|
ستبقى تونس ينبوع التحرر والتقدم
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 17:25
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
ستبقى تونس ينبوع التحرر والتقدم منذ زمن طويل ، وقوى التحرر والتقدم ، تراقب القمع والتسلط والاستبداد الجائر ، الذي تعاني تونس وشعبها المناضل ، من خلال ممارسة السلطة الفاشية ، بقيادة زين العابدين بن علي وزمرته القذرة ، والهارب من وجه العدالة ، لشعب مظلوم ، متطلع للحرية والتقدم ، لحياة جديدة كريمة ، والانعتاق لكل ما هو متخلف انساني ، اسوة بالشعوب المحبة والمتطلعة للحرية والتحرر والبناء الانساني ، وفق مباديء حقوق الانسان العالمية ضمن المواثيق الدولية المقرّة ، بما فيه حماية ورعاية الطفولة والامومة ، وتامين حياة لائقة للشيخوخة وضمان الصحة الانسانية ، ومقاعد الدراسة للشبيبة ، بمجانية التعليم في كافة مراحله الدنيا والعليا ، وضمان صحي واجتماعي ، تلك هي مهام مؤسسات الدولة للبناء الديمقراطي ، لوضع اسس معالجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي في البلد المعني. نتيجة لعنف السلطة وجبروتها واستهتارها ، بالسيسطرة على الدولة و ممارسة عنف بشع ضد الشعب ، خلق دمار وخوف ، قلّ نظيره في التاريخ ، بالمقابل كان النضال الجماهيري ، يتعمق ويتصلب عوده وعنفوانه ، ضد طغاة الشعب وسلطتهم الظالمة ، ونظامهم الاستبدادي الاسود ، مقارعين صلفتهم وعنجهيتهم وتنكيلهم وسرقاتهم ونهبهم وسلبهم ، لاموال الشعب ودمار بلدان المنطقة وتونس احدها ، انه صراع مرير ومستديم ومتواصل ومعمر ، بين الخير والشر ، وبين الحياة والموت ، وبين الجهل والعلم ، وبين الوعي واللاوعي ، وبين الامي والمتعلم ، وبين التقدم والتأخر ، وبين الغباء والثقافة وبين القديم والجديد. دماء شهدائنا في تونس ، هي بالتأكيد دروس مستنبطة ، من واقع مر ومرير ، في الاتجاه الوطني لحياة انسانية محقة ، من خلال نضال بطولي وصمود فريد ، قلة نظيره في العالم ، وهي دروس تاريخية عميقة ، في مقارعة الظلم والفساد والمفسدين ، انها رسالة حق ضد الباطل ، ورسالة امن وامان واستقرار ، بالضد من التشرد والغربة والتغريب القصري والاختياري ، لشعوب المنطقة التي عانت وتعاني ، الامرين سلبا وقتلا وحروبا مدروسة ومدوية ، في قتل الانسان اولا ، ودمار وجوده ثانيا ، والسيطرة عليه ثالثا ، برعونة واساليب العبودية الجديدة ، تحت نظرية التابع والمتبوع ، فاقد للكرامة وللحياة الاجتماعية المتغيرة ، مع تطور الزمن وتقلبات العصر ، وتحديث الحياة الانسانية . نموذج تونسي جديد ، هو محصلة عمل فعلي مدروس ، مسنبط من طبيعة الصراع وحاجات الناس ، لخبز وافر وعمل واجد ، ورغم مرارتها وقساوتها على الشعب التونسي ، المتطلع نحو الحرية والخبز ، لسد الرمق وتدبير الامر ، هو انعكاس لواقع مأساوي ، يعم المنطقة كاملة ، وعلى شعوبها ان تقول كلمتها المطلوبة ، في زيادة اللحمة الوطنية ، وتغيير الذات نحو ما يخدم ، العموميات من دون مصالح ذاتية ونفعية خاصة ، كونها قاتلة للذات الانسانية والوطنية المحقة ، بأنانيتها المقيتة فاقدة الوعي ، ومهزلة بناء عقلية متخلفة ، للانسانية الفردية ، التي لا يمكنها تغيير اي امر معين ، بالعمل الفريد وفق تلك الذاتية المريضة العليلة المهزوزة ، التي لا تقدم بل تؤخر وتؤذي ضمن الواقع والهدف الانساني المطلوب ، ذكرا وانثى على حد سواء ، وهذا يتطلب ، الوعي الكامل نسبيا ، ضمن امكانيات لا يستهان بها ، وتضحيات غير قياسية ، وثقافة وتعلم وعلم رشيد ، لاحقاق الحقوق ، تنفيذا للواجبات الوطنية ، وحبا بالمجتمع عموما ، بعيدا عن الخاص ضمن الخصوصيات الخاصة لمنافع فردية قاتلة للفرد وللمجتمع عموما ، وهو الدرس الحكيم لتغيير واقع معتم مظلم منحط ، بعيدا عن الطائفية والمذهبية والاقليمية والعشائرية والاثنية القومية ، ونضال التونسيون هو الساري والمغذيي لجميع الشعوب في المنطقة ، له فعله المؤثر في الحدث، ايجابا للشعب والوطن ، وسلبا على السلطات المثيلة لسلطة تونس السابقة ، ومثال ذلك ، السلطة الليبية الساعية ، لتوريثها لسيف الاسلام ، بعد والده القذافي ، كما المصري الحالي مبارك ، ليولي ابنه الرئاسة من بعده (جمال مبارك) ، وكما حصل فيي سوريا الاسد ، ليبقى ابن الاسد نفسه ، عاشقا للسلطة ، وما حدث من نغيير ي العراق على ايدي المحتل الاجنبي ، في هدم الدولة العراقية ومؤسساتها ، ناهيكك عن استمرار تسليم السلطة القائمة بتغذية طائفية عنصرية ودينية ، بعيدة عن حب الوطن والمواطن ، والغارقة في الفساد المالي والاداري ، وتعميق البطالة على الناس وزيادة الفقر والغنى معا ، من جراء تفعيل نظرية السارق والمسروق توازنيا ، مشوهين الديمقراطية الانتخابية المفصلة على قياس الاثنية والعشائرية والطائفية الدينية ، بعيدا عن الانسان العراقي وحريته والوطن ، وما يعانيه السودان من تقاتل وصراع وتقاسم وتقسيم الوطن وتشتيته ، وهلم جرا مع بقية حكام المنطقة ، ولا اعتقد الشعوب بعد الان ، ترضى بما وقع ويقع عليها ، من ظلم واستبداد ورعونة وصلافة وعنجهية قاتلة للانسان ، وتلك هي مهام الشعوب في الانعتاق بما يحيطها ، ويمارس ضدها ، يتطلب منها تاريخيا بالقبول ، بما يخدمها ويوفر عيشها ويسعد شعبها ، ويؤمن ويوفر استقرارها وحياتها نحو الافضل والاحسن ، وهذا يتطلب شدة ورد ، تشم من الناس جميعا ، وحزمة عيدان صلبة تصان ، ولا تتكسر ، لقوة شعب يعشق الحياة ويحبها ويصونها ويطورها لفائدة الانسان والتربة معا ، حبا ومحبة بالناس ، الذين اوقدوا اجسادهم لضياء شعبهم وأنارة دربهم ، لننحني امام قامة الشاب التونسي البطل ، الذي اشعل فتيل الحرية ، ليوقد جسده من اجل شعبه ووطنه وللانسانية ، انه شعله حب ومحبة وخير وسلام وسعادة ، سيبقى جسده خالدا مخلدا مدى الحياة ، وفكره يشع الى انحاء العالم اجمع.
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحقا!! المشاركة الوطنية ، توفقت ي تغييب 60% من شعب العراق ؟؟
-
التطور الاجتماعي ، كفيل بالبناء الديمقراطي في العراق
-
العراقيون في فكر وقلب الدكتور كاظم حبيب
-
حكومة بغداد ومحافظات الجنوب تمارس دكتاتوريتها من جديد!!
-
لا .. يا منظمات شعبنا الكلداني لسنا ضد الوحدة .. ولكن!!
-
الرفيق العزيز يوسف ألو
-
الحزب الشيوعي جامع للقوميات المختلفة وليس العكس
-
البرلمان العراقي محقا في اختياره ، لكنه عليل في أنصافه
-
لا مزايدة على نزاهة وأخلاص ووطنية المسيحيين
-
الدروس المستخلصة من ضحايا سيدة النجاة
-
الحوار المتمدن يستحق الكثير من جميع النواحي الادبية الفكرية
...
-
وحدة شعبنا في الميزان (3) الأخيرة
-
مذبحة صوريا الكلدانية الكردية-عراقية لكل العراقيين
-
الوحدة المنشودة لشعبنا في الميزان(2)
-
الوحدة المنشودة لشعبنا في الميزان(1)
-
محمود عثمان والبرلمان الاعرج والتدخلات الخارجية
-
كيفية تحول الحزب الشيوعي العراقي .. الى حزب شعبي؟؟!!
-
حكمت حكيم كما عرفته!!
-
الاخوة القراء الافاضل
-
ثامر توسا وحكاية الواوات وأشورة بلاد الرافدين
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|