهادف للتغيير وللحريات العامة والديمقراطية المنشودة واكبر مثال تكليف ( محمد الغلوشي ) بتشكيل الوزارة هذا الرجل المعروف بخدمته الطويلة للدكتاتور وعائلته الفاسدة ولأكثر من عشرين سنة سوف يسعى بكل جهده ليضمن مصالح التابعين ومصالح الغرب ويضعهما فوق مصالح الشعب التونسي وإذا قدر لهذه المؤامرة النجاح فسوف نقول اللهم ارحم الشعب التونسي ونضاله الطويل وانتفاضته المخضبة بالدم والرصاص فالتاريخ لا يرحم من ينسى ويتراخى عن المطالبة بالحقوق المشروعة، إن اشتراك البعض من أحزاب المعارضة والنقابات شيء مقبول ولكن علينا أن لا ننسى اشتراك البعض من وزراء زين العابدين أيضاً وهم وزراء المالية والدفاع والداخلية وهي وزارات مهمة وتعتبر سيادية وغير عادية وقد بانت أول ردود الفعل في الشارع التونسي وجوبه بالرفض والاحتجاج من قبل الجماهير وأحزاب المعارضة.
إن الانتفاضة كما اشرنا أسقطت زين العابدين وجعلته يفر لكنه ترك خلفه من يواصل التخريب فهل ستسمر الجماهير برفض أزلامه ومراقبة تنفيذ الوعود التي صرح بها رئيس الوزراء محمد الغوشي من إجراء إصلاحات جذرية ومحاسبة الفاسدين والمتجاوزين الذين قال أنهم سيشكلون لجنة تحقيقية للتحقيق في التجاوزات الأخيرة! وتناسى ذكر التجاوزات التي حدثت في كامل عهد زين العابدين، فماذا يعني من وراء ذلك؟! وتناسى لماذا هبت الجماهير التونسية لكن هذه الجماهير عليها أن لا تنسى وإلا ضاع كل شيء



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطع رؤوس عراقيين في السعودية بين الواقع واللاواقع
- الاحتقان الجماهيري بسبب البطالة وسياسة العصا الغليظة
- أدوات وآليات الهجوم على القوى العلمية والديمقراطية
- حق تقرير المصير والكيل بمكيالين
- العام الجديد وعار موشيه كاتساف
- خطوات على طريق مشروع الدولة الدينية
- الحكومة العراقية وحكام طهران وسكان أشرف
- الشيخ القرضاوي والصحوة الإسلامية في الحجاب
- أعياد الميلاد وسلبية الإلغاء
- الحكومة العراقية الجديدة والمهمة الأمنية الأولى
- مستقبل بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية
- حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي بقصد تشويه الحقيقة
- ثقافة الاضطهاد وحجب الحريات الشخصية والعامة
- الحكومة الجديدة ومهمات المرحلة الراهنة
- الصفقة السياسية نسخة طبق الأصل من الأولى ولكن!..
- علامات ضوئية لامرأتين
- إذا لم تستطع الحكومة حماية نفسها فكيف لها حماية المواطنين!
- الاغتيالات المنسية للمثقفين الوطنيين والديمقراطيين
- لن تكون الطاولة المستديرة الحل الشافي
- أهداف سياسية لإفشال الإحصاء السكاني الوطني في العراق


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى محمد غريب - مخاطر مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي